الفصل الاول
عُقاب شمهورش
مفيش حاجه اسمها أنا ضحية لشيطاني، مدام أنا إنسان عندي عقل بفكر بيه وبيساعدني على إتخاذ قرارات فمستحيل أكون ضحية لشيطان، أنا أو غيري بنكون ضحية أفكارنا، وتصرفاتنا وقرارتنا إللي بنكون عارفين أنها مش الأصح، أنا هحكيلكم الحكاية بسرعة، بس إللي عايزكم تعرفوه هو أني مش مجنون، ولا عمري كنت مجنون... أنا بس واحد حب وعشق وطلب الحلال، وكأني باللي عملته ده طلبت الشر إللي يلاحقني عمري كله، اسمي قابيل، دلوقتي عندى تقريباً على ما اتذكر ٣٥ أو ٣٨ سنة، بصراحة مش فاكر بالظبط أصلا أنا مش فاكر أنا هنا من امتى علشان اقدر أحدد فات على اخر عيد ميلاد ليا كام سنة، ما هو إللي حصل كان يوم عيد ميلادي ال٣٤، لما كنت بحتفل أنا وابويا وخطيبتي ايات واختها سهر ووالدتهم بعيد ميلادى، أنا بكالوريوس تجارة، موظف في بنك محترم من غير وسايط، اصلنا من الصعيد وكانت دراستي في القاهرة وبعد ما اتخرجت واتعينت والدتي اتوفيت ولقيت أن الحل الانسب هو أن أبويا الحاج بركة ييجي يعيش معايا علشان نبقى ونس لبعض، وبرغم أن أهل أبويا وعيلتي يسدوا عين الشمس، إلا أني ليا مكان مميز في قلب أبويا خلاه يقاوم رغبته في أنه يكمل الباقي من عمره في بلده وبيته ووسط ناسه إللي عاش عمره بينهم، مش هحكي ليكم تفاصيل عن قبل ما نستقر في القاهرة، لكن هنتكلم عن إللي حصل بعد استقرارنا بأسبوع...
بابا:
هو أنت ياولدي ملقيتش حتة مقطوعة أبعد من إكده علشان تجيبنا نسكُن فيها؟
رديت وأنا بضحك على لكنته إللي بحبها:
مالها بس الشقة؟ دى جميلة ومريحة وهادية، وبعدين يابابا قريبه لشغلي.
بابا:
هو أنت كل ما هتحدت معاك تضحك على كلامي عاد؟ قاعدتك في مصر نسيتك كلام ناسك ياابن بركة؟ ماشي يابني أتكلم معاك زى ما أنت اتعلمت تتكلم... أنا البيت ده ساكت كده وبيزهقني، ده أنا لما بنزل أصلي مش بلاقي فيه عشرين نفر على بعض، مفيش جيران حوالينا يعملوا حس، مفيش صوت في الشارع يقول أننا في العمار، ده حتى أنت مستقرب مشوارك لشغلك بسبب عربيتك إللي تحت رجليك، لكن احنا مطرفين وبعاد يابني عن العمار وأنا زهقت من السكوت إللي محاوط المكان ده.
رديت على أبويا بأبتسامة:
حقك عليا يا ابو قابيل، أولا أنا مقدرش اضحك على كلامك ده أنا بضحك من فرحتي بسماع صوتك وطريقه كلامك إللي مبقيتش أنا عارف أتكلم بيها، بس أنا قاعدتي لحالي هنا في سنين الدراسة خلتني ازهق واتعب من صداع البلد ودوشتها، لكن ليك عليا أدور على بيت تاني في مكان يعجبك، هيكون مليان ناس ودوشة كمان... إيه رأيك بقى ياحجوج؟
أبويا وهو بيضحك:
بقيت بكاش ياقابيل، القاعدة لحالك علمتك الاونطة.
حضنت أبويا:
عمري ما ابكّش عليك ياحاج، كفايا أنك سيبت بيتك وناسك علشان تبقى الونس ليا هنا.
أبويا:
عقبال ما اسيبك أنت بقى علشان اقعد بأحفادي ياقابيل، عايز الحق افرح بيهم ياولدي قبل ما يأذن المولى بميعادى.
رديت بخوف:
ماتقولش الكلمة دى يابابا، أنت عارف أني مبحبش الكلام ده، ربنا يبارك في عمرك ويخليك ليا، ومتستعجلش على الاحفاد، جايين جايين.. هقوم بقى اتوضى وأصلي الصبح واتوكل على الله.
أبويا:
ربنا يوقفلك ولاد الحلال ياولدي، ويهديك لنفسك ويريح قلبى عليك.
بوست رأس أبويا إللي عندى أغلى من روحي ودخلت اتوضيت وصليت وجهزت ونزلت شغلي، موظف حسابات زى أي موظف، علاقاتي محدودة ومحترمة مع كل زمايلي، في شغلي بيُشيدوا بأجتهادي وتفوقي في الشغل برغم أني يعتبر جديد في التعيين.
مستر مجدي:
قابيل، فيه موظفه جديدة نازلة معانا فترة تدريب، عايزك تكون مسؤول عن تدريبها لمدة أسبوع، وتقييمك ليها هيكون على أساسه هتتعين ولا لاء.
رديت بحماس لثقته فيا:
بسيطة يامستر مجدي، شكرا لثقة حضرتك فيا
مستر مجدي:
هي بلدياتك من الصعيد، قولت أنت أنسب لتدريبها من جميع النواحي، الدماغ الصعيدي دى ليها معاملة خاصة...ههههه.
ضحكت وأنا بقوله:
كلها دماغ يامستر، يعني هو هيبقى الدماغ الصعيدي فيها إيه مش في دماغ القاهراوي مثلا؟ لكن على العموم خلال أسبوع هسلمك تقييم لموظفة تستاهل التعيين مديرة حسابات.
مستر مجدي بيضحك:
شوفت بقى دماغ الصعايده؟ أهو عايز تمشيني من منصبي بدري وتخلص مني..
ضحكنا سوا وهو عارف أني بهزر معاه، ولأنه كان بيحترمني وبيحترم شغلي وتفكيري كانت علاقته بيا ودودة شويتين، دخل مكتبه وبعد شوية وقت طلبني أنا ومعايا زميل وزميله تانيين، دخلنا مكتبه وكان فيه اربع شباب وبنات قاعدين، بنتين وشابين، ابتسم مستر مجدي وهو بيقول:
اعرفكم بالتعيين الجديد يا اساتذة، الإنسة روضة بكالوريوس تجارة إنجليزي بتقدير امتياز، الآنسة ايات بكالوريوس تجارة عربي بتقدير جيد جدا، والاساتذة محمد ورامي تجارة إنجليزي بتقدير جيد جدا، وهيكون تدريبهم معاكم ومسؤليتكم، آنسة آيات تدريبك هيكون مع مستر قابيل، آنسة روضة هتكون معاكي يا استاذه فكرية، والأساتذة معاك بقى يامستر خيري.
كلنا ابتسمنا ورحبنا بالتعارف والتعاون على الرغم من أن مستر خيري قفش من أنه هيكون مسؤول عن الشباب مش واحدة من البنات لكن الموضوع مش مهم أوى يعني، انتهينا من التعارف في مكتب مستر مجدي وخرجنا على مكاتبنا نكمل شغلنا والمتدربين معانا،،
ايات:
أنت منين من الصعيد يا مستر قابيل؟
بصيتلها وأنا مبتسم:
اسيوط، هو مستر مجدي لحق يقول؟ هههه.
آيات بأبتسامة:
لاء الدم بيحن بس، مستر مجدي مقالش حاجة، اتشرفت بمعرفتك.
رديت بذوق:
الشرف ليا، حضرتك منين من الصعيد؟ بس انا مستر مجدي إللي قاللي.
أيات:
أنا من سوهاج، لكن جيت أنا وأمي واختي من اسبوع علشان نستقر هنا، بعد ما....
لاحظت سكوتها المفاجئ، وبرغم أني مش فضولي، وبرغم أني مستغرب من أنها ابتديت هي التعارف والكلام إلا أني كنت عايز اعرف سابوا البلد بعد ما.....ايه؟
لكن سكوتها أحرجني أني اسأل، وكمان عدم اهتمامي إللي حاولت اوضحهولها بالتجاهل عن الاستفسار خلاها تسكت تماما، وابتدينا شغلنا، مش عارف ليه حاسس أن عندها كلام عايزة تقوله، خاصة لما بصيتلها فجأة وأنا بوضحلها حاجة ولقيت شفايفها بتتحرك وهي باصة في إتجاه فااااضي، حسيت أنها مجنونة خاصة لما التفتت ليا فجأة وقالت بأنفعال:
ما تركز في إللي بتعمله.
اتخضيت من طريقتها، واتصدمت، بس صوتها إللي اترفع عليا سبب غضب جوايا كان الغالب على خضتي وصدمتي وده خلاني اقولها:
اتفضلي يا استاذه روحي قولي لمستر مجدي أني ممتنع عن تدريبك...
سيبتها ومشيت طلعت الكافيتريا أشرب قهوة وأنا مش طايق نفسي، تقريبا كنت عايز اخانق دبان وشي، خاصة أني كنت عايز اضربها بالقلم على وشها بسبب صوتها العالي، بس من جوايا اقتنعت أنها مش سوية، لحد ما جه صوت من ورايا بيقول:
لازم تفهم الحكاية علشان تعدي التصرف إللي حصل..بس من غير ما حد يعرف حاجه غيرك.
رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_74.html