" " " " " " " " رواية عالم من صنع الخيال الفصل الخامس
📁 آحدث المقالات

رواية عالم من صنع الخيال الفصل الخامس

٭الفصل الخامس٭

جوليا : سآتي معكم
إيفانجلين بغموض : يا مراحب
..
خرجوا جميعًا ووقفوا في الخارج ليمسك كل واحد بقلادته عدى إيفانجلين : أريد التحول لخارق/ة
لينادي بعدها كل واحد حصانه الخاص ولم تمر لحظات حتى كانت كل الأحصنة أمامهم
جوليا بصدمة : أتلك برق؟
ابتسمت إيفانجلين بسخرية : بشحمها ولحمها
تابعت وهي تمسك قلادتها : أريد التحول لخارقة
لينظر لها الجميع فهي جميلة وعندما تصبح خارقة يتضاعف جمالها وتتحول عيناها للون البنفسج وشعرها الأسود الطويل تتحول إحدى خصلاته للبنفسج وحتى ملابسها تحولت من بنطال وجاكت أسودان إلى فستان باللون الأبيض ممزوج بوردات بنفسجية متوزعة وفوق رأسها يوجد تاج ذهبي على هيئة أزهار
إيفانجلين : أسنتحرك أم ستظلون محملقين في
سالار : نعم هيا بنا
صعد الجميع على جواده الخاص وانطلقوا محلقين في السماء تراقبهم رها من نافذة غرفتها وهي تشتعل غضبًا
__________________________

وصلوا لمدينة الخيال وبعكس المتوقع لم تتجه إيفانجلين لبوابة فاسيليا بل توجهت لمركز المدينة وخلفها الجميع لا يفهمون ما يدور في عقلها حتى هبطوا وساروا خلفها حتى توقفت أمام كريس "حاكم المدينة"
كريس بابتسامة غامضة : إذا اكتشفتِ الأمر
إيفانجلين : حسبتك تعلم بقدراتي يا كريس فكيف لك الاستهوان بها
ساندريا "زوجة كريس" : إيفا اهدئ ودعينا نتحدث بتروي
إيفانجلين بصراخ وقد وصلت لحد تحملها من الغضب : يكفي لماذا لا ينفك الجميع يقول لي اهدئ اهدئ هل تروني أجذب شعري أما أصدم رأسي في الحائط أم ...
جاء إحدى الخارقون يركض بهلع : سيدي المدينة تسقط
جوليا بصدمة : ماذا تعني بأنها تسقط؟
الخارق : انظري حولك
نظرت وجدت حقا المدينة تسقط بسرعة كبيرة
هيمين وهو يمسك بيد إيفانجلين : إيفا عزيزتي اهدئ سنجد هارلين أعدكِ
هبطت دمعة خائنة على خدها لتستقر على الأرض العشبية لتتنفس إيفانجلين بهدوء تزامنًا مع توقف المدينة عن السقوط
نظر الخارق للأرض حيث سقطت دمعة إيفانجلين ليبتسم وهو يلمس تلك الزهرة التي نبتت
كريس : مهلًا لا تلمسها
_لماذا؟
كريس : إيفانجلين لا تبكي كل يوم وتلك زهرة نادرة لذلك احرص على الاهتمام بها ولا تتركها بدون حراسه
إيفانجلين بسخرية : ليس لتلك الدرجة
كريس بابتسامة : بلى لتلك الدرجة فعندما بكت فاسيليا لأول مرة نبتت زهرة مماثلة لتكبر مع مضي الأعوام وتصبح تلك الشجرة "أشار نحو شجرة كبيرة ترتكز في المنتصف ويتدلى منها اللألئ والألماس" والتي تعد قلب أشجار المدينة وهي ما تمدهم بالقوة لتجعلهم المجال الذي يحمينا من البشر ومن اصطدامهم بنا
إيفانجلين وهي تتجه لتجلس على إحدى الطاولات البعيدة نسبيًا : أيًا يكن لا أبالي والآن بما أنك ذكرت فاسيليا لنتطرق لما جئتك فيه ..
كريس مقاطعًا لها : لا أعلم مكانها
إيفانجلين : ولكنك تعلم أنك أخر من رأها ولأنك عشت هنا ٢٠٠ عام معها بالتأكيد علمت أين يمكن أن تكون
ساندريا : لا .. لا يعلم
إيفانجلين : وما أدراكِ ساندريا أنتِ جئتي بعد اختفائها بعدة أعوام
ساندريا : تحديدًا إيفا ولهذا أخبرك أنه لا يعلم ولكن ربما أعرف أحدًا يعلم
كريس : أيركا
إيفانجلين : من؟
كريس : أيركا إيفانجلين بالتأكيد قرأتي عنها إنها حصانها وهي جدة برق تحديدًا
إيفانجلين : وأين أجدها؟
برق : أنا سأفعل
إيفانجلين : مهلا أتعرفين أين تكون
برق : بالطبع لا أعرف ولكني أستطيع التواصل معها عبر عقلي فهي جدتي بالنهاية
إيفانجلين : حسنًا هيا ماذا تنتظرين افعليها
برق : سيستغرقني الأمر بضعة ساعات
إيفانجلين : لا بأس فقط جديها
أومأت برق وابتعدت قليلًا لكي تستطيع التركيز ساندريا : همم لقد عدتي جوليا
جوليا بسخرية : بالطبع فعلت أم تتوقعين مني أن أتركهم يقتلون ميناس وماذا أجلس في المنزل اشاهد التلفاز وأأكل الفشار؟
هيمين : لن نقتله جولي كل ما نريده هو ابنتنا وفقط ولكن ..
إيفانجلين وهي تقاطعه : ولكن إن سبب لنا عائقا ولو بسيط لن أتردد في قتله وقتلك معه كي لا تعيشي وحيدة عزيزتي
رمقتها جوليا بسخط ليتحدث سالار مقاطعًا النظرات المحتدة بينهما : إيفانجلين والآن ماذا
إيفانجلين : والآن اذهبوا أنتم مع هيمين لكوكب الخيال وابحثوا في كل الأماكن التي تشكون أن ميناس يمكن أن يكون بها وعندما تنتهي برق سألحق بكم
هيمين : سأبقى معك
إيفانجلين بغموض وهي تهمس له : ......
ابتعد عنها هيمين ونظر لها لحظات ثم أومأ لها ورحل مع البقية لتمر ساعات حتى عادت برق ومعها أيركا
نظرت لهم إيفانجلين ودخلت في نوبة ضحك بسعادة ودموعها تهبط في ذات الوقت حتى هبطتا
برق : ما بكِ إيفا لماذا تبكين؟
إيفانجلين بدموع : لا أصدق أني سأجد هارلين وأخيرًا
أيركا وهي تنحني لها : فاسيليا تنتظرك سموك
انحنت لها إيفانجلين بابتسامة وصعدت على أيركا لتنتطلق محلقة بها في الهواء بسرعة ولحظات وعبرت بوابة فاسيليا لتمر عدة ساعات حتى تصل لإحدى الغابات الغريبة والتي تتكون كل أشجارها من أشجار بنفسجية وحتى ثمار تلك الأشجار بنفسجية لينر الوقت حتى هبطت بها أيركا على الأرض
_نظرت إيفانجلين حولها بصدمة وابتسامة وهي ترى المكان من حولها لتتوقف نظراتها على تلك الفاتنة التي تقترب بطلتها الخاطفة
كانت شديدة الجمال من يراها يشعر أنها تشع ضوءًا وترتدي فستان أبيض مشع وتاج بنفس اللون يتخلله جواهر بنفسجيه وأما عن عيناها مختلطة بين الأزرق والبنفسج بمزيج خاطف للأنفاس
إيفانجلين بانبهار : فاسيليا
فاسيليا بابتسامة زادتها جمالا فوق جمالها : بشحمها ولحمها
ضحكت إيفانجلين وهي لا تصدق عيناها
فاسيليا بحنان وهي تمسك بيدها تسير بها في الأرجاء : تريدين أن تعلمي أين هارلين أليس كذلك؟
إيفانجلين : ما رأيك أنتِ؟
فاسيليا : همم حسنًا يمكنني أن أخبرك بمكان توجدها ولكن أولا أريدكِ أن تعلمي أنها قوية وأن ميناس يعجز عن أخذ دمائها أو الاقتراب منها ما دامت لم تبلغ خمسة أعوام لذلك اطمئني
تنفست إيفانجلين براحة : حسنًا هذا مبشر ولكني يجب أن أجدهم فحتى وإن كانت إيفانجلين في أمان فسبستيان لا
فاسيليا بغموض : لم أكن أظن أنه يهمك كنت أعتقد أن هارلين من تشغل بالك فقط
إيفانجلين باستغراب : ماذا بالطبع أهتم بسبستيان فهو شقيق هارلين في الرضاعة غير أنه في النهاية طفل فكيف تتوقعين مني أن لا أبالي به
فاسيليا : لم أقصد فأنا أعلم نقاء قلبك إيفا ولكني لم أكن لأكون فاسيليا إن لم أسأل
إيفانجلين : امم حسنًا أين هم
فاسيليا بغموض : في مكان كل ما فيه أحمر حتى التربة حمراء والأنهار حمراء
إيفانجلين بصدمة : مدينة الدماء! ولكنها أسطورة
فاسيليا وهي تبتعد : مثلك تمامًا ومثلي أيضًا ومثل هذا المكان بأكمله
إيفانجلين وهي تركض تحاول اللحاق بها : مهلا ولكن كيف أجدها
فاسيليا : لا تقلقي ستجدينها ولكن ابحثي جيدًا
إيفانجلين : ماذا عنكِ كيف أجدكِ عندما أحتاجكِ
فاسيليا وهي تتلاشى من أمامها : لن تفعلي ولكني سأتواجد عندما تكونين في حاجة ليّ
أنهت حديثها تزامنًا مع تلاشيها من المكان بأكمله
لتتنهد بعدها إيفانجلين وتصعد على أيركا ليمر الوقت حتى تصل لمنزلها وجدته خاويا لتعلم أنهم مازالوا يبحثون
______________________

_منذ عدة ساعات
وصلت عائلة سالار ديوك لمنزل هيمين ولم تمر لحظات حتى جائهم هيمين بخريطة كبيرة : الآن لدينا ١٥ مدينة وثلاث جزر نريد تقسيم أنفسنا عليهم وبالطبع كل من سيبحث في مدينة سيبحث في الغابات المحيطة بها
روبرت : حسنًا أولا نريد أن نعرف كيف تبدو هارلين
أمسك هيمين إحدى الصور الموضوعة في إحدى الأركان والتي كانت لماركوس يحمل هارلين وسبستيان : هذه هارلين وهذا سبستيان وميناس اختطف الاثنان لهذا إن وجدتم أحدهما سيكون خيطًا لنا ليدلنا على الآخر
دانيل : حسنًا أنا سأبحث في مدن السحرة فحكام تلك المدن أصدقائي والجميع هناك يعرفني
هيمين : حسنًا بقي لدينا ١٢ مدينة وثلاث جزر
سالار : سأبحث في جزر الحوريات أنا وجوليا
جوليا بشك : لماذا لا أبحث أنا في أماكن مختلفة
سالار بغموض : أنا متعب جوليا وبالكاد سأقدر على الذهاب لجزيرة ما بالك بثلاثة ولهذا أحتاجك لترافقيني فإن مرضت ستتابعين أنتِ
أومأت بصمت وهي تصدقه كالحمقاء ليقطع الصمت روبرت : سأبحث في مدن المستذئبين
سالار : وأنا في مدن السحرة
هيمين : وأنا في مدن البشر ولكن هكذا بقي لدينا ثلاث مدن للجن
دانيل : ضع اشارة لإيفانجلين على الخريطة وعندما تعود تبحث بهم
أنهى حديثه ليوافقه الجميع على حديثه ويتفرقوا لتمر ساعات وهم يبحثون دون أي جدوى فقد بحث سالار في كل الأماكن التي كان يشك أن ميناس بها ولكن لا أثر له وكأنه قشة وذابت
____________________

كادت إيفانجلين تهاتفهم كي يعودوا ولكنها تراجعت عندما وجدتهم يدلفون للمنزل تباعا ويجلسون على الأرائك بإنهاك
هيمين بضيق : لم نجدها .. مجددًا
إيفانجلين بابتسامة هادئة : سنجدها يا عزيزي لا تقلق
سالار : بحثت في كل مكان كل مكان ولم أجدهم حتى أنني ظننت أنها غادر كوكب الخيال واتجه لكوكب البشر
إيفانجلين : علمت مكانهم
هيمين بتحفز : أين؟
إيفانجلين بنظرة غامضة يعلمها جيدًا : مدينة الدماء
دانيل بصدمة : أهي موجودة من الأساس
إيفانجلين : هممم أعتقد ذلك
روبرت وصدمته لا تقل عن شقيقه : من أخبركِ ذلك تلك المدينة أسطورة لم يعثر عليها أحد من قبل
دلف ماركوس ليقطع حديثهم : بلى أخي فعل
إيفانجلين بنظرات ثاقبة : كيف علمت
ماركوس : لم تسأليني من قبل كيف تحولت لمصاص دماء .. في الحقيقة أخي السبب بعد وفاة أبي أصبح أخي يخرج من المنزل ويغيب أيام وأمي لم تكن تقدر عليه وفي إحدى الأيام تسللت خلسة خلفه وجدته يسير بترقب حتى وصل للغابة وكان يمسك برجل ويشرب من دمائه بكل برود وصرخات الرجل ضاعت في الغابة الواسعة .. لم أكن أصدق عيناي وكنت أحاول أن أتراجع وأهرب ولكني تعثرت مما جعل موران يراني ليفلت الرجل ويتجه لي يمسكني وينظر لي بتوتر خال بأن فعلته تلك ستمر مرور الكرام ليعرض عليّ بكل تبجح أن أصبح مثله رفضت وصرخت فيه ولكنه لم يبالي وقام بغرز أنيابه في عنقي ليسري السم في جسدي وأتحول بعدها لمصاص دماء وعندما استيقظت بعدها أخبرني بكل تبجح أني أصبحت مميز وقوي ولست مجرد بشري ضعيف لذلك سألته عن سبب تحوله لمصاص دماء ليقص عليّ قصته
_عودة للوراء
موران : بعد موت والدك أردت أن أحميك أنت وأمي وعندما قابلت مصاص دماء لم أفكر سوى في أني أريد أن أصبح مثله لأصبح قوي وأحميكم
ماركوس بغضب : وهل القوة تكمن في قتلك للبشر يا أخي البشر الذين كنت أنا وأنت منهم وأمي منهم
موران بضيق : نعم ولكني لست مجرد مصاص دماء عادي يا أخي فبعد تحولي مباشرةً شرعت في البحث عن مدينة الدماء ففيها يوجد نهر كبير من الدماء من شرب منه من البشر تحول لمصاص دماء أقوى من مصاصي الدماء العادين وعندما يشرب منه مصاصي الدماء يحدث ذلك أيضًا ويصبح قادرًا على السير في الشمس بسهولة دون أن يحترق وها أنا أقف أمامك الآن في وضح النهار بعدما شربت من تلك الدماء وأصبحت من أقوى مصاصي الدماء .. ضع يدم في يدي يا أخي وسأخذك لهناك لتصبح قويًا مثلي
ماركوس بصراخ وهو يدفعه مبتعدًا عنه : أنت مجنووون ابتعد عني لست طبيعيًا ارحل موران أنت متت في اليوم الذي أصبحت فيه هكذا ارحل واتركنا في شأننا فكيفينا ما أصابنا
موران بتوتر وحزن : أخي لا تفعل ذلك أرجوك
ماركوس بعيون حمراء بشدة : لن ترحل صحيح حسنًا سأرحل أنا وأعدك أنك لن تستطيع إيجادي
_عودة
ماركوس : وبعد ذلك بدأت في العيش في الغابات والكهوف خشيةً من أن يجدني ولم أعلم عنه خبرًا من يومها حتى جئتكِ ووجدته
هيمين بتفكير : مادام موران وجدها فبالتأكيد ليس من الصعب الوصول لها لتلك الدرجة
إيفانجلين : أجل ليس صعب .. ماركوس
نظر لها لتكمل : أريد الذهاب لمنزلك
ماركوس بتعجب : منزلي؟! لا منزل لدي أنتِ تعلمين ذلك وتعلمين أني أمكث هنا معكم
إيفانجلين : أعني منزل عائلتك حيث طنت تعيش قبل أن تصبح مصاص دماء
ماركوس بتعجب : لماذا؟
إيفانجلين : ربما هناك شيء سيساعدنا للوصول لمدينة الدماء متواجد في غرفة شقيقك
سالار بتفكير : وأنا سأبحث في إحدى المكاتب القديمة فلقد قرأت عنها وربما أجد خريطة أو ما شابه لهناك
هيمين بتذكر : مهلا هل رأيت فاسيليا
إيفانجلين بابتسامة وهي تغمز له بمرح : بالطبع فعلت
هيمين : إذا لماذا لم تخبرك عن مكانهم بالتحديد
إيفانجلين : لا أعلم ولكنها يكفي أنها أعلمتنا أين وإلا كنا سنظل نبحث بدون جدوى
..
أخذهم ماركوس لمنزله القديم والذي كان يقبع في مدينة من مدن البشر التي تدعى بيلونا وظلوا يبحثوا في المنزل حتى وجد روبرت كتاب صغير فوجده مذكرات ليلقيها باهمال على الفراش
إيفانجلين بصدمة : ما هذا؟!
روبرت بتعجب : ماذا؟
إيفانجلين وهي تكاد تصيبها جلطة : ماذا أنت يا رجل أتمزح معي لماذا لم تقرأ ما بها
روبرت : ولماذا أفعل إنها مجرد مذكرات
إيفانجلين وصبرها يكاد ينفذ : أجل وغرفة من هذه التي نقف بها
روبرت ولم يصله بعد مغزاها : موران!
إيفانجلين بابتسامة مصتنعة : إذًا؟
روبرت بنفاذ صبر : ما بها زوجتك هيمين هل جنت يا رجل
ضحك هيمين ولم ينحدث فهو كاد يحمل المذكرات ويقرأها عندما ألقاها عمه ولكن لسان إيفانجلين كان يسبقه
إيفانجلين بصراخ : حقًا الرحمة يا إلهي سأجن تلك مذكرات وهذه غرفة موران إذًا هذه مذكرات موران
روبرت : أجل؟
إيفانجلين وهي تجذب شعرها بقوة : إذًا بالتأكيد موران ذكر شيء بها يساعدنا
روبرت باستيعاب : كيف فاتتني تلك
نظرت له إيفانجلين بسخرية ولم تتحدث لتجلس بجانب هيمين الذي جلس يقرأ في المذكرات بتركيز
إيفانجلين : هنا هنا .. هذا تاريخ وفاة والدك يا ماركوس أليس كذلك؟
ماركوس : أجل
هيمين : حسنا لنتابع
ظلوا يقرؤا حتى وصلوا لجزئية معينة فبدأت إيفانجلين بالقراءة بصوت مرتفع ليستمع لها الجميع : كنت أسير في الغابة الغربية حزين أشعر بالوحدة الشديدة وبأن حملي قد زاد بوفاة والدي .. حتى شعرت بضوء أحمر فوقي .. نظرت وجدت القمر أحمر كالدماء والتربة بدأت تتحول للون الأحمر تدريجيًا حينها تذكرت ذلك الكتاب القديم الذي قرأته في المكتب عن أسطورة المدينة الحمراء أو كما يسميها البعض مدينة الدماء والتي تتكون من لون واحد يطغي عليها بالكامل القمر والتربة والشجر ونهر كبير من الدماء .. حينها لم أفكر في التراجع وساقتني قدماي حتى وصلت لذلك النهر ووجدت نفسي تلقائيا أرتشف تلك الدماء .. نظرت بعدها لنفسي في انعاكسي الذي يظهر على النهر وجدت عيناي حمراء كالدماء تمامًا لذلك ظننت في بادئ الأمر أن لون النهر هو السبب ولكني فيما بعد اكتشفت أن عيناي تحولتا لذلك اللون لأني أصبحت مصاص دماء
إيفانجلين : ماذا يعني بالغابة الشرقية يوجد غابات كثيرة في الشرق
سالار : أكيد لن يذهب مدينة ثانية وبعدها يسير في غابة المدينة هذه الشرقية
دانيل : بمعنى آخر إن قصدو على الغابة الشرقية للمدينة دي مدينة بيلونا
هيمين : حسنا ماذا تنتظرون هيا بنا نتحرك
أمسكت إيفانجلين المذكرات ووضعتها في حقيبتها ليخرجوا بعدها جميعا لخارج المنزل ولم يكادوا يتحركوا ويصعدوا لأحصنتهم حتى جائت أيركا وانحنت كالعادة لإيفانجلين التي ابتسمت لها وأحنت لها رأسها هي الأخرى
أيركا : فاسيليا تريد اخبارك أن الأحصنة لا يمكنها الذهاب لهناك
جوليا بتعجب : لماذا؟
أيركا : سيموتون إن ذهبوا لهناك بمجرد دلوفهم لبداية المدينة تتوقف قلوبهم
إيفانجلين : لا بأس يمكننا الذهاب سيرًا
جوليا باعتراض : بالطبع لا يمكننا
إيفانجلين بتهكم : إذا كانت مدللة أبيها لا تريد الذهاب يمكنها البقاء مع الأحصنة
نفخت جوليا بضيق ولم تتحدث
أيركا : وأيضًا خذوا حذركم فبمجرد اقترابحم ستواجهون وحوش خطرة وأشباح وبالمناسبة قدراتكم بأكملها تختفي هناك بمعنى أنكم تصبحون مجرد بشر هناك
جوليا بضيق : حسنًا هذا ما كان ينقص
إيفانجلين بغضب : اسمعي يا فتاة لم يجبرك أحد على القدوم معنا إن أردتي يمكنك البقاء
جوليا بتمتمة منخفضة : سآتي بالتأكيد لن أترككم بمفردكم مع ميناس
سمعتها إيفانجلين لتبتسم بسخرية ولم تجيبها : حسنًا أيركا هل هناك شيئًا آخر؟
أيركا بنفي : لا هذا فقط
إيفانجلين : حسنا هيا بنا فمازال الطريق طويل
ظلوا يسيرون لساعات دون جدوى حتى جلست جوليا على الأرض بتعب : لم أعد أستطيع التحمل أشك بتواجد تلك المدينة من الأساس
إيفانجلين بحيرة : أثق أن هناك أمرًا خاطئ
هيمين : لم نكمل قراءة المذكرات لنرتح قليلًا وأكملي قراءة علنا نجد شيئًا
أومأت إيفانجلين وبدأت في القراءة بصمت حتى وصلت لجزئية أخرى لتبدأ في القراءة بصوت مرتفع كي يسمعها الجميع : بعد عودتي حاولت أن أذهب لهناك مجددًا ولكني لم أجدها وكأنها اختفت من الوجود ولكني لم أستسلم وظللت أذهب لهناك كل يوم حتى جئت في إحدى الأيام ووجدتها مجددًا حينها كان القمر مرتفع لأتذكر أول مرة جئت فيها لهنا كان القمر في نفس ارتفاعه فأخرجت ساعاتي وجدتها تدل على منتصف الليل فتابعت بحثي بهذا الأمر حتى أفهم وبمرور الأيام توصلت لأن هذه المدينة تظهر فقط لمدة ساعة من الساعة الثانية عشر وحتى الواحدة صباحًا وتختفي من الوجود بعدها ولكني أخرج منها في أي وقت الأمر الذي جعلني أتعجب من تلك المدينة وعندها علمت لم من الصعب الوصول إليه فبالطبع من سيجرء ويدخل الغابة الشرقية والتي يعلم الجميع بعدم تواجد مدن بعدها لذلك لا يبالي أحد بالتواجد فيها وخاصة أن بها عدة وحوش مختلفة
صمتت إيفانجلين ورفعت معصمها لتنظر لساعتها وجدتها تدل الحادية عشر مساءًا : حسنًا سننتظر هنا ساعة نستريح ونكمل بعدها حتى نصل
جلسوا جميعا ليجذب شكل إيفانجلين انتباه جوليا : لماذا شعرك تحول للبنفسجي فجأة لقد كان أسود وحتى عيناكي لا أفهم أوقات تكون بنفسجيه وأوقات أخرى زرقاء
إيفانجلين بابتسامة : الأمر وما فيه أني لا أتحكم في لون شعري أو عيناي أي مشاعر أشعرها تنعكس عليهما فعندما أطون هادئة وباردة وجامدة يكون شعري أسود وعيناي زرقاء أما عندما أكون سعيدة أو خائفة قلقة أي نوع من المشاعر عدى البرود يجعل شعري وعيناي يتحولان للبنفسج
كانت جوليا تنظر لها بانبهار فهي صدقًا كتلة جمال متحركة وتقسم أنها لو كانت رجل لكانت وقعت في عشقها
سالار بابتسامة : كان يحدث هذا معي في الماضي ولكنها توقف مع مرور الوقت وأصبحت عيناي بلون البنفسج بشكل دائم ولا تتغير إلا عندما أصبح بشري
دانيل : أنتم الخارقون الموهوبون برغم كل المميزات التي تملكونها إلا أنكم معرضون للفناء وأعمالكم لا تنتهي
سالار وهو يستلقي بكبرياء على جذع الشجرة خلفه : أعمالي انتهت منذ أصبح أول حفيد لي خارق
روبرت بسخرية : هذا لأنك رفضت العودة وقولت يكفي أحفادي وأولادي مع أنك تعمل جيدًا أن أعمالنا كان معظمها في عالم البشر حتى أصبحت جوليا خارقة لنقرر التوقف فكشفنا سيكون أسهل كلما كثر الخارقون في عائلتنا
هيمين بتذكر : صحيح لماذا لم تريدوا أن نعلم بشأنكم
سالار : في الحقيقة كنت أخشى رد فعلكم عندما أخبركم وخاصة أني لم أعلم من سيكون خارق ومن لا فهناك احتمال أن يكون أحدكم بشري وعندما أصبح ميناس خارق قلت هيا يا رجل حان وقت اجازتك لهذا انسحبت ولم أخبركم بالأمر وتركته يعتمد على ذاته
ماركوس : بمعنى آخر أنك كسول يا سالار
سالار بابتسامة واثقة : نعم هذه حقيقة
نظرت له إيفانجلين بصدمة وفمها مفتوح على آخره : أوحقًا؟!
سالار بضحك : ماذا؟
إيفانجلين بتهكم : لا شيء
سالار بعدم اهتمام : حسنًا
___________________________

عند ميناس وموران
كانا يجلسان في أحد المنازل والتي مثلها مثل كل ماهو في هذا المكان "حمراء"
موران بملل : لقد مللت يا رجل لكم سنمكث هنا
ميناس بضيق : لا أعلم ولكن هل لديك مكان آخر نحتمي فيه من تعاويذ الاقتفاء حتى لا يتم العثور علينا
موران بضيق أكبر : لا
ميناس : إذا اصمت فأنا بالكاد أتحمل ذاتي وأني سأمكث مع تلك الحمقاء خمسة أعوام حتى أأخذ دمائها
موران : همم حسنًا صمتت ولكنك لم تخبرني بعد ماذا ستفعل بالطفل الآخر الذي جلبناه
ميناس بعدم اهتمام : لا أعلم دعه وحسب فهو يجعل الفتاة صامتة
ميناس : همم حسنًا
_______________________

كانوا يسترخون على الشجر مغمضين أعينهم
جوليا بتوتر : سمعتوا هذا؟
هيمين بسخرية : ماذا؟
جوليا بخوف وهي تشير في اتجاه : هناك لقد سمعت صوت يأتي من هناك 
إيفانجلين : ربما بومة أو خفاش لا تبالي بقي نصف ساعة وسنتحرك
صمتت جوليا وظلت تنظر حولها بترقب حتى رأت أفعى ضخمة جدًا تقترب منهم فكادت تصرخ لولا يد هيمين التي وضعها على فمها بسرعة
إيفانجلين بهمس : لا تتحركوا لا يمكنها رؤيتنا إلا إذا تحركنا دعوها تذهب في سبيلها
كانت تتحرك وتمر أمامهم وبمجرد أن تخطت جوليا حتى نهضت تركض لتلتفت لها الأفعى وتتحرك نحوها بسرعة لتبدأ جوليا في الصراخ وهي تركض
إيفانجلين بنفاذ صبر وهي تخرج سيفها وتركض نحوهم : سأقتل هذا الأصيلك وثم سأقتلها بعد ذلك
ضحك روبرت فابنته مجنونة وجبانة كبيرة وهو لا ينكر ذلك
اختفت صرخات جوليا بعدما التهمتها تلك الأفعى ليصرخ روبرت بفزع
ثواني وقفزت إيفانجلين في الهواء قاطعة رأس الأفعى لتضع يدها بداخلها بعدها وتخرج جوليا التي كانت مغمضة عينها بقوة وهي تصرخ
إيفانجلين بملل وهي تمسكها من تلابيب ملابسها من الخلف : توقفي عن الصراخ أصبتي أذني بالصم
كان هيمين يضحك باستمتاع وهو مسترخي بالكامل على جذع الشجرة فهو يعلم أن زوجته كفيلة بانقاذها بمفردها
جوليا وهي تركض فاتحة يديها لتحتضن والدها : كدت أموت يا أبي
ركض روبرت بفزع : ابتعدي عني يا فتاة لا تلمسيني
انفجروا جميعا في الضحك عليهم لتجلس إيفانجلين وهي تشاهدهم باستمتاع
مر الوقت وجلست جوليا أخيرًا بتذمر وحنق ليجلس والدها روبرت بجانب سالار بعيدًا عنها وهو خائف من اقترابها منه
إيفانجلين بضحكة خفيفة : حسنًا بما أنكم انتهيتم هيا فلنتابع التقدم
عادوا للسير وبعد مرور عدة دقائق ابتسمت إيفانجلين وهي ترى تحول التربة تدريجيًا للون الأحمر لتنظر للقمر فوقها وتبتسم فها هو قد تحول للون الأحمر
هيمين بسعادة : اقتربنا هيا بنا تابعوا السير
مرت ساعات حتى وصلوا لنهر كبير من الدماء  لتنظر إيفانجلين في الجهة المقابلةوعلى مسافة بعيدة كان يوجد منزل كبير مطلي باللون الأحمر : هناك أعتقد أنهم هناك
دانيل : حسنًا كيف سنعبر لهناك لا أظن أن هناك قوارب أو جسر
إيفانجلين : سنسبح ولكن انتبهوا أن يجرفكم التيار بعيدًا واحذروا من شرب تلك الدماء
جوليا بضيق : بالطبع تحلمون أنا جوليا ديوك تريدون مني السباحة في تلك الدماء المقززة
رمقها هيمين بنظرة متهكمة وكأنه يقول لها حقًا يا فتاة وكأنك تلمعين من شدة النظافة
جوليا بتذمر وقد فهمت نظراته : ماذا أنا لم أجعل الأفعى تلتهمني بارداتي
إيفانجلين بنفاذ صبر : أيا يكن ابقي هنا إن كنتي تريدين البقاء أنا راحلة
أنهت جملتها وقفزت في الدماء لتسبح بمهارة وخلفها الجميع حتى جوليا فهي يستحيل أن تبقى بمفردها هنا
عبرت إيفانجلين بسهولة ووقفت تنتظر البقية لتلاحظ انجراف جوليا بعيدًا مع التيار لتتنهد بضيق وهي تقفز في الدماء مجددًا لتمسك بها وتسبح بها بسرعة حتى وصلت للضفة التي وصل لها الجميع عداهم
جوليا بضيق : ابتعدي لماذا تمسكيني هكذا وكأني لصة
تركتها إيفانجلين بلا مبالاة لتسقط جوليا أرضًا مصتدمة برأسها في الرمال لترفع وجهها بغضب لإيفانجلين لترمقها إيفانجلين بابتسامة ساخرة وهي ترحل ليتبعها الجميع
..
بعد مرور عدة دقائق وصلوا لذلك المنزل ودلفوا بسهولة للداخل
موران بصدمة : إيفانجلين!
ميناس بصدمة أكبر : ماذا تفعلون هنا وكيف ذاتًا استطعتم الوصول لنا
سالار بغضب : أهذا ما يهمك حقًا؟ كيف استطعنا الوصول لك
ميناس بتوتر : عفوًا جدي
إيفانجلين وهي تلقيه أرضًا وتضع كعب حذائها على تفاحة آدم بعنقه : لا جدي ولا غيره لن ينقذك من الموت الآن شيئًا "نظرت لدانيل" دانيل عفوا هل يمكنك أن تصعد وتحضر الصغيران من فضلك
أومأ دانيل وصعد مباشرة
مهيمين : إيفا اهدئي من فضلك
نظرت له إيفانجلين وعيناها تشع غضبًا بينما لم تهتم بنظراته تلك وهي تنظر مجددًا لميناس : قل لي سببًا واحدًا يمنعني عن قتلك عزيزي
لم يجيبها لتصيح بصوت أعلى وعيناها تتحول للبنفسج وشعرها حتى عروقها برزت بشكل كبير لتشع بلونها البنفسج بطريقة مهيبة ليتراجع الجميع للخلف وهم لا يصدقون أعينهم مما يحدث : أتعلم لو كنت هربت ورحلت لكنت صفحت عنك ولكنك لم تكتفي باختطافك لمهيمني بل وجائتك الجرأة بأن تأخذ ابنتي وتنتظر مني الصفح!
موران بخوف : إيفانجلين أرجوكِ اعفي عني صدقيني سأذهب في طريقي ولن أعترض طريقك من جديد
إيفانجلين بتهكم : وكأنك تستطيع اعتراض طريقي كي تفعل؟
أنهت جملتها وهي تخرج قلبه بيدها من داخل صدره ليشعر ميناس حينها تحديدًا بالخوف وينظر لجوليا التي شعرت وكأن روحها تنسحب منها فهي حتى وإن كان تعشقه ولا تستطيع فعل العكس
ميناس بصراخ بعدما رفعته في الهواء بيد واحدة وهي تمسكه من عنقه : جدي أرجوك ساعدني لا تدعها تقتلني
جوليا ببكاء : إيفا أرجوكي لا تفعلي
إيفانجلين بحزن وهي تشعر بألمها : أسفة جوليا لا أستطيع
جوليا وهي تمسك بقدمها : بلى تستطيعي أعدك أن لا يعود لعالم الخيال مجددًا ولكن اتركيه يحيا
مهيمين وهو يحمل صغيرته بين يديه بعدما أحضرها دانيل هي وسبستيان : دعيه هذه المرة إيفا
إيفانجلين بغضب : لا
مهيمين بقوة وهو ينظر في عينها بحزم : لأجلي إيفا .. عاقبيه بطريقة أخرى غير قتله
تنهدت إيفانجلين وهي تلقيه أرضًا بقوة ثم قامت بحمل هارلين وسبستيان وخرجت من المنزل ليقوموا بتكبيل ميناس ويتبعوها ولكنها اختفت وكأن الأرض انشقت وابتلعتها ليقرروا العودة بمفردهم
______________________

بعد مرور عدة أعوام كانت تركض في الغابات وصرخاتها تصدح بقوة ولكنها تضيع قي الغابة من اتساعها
كانت سرعة تنفسها تفضح مكانها وتاجها الذي يلمع بشدة محدثا ضواء كبيرًا كان يشير لأي شخص من بعد على مكانها

لتشعر فجأة بأحدهم يكبلها بقوة لتصرخ بقوة وسرعان ما تتعالى ضحكاتها ليشاركها الضحك بحب وسعادة : أمسكتك
هارلين بتذمر : لا أعلم كيف تستطيع دوما إمساكي
سبستيان بابتسامة مغرورة : هذه خبرة ولدت بها عزيزتي
هارلين باستهزاء : مغرور .
سبستيان بتوتر : لين دعينا نعود للمنزل .
هارلين بتعجب : لماذا؟
سبستيان : ليس الآن سأخبركِ لاحقًا هيا.

غادر الاثنان وخلفهما عينان تراقبهمها باهتمام لينسحب فيما بعد بعد رحيلهم .

مرت عدة أسابيع وكلما ذهب سبستيان وهارلين لمكان كانت تترصدهم تلك الأعين، حتى حدث في أحد الأيام وسقطت هارلين من فوق إحدى الشجيرات أثناء لعبهما، وسالت دمائها فوق الأعشاب الصغيرة.
سبستيان بصراخ : لين.
وما كاد يقفز من فوق الشجرة ليلمح طيف قريب كان يختبأ خلف الشجرة وما كان ذلك الطيف سوى فتاة صغيرة جميلة تملك بشرة بنفسجية وأعين زرقاء وشعر أسود لامع.

كان سبستيان يتأملها بانبهار وصدمة بينما هي لم تنتبه له لتقترب من هارلين المغشية برفق ليسارع في الاختباء خلف الشجرة لكي لا يخيفها؛ بينما هي اقتربت من هارلين وجلست بجوارها على عقبيها ومررت يديها على جرحها وهي تتحدث بكلمات غريبة لتشع يديها ضوءًا قويًا لتبتسم بعدها بعدما توقف نزيفها واختفى الجرح.
سبستيان بصدمة : كيف؟!
شعرت بالخوف عندما لمحته لتختفي عن الوجود في لمح البصر.
سبستيان بتذمر : هذا ليس بعدل تستغلين قدراتكِ لتختفي
ضحكت تلك الصغيرة في الخفاء وظلت تراقبهم في الخفاء كعادتها منذ عامين لتطمئن على هارلين فهي تعلم أنها ابنة الملكة وأنها المنشودة لخلاص عالم الخيال.

حمل سبستيان هارلين وعاد بها لمنزله وذهنه شارد في تلك الفتاة.
إيفانجلين بصدمة : لين! ماذا بها سبستيان؟
سبستيان بتوتر : لقد سقطت من فوق الشجرة أثناء لعبنا وتأذت قليلا لهذا هي مغشية.
إيفانجلين بشك : أخبرني أنها كانت خارقة أثناء سقوطها من الشجرة.
سبستيان بتوتر : همم بالتأكيد فجرحها شفي في نفس الوقت.
سونيا بقلق : إذا لم لم تستيقظ بعد؟
سبستيان ببراءة : لا أعلم.
قاطع حديثهم دلوف ماركوس الذي ما إن رأى هارلين مسطحة على الأريكة حتى ركض نحوها بفزع : هارلين ماذا بكِ حلوتي؟

                          

في مدينة بعيدة عن مدن الخيال الرئيسية، وتحديدًا خلف البحار الواسعة وجدت جزيرة كبيرة، وفي منتصفها وجد قصرٌ ضخمٌ مصنوع من الكريستال ليشع ضوءًا قويًا عند انعكاس أشعة الشمس فوقه.

كانت تسير الأميرة آسا وأمواج البحر تلاطف قدمها برقة وشعرها الأسود الطويل يصل لنهاية قدمها يتطاير مع الهواء وعيناها البرتقالية تلمع مع أشعة الشمس في مظهر خاطف للأنفاس، كانت تشرد بذهنها لخلف ذلك البحر الشاسع تتمنى لو تستطيع عبوره ولكن القوانين تمنعها هي وكل شعبها عن تخطي البحر؛ فخلفه يقع مصاصي الدماء والمستذئبين والوحوش ومنذ آلاف السنين وهم لم يعبروا البحر لحماية أنفسهم منهم، ومن شر سفك الدماء.
قاطع شرودها ابن عمها "إيروين" وهو يضع وشاحًا على كتفها لتبتسم له بحب.
إيروين : ماذا تفعلين هنا يا حلوة بمفردكِ؟
آسا بلطف وهي تستند بجسدها على جسده الذي قام باحاطتها به بحب : كنت أفكر متى سيحين الوقت الذي يعم فيه الأمان ونستطيع عبور هذا البحر بسلام؟
إيروين بتفكير : حينما تشائي سنعبر معًا.
آسا وهي تلتفت له بسعادة وعدم تصديق : حقًا؟
إيروين بابتسامة هادئة : حقًا.
آسا بتذمر وخذلان : ولكن والدك لن يسمح لنا.
إيروين وهو يغمز لها بمرح : اتركي هذا الأمر عليّ.
آسا بضحك : أرينا قدراتك يا عزيزي





في مدينة أخرى وتحديدًا مدينة النميهار
جلست صاحبة البشرة البنفسجية على فراشها وهي تتذكر لقائها مع هارلين، تتمنى لو تملك الشجاعة الكافية لتحدثها
_أديلاا
فاقت أديلا من شرودها على صوت والدتها لتنظر لها بابتسامة : نعم أمي.
قطوف : لا أفهم أين تختفي كل يومٍ!
أديلا بابتسامة : لا تقلقي تعلمين أن لا أحد يستطيع ايذائي.
قطوف بحنان : أعلم ولكني أمك فمن حقي الخوف عليكِ.
أديلا وهي تقبلها بحب : نعم عزيزتي ولكني بخير فلا تقلقي حسنًا؟
قطوف بابتسامة : حسنًا.



عند إيفانجلين، استيقظت هارلين ومر الأمر بسلام، وصمت حتى جلست بمفردها مع سبستيان.
سبستيان : ماذا لماذا ظللتي تشيرين ليّ طوال الوقت؟
هارلين وهي تقترب منه بشدة وتهمس له : لماذا لست مجروحة؟ ماذا فعلت يا هذا؟
سبستيان بهمس مشابه لها : لم أفعل شيئًا بل هي فعلت.
هارلين بتعجب : من؟!
سبستيان : تلك الفتاة التي أشعر بها دومًا تراقبنا لقد رأيتها اليوم عندما سقطتي 

قاطع حديثهما ماركوس الذي جلس بجوارهما وهنس مثلهما :
_ من تلك؟
صراخ الاثنان بفزع وسقطا أرضًا لتتعالى ضحكاته عليهما :
_ والآن أخبراني عن من تتحدثان؟ وماذا تخفيان أيها الخبيثان؟
هارلين ببراءة شديدة :
_ ماذا! أنا لا أخفي شيئًا، أنت تخفي سبستيان؟
سبستيان بصدمة :
_ ماذا؟ أنا؟ بالطبع لا، أنت تخفي ماركوس؟
ماركوس بحاجب مرفوع :
_ حقًا؟!
هارلين بضحك وهي تحتضنه  بقوة :
_ هيا ماركوس دعك من هذا، ولتخبرنا أين بت تختفي هذه الفترة؟ هل وقعت في الحب أو شيئًا ما؟
ماركوس بتهكم :
_ لا تظني أنكِ هكذا أنسيتيني ما قيل؛ ولكني سأتغاضى عنه مؤقتًا فمزاجي في أحسن حالاته.
سبستيان بابتسامة خبث :
_أوهو حقًا! ولماذا يا ترى مزاجك في أفضل حالاته، من صاحب الفضل يا ترى؟
ماركوس بغرور وهو يتسطح فوق الفراش بتعالي وكأنه ملك أو شيئًا ما :
_ومن أنتما كي أخبركما؟
هارلين بضيق وتذمر :
_هيا مارك أرجوك أخبرنا.
ماركوس بجدية :
_حسنًا أولا يجب أن تخبراني ما تخفيان.
سبستيان بتوتر :
_موافق بشرط أن تعدنا بأن لا تخبر أحدًا.
ماركوس بقلق :
_حسنًا أعدكما؛ والآن أخبراني ما تخفيان؟
سبستيان بتوتر وهو ينظر لهما بترقب :
_عندما كنا نلعب كانت هارلين بشرية عندما سقطت
ماركوس بصدمة :
_ماذا؟!
هارلين بضيق :
_ماذا؟
ماركوس وهو يجذبها من أذنها :
_كم مرة أخبرتكِ هارلين أن لا تتحولي لبشرية خارج المنزل؟
هارلين وهي تعدل على يديها بتركيز :
_مرة، مرتين، ثلاث، أربع، ...
ماركوس بصرامة :
_هارلييين.
هارلين بضحك :
_قلبها وأعينها
نظر لها بحاجب مرفوع لتضحك بتوتر وهي تلعب بأصابعها
هارلين بابتسامة :
_لا تقلق عليّ فها أنا بخير.
ماركوس بحاجب مرفوع :
_همم وهذا ما أريد أن أعلم كيف حدث
سبستيان وهو يتناول موزة ببرود؛ وكأنه لا يقول شيئًا مهمًا :
_منذ مدة كبيرة أشعر بفتاة تراقبنا؛ ولكني لم أرها من قبل، واليوم عندما سقطت هارلين وأصيبت في رأسها جاءت بسرعة وخرج من يدها ضوءًا وبعدها مباشرةً شفيت هاري، وعندما تحدثت ورأتني اختفت وكأنها لم تكن توجد من الأساس، ولولا أن الدماء كانت على الأرض، وأن جرح هاري شفي لظننت بأني أتوهم.
ماركوس بتعجب :
_من أي فصيلةٍ هي؟!
سبستيان وهو يذم شفتيه للأسفل بجهل :
_ لا أعلم فبشرتها بنفسجية
هارلين بتفكير :
_قلت بشرة بنفسجية ها؟
سبستيان بتأكيد :
_ أجل وعيون زرقاء، وشعر أسود؛ في الحقيقة هي بمثل عمرنا تقريبًا.
هارلين بابتسامة وهمسٍ غامض :
_ مرحبًا بابنة النميهار.



مروه كمال محمد "فاريهان الأمل" 


رابط المقال https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_45.html

تعليقات