" " " " " " " " عُقاب شمهورش الفصل الثامن
📁 آحدث المقالات

عُقاب شمهورش الفصل الثامن



رجعنا يا قابيل من عند الشيخ للبيت وانا جوايا نار قايدة من خوفي على بناتي، مش عارفة هتصرف ازاي ولا المفروض اعمل ايه، لقيت سهر بتكلمني بهدوء وحزن على اختها وبتقولي:
- بصي يا ماما اي حاجة فى مصلحة ان ايات تفضل بخير انا هعملها، حتى لو قربي من ربنا هيسبب اذى ليها انا مش هعمل اللى الشيخ قاله..
رديت عليها بغضب وانفعال وانا بقولها:
- ارحميني يا سهر انتي كمان، حرام عليكي كفايا اللى ابوكي عمله فينا، انتي اعملي اللي الشيخ قاله بالحرف، واختك ربنا يسهلها ونشوفلها اي حد ابن حلال ياخدها يراعي ربنا فيها وينقذها من ايد ابوكي وعفاريته، حسبي الله ونعم الوكيل.
سهر:
- يا ماما مش هيبعد بابا عن ايات وانتي عارفة، دى البوابة بتاعته اللى اتفتحت على الكنز اللى مش هيستغنى عنه حتى لو هيضحي بينا كلنا، بابا مش هيسمح بجواز ايات ولا بعدها عنه...
قاطعتها ياقابيل وانا هتجنن من كلامها:
- متقوليش كده يا سهر، ان شاء الله ربنا هيساعدنا ويبعده عننا، ان شاء الله ربنا هيخلصنا من الكابوس اللى احنا فيه ده على خير...لازم يبعد عنها...لازم يسيبها علشان مخسركمش يابنتي، انتم ورثي اللى طلعت بيه من الدنيا يا سهر مش هسيبه يضيعكم مني..
سهر بحزن:
- خايفة ياماما، خايفة منه و خايفة من ايات وعليها كمان...خايفة من عُقاب...
رديت عليها وانا كمان حاسة بالخوف:
- بصي انا هنزل اتكلم مع ابوكي لعل وعسى ربنا يهديه ويسمعلي، مش هجيبله سيرة الشيخ بس هجس نبضه كده فى انه يبعد عن ايات ويحاول يخلي شمهورش ده اللى كان بيشتغل معاه من سنين يساعده فى ان اللى على ايات ده يبعد عنها...هشوف رده ايه، وعلى حسب رده على حسب اللى هيحصل بقى.
سهر:
- ماشي يا ماما، بس بالعقل، اتكلمي معاه بالراحة ومن غير مشاكل انتي عارفة بابا ممكن يقلب البيت علينا فى ثانية، وبدل ما يبعد عفاريته عن ايات يجيبلنا باقي عشاير الجن يسكنونا كلنا.
سيبت سهر وطلعت من الاوضة وانا من جوايا بقرأ القرأن كله، هو جوزي اه لكن قربه من الجن والعفاريت خلاه يتخاف منه، ماهو انا برضو بني ادمة وبخاف من السكك دي بس اعمل ايه بقى مجبرة على العيشة، روحتله المندرة بتاعته كان عنده ناس، فضلت مستنية لما الناس تخلص علشان اعرف ادخل اتكلم معاه، كانت ايات معاه فى الاوضة علشان شغله طبعا، وانا برة قلبي واجعني عليها بس ما باليد حيلة...فات ييجي نص ساعة لحد ما الناس خرجت وبعدها ايات طالعة من الاوضة شبه المعميين على عنيهم، ولا كأني واقفة قدامها، ماشية بخطوات ثابتة بطيئة وعارفة هي رايحة فين كويس، وكانت داخلة الحمام، اطمنت انها مش طالعة لأختها فوق ودخلت انا لعبده، واتكلمت معاه فى اللى اتفقت عليه مع سهر بس اتصدمت من رده لما قاللي:
- يا ولية يا مجنونة، انتي عارفة يعني ايه واحد زى ابن شمهورش ده يحب بنتك ويعشقها؟ عارفة العز والفلوس اللى هنغرق فيهم هيكونوا عاملين ازاي؟
رديت وانا بحاول افضل هادية:
- ياعبده، دول بناتك ياخويا، دمك ولحمك وشرفك، ازاي عايز ترمي بنتك فى عالم جهنم ده بأيديك، هتسيب بنتك للجن والعفاريت يا راجل؟ فكر يا عبده بالعقل عيالنا دول مش حاجة هينفع تتعوض....
قاطعني وهو بيقول بصوت يرعبني:
- الكلام خلص، ده سيدي وانا مينفعش اخالفه، ولي نعمتي ونعمتكم وهو صاحب العز اللى عايشين فيه ده كله، مش هخسره لو قصاد خسارته دى هخسر روحي نفسها مش عيالي...اخسر روحي واحافظ على وجوده هو، غوري بقى من وشي بدل ما انتي عارفة ممكن اعمل معاكي ايه.
فهمت اني مفيش فايدة فى الكلام معاه، طلعت من المندرة وانا بقوله:
- مش هسيبك تضيع بناتي، الا بناتي يا عبده.
كنت بقولها وانا طالعة وهو حتى مهتمش ورد عليا، او حتى مش عارفة اذا كان رد بعد ما طلعت ولا لاء، جريت على سهر اشوفها نامت ولا صاحية، لقيتها قاعدة فى سريرها ماسكة المصحف وبتقرأ فيه، وكانت ايات من تعب الحضور عليها تعبانة مستحملتش انها تقعد بعد الجلسة وده خلاها نامت علطول، شاورت لسهر بالراحة انها تطلع برة الاوضة علشان نتكلم بعيد عن ايات، ولما قامت وطلعت برة لقيت نفسي بقولها:
- بصي يابنتي، هو ابوكم وانتم تزعلوا عليه وكل حاجة، لكن اللى بيعمله كُفر وشرك بالله ده فى المقام الاول، وانا رافضاه من زمان لكن انا مكسورة رقبتي بيكم معاه معرفتش ابعد...واللى عايزه يحصل دلوقتي هو انه يسمح انه يبيع بناته وشرفه وعرضه للعفاريت بتوعه علشان الفلوس ودى لعنة مش عايز يخليها لنفسه بس ده عايز يلعنا بيها معاه، انا مش هقبل ان انتي تعيشي فى الحرام مع جني ولا حتى انسان، لو قبلت الحرام على نفسي مجبرة مش هقبل اني اضيعكم واقبله عليكم...هو لوى دراعي بأيات لأني وقفت قصاده وقولتله لاء...لكن دلوقتي مش هقول لاء...انا هعمل لاء بنفسي.
سهر بأستغراب:
- مش فاهمة، يعني ايه هتعملي لاء بنفسك دى يا ماما؟
رديت عليها بثقة:
- يعني هنفذ رفضي من غير ما اقوله يا سهر، هعمل اللى ممكن متوافقوش انه يتعمل بس مفيش حل غيره...
سهر:
- وايه هو بقى ده اللى هتعمليه؟
لقيت نفسي ومن غير تفكير بقولها:
- هتقنعي عُقاب ده انك هتطاوعيه وهتبقى تحت امره من غير اي محاولات منع منك فى حالة انه خلصك من ابوكي...وفى حالة انه خلصك منه هتكوني تحت امره طول عمرك.
اتصدمت سهر من اللى قولته، كانت واقفة مش عارفة ترد عليا، وانا كمان كنت خايفة من اللى بقوله بس حاولت اطمنها وانا بقول كلام مش عارفة اذا كان هيبقى صح ولا غلط:
- متخافيش، يوافق هو بس انه يخلص على ابوكي، وانتي تبدأي من بعدها تعملي اللي الشيخ قال عليه، تتحصني كويس بكلام ربنا وعبادتك له، وهاخدكم ونبعد عن هنا وننسى كل اللى كان بيحصل، ولما مش هيعرف يوصلك يمكن يحاول يأذى ايات لكن هعمل اللى ما يتعمل علشان اعرف الاقي لها عريس بتاع ربنا يكون هو الحصن بتاعها منه.
قابيل بذهول:
- وانا العريس ده بقى؟
لقيتها بترد عليا وهي بتقول:
- والله يا قابيل مكنتش انت بالقصد، بس تقدر تقول ان فى كل صلاة كنت بدعيلها انها تاخد واحد بمواصفاتك دى، لحد ما فى غمضة عين ربنا وقعها فى طريقك، مع انها كانت رافضة اصلا انها تروح التدريب ده وانا اللى اصريت عليها...
قابيل:
- طيب ما تكملي ايه اللى حصل؟ وخلصتي ازاي من ابوهم؟ وسهر وافقت على طلبك ولا ايه؟ وعُقاب ده عمل ايه؟
رديت عليا ام البنات وهي بتقولي:
- سهر كانت خايفة من كل حاجة، خايفة على اللى ممكن يحصل فى ابوها، وخايفة من عُقاب وانها تدخل سكته بأى شكل من الاشكال، خايفة من رد فعله لو عرف انها ضحكت عليه وكانت عايزة توصل لحاجة معينة بس وقبلته لحد ما ينفذهالها، غير كل ده كانت مش عارفة ايه اللى ممكن يرد بيه عُقاب عليها فى حالة انها قالتله اللى اتفقنا عليه...
قابيل:
- وهو كل له رد على الكلام اللى قالته؟
رديت عليا وهي بتقولي:
- اومال هيعمل حاجة زى دي من غير مقابل؟ كان لازم يطلب اثبات ودليل على كلامها...وده اللى مكنتش عاملة حسابه....
قابيل بصدمة:
- اوعي تقولي طلب يعاشرها...
رديت وقالت:
- سهر مقتنعتش بسهولة، لكن اللى طلبه مكانش ده، هي عقبال ما وافقت على اللى اتفقنا عليه وده كان بعد ما شافت حالة ايات لما قرر عُقاب يكرر قربه من سهر مرة تانية وهي رفضت كانت عاملة ازاي، صعبت عليها اختها واللى بيحصل فيها بسببها، وعرفت ان الحل فعلا فى البعد عن المكان ده، وعن ابوها واللى بيعمله كله، وعرفت ان الحل الامثل فى اللى اتفقت معاها عليه علشان تقدر هي تقرب من ربنا وتحصن نفسها، وفي نفس الوقت يبقى فيه الفرصة اللى تساعدنا فى اننا نلاقى حد كويس يتجوز ايات من غير ما يعرف ماضى ابوها...مجاش فى بالنا ان حد ممكن ينزل من مصر علشان يروح الصعيد يسأل علينا...العذاب اللى كان بيعذبه لأيات مع رفض سهر له خلاها توافق على نها تساومه على الخلاص من ابوها، بس هو قال.....
عُقاب شمهورش
تعليقات