" " " " " " " " عُقاب شمهورش الفصل السادس
📁 آحدث المقالات

عُقاب شمهورش الفصل السادس


ارتجفت اول ما سمعت الصوت ولما لفيت علشان اشوف مين اللى بيتكلم تجاهلت اني باصص لها وكملت كلامها زى ما بدأته، وانا مقدرتش اقاطعها او اخليها تسكت فضلت ساكت لحد ما خلصت كلامها، لقيت نفسي بسألها بحدة:
- هو ايه اللى انا مش قده؟ وانا مالي اصلا؟ وانتي وبناتك عايزين ايه مننا بالظبط؟ واشمعنى احنا؟
رديت والدة ايات بحدة:
- مش هينفع نتكلم على الباب، اطلع معايا فوق علشان نعرف نتكلم من غير ابوك ما يسمع حاجة.
طلعت معاها من غير ما اجادلها لأني عايز افهم كل حاجة، دخلنا البيت وقالتلي:
- البنات نايمين متقلقش محدش هيحس بحاجة، ادخل اقعد فى الصالون وهتأكد ان اوضهم مقفولة عليهم وارجعلك.
من غير ما اتكلم وانا حاطط عيني فى الارض مشيت فى الاتجاه اللى شاورتلي عليه، ولأن الشقة نسخة من شقتي بالظبط فأنا كده كده عارف طريق الاوضة اللى تقصدها، دخلت قعدت استنيتها غابت عليا تقريبا عشر دقايق ورجعتلي بعد ما كنت انا خلاص تقريبا شبه نايم من التعب والارهاق، لقيتها بتمد ايديها ليا بكوباية وبتقولي:
- اشرب ده علشان تفوق، انا عارفة البلد بعيدة والسفر صد رد كده متعب، كنت سألتني وانا حكيتلك بدل ما تروح تسأل الناس الغريبة.
رديت عليها وانا بحاول استجمع قوتي واعصابي اللى سابت من الاجهاد:
- وانتي فاكرة اني لحقت اسأل عن حاجة؟ انا بمجرد ما قولت...
قاطعتني وهي بتقول:
- طبعا..مجدر ما قولت اسم جوزي كل اللى عنده كلمة قالها، نصحوك تبعد عننا...صح؟!
رديت بسرعة:
- طبعا...وهو بعد اللى اتقال ده كله عنكم مش عايزة الناس تنصح اي حد يجيب سيرتكم بأنه يبعد عن طريقكم.
ابتسمت وهي بتقولي:
- محدش بيختار اهله..وانا بناتي مختاروش ابوهم، وانا مكانش ينفع اسيبه ولا ابعد عنه لأنه كان عايزني وبيحبني، ولو فكرت ابعد مكانش هيسيبني...
رديت وانا مستاء:
- انا ماليش دعوة بكل ده، انا اصلا ندمان لأول مرة فى حياتي اني تدخلت فى انكم تسكنوا فى البيت اللى انا عايش فيه، ياستي انتم ناس البعد عنكم غنيمة.
رديت عليا بنفس الابتسامة:
- بلاش بس تقول كلام ممكن تندم عليه، شوف يا قابيل انا هحكيلك الحكاية، ومع اني معنديش سبب اكيد ليه انت بالذات اللى ايات اختارتك لكن قدرك بقى....
قاطعتها وانا بقول:
- هو ايه ده؟ ايه اللى اختارتني وايه اللى قدري؟ ليه انتي فاكرة اني لعبة ولا بريالة علشان اي واحدة تحط عينها عليا يبقى هي دى اللى هكمل حياتي معاها؟ لالالا..انسي.
اتكلمت وهي بتقول بثقة:
- مش هنسى، انا عارفة ان سهر هي اللى عجباك وهي اللى قلب دق ليها...لكن مش هينفع لمصلحتك انت كمان.
رديت بنفي:
- انا لا سهر ولا ايات حد منهم ينفعني، ياستي انا مالي شفى المشاكل والحاجات الغريبة اللى سمعتها عنكم دي، يا تبعدوا انتم عننا يا اما احنا اللى هنبعد عنكم.
اتكلمت وهي بتقول بأبتسامة:
- مفيش مفر مننا يا قابيل...بنتي اختارتك، ومعنى انها اختارتك يبقى فيه سبب..واسمعني بقى علشان تفهم.
رديت بملل وتعب وفضول:
- احكي..
اتعدلت فى قعدتها ورجعت ضهرها سندته على الكرسى وابتسمت اكتر وهي بتقول:
- ايات ابوها كان بيحضّر عليها يا قابيل..
قاطعتها بذهول:
- يعني ايه؟
رديت هي:
- يعني بيستحضر الجن بتاعه عليها، كانت هي حلقة الوصل بينه وبين العالم التاني، هدوئها وانطوائيتها وشخصيتها الضعيفة خلوها هي انسب شخص يقدر ابوها يستخدمه فى انه يحضّر عليه، لكن كانت البنت صغيرة...وكنت انا مقدرش اقوله لاء...وحتى لما قولت لاء وحاولت امنعه انه يبعد عن بنتي كل اللى عمله انه سلّط عليا واحد من خُدام شمهورش وده الجني اللى كان بيساعد جوزي فى كل الاسحار بتاعته، وروني السواد اللى مينفعش اوصفهولك ابدا...خلوني زى المجنونة، كنت  لو جيت امسك المصحف الاقي الصداع بياكل دماغي اكل، الاقي عيني بتنزف دم فجأة بمجرد ما افتح صفحة من صفحات المصحف، لو قربت من سجادة الصلاة او حاولت اركع بس الاقي ركبي اتخشبت ومقدرتش اثني رجلي، حتى لما حاولت اصلي بعينيا كان النزيف بينزل عليا مينقطعش لحد ما ابطل احاول خالص اني اصلي...كل ده كنت لسه على رأيي فى انه يبعد عن بنتي ويبعدها عن اللى بيعمله كفايا ان عيشتنا كلها من الفلوس اللى بتدخله من السحر والاعمال السودة دي، لكن كمل عليا لما خلاني احاول اقتل بناتي...فوقت على صريخهم علشان الاقي نفسي واقفة قدامهم ماسكة جردل الجاز قلباه كله عليهم وعلى سرايرهم وماسكة فى ايدي لمبة الجاز عايزة احدفهم بيها، صريخهم وخوفهم خلاني واقفة فى مكاني مش عارفة المفروض اتصرف ازاي، كانوا صغيرين ومفزوعين مني ومصدومين، وجالي صوته من ورايا وهو بيقولي:
- شوفتي بقى انتي كنتي هتعملي ايه فى بناتك؟ اتجننتي وهتقتليهم، وافقي وسيبي البنت ليا ومش هأذيها...دى هتكون بوابة الخير.
قاطعتها وقولتلها بصدمة:
- كل ده علشان توافقي ان البنت يستغلها فى السحر؟
كملت هي بأبتسامة:
- وافقت او موافقتش كان هيعمل اللى هوا عايزه، لكن هو كان عايز يأكدلي اني مينفعش احاول افكر فى معارضته، وانا باصة لبناتي رديت عليه وقولتله:
- اعمل اللى انت عايزه، بس ابعد النار عن ايدي، اطفي النار دي، اعصابي مش عارفة اتحكم فيها، ازاي انا هولع فى بناتي؟
رد عليا بهدوء وبهمس:
- متقلقش هينسوا اللى شافوه وكأنه حلم...خلاص حرمتي تعارضيني؟
رديت بمنتهى التأكيد:
- اخر مرة، مستحيل تتكرر، اللى انت شايفه وعايزه اعمله.
رديت انا عليها بفضول:
- وحصل ايه بعد كده؟
كملت كلامها وقالت:
- مش عارفة بالظبط ايه اللى حصل، لكن كل اللى فاكراه اني غمضت عيني وفتحتها لقيت نفسي على سريري نايمة وهو نايم جنبي وكأن اللى حصل ده كله كان حلم...ولما حاولت اتعامل على انه كان حلم وارجع فى كلامي لقيته هو بيقولي لما فتح عيني وبص فى وشي:
- اوعي تنسي اتفاقنا يا ام البنات، انا مرضيتش اخليكي تقتليهم وتقتلي نفسك من بعدهم..اوعي تفكري اني ممكن ارجع فى كلام قولته.
لقيت نفسي مش قادرة اعارضه ولا اقوله كلمة تانية، ومن الساعة دي كان كل اللى يقوله قرأن بالنسبالي، مينفعش اجادله فى حرف، مينفعش اعارضه فى كلمة، مينفعش اقوله على حاجة مهما كانت غلط انها متنفعش وانها مالهاش لازمة...

قاطعتها تاني وانا بقول:
- طيب وليه اتجوزتيه لما انتي عارفة انه كده؟
رديت هي عليا وبتقول:
- مكنتش اعرف، زمان فى الصعيد الواحدة مننا كانت متقدرش تخطي عتبة البيت، ومكنتش اعرف اي حاجة عن الدنيا برة عتبة باب بيتنا...كل شغلي فى البيت  وبس، وزيي زي اي واحدة ييجي ابوها ولا اخوها يقول البت جالها عريس وهتتجوز...بيبقى هو واخد القرار مش بييجي ياخد رأي الواحدة ايه، اهلي يجهزوني وييجي العريس ياخدنى من وسطهم وهما فرحانين وانا كمان فرحانة زى حال كل البنات...لكن حقيقته ايه ولا ايه اللى حصل علشان ابويا يوافق على واحد زي ده معرفش..ولا عرفت، ولا حد فكر يقولي لحد ما اهلي ماتوا واحد ورا التاني من غير ما اعرف سبب موافقتهم على عريس زي ده..
سألتها وانا حاسس اني هتعاطف معاها:
- طيب وايات حصل فيها ايه؟
قالت بحزن وابتسامتها اختفيت:
- ايات حصل فيها حاجات كتير اوي... هحكيلك.

رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_40.html
تعليقات