#لولي_سامي
البارت الثامن عشر
دخلت جودي الي منزلها الذي لم يتعدي لحظات وسمعت طرق علي الباب خلفها فوقفت محتارة وهي على علم أنه اسر. اتفتح ام تتركه هكذا؟ حتى وقف خلفها والدها وسألها/ واقفة ليه كدة يا بنتي ما تفتحي الباب؟
استدارت جودي لوالدها واجابته/ علشان اللي على الباب ده اسر يا بابا ومش عايزة أقابله افتحله انت لو سمحت .ودخلت غرفة ولدها لتطمئن عليه وتختبئ بالغرفة بعيدا عن اسر .
فتح اشرف الباب /اهلا يا اسر يا ابني اتفضل.
دخل اسر الي المنزل وعينه تجول في انحاءه باحثا عنها ولكن حاول اخفاء ما يريده جلس على الأريكة وتحدث مع اشرف بهدوء بعكس دواخله / معلش يا عمي لو جيت من غير ميعاد بس قولت اعدي اشوف انس لو تسمح يعني.
اشرف بكل ترحيب/ اه طبعا يا حبيبي انس في اوضته بس نايم اتفضل معايا.
توجها اشرف وأسر الي غرفة انس وهو يدعو أن يجدها بالداخل وبالفعل دخل اشرف وجد ابنته بجوار ابنها تحاول إزالة بعض من دموعها المتساقطة فأخبرها أن اسر معه ويريد رؤية انس فمسحت دموعها وسمحت له فدخل اسر وهو يراها يبدو عليها البكاء لاحظ اشرف توتر الأجواء عندما نظر لابنته وكيفية نظرها لآسر ليستاذن الاخير عمه في كوب من الماء. خرج اشرف لجلب الماء ولترك لهم مساحة ليتحدثوا لعل الله يهدي حالهم .حاولت جودي الخروج وراء والدها ولكن امسك بها آسر من معصمها وادارها لمواجهته قائلا / بتهربي مني ليه يا جودي ؟فهميني بس ايه اللي حصل لده كله ؟وبتعيطي ليه؟ ممكن تفهميني ايه سبب التغيير المفاجئ ده الصبح مكنتيش كدة ايه اللي حصل؟
سحبت جودي يدها من يده بقوة وتحدثت بصوت منخفض حتى لا تسمع والديها ولا توقظ صغيرها/ انت ليك عين كمان تيجي لحد هنا ! يا بجاحتك يا اخي ؟ الراجل اللي بره ده بيحترمك وبيقدرك ومش عايزة اوحش صورتك قدامه كفايه اوي اني انا بقيت مقروفة منك ومن عمايلك .
لو سمحت يا اسر شوف ابنك واتفضل اتكل على الله من غير مطرود وياريت تحدد ميعاد الطلاق بسرعة علشان انا اللي بقيت مصممة عليه.
اندهش اسر من حدة جودي بالحوار وجرأتها لهذا الحد وتعجب عن ماذا تتحدث فالحال بينهم بالصباح لم يكن كذلك فأمسك يدها واجلسها بالقوة على الأريكة وجلس بجوارها وتحدث بنبرة أكثر حدة/ اتفضلي اقعدي هنا علشان افهم ليه كل ده وقبل اي حاجه انا مسمحش تكلميني بالطريقة ده. قدام الشركة تقوليلي انت مبتحسش ،وهنا تقوليلي قرفت منك، ومستعجله على الطلاق، هو في ايه بالظبط تكونيش شيفالك شوفه تانية وبتتلككي.
جودي بحدة/ اخرص...... انا مسمحلكش...........
قطع آسر حديثها بكل حدة / تسمحيلي أو متسمحليش ممكن تفهميني معني كلامك ده وليه الراجل اللي بره ده احترامه هيقل ناحيتي وياريت تكون صريحة عن كدة وتقولي اللي عندك من غير لف ودوران وانا اوعدك هعملك اللي انتي عايزاه.
جودي وقد استشعرت بصوته نبرة الصدق فسألته بحدة وعيون جاحظة/ كنت نايم فين امبارح؟ وبتنام فين من ساعة ما مشيت من هنا ؟ تقدر تقولي ؟ولو سمحت من غير كدب علشان انا عرفت كل حاجه بس مكنتش متخيله انك وصلت للمستوي ده!
اسر وهو متعجب من السؤال رد بكل صراحة /مستوي ايه وعرفتي ايه ؟
هو ده كل اللي معصبك متعرفيش بنام فين من ساعة ما سيبت هنا ؟ بنام يا ستي يا عند والدتي يا في الشركة بتغدي واتعشي بره والف شويه بالعربية لحد ما الموظفين كلهم يمشوا وارجع انام في الشركة، ها اي سؤال تاني ؟
جودي بحده وعصبية وبدأت دموعها بالتساقط / كداااااب بقولك عرفت كل حاجه كل حاجه عرفت انك بتبات في حضن ست فتنة بتاعتك وانت جاي دلوقتي تكدب عليا علشان ارجعلك طب عايزني ارجعلك ليه مادام مرتاح معاها ولا خلاص عجبك الحال ترجعني مراتك وتستغفلني وتفضل معاها في الحرام ؟
هب اسر واقفا يستوقفها من شدة المفاجأة وتحدث باشمئزاز وغضب/اخرصي انا اعمل كدة ؟انتي تعرفي عني كدة ؟لييييه!!! وعرفتي الكلام ده من ميييين؟ وازاي تصدقي فيا كدة ؟
صمت برهه ليهدأ من حاله ثم استطرد قائلا/ علي العموم مش هتكلم معاكي دلوقتي وانتي بالحالة ده علشان واضح أن مهما اتكلم هتشوفيني كداب انا بس عاتب عليكي ازاي تصدقي فيا كدة! مهما كان اللي بنا ومش هحاول ابرأ نفسي قدامك هسيبك علشان لو عايزة تبرأيني هتبرأيني ومادام وصلنا للدرجة ده من انعدام الثقة مش هقدر ارجعك تاني الا لو انتي عايزة ده،بالرغم اني كان ممكن ارجعك لعصمتي ببساطة بس انا هسيبك دلوقتي وهديكي مهلة لحد نهاية الأسبوع اللي هو بعد يومين تقدري تفكري فيهم كويس وتشوفي انت عايزة ايه، لو عايزة نتمم الطلاق انا تحت امرك ولو عايزاني ارجعلك انا برضه تحت امرك، علشان انا مقدرش ارجعلك وانتي قرفانه مني أو حتي شاكه فيا بالشكل ده.
وتوجه الي باب الغرفة ثم استدار لها ليكمل/ واه علشان محرجيش مش هقولك هستني اتصال منك انتي برضه جودي اللي بحبها واقدرها ومحبش تحس بانكسار ابدا، لو عايزة ترجعيلي هستني بس تليفون من عمي يبلغني بده ولو مفيش تليفون جالي لحد اخر الاسبوع هفهم انك قررتي نتمم الطلاق وانا اللي هاجي المرة ده ومعايا المأذون ...عن اذنك .
وانطلق خارجا من الغرفة ثم من المنزل بأكمله مخلفا وراءه تشتت خلقه في روحها .
..............................................
هبط اسر من منزل جودي محطم الآمال لم يكن يتوقع أن يصل بهم الحالي الي هذه المرحلة ولكن عليه التوقف عن محاولاته فالأمر وصل إلي كرامته وصورته بنظرها لا لم يقلل من شأنه مرة أخري الا إذا وجد لديها استعداد أو بصيص أمل لسمعهِ .ولكن من اوصل لها هذه المعلومة؟ هل كان يوجد من يراقبه وهو ذاهب الي فتنة اخر مرة ؟ ولكن من يراقبه لما لم يسرد الموقف كاملا ولم يذكر هبوطه من عندها في خلال دقائق معدودة ؟ لما لم يذكر أنه لم يمكث لديها الا دقائق ؟ ولما ذكر أنه يقضي ليلته معها ؟ ام من يراقبه لديه هدف من زيادة الوقيعة بينهم ؟ وهنا تذكر احمد من سيكون له هدف غيره ولكن كيف سيذكر ذلك وهو من بات مع فتنة ؟ فاستبعده عن تفكيره ولكنه شعر أن عقله سيشت.ولكن في وسط هذا الكم من التفكير والتساؤل لمعت في عقله فكرة أن جودي مازلت تغير عليه وأنها كانت تستشيط من فكرة كهذه .إذا مازالت تحبه ولكن سيجرب البعد حفاظا لصورته وكرامته واستثارة للحب الذي بينهم لعل غيابه يشعله من جديد..
ركب سيارته وتوجه حيث شركته حتى وصل لها بدون معرفة الوقت الذي تستغرقه ولا كيف قاد السيارة وعقله مشوش لهذة الدرجة صعد شركته ودخل مكتبه وارقد جسده على الأريكة ناظرا بعيونه للسقف وبينما كان بحيرته عن من أخبر جودي بزيارته لفتنة وما سبب عدم إكمال المعلومة بشكل صحيح وجد رنين هاتفية يعلو أخرجه من جيبه ليجد يزن من يتصل فكأنه جاء بالوقت المناسب وفتح الخط ليرد عليه / أيوة يا يزن جيت في وقتك بصراحة كنت لسه هكلمك.
يزن بنبرة هادئة/ خير يا ابن خالتي عملت مصيبة تانية ولا ايه ؟
آسر بيأس / انا مبقتش اعمل انا بلاقي المصائب بتقع على دماغي لوحدها ، بس الاول قولي متصل تطمن ولا في حاجة؟
يزن بصراحة راحته/ لا طبعا في حاجة فاكر لما روحت لفتنة ولاقتها مع احمد واتصلت بيا وقولتلي على اللي شوفته فوق ؟
نفخ آسر أنفاسه وكأنها لهيب يحرق صدره ويخرجه على هيئة زفير ليرد قائلا/ فاكر طبعا اليوم المؤرف ده ما ده برضه اللي خانقني دلوقتي .
يزن باستفسار/ ازاي يعني مش فاهم؟
آسر بإحباط شديد/ في حد بلغ جودي باني رحت لفتنة شقتها والمشكلة اللي بلغها مقلهاش اني نزلت على طول لا ده قالها اني بيت عندها متخيل انت لو مكنتش كلمتك ساعتها كان ممكن لو سمعت كدة كنت شاكيت فيا انت كمان.
يزن بتفكير / على فكره انا اصلا متصل بيك علشان الموضوع ده واقولك اني سمعت المعلومة ده وكنت بكلمك علشان نوصل مع بعض مين من مصلحته يصدر معلومة مغلوطة زي ده وعايز من وراها ايه؟
آسر بنبرة محبطة/ مبقتش عارف حاجه يا يزن وشكلها قفلت بالضبه والمفتاح دانا كنت لسه النهارده بجهز نقعد انا وهي في مكان لوحدنا علشان اقولها اني طلعت فتنة من حسابي خالص واعتذرلها واحاول اقدملها كل الحلول الممكنة والغير ممكنة علشان نرجع لبعض افاجأ بتتهمني كدة مبقتش عارف حتى ادافع عن نفسي وانا شايف في عينيها نظرة القرف ومهما اقول من غير دليل ايه اللي يخليها تصدقني؟
يزن بتريث / ماهو علشان كده لما سمعت محبتش انكر المعلومة لأن ببساطة لو انكرتها أو حلفت هتتاخد اني ابن خالتك وبداري عليك فقولت اكلمك علشان نشوف مين له مصلحة في كدة ؟
آسر بأوهام/ مش عارف فكرت كتير ملقتش مخرج.
يزن بتفكير/ فكرت في احمد هو بالقارة اللي تخليه يعملها .
آسر بتفكير/ عارف أنه قذر بس ايه مصلحته والاهم من كدة أنه هو اللي كان معاها يعني هيخاف يقولها فتسالني واقولها احمد كان معاها.
_ غلط يا ابن خالتي انا أرجح الموضوع ميخرجش من احمد اولا المصلحة انا شاكك يكون عينه من مراتك علشان القذارة شئ مش مستبعد عنه ثانيا بقي وده الاهم لما هو يقول انك كنت مع فتنة اكيد جودي هتصدقه مهما قولت أن هو اللي كان معاها لأن جودي شافتك قبل كدة في مكتبك فطبيعي تصدق معلومه زي ده لكن لو انت عكست المعلومة هتقول انك كداب وبتشيل الليلة عنك مش اكتر فهمتني يا باشا؟
يزن بعيون لامعه/ ينصر دينك يا شيخ دانت اللي باشا وربنا صح طبعا برافو عليك.
بس مقولتليش مين اتصل عليك وبلغك بكل ده جودي ؟؟؟
يزن وهو يرفع قدمه فوق المكتب قائلا/ جودي مين يا ابني دانا اجبلك اخبار جودي من جوة مكتبها كمان.
آسر بحيرة/ اخلص يا يزن مين صحيح اللي قالك وايه غرضه ده كمان إنه يقولك ؟
يزن بنصف ابتسامة/ لا متقلقش غرضه شريف .
ثم ضحك بملئ فمه ليزجره آسر قائلا/ ما تخلص يا عم الظريف وفهمني.
يزن بتوضيح/ ده نهي زميلة جودي لما سمعت الموضوع من جودي وطبعا جودي انهارت فصعبت عليها وقالت تحاول توصل للمعلومة علشان تطمن زميلتها فأكيد مش هتسالك فقالت تسال العبد لله علشان واثقة في قدراتي وواثقة اني مش هكدب عليها.
يبتسم آسر قائلا/ واثقة في قدراتك برضه ولا بتلف على قدراتك.
ليضحك يزن بصوت عالي معلقا/ مش قولتلك غرضها شريف .
فيضحكا سويا ويقول آسر/ ملقتش غير نهي نصيرة حقوق المرأة وصاحبة شعار اللي قادرة على التحدي والمواجهة ده هتلففك حوالين نفسك.
يزن بنصف ابتسامة وعيون لامعه/ ما ده اللي شدني ليها ونبقي نشوف مين هيلفف التاني ولو هي اللي قادرة على التحدي فابن خالتك مش قليل برضه.
ثم يفيق من حاله ليقول لآسر/ المهم خلينا في مشكلتك انا بكرة كدة هوصل الموضوع لنهي على اني دورت وسألت وعرفت أن اللي بيبيت عند فتنة احمد مش انت بس انت بقي عايزك تتقل رجلك وقلبك شوية ومتضعفش ومتروحش لجودي مهما حاولت تكلمك.
ليتلجلج آسر قائلا/ لا ما هي .....ما هي مش هتتصل مهما كان.
ليعقد يزن حاجبيه معبرا عن استغرابه سائلا/ ليه مش هتتصل مهما كان يا عم الحبيب نيلت ايه تاني؟
آسر بلجلجة/ اصلها... اصلها لما اتهمتني بالباطل انا خادتني الجلالة وقولتلها معاكي لآخر الاسبوع لو عايزة ترجعيلي خلي والدك يطلبني ولو مش عايزة متتصليش علشان اجي واتمم الطلاق وطبعا هتتكسف تحكي لباباها الموضوع اصلا ولو حكتله مش هتتصل برضه لعزة نفسها هتستني الخطوة الأولي تيجي مني وانا وعدتها مش هقربلها طول الاسبوع.
يزن وهو يزم على أسنانه يقول/ خلاص لازم يعني تنسحب من لسانك يا ابو العريف وتعملي السبع رجالة مع بعض.
آسر بغضب _ يزن احترم نفسك.
يزن بلامبالاه/ بلا يزن بلا زفت سيبني بقي افكرلك هتروحلها ازاي من غير ما تروح لها أو تقربلها ازاي من بعيد لبعيد علشان تسحب ناعم تاني بعد ما تتأكد من غلط المعلومة.
كنت عايزك تحافظ على الباقي من كرامتك شوية.
لتنتهي المكالمة بين غضب يزن من آسر وتعنيف آسر لنفسه ليلقب نفسه بعد المكالمة / ملك الغباء وربنا .
........................................
#اختلاج_روح
#لولي_سامي
البارت التاسع عشر
بمنزل جودي دخل والديها عليها فور ذهاب اسر بهذا الشكل الغاضب وجدوها تزرف الدموع دون صوت وعيونها تدور هنا وهناك فزعت والدتها من شكلها وضمتها في حضنها ووقف والدها يتعجب للأمر وانتظر حتى أفرغت ابنته نوبة بكاءها ثم بدأ بسؤالها هو ووالدتها/ ممكن افهم ايه اللي حصل بالظبط؟ وايه اللي يخلي آسر يخرج بالشكل ده حتى من غير ما يسلم ؟ وقبل كل شيء ليه مكنتيش عايزة تفتحيله اصلا؟
استنشقت جودي كم كبير من الهواء استعدادا لسرد ما احتارت به على والدها فلم تستطع أن تخفي شئ كهذا فهي تحتاج من يرشدها للتفكير الصواب فسردت لوالديها كل ما سمعته عن مكوث آسر بمنزل فتنة بدون زواج .وإنكار آسر للأمر برمته وهي على يقين من اخلاق آسر التي تمنعه من فعل هذا العمل المشين ولكن لم تستطع التحكم بغيرتها عند سماع ذلك .
توقفت عن الحديث عندما وجدت والديها يحدقون بها وكأنها تهزي فسالتهم/ انتوا بتبصولي كده ليه
سمية بعين غاضبة / بنبصلك كدة ليه كمان غبية ومبتفهميش انتي ازاي تصدقي الكلام ده على جوزك ابوا ابنك اللي قضيتي معاه سنين للدرجة ده مش عارفه تميزي لو اي حد قالك اي حاجه هتصدقيها على طول؟؟؟
اشرف بتروي/ استني يا سمية قوليلي يا جودي انتي قولتي الكلام اللي وصلك بس مقولتيش مين اللي قاله وده عندي اهم من الكلام نفسه.
استغربت جودي من ثقة والدتها بأسر برغم عدم التوافق الدائم بينهم ونظرت إلى والدها وتهتهت لسؤاله / بصراحة يا بابا انا لما سمعت...
أوقفها والدها مكررا/ انا مقولتش سمعتي ايه ولا حسيتي بايه ؟ انا بسأل مين قالك الكلام ده؟ وياريت الاقي إجابة من غير تهرب.
نظرت جودي الي الاسفل وقالت بصوت متحشرج / أ.حمد
ردد والدها الاسم خلفها بدهشه .! احمد اللي قالك على جوزك اللي عرفاه اكتر من نفسك وصدقتيه!
صمتت جودي ثم رفعت نظرها الي والدها واستطردت بالبكاء مرة أخري وبين شهقاتها قالت / المشكلة أن آسر زعل ومشي وقالي مش هيجي تاني الا لو انت اتصلت بيه وقولتله اني موافقة نرجع يا كدة يا ..... وأخذت في البكاء بشده وتنتحب وهي تقول/ يا يطلقني بجد وارتمت بحضن والدتها تبكي وتنتحب ووالدتها تهدهدها حتي نطق اشرف /طب اهدي كدة النهارده وان شاءبكرة ابقي اتصل بيه .
لترد عليه جودي في وسط بكاءها بحديث متقطع حروفة كما تقطع نياط قلبها / مانا ...... مش ....عايزاك.......تتصل بيه.......يا بابا.
ليعقد أشرف حاجبيه سائلا/ يعني مش عايزاه وهتطلقي.
تهز جودي رأسها يمينا ويسارا مما زادت من حيرة أشرف ناطقا/ يا بنتي حيرتينا عايزة ايه انتي؟
لترد عليها والدتها الحاجة سمية بعد أن مصمصت شفاهها/ عيني فيه واقول أخيه ما تقولي يا بت عايزة ايه؟
تنتحب جودي ومن بين شهقاتها ترد عليهم/ انا تقريبا متأكدة أن كلامكم صح وان آسر مهما غلط لا يمكن يوصل للمرحلة ده بس عقلي عايز يطمن ويتأكد زي قلبي على الأقل علشان أكد احساسي ده علشان بصراحة مبقتش واثقة فيه الثقة الكاملة ولازم قبل ما ارجع له اطمن من ناحية قلبي وعقلي.
أشرف/ طب هنعمل ايه دلوقتي يا بنتي وانتي مفيش قدامك مهله احنا النهارده الاحد وهو مديكي مهلة لآخر الاسبوع!
ردت جودي وهي في حيرة من أمرها/ مش عارفه....مش عارفه يا بابا بس اللي انا عارفاه كويس اني لو متاكدتش من احساسي أنه مظلوم مش هقدر ارجعله .
لتعود للبكاء مرة أخري ويخرج أشرف بالصالة يحاول التفكير والوصول لحل دون أن يقلل من شأن ابنته وبالداخل تحاول والدتها أن تهدأها حتي استجابت لها وهدأت قليلا لتذهب في سبات عميق من أثر ثورة المشاعر التي كانت بها.
لتخرج سمية الي أشرف قائلة/ نامت بأعجوبة انا مش عارفه في ايه كل لما تبدأ تتصلح تتعقد تاني .
يتنهد أشرف ويستقيم ليدخل غرفته قائلا/ ربك هيفرجها يا حاجه ربك هيفرجها أن شاء الله.
.................................................
اتي صباح يوم جديد يحمل معه بدايات جديده ويشرق نور الامل على كل ياأس.
استيقظ اسر بشركته التي أصبحت مقر عمله ومكوثه وبدأ يومه بالتفكير هل سينتظر كثيرا حتى يأتيه الفرج سيتغلب الغباء على جودي ويمنعها من رؤية الحقيقة ولكن إذا حدث هذا هل سيقف مكتوفي الأيدي وضع رأسه بين يده وامله الوحيد في يزن أن يصل لطريقة يحاول بها توصيل المعلومة لجودي ولكن هل ستصدقها؟
وعند هذا السؤال عنف نفسه كثيرا فهو من اوصلها لهذا القدر من قلة الثقة بغباءه وانسياقه دون التفكير في توابع الأمور ولكنه عليه أن يحاول مجددا ويقدم كل الرهانات لمحاولة بناء جسر الثقة مرة أخري يعلم أنه سيبذل مجهود مضاعف لجعلها تراه كما كانت تراه انسان كبير بنظرها ولكنها تستحق هذه المحاولات.
كما أنه فكر في اللجوء إلي عمه والد جودي ليحاول من جهته باقناعها أنه لا يستطيع العيش بدونها ولكن ما الحال لو قصت جودي هذه الاكذوبه لوالدها هل سيصدق به هذا الهراء هل سيحتقره كما ذكرت جودي ولكنه قرر أن ينتظر فيجعل باب والدها اخر أبوابها ربما يحاول أن يريها حقيقة الأمور ويفتح بصيرتها بطريقة أخري وان لم يكن سيتصل هو بعمه ويحاول معه الوصول بها لبر الامان مقررا لم ولن يتركها مرة أخري لعبة بايدي المجهولين داعيا الله أن يقرب البعيد .
...............................
خرجت جودي في الصباح مبكرا قبل ميعاد عملها هبطت الدرج وانتظرت بالشارع آمله أن يأتي آسر. الم يؤكد عليها أنه لن يتركها ؟ قضمت جودي شفتيها وغضبت من عدم حضوره واستشعرت جدية قراره الذي ابلغها به ولكن الم يطلب منها أن لا تترك يده حتى لو تركها هو حسناً ستحاول جاهدة التأكد من المعلومة كما قالت لها زميلتها نهي وكما يروا والديها ولكن كيف ستصل لحقيقة الأمر والأهم من هذا بدون أن يعرف هذا الأسر أنها تبحث خلفه فهي تريده أن يهرول خلفها لا أن تظهر العكس .
استقلت سيارة الأجرة وتوجهت إلى عملها قابلت زميلتها نهي والتي سردت لها ما حدث بالأمس من مواجهتها لأسر فقالت لها/مش انتي قولتيلي اسأليه اديني سألته ومطلعتش بحاجة ولا رد عليا حتى ده كمان عمل فيها أنه زعلان ازاي أكلمه كدة !
ضحكت نهي وقالت لها/ مانتي اللي غبية يا حبيبتي انا قولتلك اسأليه مش اتهميه !
بذمتك ده طريقة سؤال ولا قرار انتي بتسأليه وانتي بتقولي الإجابة كمان وبتاخدي قرار البعد عايزاه يرد عليكي ازاي!؟
تعصبت جودي لنقل بنبرة غاضبة/ يعني اعمل ايه يا نهي لما اسمع كلام زي ده وخاصة اني شفته قبل كدة في موقف زبالة يعني ، هو كان المفروض يقدر موقفي ويقدر غيرتي يعني لو سمع عني كلام زي ده هيسمي عليا !؟
اخذت نهي أنفاسها وحاولت تهدأة الأمر وتهدأة زميلتها فهي تعلم كم تحب زوجها وتغير عليه فربتت على كتفها وقالت/ طب اهدي بس معلش انتي طبعا معاكي حق اكيد لو سمع عنك نص الكلام بس مش هيسمي عليكي انا معاكي جدا انا بس اللي مشككني في الموضوع أن المعلومة جاية من مصدر انا وانتي عارفين هدفه وعارفين هو اتغير ازاي بعد ما اتطلقتي ، طب مسالتيش نفسك هو عرف منين يعني مثلا كان بيراقبه ولا ممكن ست زفته ده قالتله مثلا؟ عايزين نفكر براحه ومتخافيش انا هجبلك حقك وأساس الموضوع كمان بس لازم نهدا شوية.
بدأت جودي بالتفكير بكلام نهي وعقدت حاجبيها قائله/ تصدقي مفكرتش في اللي بتقولي فيه ده !
بس برضو مقاليش هو على علاقة بزفته ده ولا لا مأكدش الكلام ولا نفاه.
نطقت بها جودي وهي تدبدب بالأرض لتضحك نهي فاستشاطت منها جودي لنقل لها/ بتضحكي يا اختي طب تعالي بقي قوليلي هتعرفي ازاي أساس المعلومة زي ما قولتي ولا هتجبيلي حقي ازاي بقي فهميني يا هولمز هانم ؟
لتتحدث نهي من بين ضحكاتها لتقول / طب بصي يا ستي انا بصراحة يعني ومن غير زعل اخدت نمرة يزن علشان اخليه يسأل عن الموضوع يعني يشوف آسر بيبات فين وراح لفتنة امتي ورحلها اصلا ولا لأ؟ كدة يعني .
لتعقد جودي حاجبيها معنفة نهي قائلة/ ليه يا نهي كدة هيفتكر أن انا اللي بعتاكي ويقول لآسر كمان .ده غير أن ممكن يزن يداري عن آسر ده ابن خالته برضه.
- مفكرتش كدة يا جودي والله انا فكرت اني احاول اساعدك بس والله واعتقد يعني أن يزن مش بالعملية ده ومش هيرضي أن ابن خالته يخدعك ولا ايه .
ردت بها نهي محاولة تبرئ حالها لصديقتها فهدات جودي وتفهمت محاولة صديقتها في مساعدتها فردت عليها قائلة/ خلاص اللي حصل حصل بقي .
ثم انقطع حديثهم على صوت رنين هاتف نهي والذي يوضح اتصال يزن في هذا التوقيت ليسرع قلب نهي بالخفقان وظهر عليها الاضطراب والتوتر لتلاحظ ذلك جودي وتتعجب من عدم استجابة نهي علي الهاتف لتسالها/ في ايه يا بنتي مبترديش ليه ؟ اهو قفل ومتصلش تاني.
لتهمس نهي قائلة/ ما هو بارد .
لتعلق جودي مستفسرة/ بتقولي ايه؟
تتنهد نهي وترد باقتضاب / مبقولش حاجه بقول مش عايزة ارد دلوقتي علشان فكرت في كلامك فقولت نتقل شوية علشان ميفكرش أننا وفين.
لتدب جودي باقدامها وترد بصوت اكثر عصبية/ بس انا ملهوفة فعلا وعايزة اعرف يا نهي.
تومأ نهي برأسها وتقول لها/ متقلقيش لو متصلش هو النهارده هتصل انا يا ستي بس لازم نتقل شوية.
اخذت جودي نفس عميق وقالت/ ماشي يا ستي ادينا صابرين.
وحاولت كلا منهم الاندماج بعملها محاولة التهرب من الأفكار التي تعبث بفكر كلا منهم.
...........................................
بمنزل مهرة استيقظت مهرة وحاولت القيام من مخدعها ولكن لم تستطع مع دخول والدتها عليها لتوقظها لتجدها مستيقظة ولكن يبدو عليها الإرهاق فاقتربت منها للاطمئنان عليها / صباح الفل حبيبتي يالا قومي علشان تفطري معايا عملالك فطار حكايه
مهرة بارهاق واضح / مش قادرة يا ماما حاسة اني تعبانة اوى.
جست ام مهره جبين ابنتها وجدت حرارتها مرتفعة جدا فزعت الام وذهبت لتجلب إليها بعض الكمادات والأدوية المناسبة وعادت إليها أعطتها خافض حرارة وجلست بجوارها لعمل كمادات حتى هدأت الحرارة قليلا فقالت/ الحرارة نزلت شوية هروح اعملك عصير ليموناته واجبلك سندوتشين واجيلك .
تحدثت مهرة لتخبرها بعدم رغبتها بالطعام /مليش نفس يا ماما ،مش قادرة بجد .تحدثت والدتها بصرامة / مفيش حاجه اسمها مليش نفس لازم تأكلي ومتعمليش في نفسك كل ده علشان حته ورقة لو على الشغل خليكي متروحيش تاني بس متعمليش في نفسك كدة.وتركتها الام وذهبت لجلب الطعام وعادت مهرة لحالة جلد الذات التي انتابتها مؤخرا
...........................................
ذهب احمد لشركته وهو يشعر أن ليلته الماضية انقضت بمكاسب هائلة فقد زرع روح الشك بقلب جودي ووصل بينهم الأمر الي نتيجة ترضيه ولكن مطلوب منه بعض المحاولات لاستمالتها نحوه .
بعد قليل أتصل بمكتب معتز ولكن دون اجابه فرفع هاتفه المحمول ليطلبه ويعرف سبب تغيبه حتى الآن فوجد معتز يعتذر عن حضوره وسيبلغه السبب فيما بعد.اغلق احمد الهاتف متذكرا ما وصل إليه مع جودي وقرر أن يتركها اليوم دون ضغط منه حتي يترك لها فرصة للصدمه التي فعلها بها فكم هو رحيم وعطوف القلب وهنا أطلق ضحكة عالية وعاد لينتهي من بعض أعماله .
.............................................
منذ أن استيقظ معتز وهو يحاول الاتصال بمهرة مرارا وتكرارا ولكن دائما يعطية إجابة أن الهاتف ربما يكون مغلق أو غير متاح الآن .فكر في أن يذهب إليها ولكن هو يعلم أنها تمكث مع والدتها فكيف سيقابلها ولكنه قرر الذهاب إليها ومقابلة والدتها بحجة ما حتى يستطيع الوصول إليها لمعرفة كيف حالها والاعتذار لها بما بدر منه. وصل معتز لمنزل مهرة حسب البيانات التي جمعها عنها من ملفها بالشركة وجد أنها تقيم بمنطقة شعبية شئ ما تنهد وركن سيارته الفارهه سائلا أحد المارة عن رقم العقار أو عن منزل باسم والدها حتى أخبره أحدهم وأشار له على المنزل ولكنه سأله عن من يكون بالنسبة لهم ؟ فأجاب معتز أنه قريب لوالدها من بعيد وجاء للاطمئنان عنهم وزيارتهم .ترجل معتز من سيارته متجها حيث البناية المشار إليها صعد الدرج وهو يسأل حاله كيف لاناس طبيعين أن يقطنوا بهذه الأماكن حتى وصل إلى الشقة والتي تحمل لوحة باسم والدها فطرق الباب وانتظر قليلا حتى سمع صوت سيده من الداخل/ أيوة جاية ياللي على الباب .
فتحت أم مهرة الباب وعقدت حاجبيها متسائله/ أيوة يا حضرت عايز ايه؟
تنحنح معتز ليسأل بوجه بشوش / مش ده شقة مه.... الأستاذة مهرة؟
ردت أم مهرة / أيوة شقتها حضرتك مين وعايز ايه؟
معتز بقليل من التعجب / طب مش هتقوليلي اتفضل.
أم مهرة بقلة صبر/ لامواخذة يا ابني احنا ولايا لوحدنا وانا معرفش انت مين اساسا هدخلك ازاي لمواخذه يعني؟
معتز باضطراب/ طب يا حاجه انا معتز النمري مدير الأستاذة مهرة بالشغل.
انفرجت شفتاه أم مهرة مرحبه به وفتحت الباب على مصراعيه / يا اهلا وسهلا .داحنا زارنا النبي ،اتفضل اتفضل .
دخل معتز وهو يوزع بصره على المنزل ليستكشف حاله وجلس على اول اريكه بالصاله .
تحدثت أم مهرة بشجاعتها المعهودة/ لمؤاخذة يا ابني هنسيب الباب مفتوح ،انت عارف أننا لوحدنا والناس مبترحمش . يا اهلا وسهلا تشرب ايه بقي؟
معتز براحة لترحيبها به وهذا يشير أن مهرة لم تسرد شئ لوالدتها مما ارتاح قلبه قليلا.
ثم رد عليها/ الف شكر يا حجة انا بس كنت جاي اقابل الآنسة مهرة.
جلست ام مهره بالكرسي المقابل له تشكو له حال ابنتها وكأنه أحد أقاربهم /مهرة يا عيني عليها والنبي يا ابني ما كانت تقصد انتوا بس لو دورتوا كويس هتلاقوها اكيد بس تلاقيها تايهه بالزحمه .
قضب معتز حاجبيه لا يعلم عن ماذا تتحدث وسألها / حضرتك قصدك ايه؟
لولي سامي
الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكترونيحمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكتروني
حمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه