#لولي_سامي
رواية اختلاج روِح البارت السادس عشر
واخيرا وصلوا إلى مقر عملها فخرجت من سيارته وهي في كامل سعادتها ولكن قبل دلوفها لداخل الشركة خرج آسر من سيارته وناداها لتلتفت جودي اليه باستغراب وتحرك رأسها بتساؤل ليقول لها آسر/ نسيت اقولك حاجه مهمة فاقترب من أذنها وهمس بداخلها/ متبقيش تحطي البرفيام ده تاني وانتي خارجه ،انتي عارفه أنه بتاعي انا وبس وهتحطيه ليا قريب اوي.
ثم نظر لها وغمز بعينيه وابتسم وهو يراها جاحظة العينين ليكمل لها وكأنه لم يعبث بمشاعرها منذ لحظات / يالا هستناكي وانتي مروحه اوعي تمشي قبل ما اجي، ولو استعجلتي وعايزة تروحي اتصلي عليا هاجي هوا.
ثم عاد لسيارته وهو سعيد على إنجاح محاولته في التقرب منها مرة أخري واستشعاره أنها بدأت تتجاوب معه
نظرت جودي ببلاهه إليه محركه رأسها تميلها يمينا قليلا وكأنها تحاول رؤية صورة من اتجاه اخر وهي تحدث نفسها/ هو في ايه ؟ ايه اللي حصل ؟ كل الاهتمام ده مرة واحدة كدة؟
ثم استدارت لتدلف داخل الشركه وهي تتذكر كيف تنبه اخيرا لملابسها ورائحتها وميعاد عملها فكانت في غاية السعادة وشعرت كأنها تطير فرحا .
كل هذا حدث أمام مرأي احمد وهو بكامل غضبه فكان ينظر من شرفة مكتبه منتظر حضورها ورأها وهي تخرج من سيارة اسر وكيف ناداها ورجعت إليه ليقترب منها يقول لها ما جعلها تطير فرحا أمامه ثم جلس على مكتبه وهو يكاد يستشيط غيظا فكيف بعد كل ما حدث وكل ما رتب إليه ويعود كل شيء كأنما لم يحدث شئ!
تذكر عندما اتفق مع فتنة لمحاولة توقيع اسر بغرامها ومحاولة التقرب منه ومحاولة توصيل الأمر لزوجته بافتعال المشاكل وإثارة غيرتها بدون الظهور هو حتى لا يعلم أحد بأنه أساس كل ذلك ولكن لغباءه وغباء فتنة ذهب كل ذلك سُدى ولكن لن يستسلم فسيحاول مرة أخري حتى لو اضطره الأمر لفعل فضيحة أو كسر عينيها حتى لا يكون أمامها سبيل غيره.
ثم خرج من مكتبه متوجها الي مكتب جودي
.....................
دخلت جودي الي مكتبها وهي تغمرها السعادة فلاحظتها ندي وهي فرحه فتساءلت بغمزة من عينيها/ ايه الحكايه شكلك رايقة على الاخر هو ايه اللي حصل؟؟؟
جلست جودي على مكتبها وابتسمت وحركت كتفيها / اسكتي يا ندي الكون كله اتغير تخيلي آسر اخد باله من كل حاجه مكنش واخد باله منها قبل كدة!
قطع حوارهم دخول احمد بدون استأذان ووقف يضيق عينيه ناظرا تجاه جودي وقال/ أعتقد أنك فاضية يا بشمهندسة جودي وقعدة تتكلمي مع زميلتك ، عايزك حالا في مكتبي.
ثم نظر تجاه نهي وقال/ عايز بشمهندسة جودي يا نهي ماشي؟
اومأت نهي برأسها عدة مرات سعيدة ثم استدار احمد متجها الي مكتبه فنظرت جودي الي نهي قائلة/ هنعمل ايه دلوقتي؟
نهي برفع يدها/ انا مفيش في ايدي حاجه للاسف هتضطري تروحي ده قالهالي صريحة يعني كان فاهم كل ده اني بزوغك منه.
زمت جودي شفتيها وحسمت قرارها فأخذت نفس عميق وذهبت الي مكتب احمد فلم تجد السيكرتارية فطرقت على الباب وانتظرت حتى سمح لها بالدخول وهو موليها ظهره ويقف أمام مكتبه فبدأت جودي الحوار لتسأل احمد قائلة/ خير يا استاذ احمد ؟ في مشكلة ؟
حاول احمد تمالك غضبه وغيرته وضغط بقبضته على المكتب ثم استدار لها وعيونه لا تبشر بخير قائلا/ لا مش خير يا جودي حضرتك جايه متأخر ولا مش واخده بالك .
حاولت جودي التحدث باعتذار ولكن قطعها احمد مكملا /وكمان اللي حصل قدام الشركة ده مينفعش .احنا في مكان عمل مش في ملهي ليلي يا استاذه جودي ولا نسيتي نفسك؟
عقدت جودي حاجبيها أكثر وظهر عليها ملامح الضيق لما قاله فردت على كلامه قائله/ هو حضرتك بتراقبني ولا ايه ؟وكمان انا معملتش حاجه مخجله لده كله ولو على التاخير...
اقتطع كلامها احمد مرة اخري واقترب منها يسألها بغيرة ظاهرة/ لا عملتي اسر كان معاكي بيعمل ايه ؟ وازاي تسمحيله يقربلك كدة ؟
تراجعت جودي خطوات للخلف / لو سمحت يا استاذ احمد أنا اللي مسمحلكش انك تتدخل في حياتي بالشكل ده وبالنسبة للي عملته معايا علشان ابني فأنا بشكرك .....
اقترب احمد أكثر لها مما جعلها تقطع كلامها وتحدث هو / انا معملتش حاجه يا جودي علشان تشكريني انا كل اللي بعمله بحاول اخليكي تحسي بيا انا مش بتدخل في حياتك انا بغير عليكي افهمي بقي.
فوجئت جودي من صراحته الوقحة وكيف يفكر بها هكذا وهي زوجة صديقه وكيف تجرأ لهذا الحد فاوقفته بسبابتها/ لو سمحت يا استاذ احمد محبش اسمع الكلام ده علشان انا ست متجوزة وبحب جوزي جدا على فكرة واحنا مش مجرد غير زملاء عمل ولو سمحت تلزم حدودك معايا بعد كدة وعن اذنك علشان عندي شغل مهم .
استشاط احمد من ذكرها أنها مازلت متزوجه وحاول رمي القنبلة التي ستقلب موازين الموضوع فقال لها بنبره أكثر حده/ متجوزة والله اللي اعرفه انك اتطلقتي ولا هتجري وراه وتتحايلي على واحد مش شايفك اصلا ولسه لحد امبارح كان عند عشيقته مبيت في حضنها مسألتهوش بيبيت فين من ساعة ما انفصلتوا ؟ اتمني تشوفي الحقيقة شويه وتعرفي مين بيحبك ومين بيخدعك وابقي اسأليه لو تقدري وياريت ميكدبش عليكي زي عادته .انا هسيبك تخلصي شغلك بس قبل ما اسيبك احب اقولك ياريت فعلا تفكري شوية علشان تعرفي تقرري بعد كدة هتمشي ازاي.
وانطلق من أمامها ليجلس خلف مكتبه شاعرا ببعض النصر لما حققه فقد قلب الموازين واعتمد على بذرة الشك الذي زرعها كما اعتمد على كبرايائها كامرأة أنها لا تقبل أن تعود لخائن مهما كانت تحبه فابتسم وتركها تخرج من مكتبه وهي تستشيط غيظا وملامحها يبدو عليها الغضب الشديد ثم رفع هاتف مكتبه ليطلب من السكرتاريه أن تبلغ معتز بان يحضر إليه ولكنه لم يجد سكرتيرته مكانها فتذكر معتز وتأكد أنه يحاول معها مرة أخري فضحك بصوت عالي وأخذ يدور بمقعده أمام مكتبه يمينا ويسارا وهو يتخيل جودي وقد اشعل بقلبها نار الغيرة والثأر محاولا مرة أخري وبطريقة مختلفة الوصول إلي مبتغاه.
ثم فكر في الذهاب هو لمعتز بمكتبه لاكتشاف الأمر بنفسه.
...........................
خرجت جودي من مكتب احمد وهي محطمة القلب بعد أن كادت أن تصل لمبتغاها مع آسر لم تتخيل أن تصل به القذاره لهذا المستوي ظلت تمشي باروقة الشركة لا تعرف الي اين تأخذها اقدامها حتى وصلت الي مكتبها ودخلت بوجه مكفهر وجلست على مكتبها وعيونها مليئة بالدموع تائهة لا تعرف متي وصلت الي مكتبها ولا كيف لاحظتها نهي ولاحظت كيف تغير حالها فقد كانت تطير من السعادة قبل ذهابها الي مكتب أحمد ظنت نهي أنه افتعل معها شئ مشين فقامت نهي من مكتبها لتقترب الي جودي ساءلة/ايه اللي حصل يا جودي الكلب ده قربلك ولا عمل حاجه طمنيني عليكي ايه اللي حصل ومال شكلك كدة؟
وعند هنا انهارت جودي بالبكاء تركتها نهي تخرج كل ما بها حتى هدأت وبدأت تسرد لنهي كل ما قاله احمد عن آسر لتجلس نهي أمامها وتضيق عيونها وتفرك في خديها لتقول/ معتقدتش يا جودي بيتهيألي احمد كداب انتي لازم تسألي آسر مينفعش تسمعي كدة وبس ده رأيي .
جودي وهي تنتحب من كثرة البكاء/ انا ولا هسأله ولا هعبره من اساسه انا خلاص هطلب من بابا يتمم الطلاق انا تعبت تعبت اوي يا نهي والمرة ده بجد لا يمكن اسامحه لا يمكن انا بقيت اقرف منه تخيلي بقيت اقرف منه .
واجهشت بالبكاء مرة أخري لتربت نهي علي كتفها قائلة/ بس يا جودي خلاص اهدي متسأليش حقك عليا متزعليش بقي.
ثم خطرت بعقل نهي فكرة فحاولت تنفيذها قائلة/ بقولك ايه يا جودي معلش يعني لو ممكن تديني رقم يزن علشان كنت عايزه منه خدمه انا عارفه أن الوقت مش مناسب بس كنت محتجاه ضروري لو سمحت يعني.
اومأت جودي برأسها وأخرجت هاتفها لتخرج رقم يزن وتعطيه لنهي لتدونه نهي بهاتفها ويرجع كل من نهي وجودي الي عملهم كمحاولة للنسيان وكل منهم ينتوي على شئ بداخله.
.............................
قبل قليل بمكتب معتز اتصل على مكتب مهرة لابلاغها بجلب ملف إليه ضروري بحجة الاطلاع عليه فقد اشتاق لخجلها وتوترها فهو يزيد لديه الشعور بالنشوة كلما رأها بهذا التوتر والخجل فهو لم يمر عليه هذا النوع من النقاء والخجل.
وصلت مهرة الي المكتب وطرقت ثم دخلت بعد أن أذن لها ولكنها وقفت لتنظر الي المكتب باستغراب تبحث عن معتز كيف سمعت صوته بالسماح لها بالدخول وهو غير موجود نظرت بأركان المكتب ثم تقدمت بداخل المكتب خطوتين ففوجئت بانغلاق الباب خلفها فانفزعت واستدارت لتري معتز مبتسم وينظر لها بنظرات لعوبه وأخذ يقترب منها وهو يتغزل بها وهي تتراجع بمثل اقترابه/ايه يا مهرة لازم ابعتلك علشان تيجي .
تتراجع مهرة اثر خطوات اقترابه ويزيد توترها واضطرابها
ومعتز يقترب أكثر منها/ مفيش مرة اوحشك وتيجي تبصي عليا
مهرة بتوتر ولجلجة/ استاذ.. معتز.. احنا.. في الشركة
ثم اصطدمت بالمكتب خلفها فشهقت وحاولت الرجوع خلفه حتى وصلت إلي كرسي معتز فسقطت عليه فمال معتز عليها مقتربا/ طب اعمل ايه علشان تعبريني وتحسي بيا مبقتش قادر يا مهرة بجد مش قادر شوفي انتي عايزة ايه وانا اعمله بس متتقليش عليا كدة.
مهرة وقد شعرت برعب وتوتر من قربه المهلك لها / لو سمحت يا استاذ معتز مينفعش كده.. ارجوك... انت مترضاليش الفضيحة.
معتز وهو يتفرس في ملامحها عن قرب حتى وقعت عينيه على شفتيها المكتزة فقال معتذرا / انا اسف في اللي هعمله بس مش قادر بجد.
وانقض على شفتيها وأخذ يتذوقهم بنهم وكأنهم فاكهته المحرمة وامسك رأسها من الخلف ليثبت وجهها ويده اخذت تعبث بجسدها الغض وهو متلذذ وهي تحاول الخروج من قبضته ولكن دون جدوى حتى خارت قواها وأغمي عليها فتوقع معتز أنها استسلمت ولكنه وجد يدها تسقط من عليه بدل أن تتشبث به فاخرجها من حضنه ونظر لها فذعر عندما وجدها لا تتحرك أخذ يطبطب على خديها بغرض افاقتها ولكن دون إجابة فجلب عطره الخاص ونثره أسفل أنفها واحضر كوب ماء وحاول نثر الماء على وجهها فبدأت بالاستجابة فتنهد معتز وجلس على المكتب أمامها فرمشت هي بعيونها عدة مرات حتى وضحت الرؤية أنه أمامها فوضعت يدها على وجهها وأخذت تبكي ومعتز يحاول تهدأتها/ الحمد لله انك فوقتي وقعتي قلبي يا شيخه، طب اهدي طيب مالك بس بتعيطي ليه دلوقتي. انا اسف يا ستي حقك عليا معرفش انك فافي اوي كدة . ودخل احمد عليهم ليجد الوضع على ما هو عليه فقضب حاجبيه وسألهم مستفسرا/ انتوا بتعملوا ايه هنا؟
شهقت مهرة ووضعت يدها على فمها وقامت لتجري محاوله الاختفاء من أمامهم لشدة كسوفها وخجلها من الموقف استدار معتز عندما رآها تجري وجز على أسنانه وسب احمد بداخله ثم سأله/ انت اللي ايه جابك دلوقتي؟
ومسح على وجهه محاولا تهدأة حاله/ يا اخي بوظت الدنيا بدخلتك ده وسؤالك اللي ملوش ستين لازمه ده.
ضحك احمد بصوت عالي واقترب من معتز وربت على كتفه ثم قال بهدوء ولكنة ساخرة/ لاقيت سيكرتارتي اتاخرت قلقت عليها قولت اجي الحقها قبل ما تجيبوا عيال.
ثم ضحك مرة أخري تحت نظرات معتز المغتاظة نفخ معتز وادار راسة بالاتجاه الآخر تلاعب احمد معه قائلا/ بس مقولتليش عملت ايه يوصلها للعياط ده يا نمس.
لوح معتز بكفيه لاحمد/ والنبي ما لحقت اعمل حاجه دانا لسه بقول يا هادي لاقتها قطعت النفس
ضحك احمد وأكمل بوقاحة/روحت انت استغليت الموقف وسلبتها اعز ما تملك يا جاحد صح؟
معتز باقتضاب/ والنبي انا مش فايق لهزارك ده يا احمد ولا سلبت ولا نيلت قعدت افوق فيها البت خام اوي يا احمد من بوسة وقعت من طولها.
ضحك احمد بملأ فمه وقال/ اه يا جبار كل ده من بوسه بس! دانت كدة البت هتروح في ايدك في شربة مائة.
وضحك مرة أخري حتي ازاحه معتز بيده وقال له/انت شكلك فائق وجاي تتسلي،
اوعي وسعلي لما اشوفها راحت فين خرج معتز من مكتبه تاركا احمد يضحك مرارا وتكرارا باحثا عن مهرة لتقديم الاعتذار عما بدر منه وما بدر من احمد ولكنه لم يجدها فسأل مسؤل الاتش ار قال له انها خرجت منذ قليل فرجع الي مكتبه ليجلس شارد الذهن محدثا نفسه/ يخرب عقلك انا قولت لما ابوسك هرتاح شويه لاقتني اتلهلبت اكتر اقول فيكي ايه بس قمر يا بنت الايه وأخذ يشرد في تفاصيلها الذي اقترب منها اليوم
....... .............................
#اختلاج_روح
#لولي_سامي
رواية اختلاج روِح البارت السابع عشر
وصل اسر الي شركته وهو تغمره السعادة ودخل مكتبه لينهي بعض المهام التي كان يؤجلها بسبب الأحداث السابقة وحالته المزاجية السيئة فاليوم شعر ببعض الطمأنينة وان الحياة المستقرة التي كان يعيشها قاربت على الرجوع مرة اخري فانجز كثير من الأعمال حتى اقترب ميعاد انصراف زوجته فخرج متوجها إلي عملها مقررا استكمال ما وصل إليه بالصباح و دعوتها إلى الغداء بمكان هادئ محاولا التودد إليها لاستعادة حبهم وصل إلي مقر عملها واتصل عليها ولكنها لم تُجيب واعاد الاتصال أكثر من مرة ولكن دون جدوى حتى وجدها تخرج من باب الشركة متجهه الي الطريق وتحاول استوقاف تاكسي خرج مسرعا إليها وامسكها من معصمها قبل أن تستقل التاكسي وقال لها/رايحه فين ؟ومبترديش ليه على مكالماتي ؟ انا واقف هنا ورنيت عليكي كذا مرة!
جودي بعصبية وهي تسحب يدها بقوة من يده /لو سمحت سيب ايدي مينفعش كدة احنا في الشارع .
تحدث سائق التاكسي متعجلا الأمر/هتركبي يا استاذة ولا امشي انا؟
تحدثت جودي لطمأنة سائق التاكسي ولكن قطع حديثها اسر الذي أغلق باب التاكسي وأمره بالانصراف/لا توكل على الله انت يا ريس .
انطلق سائق التاكسي معلقا/زباين مجانين ربنا يتوب علينا بقي.
اسر باستغراب من موقف جودي المتحول عن ما كان بالصباح/ في ايه خلاكي متغيرة كدة ايه اللي حصل؟
طب تعالي يا جودي نقعد في حته هادية نتكلم لو مش عايزة نقف في الشارع.
جودي بعصبية غير متوافقة مع حديث وهدوء اسر /مش عايزة يا اخي اروح معاك في أي حته، انت هتغصب عليا امشي معاك ما تحس بقي انا مش عايزة امشي معاك،حس بقي ،حس شوية.
وتركته واقف مذهولا من طريقتها وردها واوقفت تاكسي اخر وركبت به وانطلق بها وأسر يقف مندهشا من تغيرها المفاجأ وعصبيتها التي لم يراها من قبل كل هذا حدث تحت أنظار احمد وهو يتابعهم من شرفة مكتبه بالاعلي وتوقع ما يتم من خلال عصبية جودي الواضحه عليها فابتسم بجانب شفتاه فرحا بنجاح خطته كما أرادها.
وفي الاسفل تنهد اسر وحسم قراره أنه لم ولن يتركها قبل معرفة سبب هذا التغير وذهب الي سيارته ليتبع التاكسي حتى وصلا إلي منزل جودي خرجت جودي من التاكسي وانطلقت حيث شقتها وهكذا اسر ذهب خلفها ليستوقفها.
.....................................
انطلقت مهرة كالهاربة من الشركة مطلقه لدموعها العنان كاقدامها تؤنب نفسها كيف سمحت أن يحدث معها هذا ؟ كيف سمحت بهذا الاقتراب ؟لماذا لم تحاول إبعاده من البداية أو منعه من التمادي بهذا الشكل المهين؟ هل يراها ساقطة كالاخريات؟ نعم هي تعرف أنه يعرف غيرها من الفتيات كثير يكفي من يأتيه بين الحين والآخر من كل شكل ولون !! هل هي من كانت تريد الاقتراب ؟ عند هذا السؤال لم تستطع خداع ذاتها وواجهتها أنها بالفعل من أرادت الاقتراب وكانت مبهورة بوسامته وشياكته ومعاملته اللطيفة لها ولكن ماذا كانت تتوقع منه غير ذلك أكانت تتوقع أن يحترمها ويقدرها ويشعر بها وهي من سمحت له بالتقرب يوما بعد الآخر .هل كانت تتوقع مثلا أن يطلبها بالحلال ! نعتت نفسها بالغبية مثل معتز لا ينظر إليها إلا بغرض التسلية أو لتذوق نوع جديد لم يطرأ عليه من قبل. أكملت طريقها حتى وصلت الي منزلها مسحت دموعها وحاولت تهدأة حالها فكيف ستقابل والدتها بهذا الشكل ؟ صعدت الي شقتها ودقت الجرس ففتحت لها والدتها وفور رؤيتها شهقت وضربت بيدها على صدرها تسألها/مالك يا بت ؟ فيكي ايه؟معيطة ليه يا نضري؟ ادخلي ادخلي.
واغلقت خلفها الباب واوقفتها تسألها مرة أخري فحاولت مهرة التهرب من والدتها بحجة ما تخفي خلفها حقيقة الأمر وتظهر فجاعتها وحزنها فقالت وهي تنتحب من البكاء / ضيعت ملف مهم للشركة وصاحب الشغل طردني. وكأنها وجدت الستار المناسب التي تبكي أمام والدتها بكل أريحية فهي لم تستطع اخفاء هذه الدموع وحسرة القلب على والدتها وأخذت تزداد بالبكاء كلما تذكرت ما فعله معتز معها وتبكي أكثر على استسلامها.
اخذت الام تهدهدها وتحاول بث روح الطمأنينة بها ودعت ربها أن يجدوا ضالتهم حتى لا تشعر ابنتها بالذنب حتى هدأت مهرة ونصحتها والدتها بالاسترخاء قليلا لحين اعداد الطعام ولربما تذكرت مكان الملف التائه. ذهبت والدتها لتكمل اعداد الطعام و دخلت مهرة الي غرفتها التي لم تكن مقر للاسترخاء بل كانت مقر لجلد الذات دون تزيف للحقيقة ومحاولة مواجهة ذاتها بضعفها وقد اتخذت قرارها بعدم الذهاب مرة أخري للشركة معاقبة نفسها قبل معاقبته إذا كان بقرارها هذا يعتبر عقاب له من الاساس.
...........................................
خرجت نهي من الشركة وقد رأت كيفية تعامل جودي مع آسر فاختارت عدم التدخل المباشر ولكنها قررت أن يكون لها دور كمساعدة لصديقتها ورفيقة عمرها فإما أن تتأكد من المعلومة التي عرفتها وتشد من أذرها وتشجعها على الانفصال أو تتأكد من أن مثل هذه المعلومة باطلة ولا يقصد بها إلا الوقيعة وخاصة أن صاحب المعلومة أحمد ،ولأنه لديه رغبة بالارتباط بجودي فمن المؤكد يكون له مصلحة بزيادة الوقيعة بينهم فقررت أن تتأكد بنفسها وايضا لم تنكر أنها خلال الأيام السابقة كانت تتلهف على سبب لمعرفة اي معلومة عن يزن أو اي حديث عنه أو محاولة تقرب من خلال فهذه الفكرة ستفتح حديث بينهم كما أنها تحفظ ماء وجهها أمامه.
بالطرف الآخر كان مازال يزن يفكر في المشاكسة ذات اللسان السليط والأفكار الهجومية فمثله لا ينساق خلف المستكينة وعند تذكر كل رد منها كان يبتسم وخاصة عندما كانت ردودة عليها قصف جبهات وكانت تخرصها أمامه واثناء انشغاله بالتفكير بها وجد اتصال من رقم غريب ولكنه مسجل من خلال برنامج المتصل الحقيقي باسم نهي عبد الجواد لم يتذكر أحد مثل هذا الاسم ولمكانته العملية لم يرد على اي ارقام غريبة فترك الهاتف حتى انتهي رنينه ثم خطرت بعقله فكرة لما لم تكن نهي زميلة جودي بالعمل هي نفسها نهي عبد الجواد وعند عدم تكرار الاتصال مرة أخري تأكد من حدسه فقرر أن يتصل هو بحجة الاستعلام عن صاحب الرقم وسبب الاتصال فمثلها لا تقدم على مثل هذه الفعلة أكثر من مرة.
وبالفعل بجانب نهي بعد تجاهل يزن لرقمها استشاطت غيظا / مردش ليه ده ؟ اه طبعا مانا اللي متصلة ! والنعمة مانا متصلة تاني ويولعوا انا الحق عليا .
بس ليكون ميعرفش رقمي أو يكون الفون مكنش جنبه .ايه اللي بعمله ده بجبله مبرر ليه انا ما يولع هو كمان .
وأثناء حديثها مع نفسها حتى وجدت يزن يتصل بها هو فابتسمت واراحت ظهرها للمقعد وتركته حتى انتهي الرنين وانتظرت ليتصل مرة أخري ولكن لم يتصل فغضبت من نفسها قائلة/ انا غبية انا غبية كنت رديت في الاخر لازم يعني اتنك اوي .
ثم صمتت واتسعت عيناها مع ارتفاع رنين الهاتف مرة أخري وصفقت بيدها ولكن قبل انتهاء الرنين فتحت المكالمة لترد بكل هدوء مدعية الاستغراب/ الووووو مين معايا .
ليبتسم يزن ويلاعبها بنفس طريقتها ويدعي عدن المعرفة/ حضرتك اللي اتصلتي عليا من شوية ممكن اعرف مين معايا؟
وضعت نهي يدها على قلبها لتهدأ من ضرباته فصوته رخيم ونبرته وحدها تدعو للاعجاب ولكن حاولت الثبات لترد بكل ثقة/ حضرتك انا كنت اتصلت من شوية باستاذ يزن ممكن اكلمه؟
برغم معرفتها أنه هو إلا أنها أرادت توصيل معلومة لديه أنها غير مهتمة أو مدققة بنبرة صوته لهذا الحد وبالطرف الاخر والذي يتميز بالثقة العالية فهو على معرفة أن نبرة صوته مميزة ومن السهولة معرفتها فأراد أن يشعرها بالنصر هذه المرة ليرد عليها بكل ثقة وغرور قائلا/ يزن باشا معاكي يا فندم ممكن اعرف مين معايا بقي !؟
جزت نهي علي أسنانها لغروره وردودة المستفزة لها ولكن ستتجاهل هذا الشعور وتحاول الدخول بالموضوع ولكنها يجب أن تشعره أنها ألقابه المتباهي بها ليست ذات قيمه لديها
فردت بكل برود/ انا نهي زميلة جودي بالشغل يا استاذ يزن.
ضحك يزن بملئ فمه ليزيد من غيظها وتسأل/ ممكن اعرف انت بتضحك على ايه؟اعتقد اني مقولتش حاجه تضحك!
يزن معتذرا/ اسف آنسة نعي بس افتكرت وانتي بتقولي استاذ وتتكي على السين فيلم عسل اسود لما كانت بتقول واتكت على السين.
لا تنكر نهي أنها كانت ستضحك ولكنها حمدت ربها أن الحوار عبر الهاتف لتوقف نفسها وتعدل من نبرتها علاقة/ طب لو سمحت ندخل في الجد انا متصلة...
ليقطع حديثها يزن ويؤكد على اخر معلومة أقرتها قائلا/ أيوة ندخل في الجد انتي اتصلتي ليه بقي؟
سحبت نهي نفس واطلقته بصوت مرتفع ليصل ليزن زجرتها ويعرف أنها قد وصلت من الغضب لمنتهاه ليسمعها قائله/ أيوة يا استاذ يزن انا اتصلت بحضرتك علشان اوصلك معلومة واطلب منك لو تقدر يعني تتأكد منها وده علشان مصلحة ابن خالتك وصاحبتي اكيد .
سردت له ما سمعته من جودي برغم صعوبة توضيح هذه المعلومة فقد استنفذ قواها في ادعاءه الغباء عندما قالت بأمر بيات آسر لدي فتنة قائلا/ أيوة يعني ايه بايت عند فتنة هي كان عندها مشكلة؟
نهي بعصبية/ طب افهمالك ازاي ده يا استاذ يزن بقولك بات عندها يعني......يعني .....يعني بات عندها عايزين نتأكد إذا بات عندها ولا المعلومة ده غلط علشان نعرف هدف اللي قالها لنا.
يزن بابتسامة لعوب/ انتي موضحتيش حاجه قعدتي تقولي بات عندها يعني بات عندها فين المشكلة اللي عايزاني اعرفها أو اتاكد منها ؟
نهي بعصبية زائدة وصوت حاد ومرتفع/ لا ماهو مش معقول تكون مش فاهم مش عارف يعني ايه بات عندها يعني....يعني بات عندها أوضح ايه اكتر من كدة ؟
ضحك يزن قائلا/ خلاص خلاص فهمت انتي هتكليني مانا فاهم من الاول بس بحب انرفزك ومتأكد أن وشك دلوقتي طمطماية اموت واشوفه.
زفرت نهي أنفاسها قائلة/ انا غلطانة أن اتصلت اصلا انتوا كلكوا زي بعض خلاص يا استاذ يزن ولا اكني كلمتك في حاجة عن اذنك.
ولكن لحق بها يزن قبل أن تغلق الهاتف قائلا/ استني استني انتي ايه قطر ماشي بهزر يا ستي مهزرش وعلي العموم عنيه حاضر هعرفلك الموضوع واجبلك قراره بس طبعا هضطر اسجل الرقم علشان أبلغك فورا لو وصلت لحاجة تمام كدة وياريت تبقي تردي عليا من اول مرة علشان انا مبحبش اقعد اتصل كتير بحد.
تبتسم نهي وتبدأ بالتحدث بالهدوء نوعا ما قائلة/ ماشي يا استاذ يزن الف شكر لمجهوداتك ومفيش مشكلة لما تسجل الرقم ولو كنت فاضية اكيد هرد عليك عن اذنك بقي مع السلامه.
واغلقت الهاتف ثم استقامت تقفز مردده يس يس يس .
ابن الايه فظيع عليه شخصية وهيبة ااااااه حاجه كدة تانية طب والله يستحق يكون ظابط ، باشا باشا يعني مفيش كلام.
بالجانب الاخر يغلق يزن هاتفه ويضعه أمامه بالمكتب ويرجع ظهره للخلف ويضع يده خلف رأسه ناظرا أمامه وعلى وجهه ابتسامة محدثا نفسه/ فظيعة بنت الاية تتاكل اكل كدة .
ثم أخذ يسرح بخياله عن المكالمة المقبلة ليفيق على صوت العسكري وهو يقدم التحية ويطرق بقدمه على الأرض مصدرا صوتا / تمام يا فندم اللواء نشأت طالب حضرتك في مكتبه.
يزن بتجهم/ يخرب بيت شيطانك يعني بعد المكالمة ده اروح للواء نشأت كدة اليوم اتضرب .
العسكري/ في حاجة يا فندم ؟
يزن بنبره آمره/ مفيش يا ابني روح وانا جاي وراك.
يخرج العسكري من المكتب ليحدث يزن نفسه لما اشوف ده عايز ايه ده كمان وبعدين اكلم آسر ده لو طلع عمل كدة فعلا هسود عشته بجد يالا ربنا يستر .
ويخرج من مكتبه ذاهبا الي قائده.
...........................................
خرج احمد من الشركة سعيدا بعد أن ذهب معتز باحثا عن مهرته الجامحة ولكنه لم يجدها فعاد الي الشركة مرة أخري ليجلب عنوانها ورقم هاتفها. واتجه احمد حيث شقة فتنة ليقضي ليلته في سهرة ماجنة احتفالا لما وصل إليه .فتحت فتنة الباب ولكن يبدوا عليها المرض الشديد فكانت بشرتها شاحبه وتسعل بشده .دخل احمد مستغربا من هيئتها وجلس متسائلا/ مالك شكلك تعبانة ايه الزبون اللي كنت عنده تعبك للدرجة ده ؟
فتنة بارهاق ظاهر / ابدا انا شكلي اخدت برد بس ولا يهمك هعملك اللي انت عاوزة. قولي هتسهر هنا ولا بره ؟
احمد بنصف ابتسامة /لا مش عايز أخرج كنت جاي وناويلك على ليلة عالية اوي زي مزاجي بس لو مش هتقدري أخرج انا بقي وابقي اعوضك بعدين
وقفت فتنة تحاول إقناعه أنها على ما يرام قائلة/ مش قادرة ايه بس انا هدخل دلوقتي اعملنا اتنين قهوة انما ايه من بتاعة عدلات ونعلي بالصنف اللي جايبه ونقضيها احلي ليله يا عمري استني عليا بس .
ودخلت الي غرفتها غيرت ملابسها لملابس فاضحه وغطت ملامح وجهها الباهت بمساحيق ثم توجهت الي المطبخ أعدت فنجاني القهوة وخرجت وضعتهم على المنضدة ثم فتحت السماعات ليخرج منها صوت الموسيقي العالي لتبدأ بوصلة رقص حتى تبدأ ليلتهم وتقنعه بالبقاء معها .
لولي سامي
الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكترونيحمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكتروني
حمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه