(١) الجثة
في إحدى المصالح الحكومية.مكتب الطب الشرعي..
_ إذا ما سبب القتل أيها الطبيب؟!
أنقبضت ملامحه و قد يأس من الوصل لسبب القتل
ـ إنه لغز مبهم فقد إحتار عقلي فكلما أقوم بتشريح تلك الجثة أجد شيء غامض يكبلني عن الحقيقة.
و لكن لا تقلق سأحاول بقدر الإمكان معرفة سبب القتل أيها المحقق "فارس"
حرك فارس رأسه بالموافقة
_ خذ وقتك ولكن المهم أن تصل لأي نتيجة في اسرع وقت.
ثم غادر المحقق (فارس) من عند الطبيب الشرعي (رشدي).
قعد الطبيب على كرسيه و هو ينفس ثم أتكأ رأسه على يديه و هو يسمح على جبهته محاولًا أن يتقصى عن سبب القتل
و فجأة يرى ظل هائل غير واضح قد إنعكس أمامه ويسمع خلفه صوت زئير يشبه زئير حيوان مفترس يصدر من ذلك الچسمان الميت!.
وإذ به يلتفت فزعًا إلى هذا الصوت الصادر من تلك الجثة.
تتحول ملامحه لذعر والخوف الشديد فنعقد لسانه وتجمد وجهه و إتسعت عينه و فجأة.
يأخذ صفعة قوية تلقيه بعيدًا من قوتها أفقدته الوعي تمامًا
في إحدى القصور. تبدء تلك المُشادة الكلامية
" طارق" و بغضب شديد
ـ اسمع يا زاهر ليس معنى أنك تعر اللغة الهيروغليفية
أنك تأخذ النصيب الأكبر.
“مدحت“ وبكل خبث وعينه تملؤها المكر
_ و ما أنت إلا مُعاون لنا. تفك شفرات و تحل لغة غريبة
ولكن نحن من ندخل لتلك المقابر و نُعرض أنفسنا للخطر المُحتم و بعد كل هذا تريد أخذ النصيب الأكبر!
مستحيل.
وهنا يجلس "كبير تلك المافيا ناجتي " على كرسي يلفه يمينًا ويسارًا
ويرتدي قبعة سوداء ويشرب السجائر وعندما ينفخ الدخان في الهواء وينزل رأسه لنجد عينيه تلمعان ليحدق في خبث
وشر لزاهر و بصوته الخشن الهادئ.
_ أيها الصرصور الحقير ستفعل ما نأمرك به و ما عليك إلا الطاعة ، سأترك ذلك الحجر معك لبضع أيام
لتفك ما عليها من تلك الرموز العجيبة. لأحصل على الثروة!
ثم نسمع ضحكات تتجلجل في الغرفة تلك الضحكات العالية الشريرة من كبير المافيا دائما تنذر بالشر.
(و بديالوج منفعل)
نعم أنه لَأَمَرَا رائعًا أن تصبح أثرى رجل في الوجود وما بعد الموجود وإذا حصلت أنا على تلك الثروة فلن يأتي بعدي أغنى مني ولا قبلي أغنى مني.
ماج " زاهر" وبغضب شديد وصوت عالي معترض
ـ لا بل أنا من أستحق تلك الغنيمة أنا من عثر على التميمة
وأنا من يستطيع فك تلك الرموز.
يصرخ في وجههم وقد أشتاط وجهه غضبًا
ـ كل هذا الكنز ملكي، ملكي وحدي
أتفهمون وأنتم لستم إلا مجردا راعه لي أنا.
أنا من يدبر ويخطط ويفك الشفرات وأنتم مثل حشرات الوادي
الصمت يخيم على المكان و باتت عيونهم تنظر لبعضهم البعض
يلف "ناجتي" كرسيه و هو كبير المافيا و بابتسامة كلها مكر ودهاء وبعينين ناعستين اخذ يصفق.
_ أحسنت زاهر أحسنت.
طرقع ناجتي أصابعه وأقترب من زاهر بخطوات ثابتة هادئة ، و هو يحدق إليه.
_ أسمع أنا سأقتلك أتفهم؟!
سأقتلك إن لم تفعل ما أمرتك به
"طارق" و بنصف ابتسامة ماكرة
_لا يا ناجتي و إن فكرت أن تقتله فلا تلوث يديك مثل
اتركني أنا أفعل فصرصور مثل هذا لن يأخذ معي وقت
" نجاتي" صاحَ بقوة في وجه زاهر و قد دفعه.
_ أغرب عن وجهي.
" زاهر "
قد لمعت عينه و أنذرت بالشر اخذ ينظر إليهما في خبث و هو يتنهد
- لم تقدروا علي أبدًا
بل أنا من سأقتلكم هل تفهمون؟
ثم رحل زاهر وتركهم.
"مدحت " _ وماذا نفعل الآن يا زعيم!
"طارق" _ يضيف نقتله يا زعيم ولماذا نصبر عليه أصلًا.
- لا ليس الآن ولكن مهلًا كل شيء سيأتي.
في بيت زاهر في إحدى الغرف السرية المتعزلة.
في منولوج نفسي
و بغضب شديد وهو يلتقط أنفسه بقوة متسارعة ضربات قلبه و عينه تتسع محدقة يتطاير منها شظايا الشر
" ماذا يظنون أنفسهم؟! أنا زاهر نعم أنا زاهر سأفعل أي شيء من أجل تلك الثروة "
_ بصوت عالي وضحكات هسترية :
" الثروة لي وحدي
سأقتل من يقف في طريقي. أنا زاهر أتفهمون؟! "
في غرف النوم فارس و في أجواء الرومانسية الهادئة
صوت زوجته.
_ حبيبي أستيقظ وبأصابعها الرقيقة على وجهه و بصوتها الناعم الهادئ تهمس في أذنيه "فارس" أفق
- ماذا تريدين مني أريد النوم؟
_ لا يا "فارس" استيقظ الآن.
-هل تريدين مني أن استيقظ
_ نعم.
- حسنا.
وفجأة يخطف فارس" زوجته حياة "بين أحضانه على السرير ويقبلها قبلات متفرقة ثم ينظر في عينيها ويقترب من شفتيها ويأخذ قبلة ناعمة من السكر.
_ يا "فارس" اسكت قليلًا توقف.
- "فارس" وهو مستمر في قبلاته
لا ها أنا استيقظت وأنتِ السبب لذا تستحقي ما سأفعله بكِ.
تضحك الزوجة حياة وتنهض بالسرعة.
_ أتعرف أنا أخطأت فكنت أريد أن أخبرك بشيء مهم جدا
والآن لن أفعل وأكمل نومك.
تخرج "حياة" وهي تخفي ابتسامتها من على وجهها الرقيق الأبيض الذي تزهر عليه الورود الحمراء.
يقفز فارس من على السرير و هو ينادي زوجته.
ـ حياتي حياة انتظري.
يحضنها فارس من ظهرها ويقبل رقبتها
_ ماذا تريدين أن تقولي يا حياتي أنا هنا؟
- (أنا حامل )
تلك الجملة التي رجعت قلب فارس فرحًا حتى أنه لا يصدق من الفرح ليرد بطريقة عفوية مشتتة
_ ماذا كيف متى؟!
لا أصدق
يعني كل ما أقصده هو م ...
تضع "حياة" أصابعها الناعمة على فمه مقاطعة تلك الكلمات المتلعثمة
ـ أهدأ قليلًا يا فارسي.
فمن كثرة الفرحة تقول كلمات غريبة وأخذت تضحك
ابتسم فارس والدمع يلمع في عينيه
كلؤلؤ أبيض في وسط البحر
حضن زوجته فرحًا
_ أنا أعشقكي يا حياتي.
أنا حقا سعيد جداً لأني سوف أصبح أبًا وأنتِ أيتها الصغيرة القصيرة أُمًّا.
- أنا قصيرة حسنا تلك القصيرة لن تحضر الفطور
_ يضحك بصوت عالي أجش لا خذي هنا بل أنتِ فتاة كبيرة جميلة.
أثناء الفطور يرن الهاتف
"فارس" _ الو يا كامل
- نعم سيدي فارس لقد تم القبض على القاتل سيدي ونحن في إنتظارك يا فندم.
_ نعم أحسنتم. أنا قادم في أسرع وقت
سلام يا عزيزتي ويعطي قبلة لزوجته ثم ذهب
_ أين هو يا كامل؟!
- حسنا يا سيدي. ها هو القاتل
_ لقد وقعت أخيرًا من مدة ونحن لم نتقابل ولكن لا تقلق ستكون هذه آخر مقابلة.
ينادي "فارس" و بقوة عسكري، خذ هذا الوغد
"كامل" _ هناك أحد الأهالي قد بلغوا عن رائحة سيئة تصدر من الدور الأرضي للعمارة وأيضا تم التبيلغ عن إختفاء صاحب العمارة منذ أسبوعين تقريبا
- حسنا حضَّر العنوان وسوف نذهب اليوم.
وعندما عاد فارس إلى المنزل.
"حياة "_ كيف الحال يا عزيزي لقد تأخرت اليوم
"فارس"- أهلا حبيبتي
أنا أسف لقد كان يوماً شاق.
_ سأحضر لك الغداء الأن.
- لا يا عزيزتي أنا لست جائع بل أريد أن أرتاح قليلًا.
لم يلبس فارس لحظات حتى رن هاتفه إنه كامل.
_ السلام عليكم ياسيدي، لقد أحضرت لك العنوان ويجب علينا الذهاب اليوم ضروري، فقد وصل لنا أكثر من بلاغ سيدي
وقد أخبر مدير الأمن الطبيب الشرعي أن يسبقنا إلى مكان الجريمة
- حسنا يا كامل أجمع الحملة و أنا قادم فورًا.
ثم ذهب.
( مكان الجريمة )
نسمع صوت سيارة الإسعاف وصوت سيارة الشرطة معا
و قد أستعدوا بالكِمامات الخاصة.
و عندما تم كسر باب الشقة وجدوا أمامهم
چثمان ميت و كانت هناك أوراق متناثرة حوله في كل مكان عليها رسومات و رموز غريبة و طلاسم مجهولة
أقترب" رشدي الطبيب الشرعي " من ذلك الجثمان.
وأخذ يتفحصه فوجد أثار ضرب قوية على معظم جسده.
و كان يظهر على ملامح الجثة الذعر و الخوف.
" رشدي" _ في عجب ما هذا لقد تعرض للضرب بشكل قوي جدا و من الواضح أنه تعرض للفزع الشديد قبل أن يُقتل فقد تجمدت ملامحه خوفًا
- ماذا أيها الطبيب هل سبب الوفاة هي تلك الضربات القوية؟!
لم يرد الطبيب على فارس في البداية و بعجب و في زهول اخذ يتفحص الجثمان .
فكل ضربة على هذا الجسد متفرقة حيث وجدوا خدشات مثل خدشات النمر أو الأسد عند الرقبة.
ثم وجدوا كدمات زرقاء في قدميه وزراعيه وعندما قام بتحريك الجثمان وجد شيء غريب على ظهر المقتول فقد وجد خدش كبير يشبه خدش الأسد أو أي حيوان مفترس.
يقف المحقق فارس والطبيب رشدي في زهول.
" المحقق " _ في عجب قد كانت الضربات كثيرة
ولكن هل تعرض لتعذيب هذا الرجل قبل أن يُقتل ؟!
" رشدي"- وقد أمتلئت ملامح وجهه بالإستغراب.
أسمع يا فارس ذلك الجرح الغريب ليس عميق بتأكيد لن يؤدي للموت ولكن يمكن أن يكون سبب الموت هي تلك الضربات المتفرقة سأخذ الجثمان لمعرفة سبب القتل.
يستكشف "فارس" ذلك المكان الغريب وأخذ يسير في تلك الشقة ببطء و يتأملها بذكاء و ثبات و يبحث عن أي دليل
أو أي شيء يصله للقاتل .
تستوقفه صورة القتيل معلقة على الحائط وشهادته في فك شفرات اللغة الهيروغليفية.
(زاهر عطية) هذا هو اسم القتيل إذا.
أستمر يبحث عن دليل فلم يجد ، ولكن لحظة كانت سماعة الهاتف مرفوعة تقدم ومسك الهاتف وأخذ آخر رقم قد كلمه المجني عليه زاهر.
و قبل أن يتحرى عن صاحب الرقم.
نظر فارس لكامل ووجه له الكلام.
_ يجب علينا جمع الأدلة اللزمة لمعرفة القتيل.
لذا ضروري جمع أقوال الشهود.
_ يتحدث فارس مع أول شاعد عيان
- لقد سمعت أستاذ زاهر يصرخ في وجه أحدهم ويقول له أنا من سأقتلك.
و بعد الإنتهاء من أخذ أقوال الشاهد الأول
سأل الشاهد الثاني
ـ كنت كل ليلة أرى أستاذ زاهر يحمل أشياء ضخمة في علب سوداء لبيته والأسبوع الماضي كنت عائد من العمل في تمام الساعة الثالثة صباحا فوجدت زاهر يجري وقد ظهرت على ملامح وجهه الهسترية الجنون وكان ينظر خلفه كأن هناك شيء يجري يطارده ثم دخل إلى منزله بسرعة.
الشاهد الأخير.
هذا الرجل مجنون ويستحق ما حدث له فكان دائمًا ما يصارع أطفالنا عند اللعب أمام المنزل و كانت الأطفال تخاف أن تمر أمام بيته ، حتى إنه لم يكن يتحمل كلمة منا
فكانت طريقته مجنونة هسترية.
رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_29.html
