" " " " " " " " رواية عُقاب شمهورش الفصل الرابع
📁 آحدث المقالات

رواية عُقاب شمهورش الفصل الرابع


كنت قاعد بسمعها وانا مستغرب من كلامها جدا، اه انا عارف مبدأ اخطب لبنتك ومتخطبش لأبنك ده موجود، لكن انها تتكلم بالطريقة والوضوح ده انا اتكسفت ليها، خاصة ان انا وايات اصلا مفيش بينا اي حاجة، وعلشان كده قررت اني اتكلم معاها واقولها:
- بس على فكرة حضرتك، مش معنى ان بني ادم اتصدم فى وفاة حد يبقى الناس هي اللى تتحمل علاج صدمته، ايات بنتك وعلشان كده حضرتك متحيزة ليها، لكن برغم اني مش فى بالي حاجة تخص المواضيع دي دلوقتي، لكن حتى لو فعلا فيه...هتفرضي عليا واحدة انا مش عايزها علشان انتي بس خايفة عليها؟ اعتقد ان ده مش صح ابدا....
لقيتها كشرت واتكلمت بحدة غريبة:
 انت متعرفش حاجة، وبعيد عن اني ابقى خايفة على بنتي وشايلة همها، اللي انا متأكدة منه ان صدمتها مش زى صدمة اي حد تانى، بنتي أتأذيت اذية محدش يقدر يتحملها...انا قولتلك اللى فيها ياقابيل علشان لو عقلك بيوزك فى انك تطلب واحدة من بناتي فأعرف انها هتكون سهر..بعد اذنك.

سابتني وطلعت من البيت وانا قاعد مكاني على الكرسي حتى مش قادر اقوم اوصلها للباب، انفعالها مبالغ فيه جدا، فرضها لواحدة من بناتها عليا كان اغرب بالنسبالي، بصراحة حسيت انها بترخصها...او ان البنت دي فيها حاجة مخلياها صعب انها تلاقى زوج بسهولة وعلشان كده قررت والدتها تربط مصير اختها بيها، علشان بس متسببش عقدة لأيات بأن اختها تعيش حياتها ويبقى لها بيت واسرة وهي لاء، كنت محتار وهتجنن واعرف السبب اللى فشلت بكل الطرق اني اعرفه عن طريق ابويا وعلاقته بيهم، او عن طريق ايات اللى فعلا رفضت التعيين لما جالها، او حتى عن طريق سهر اللى كانت بتقفل كل باب يتفتح على فرصة تخليني اتكلم معاها...ولقيت نفسي بتحرك برغبة فضولى ناحية بلدهم والمنطقة اللى كانوا عايشين فيها وانا واخد قراري بأني اسأل عنهم وعن حكايتهم، وليه هما حريم لواحدهم ومفيش راجل من عيلتهم بيسأل عنهم؟ وليه ايات بالذات وضعها مختلف عن وضع سهر؟ كنت رايح اسأل عن كل حاجة خاصة بيهم ومكنتش اعرف اللى هقابله فى مشواري ده بسبب سؤالي عنهم...على مدار الفترة اللى فاتت اللى كنت مشغول فيها جدا بيهم هما بس جنب شغلي، حسيت انهم سحبوا مني اهتمام ابويا كمان، بقى طول الوقت قاعد معاهم فوق وارجع الاقى الاكل بتاعي فى المطبخ، انا عارف ابويا بيحب الناس، وفكرة انهم لواحدهم وكانوا حابين ان يكون لهم حد فى مصر كانت محمساه اكتر من انه يوريلهم انه سند ليهم وضهر ولهم حد يعتمدوا عليه، وهما الحقيقة كانوا بيتعاملوا معاه كأنه حد من اهلهم، ولأنهم مشافوش منه اي حاجة وحشة كان عايش بينهم من غير اي خوف او حرج بس ده كمان ميمنعش بأنهم بيكونوا بمنتهى احترامهم فى وجوده معاهم وعندهم فى البيت، يعني بعيد عن سنه كبير الا انه مبيبقاش فى البيت لو الست لواحدها موجودة فيه او واحدة من البنات بس، وهما محدش منهم بيقعد قصاده من غير الحجاب،وده خلاه يحبهم اكتر، وكأن الست قاصدة تقنعه بأنه مش هيلاقي انسب من بناتها عروسة لأبنه...وخاصة ايات اللى كانت بتعامل ابويا وكأنه ابوها تقريبا وبتبقى مش عارفة ترضيه ازاي وتلبي طلباته ورغباته ازاي، لما لقيت نفسي معظم وقتي فى البيت لواحدي بعد انشغال ابويا معاهم لأني طبعا مينفعش اطلع اقعد فوق علشان الناس، ودول بنات وانا شاب صغير فعيب بالنسبالهم وجودي...هيكون مثير للشك بالنسبة للناس، لكن ابويا راجل كبير محدش هيشك فيه...دى اسباب هما مقتنعين بيها، وبرغم ان كده كده مفيش ناس اصلا ولا حد يتكلم الا اني مشغلتش بالي خاصة من بعد كلام الست معايا، فكرة اني بعيد عن البنتين مخليني بحاول افكر واخد قرار بخصوص الناس دي، هل فعلا انا هصمم على رغبتي فى سهر ولا اصلا هكبر دماغي من البنتين؟ لكن برضو كل التفكير ده زود رغبتي فى اني اروح اسأل عنهم...وروحت فى يوم خميس بعد شغلي لمحطة القطر وابتديت رحلتي...قعدت فيها ساعات طويلة وانا بفكر ياترى ايه اللى ممكن اسمعه، كنت جاهز لأى حاجة...كنت جاهز اني اسمع عن ايات دي حاجة كبيرة اتعرضتلها اقوى من موت ابوها، حد اتحرش بيها!!! حد اغتصبها!!! اصل بحسها مريضة نفسيا فعلا او معقدة، وصلت البلد بليل متأخر، وعلشان كده ملقيتش ناس كتير موجودة، هما بس شوية السهيرة بتوع القهاوي اللى بيسلوا وقتهم مع الطاولة والدومينو كام واحد كده يتعدوا على الصوابع، والقهوجي اللى لاحظ اني غريب عن البلد من اول ما شافني وابتدا يرحب بيا بلكنته الصعيدي اللى هحاول مقلدهاش:
- يا مرحب يا مرحب، البلد نورت.
ابتسمت وانا شايف ان صوته لفت انتباه اللى قاعدين ليا وسألته:
- مرحب بيك، البلد منورة بأهلها.
رد عليا:
- جاي لبيت مين فى الساعة دي يا بيه؟ هنا البلد بتنام من المغرب.
رديت وانا بقعد على الكرسي وبسند ضهري:
- جاي لبيت عبد الحميد الجيار..المرحوم عبد الحميد الجيار، تعرفه؟
لقيت وشه كشر وبعد لورا خطوات كده وهو بيقول:
- داهية تجحمه مطرح ماراح، وده تعرفه منين ده يابيه؟ اوعى تكون قريبه..
رد واحد من اللى قاعدين بأشمئزاز:
- وهو المقطوع ده كان حد من قرايبه يستجري يهوب ناحيته ولا يفكر يسأل عليه؟ بركة انه غار هو واللي منه.
حسيت ان الدنيا بتلف بيا بمجرد ما سمعت طريقتهم دي عن بيت ابو ايات وسهر، الناس اللى احنا بنتعامل معاهم اكيد حد تاني خالص غير اللى بيتكلموا عنهم بالطريقة دي، رديت وانا بحاول اوضحلهم شخصياتهم لأن واضح انهم فكروني بسأل عن حد تاني وانا بقول:
- يا جماعة استهدوا بالله بس، انا اقصد عبد الحميد الجيار اللى عنده بنتين واحدة منهم...
رد القهوجي:
- ايات وسهر، بتوع الكليات دول فيهم واحدة داكتورة والتانية فى التجارة، معروفين يا بيه محدش يغفل عنهم فى البر كله...
قاطعته:
- مالهم دول؟ في ايه يخليكوا تتكلموا عنهم كده؟ الناس دول محترمين ومشوفتش منهم اي حاجة تخلي حد يجيب سيرتهم بالكره ده.
واحد من اللى قاعدين ساب الطاولة ولف بص ناحيتي وهو بيقول:
- لو تعرفهم كويس مش هتقول كده، ولا الواحد هياخد الحابل بالنابل ليه؟ لو تعرف ابوهم داهية تجحمه عمرك ما كنت هتقرب منهم..راجل نجس كافر.
اصلا كلامهم وطريقتهم حسسوني بقبضة فى قلبي وانا بقول:
- كافر ايه يا راجل اعوذ بالله، ده اسمه عبد الحميد...
رد القهوجي:
- اصل والعياذ بالله يا بيه ده كان راجل دجال، كان شغال فى الاسحار والاعمال النجسة وياما خرب بيوت ناس وياما شرد عيال، وياما خلى حريم تحمل بالحرام....
قاطعته وانا عيني هتطلع من وشي:
- أنت بتتكلم عن ابو سهر وايات؟ انت بتتكلم عن الراجل اللى بناته فى كليات ومحجبات؟ الراجل ده ابو البنات اللى انا بكلمك عنهم دول؟ دول محترمين ومش بيرفعوا عنيهم فى حد، ازاي ده يكون ابوهم.
قاموا كام راجل من على ترابيزاتهم وسابا لعبهم واتلموا حواليا بكراسيهم وابتديت اسمع اللى عمري ما كنت اتخيل سمعه:
- يا بيه هما امهم هربت بيهم من البلد بعد ما هو غار فى داهية مات، اصل هي مكانتش تقدر تعمل كده في حياته، والبنات هنا حالهم كان هيقف ومحدش هيقرب منهم.
لقيت واحد تاني بيقول:
- كان بيعمل الحرام كله يا بيه، كان بيزني بالحريم بعد ما يخدرهم ويحملوا منه بعد ما يقنعهم ان الاسياد رضوا عنهم وهيخلوهم يحبلوا، ومعرفناش ده غير بعد ما عمل كده مع حريم كتير، واحدة بس اللى المخدر بتاعه مجابش معاها نتيجة علشان كانت بتاخد ادوية تكسر مفعول المخدر بسبب مرضها، ولأنها خافت انها لو منامتش اخر امل فى رضا الاسياد عنها يضيع وهمت عبد الحميد انها نامت علشان الاسياد يساعدوها...مكانتش عارفة انها هتلاقى عبد الحميد بيقرب منها وعايز يعمل معاها الحرام وهو بيقول:
- الرجالة بتاعتكم مايلين ومالهمش عازة، نص حريمات البلد شايلين فى بطونهم عيالي... 
قال كده وكانت الحرمة مش مصدقة اللى سمعته، فتحت عنيها ولما شافته فى وشها وبيقرب منها اكتر صرخت فأتنفض وهو بيقنعها ان اللى عملته ده خلى الاسياد يغضبوا عليها وأن اللى كان فى جسمه وبيقرب منها واحد منهم...لكن هي مصدقتش ده وعملت فضيحة ما بعدها فضيحة، لمت الناس عليه وكانت مراته وبناته مستخبيين جوة البيت من الفضيحة وهو من فُجرهُ وبجاحته واقف قصاد كل الناس وبيقول بمنتهى البجاحة:
- هي اللى جاتلي علشان تحبل، جوزها مش مقضى الغرض، هي اللى دقت على بابي...كانت مستنية تحبل ازاي؟ الاسياد كانوا هيساعدوها لكن هي ملعونة، العيب منها مش من راجلها، دى حُرمة ملعونة وملبوسة.
كانت الست عمالة تصرخ، لكن جوزها كانت صدمته قصاد الناس اكبر بسبب الفضايح دى، فقدام البلد مراته راحت تحمل من حد غيره او حتى عن طريق العفاريت لأنه مش راجل ومش عارف يخليها تحمل، ولأن زى ما فيه ناس واعية فيه ناس كتير عقولها لسه على قدها...فكان جوزها بالنسبالهم معيوب ودي فضيحة عندنا فى البلد، فضيحة الراجل من صدمتها متحملهاش وطب ساكت مات فى ساعتها.... وواقف الدجال بيقول:
- لعنة شمهورش هتحل عليها وعلى جوزها، لعنة اسيادنا هتحل على كل اللى يتطاول او يقلل منهم، نار وجحيم شمهورش هتطول كل اللى يقرب مني بالشر، والكدب، الباب ده اللى هيخبط عليه وهو مش عارف ايه اللى هيجرى يبقى ميخبطش لأنه مش هيسلم من الأذى بتاع اسيادنا.

رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_53.html
تعليقات