" " " " " " " " رواية ليلة محترقـة الفصل الأول
📁 آحدث المقالات

رواية ليلة محترقـة الفصل الأول

روايةِ ليلةِ محترقةِ
الفصل الأول
للحظة كانت هي المصير حين تغير كل شيء فقط كانت مجرد لحظة هذه اللحظة التي بدأ فيها تحويل المصير لكابوس قاسي عندما حدوث هذا التغير الكوني" الإلهي"؛ عندما فقد شعور الاطمئنان وفقد كل الأمان الذي خلال السنين الماضية طوال سنوات عمري الخامسة والعشرين التي كنت أعيش فيها كالكابوس، والآن حانت لحظة الحقيقة ومجابهته الأعداء وانهاء المظالم المتربص من الماضي تغرز بعمق في الحاضر والمستقبل حتى تستطع وتعلو كلمة الحق وتحقيق العدالة.

كل هذا في ليلة حائكة الظلمة مخيفة من شدة ظلمتها وكآبتها ليلة صيفية فقدت السماء من معالمها ليس هناك آثار لسطوع قمر أو ابراز نجوم وعلى غير العادة لم أذق طعم النوم او اريح جسدى بالفراش سلب الفكر راحتي ومنامي أخذت الغرفة ذهابا وايابا اتفحص السماء من نافذة غرفتي بين سحبها عن نجمة عاهتها صديقتي العزيزة أنيست ليالي وحدتي، واذ فجأتًا لاحت سحابة داكنة شديدة السواد ورائحة دخان قريب جدا فجاءة اشتدت السحابة وأعلا دخان كثيف بالمكان رغم العتمة التي كست بالمكان الا أن ضوء شديد ظهرت تلك النيران المتأججة وزادت تعلو وتعلو حتى شعرت انها كادت تصل لكبد السماء

قشعريرة اصابت جسدى شهقة خرجت من أعماقي حين أبصرت مكان تلك النيران لأسرع دون شعور تجاه غرفة والدتي فتحت بابها بهلع أنادى على والدتي وصوت اصطكاك أسناني رعبا هو المسموع لتنهض أمي فزعه تحاول تهدئتي لتفهم حديثي لم تستطع الفهم لأسحبها من يدها تجاه النافذة وأشير لها بيدي على مكان الحريق، لتصرخ والدتى بإسم صديقتها المقربة ليلي لتسرع امي بعد ان تمالكت اعصابها قليلا تجاه الكومندو بحوار الفراش بيد مرتجفة تجرى اتصال هاتفي تتحدث بصوت مرتجف ترجو من تتصل به بسرعة القدوم وإخماد تلك النيران بأقصى سرعة، بعد انهاء الاتصال سحبت شالها تدثر جسدها واسرعت بالخروج من غرفتها وهي تحدثني وتأمرني بعدم الخروج خلفها أو فتح باب المنزل لأحد حتى عودتها، رغم الحاحي بالسؤال عليها بالا تذهب خوفا من اصابتها بسوء الا انها لم تستمع لي وصوت نحيبها باسم صديقتها هو جوابها الأخير.

منذ هذا الحين فقدت إحساس الأمان والاطمئنان الذي كنت أعيش به حتى وصلت إلى الخامسة والعشرون كان هذا هو الوقت الذي يجب عليا مواجهة الحقيقة ومحاربة الأعداء وتحقيق العدل وإنهاء الظلم المتربص في الأجواء. 

خرجت مسرعةً من المنزل حتى تذهب وتطمئن على أسرة صديقتها ليلى عند خروج والدتي عدت إلى غرفتي أنظرت من نافذتي الصغيرة أشاهد ما يحدث في الخارج وأراقب والدتي عن كثب، استمرت في مراقبة كل ما يحدث في الخارج من خلال النافذة أشب بجسدي الضئيل على قدر المستطاع حتى قاربت طاقتي على النفاذ ولكن فجأة رأيت رجل غريب ملثم وجهه بالكاملة بقماش أسود اللون يخرج من بوابة الفيلا المحترقة يحمل بين يديه شيء صغير.

كان يحمل ذلك الطفل اللئيم ابن صديقة والدتي بين ذراعه، كان هذا الرجل ملثم وجهه بإكماله ويلتحف بجسده بالغطاء الصوف الملون بالدخان الأسود، ذلك المنظر المرعب المخيف الذي كان يبرز من لهيب نيران المنزل جعلني أشعر بالخوف والرعب عندما أقترب من والدتي، ولكن بعد لحظات لمحته يفتح الغطاء بهدوء ويضع هذا الطفل بين ذراعين والدتي ذلك الطفل اللئيم والفخور بنفسه دائما، ولكني لا أعلم لماذا في هذا الوضع شعرت بالغيرة عندما ضمته والدتي إلى صدرها بحنان وحزن شديد جلب الدموع إلى عينيها وجعلها تبكي بشدة.

.. قبل الحدث بيومين ..

ذهبت والدتي وصديقتها إلى العمل مثل كل يوم يذهبون معاً بسيارة والدتي كي يتم توفير البنزين والمال وعدم تضيع الوقت والطاقة، حينها لأحظت والدتي ان صديقتها ليلى غير طبيعية تتصرف بطريقة غريبة ومتشتت الذهن. 

وأثناء العمل عندما وجدتها والدتي هكذا على غير عادتها تركت عملها وذهبت جلست بجوارها تسألها:
- لولو مالك في إيه؟ أنت مشتت النهارده ليه كده ومش مركزه في الشغل!

توترت ليلى وأجابتها بتنهده عميقة:
- مش عارفة بس حمدي بقاله يومين مش طبيعي وبصرف بطريقة غريبة.

نظرت إليه بجدية وسألتها بصوت منخفض:
- أوعي يكون خانك؟!

ضحكت ليلى بجنون وأخبرتها:
- حمدي يخون! أنتي بتهزري صح؟

ضحكت سلوى وذهبت جلست بجوارها ووضعت يديها على كتفها وسألتها بجدية:
- احكي لي يا لولو في ايه؟!

تنهدت بقلق وخوف وأخبرتها:
- أمبارح وقت العشى كان متوتر وقلقان وقام قبل ما يخلص اكله ولما رحت وسألته:
- مالك يا حمدي ما كملت اكلك ليه ؟
قالي:
- لولو أيه رأيك تخدى سمير وتسافري يومين للبلد؟!

صدمة سلوى وسألتها:
- ليه كدة فجأة؟!

أجابتها ليلى بتوتر:
- مش عارفه.

سألته سلوى بفضول:
- طب سألته عن السبب؟!

أجابتها بحيرة:
- سألته بس قالي مضغوط في الشغل.

سألتها:
- ممكن يكون فعلا مضغوط من الشغل؟!

أجابتها بقلق وحيرة:
- مش عارفة بس قلبي مش مرتاح حاسه بالخوف.

ضحكت سلوى وأخبرتها:
- لولو أنتي ديما حساسة أكيد هو مشغول مش أكتر كبري دماغك يا شيخه.

توترت ليلى وأخبرتها:
- سلوى انتي عارفة كويس اني مش برتاح عند بيت عمه وهو عارف كدة كويس واخر مرة منعني من المروح لهناك انه يجي فجأة ويطلب أني أخد الولد وأرح هناك خليني أحس أنه عايزه يخبئنا أو يبعدنا عن البيت.

شعرت سلوى بالقلق وأخبرتها:
-لا يا لولو أكيد مفيش حاجة ان شاء الله خير متقلقيش.

سألتها ليلى بإحباط:
- تفتكري؟!

أجابتها والدتي:
- أكيد يا قلبي.

رغم محاولة والدتي سلوى تطمئن صديقتها العزيزة ليلى بأن الأمور بخير ولكن كانت تشعر بالقلق تجاه ليلى لذا هاتف حمدي وسألته:
- حمدي قولي الحقيقة أنت في خطر؟!

صمت للحظات وبعد ذلك أجابها:
- سلوى لو حصلي لي حاجة ليلى وسمير في أمانتك أنتي الوحيدة اللي تقدري تحميها.

صدمت سلوى واستمر تسأله:
- حمدي تقصد أيه! قولي بسرعة أنت أوقعت نفسك في أيه؟

لم يجبها حمدي على أسئلتها الكثير وأغلق الهاتف متحججاً بمشغله، ولكن ذلك الوضع جعل والدتي نعتقد أن صديقها حمدي يتهرب من أسئلتها ومواجهتها ووقعت سلوى في دائرة الخوف والشك وحيرة من أمره، وذلك جعل تشعر أن صديقتها وعائلتها واقع في الخطر.

القاضي حمدي المهدي زوج ليلى رجل ذو مبدأ وأخلاق قيمة يعمل في وزارة القضاء قاضي الدولة.

ليلى العدوي صديقة والدتي منذ أيام الجامعة وحالياً زميلتها في العمل وأيضاً جارتها في المنطقة السكنية، كانت ليلى رفيقة العمر بالنسبة إلى والدتي صديقتنا يقومون بفعل كل شيء معا دون ملل وإخلاص، يتشاركون الحياة مثل الأخوة كانت ليلى يتيمة فاقدة الأبوين، لذا كانت تعتبر سلوى صديقة كالأخت التي عوضها ربنا بها في الحياة.

تعمل والدتي سلوى الخطيب مع ليلى العدوي بالقسم القانوني في شركة استثمارية كبرى للمشروعات الهندسية، تملك ليلي طفل وحيد جاء بعد زواج دام عامين هو بطل روايتنا، هذا الطفل اسمه سمير ابن ليلى والقاضي حمدي المهدي، منذ الرضاعة وحتى السابعة يلازمني هذا الطفل بكل حياتي، كان صديقي الغير مرغوب في وشريكي في الفصل، كان الشخص الذي يلازمني في كل مكان أذهب إليه مع عائلتي، فمنذ الولادة ووجود" سمير المهدي" في حياتي شيء إلزامي.

منذ الطفولة أشعر أن سمير هو العدو الذي يجلب لقلبي الحزن والإحباط؛ لأنه هو الشخص الذي كانت تقارني به والدتي دائما، يحدث ذلك عندما لم أطيع الأوامر أو أفشل معدلي المدرسي ويقل درجات النجاح، أو عندما أهمل نظافتي الشخصية.

كان سمير طفل مميز شديد الجمال ويحافظ على نظافته ذكي ومتفوق في الدراسة، وأنا كنت طفلة مهملة مشاكسة غير مطيعة أو هادئة، والأسوأ من كل ذلك إني طفلة بشعة منذ الولادة في مرحلة الطفولة كنت أشبه البطاطا الحلوة، لذلك كنت أكره بشدة هذا الطفل الوسيم كامل الصفات، لذلك أطلقت عليه لقب العدو اللدود لأنه سرق طفولتي الحلوة وذكرياتي العزيزة.

والدتي العزيزة اسمها سلوى الخطيب متزوجة من المحامي المشهور أنور وجدي الذي تعرف عليه أثناء دراستها في الجامعة، وعندما لمحه والدتي من النظرة الأولى وقع في حبها بجنون، والدي منذ مرحلة الشباب وهو شخص أناني ومغرور يمتلك جشع كبير في الحياة، لذلك دخل كلية الحقوق حتى يصير شخص ذوى سلطة وقوة ومال، كان شخص لا يملك ضمير حي لذا كان يدافع عن الأشخاص الأشرار الحقيرين بجميع القضايا السيئة دون إحساس بالذنب أو المسئولية، وكانت والدتي صاحبة مبدأ لذلك كانت أخلاق والدي تجلب الخلاف والعراك الدائم في المنزل.

..أنتظركم في الحلقة القادمة..
تأليف مى جابر شغف 

رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_57.html

تعليقات