كنت بلف فى البنك كله علشان الاقيها، حتى الحمام روحت الف حواليه يمكن تطلع، لكن هي كانت لسه موصلتش، مش عارف انا لما مشيت من قدامي راحت فى اي اتجاه، لكن لما زهقت من اني بلف حوالين نفسي بالطريقة الملفتة دي رجعت مكتبي تاني ولقيتها موجودة جواه...من غير تفكير لقيت نفسي بقولها بأنفعال:
- انتي روحتي فين يا ايات؟ هو مش احنا كنا واقفين نتكلم؟ تسيبوني وتمشوا بالطريقة دي مش عيب؟
ايات بهدوء:
- يا مستر قابيل حضرتك اللى طلبت تسأذن علشان الشغل، ووعدتنا انك هتشوف موضوع البيت ده، وقولتلي خليكي مع ماما لحد ما تطمنى انهم ركبوا واتحركوا.
اييييه بقى الهبل ده؟ انا مش فاكر خالص ان ده الحوار اللى حصل، هو انا بهلوس ولا ايه؟ لالا..انا فيا حاجة مش طبيعية، اتحرجت اني اناقشها فى انهم هما اللى مشوا من قدامي وعلشان كده حاولت مسألش احسن تكون المشكلة فيا فعلا، بس رديت وقولتلها:
- بس اختك سهر شخصيتها غيرك خالص يا ايات...باين عليها شريرة..ههههه.
ايات بأبتسامة:
- صوابعك مش زي بعضها يا مستر، مفيش حد زى التاني.
رديت بفضول:
- وهي مش بتشتغل؟ مكملتش تعليم يعني؟
أيات:
- سهر دكتورة، لسه فى اخر سنة فى كلية الطب السنة دي.
قابيل:
- ماشاء الله، بس انتي وهي شبه بعض جدا، فيه فرق بسيط مش عارف ايه هو بالظبط غير ان شخصيتها اقوى منك شوية لكن...
ايات بأدب:
- طيب ممكن نخلص الشغل اللى ورانا بقى؟ ولا حضرتك عايز تقييمي يكون مش كويس؟
اتحرجت من تقفيلها للكلام عن سهر مع اني كنت عايزها تطول وتطول علشان اقدر اعرفها، بس كان لازم احترم رغبتها واسكت لأن انا فعلا تماديت فى الكلام وده مينفعش احنا مجرد زملا وعلاقتنا متسمحش بالتدخل فى الخصوصيات بالشكل ده، اشتغلنا واليوم كان ماشي بشكل طبيعي جدا، هي هادية جدا وشاطرة فى شغلها لكن الحاجة الغريبة الوحيدة اللى فيها بالنسبالي هي الهمس اللى بتهمسه لنفسها ده، محبيتش اني اتطفل عليها علشان انا شبعت احراج منهم بصراحة من امبارح..كملت شغلي عادي جدا وحاولت اقنع نفسي اني بشتغل لواحدي زى كل يوم علشان مفضلش مركز مع تصرفاتها...لحد ما خلص اليوم وقبل ما نمشي لقيتها بتقولي:
- لو سمحت يا مستر قابيل، ياريت تهتم بموضوع البيت ده جدا، ارجوك هنعتمد عليك لأننا فعلا محتاجين نستقر.
رديت عليها بأختصار:
- حاضر يا انسة ايات متقلقيش، هكلم السمسار بمجرد ما ارجع البيت وهرد عليكي فى اسرع وقت.
اكتفيت بأنها تبتسم وسابتني ومشيت، ركبت عربيتي واتحركت انا كمان وبحاول اركز فى طريقي علشان ميحصلش اللى حصل امبارح، يعالم المرة دي تخيب برضو ولا تصيب، وعلشان كده شغلت الكاسيت وركزت فى طريقي لحد ما وصلت، ركنت العربية وروحت لأقرب مكتب سمسار قريب من البيت وهو اللى كان جايبلي الشقة اللى أنا فيها، اتكلمت معاه فى طلبي، وفي نهاية الكلام:
- على فكرة يا استاذ هشام...الشقة دي لعمتي وبناتها، يعني ليا انا برضو، لو سمحت مش عايزك توقعني فى حاجة تكسفني قدامهم.
هشام السمسار:
- ليه بس كده يا ستاذ قابيل؟ وهو انا كنت وقعتك فى حاجة اي كلام قبل كده يعني؟ ما هي الشقة انت قاعد فيها واخد راحتك اربعة وعشرين قيراط...وبعدين اللى منك على راسي، انا قدامي كام حاجة كده اديني بس ساعة زمن واستنى مني تليفون اقولك الاكيد فيهم.
قابيل:
- ده العشم يا استاذ هشام، فى انتظارك اي وقت انا قاعد لحد بعد العشا.
طلعت البيت اخدت الدش بتاعي وغيرت هدومي واتغديت انا والحاج بركة اللى فرح جدا بأني بدور لناس على سكن جنبنا وقاللي:
- يا فرج الله، ايوة كده اعمل للمكان حس.
ضحكت وانا بقوله:
- جرى ايه يا حاج؟ هو انا بقولك هجيبهم يسكنوا معانا فى البيت؟ انا بشوفلهم شقة فى المنطقة هنا.
بابا:
- يابني ومين عالم، مش يمكن واحدة منهم تيجي تسكن معانا هنا فى البيت؟ مش بتقول البنتين حلوين و...
قاطعته وانا بضحك:
- اهي دي اخرة اللى يحكي لأبوه على حاجة، انت عايز تصدرني فى جوازة لمجرد اني قولتلك البنات حلوة ومؤدبة؟ لا سحبت كلامي، دول هيبقوا جيرانا وبس، واخد بالك يا حاج بركة؟
بابا بيضحك:
- ماشي يا بني، اهو بكلمك مصراوي علشان متضحكش عليا، هيبقوا جيرانا وبس...هههههه.
لميت السفرة وغسلت الاطباق وشربنا الشاي ورن تليفون البيت:
- ده تلاقيه هشام السمسار.
روحت ناحية التليفون واول ما رفعت السماعة ورديت لقيت هشام بيقولي:
- بختكم من السما يا استاذ قابيل، الشقة اللى فوق حضرتك علطول معروضة للأيجار علشان صاحبها مسافر، ودى متوضبة توضيب عريس، قولت حظكم وكأنها مبعوتالكم.
بصيت لأبويا وانا بضحك ورديت على هشام:
- حلو اوى الكلام ده يا استاذ هشام، على بركة الله، هبلغ الجماعة ييجوا يبصوا على الشقة ونتوكل على الله.
قاللي هشام التفاصيل بتاعت الايجار والمبلغ المطلوب والكلام المعروف ده، وشكرته وقفلنا الخط وببص لأبويا وبضحك، لقيته بيقولي:
- هيبقوا جيرانا صح؟
قولتله وانا بفرح بضحكته:
- اقرب جيران كمان يا حاج، فى الشقة اللى فوقنا علطول، صاحبها مسافر بعد ما وضبها وكان هيسكن فيها بعد جوازه، فعرضها للأيجار.
بابا:
- يارب تعجبهم بقى الواحد يلاقي ونس له فى البيت الفاضي ده.
كملنا يومنا عادي وابويا بيحلم باليوم اللى هيبقى لينا فيه جيران، احنا تقريبا قاعدين فى العمارة لواحدنا، هي خمس ادوار ومفيش غير شقة واحدة فيهم اللى ساكنة غيرنا وبشكل غير دائم، الناس اللى فيها اوقات بييجوا يقضوا كام يوم كده فى الاجازات او اخر الاسبوع يقضوا خميس وجمعة ويرجعوا تاني لشقتهم فى وسط البلد، اما الشقة اللى فوقينا دي كانت بتاعت مهندس شاب واخدها يتجوز فيها ووضبها وقبل الفرح جاتله السفرية دي فقرر يأجرها ويسافر هو ومراته، باقى البيت بقى شقق اهالي واخدينها لأولادهم لما يكبروا تنفعهم كأستثمار، لأن المنطقة بعيدة شوية فالشقق فيها اسعارها مش عالية، وده كان بيخليها استثمار كويس للناس اللى بتحب مجال العقارات والتحويش فيه على المدى البعيد، كل حاجة كانت ماشية بسرعة وبأسرع شكل كانت والدة ايات وسهر وافقت على الشقة وابتديت تنقل فيها، كنت معاهم فى كل حاجة تخص نقلهم للبيت الجديد، لكن فى الشغل علاقتي بأيات مقتصرة على الشغل وبس، كان بابا فرحان جدا بوجودهم ولما اتعرف عليهم فرح بيهم اكتر، برغم ان كل مرة بتعامل فيها مع سهر بتعجبني اكتر واكتر وعنيها بغرق فيها، الا ان ابويا كان طاير بأيات من الفرحة، هي فعلا البنت هادية وتتحب، بعيد عن انها احيانا بتكون متوترة من غير سبب، وتحسوا شخصيتها مهزوزة الا انها بصراحة متتعايبش، فى كل ده كانت سهر بتتعامل معايا بمنتهى الحدة، كانت دايما مكشرة وبتتكلم بجدية وحدود وحتى ابتسامتها مش بشوفها، فات الاسبوع بتاع التدريب وهو نفس الفترة اللى استقروا فيها فى الشقة وبقوا جيرانا رسمي، ولأن هما كان مالهمش حد فى القاهرة خالص اعتبر ابويا نفسه انه مسؤول عنهم، وكان يوم الخميس ميعاد تسليم تقارير الموظفين اللى كانوا بيتدربوا، دخلت لمستر مجدي وانا بقوله:
- التقرير جاهز يا مستر، اتفضل.
مستر مجدي بأبتسامة:
- رأيك الشخصي ايه يا مستر قابيل؟
ابتسمت وانا بقوله:
- يعني التقرير مالهوش لازمة؟ طيب خلتني اكتبه ليه؟
ابتسم مستر مجدي وهو بيقول:
- ياسيدي التقرير ده الرسميات المطلوبة فى الادارة، لكن انا بسألك بشكل ودي، انت رأيك الشخصي ايه؟
رديت بنفس الابتسامة:
- انسة ايات ماشاء الله عليها، مجتهدة جدا وشاطرة وعندها جدية فى شغلها احترمها فيها جدا الحقيقة، وبتركز جدا.
مستر مجدي:
- طيب كويس ان ده رأيك، انت عارف هنا الاولوية بتكون لتعيينات التجارة الانجليزي وعلشان كده هي بالذات قررت ان انت اللى تدربها لأني عارفك مش متحيز لحاجة معينة، وهتقول رأيك العملي بكل شفافية..ِشكرا يا مستر قابيل.
رديت عليه وانا بضحك:
- ده شغلي يا مستر مجدي، والحمد لله اني لحقت اتعين قبل اقتناع الادارة بأن التجارة الانجليزي مميزة عن العربي، كان زماني قاعد على القهوة دلوقتي.
مستر مجدي:
- تقييمات زمايلها على الورق اقل من تقييمها هي، برغم انهم كتقدير هما تقريبا اعلى منها.
رديت بهدوء:
- هتعينوها يعني؟
مستر مجدي:
- هنشوف، اتفضل بقى ارجع لشغلك.
رجعت شغلي فعلا ولقيت ايات داخلة تسألني:
- حضرتك قدمت التقييم يا مستر؟
رديت بهدوء:
- ايوة يا استاذة ايات، ان شاء الله خير.
ايات:
- شكرا لحضرتك، ومبسوطة ان كان تدريبي مع حضرتك، بعد اذنك.
سابتني واتحركت ناحية باب المكتب بس لقيت نفسي بقول:
- هتكملي فى الشغل لو اتعينتي ولا لسه عند قرارك؟
ايات وهي خارجة من الباب:
- هنشوف يا مستر، مع السلامة.
وبرغم اننا ساكنين فى بيت واحد، وهي زميلتي فى الشغل، وعلاقة والدتها بينا كويسة جدا، وهي واختها علاقتهم بأبويا كويسة جدا الا اني ولا مرة عرضت عليها اوصلها فى طريقي، ولا هي تقريبا كان عندها قابلية لده، يعني مشوفتش منها حركات البنات اللى تبطأ خطواتها ولا تعمل اي حجة علشان زميلها يعرض عليها توصيلة، رجعت البيت وابتديت اعمل اللى بعمله كل يوم مع ابويا اللى قاللي:
- أنا معملتش غدا النهاردة.
بصيت له بقلق:
- مالك يابابا؟ فيك حاجة؟ تعبان؟ حاسس بحاجة؟
رد عليا بأبتسامة:
- لاء يا بني، انا بخير الحمد لله، بس الست ام ايات قالتلي انها عزمانا على بط ومحشي، وحلفتني منعملش اكل النهاردة وهي عاملة حسابنا.
كنت مندهش بصراحة:
- بط ومحشي!!! لاء ده الموضوع كبير اوي يا حاج، الاكلة دي وراها ايه يا ترى؟ بترسم عليك ولا ايه؟
ابويا بحدة لأنه مش بيحب الهزار ده:
- ايه الكلام الماسخ ده؟ عيب عليك تقول كلمة زى دي يا قابيل، الست محترمة وبيعاملونا باللي شافوه مننا، وبعدين لو جينا للحق مش هي اللى بتدور على انها ترسم ولا مترسمش، الحقيقة انا اللى برسملك وعايز اخدلك واحدة منهم.
كنت حاسس ان ده هدف ابويا، ومن اول ما شافهم وهو دايما يقارن بين ايات وسهر، ودايما شايف ان فيهم واحدة تناسبني كزوجة وام لعيالي...وهي ايات اللى رافضة انها تكمل فى شغلها، ايات الهادية اللى ابتسامتها مرسومة علطول فى وش ابويا وبتتعامل معايا بمنتهى الادب، على عكس سهر اللى تكشيرتها مرسومة على وشها وكأنها جزء من ملامحها، ودايما بتتعامل معايا بحدة، بس انا قولتله:
- واختارت مين فيهم بقى يابابا؟
رد عليا:
- انت اللى تختار يابني مش انا، هو انا اللى هتجوز، لكن لما تختار اختار اللى تحترمك وتقدرك مش اللى تقل منك ولا تشم نفسها عليك.
فهمت قصده وقولتله:
- انت تقصد ايات صح؟
بابا:
- بصراحة البنتين كويسين ومحترمين، بس انا طريقة اختها معاك مش بتعجبني، بحس انها عاملة راسها براسك وكأن مفيش فرق بينها وبينك، مش بتتعامل على ان الراجل راجل له احترامه وكشرية كده عكس اختها.
رديت عليه بجدية من اول ما اتعرفت عليهم بحاول اداريها ومشغلش نفسي بيها:
- هما فعلا كويسين، بس مش عارف ليه بقى يا بابا انا عجباني الكشرية العنيدة دي، ويمكن حدتها دى هى اللى مخلياني معجب بيها، اول ما بشوفها كده بحس ان فيها حاجة غريبة بتشدني ليها.
بابا:
- عارف يابني، وشايف نظراتك ليها لما بتشوفها ولا بتبقى قدامك، لكن زى ما قولتلك ايات هي اللى تنفع تحطها تحت طوعك، اختها دي هتتعبك ومش هتنفع تخليها زوجة ليك.
قابيل:
- هو انا مأخدتش قرار لسه، لكن مش حاسس اني لو خدته هتكون ايات هي اختيارى.
قبل ما بابا يرد عليا لقيت جرس الباب بيرن، اتحركت علشان افتح الباب لقيتها قدامي شايلة صنية كبيرة متغطية بفوطة وبتكشيرتها المعتادة:
- ماما باعتة دي لعمي بركة، بالهنا والشفا.
طلع ابويا على الباب والضحكة مرسومة على وشه:
- تسلم ايديكي يابنتي، الريحة جوعتنا، اشكري الحاجة وقوليلها دايما عامر.
ابتسمت سهر وهي بتقول لبابا:
- بألف هنا ياعمي، بعد اذنك.
ابتسامتها خليت عنيها تلمع اكتر من تكشيرتها، وعنيا وقلبي معاها لحد ما طلعت وتقريبا سمعت صوت قفلة باب شقتهم، دخلت حطيت الصنية على السفرة وانا شايف قصاد عيني سهر وهي بتطبخ ليا فى مطبخ شقتي انا وهي، شيلت الفوطة وشوفت الاكل اللى كان شكله يفتح النفس اكتر من ريحته واستسلمت لعصافير بطني اللى اجبرتني على اني الغي تفكيري واطاوع بطني وبس، قعدت انا وبابا اكلنا لما الاكل كان هيطلع من عنينا والحقيقة الاكل كان رهيييب، انا ابويا هو اللى بيأكلني واكله جميل، لكن المحشي بقى والكلام الكبير ده مش من اختصاصاته، وعلشان كده الاكلة دي كانت جامدة جدا بالنسبالنا، حبسنا بعدها بكوبايتين الشاي وحاولنا نتكلم بعد ما كان الاكل مخلينا مش قادرين ناخد نفسنا، طبعا الكلام مكانش خالي من محاولات ابويا فى اقناعي بجوازي من ايات، وانا بصراحة مكنتش قادر اتكلم فأكتفيت اني اسمعه، وبمنتهى السرعة وبرغم اعجابي القوى جدا بسهر الا اني اقتنعت بكلام بابا، لكن قلبي وعقلي مع سهر، فاتت الليلة وطلع النهار، ولقيت الجرس بيرن وكانت والدة ايات:
- السلام عليكم يا ابني، الحاج موجود.
ابتسمت وانا مقتنع ان الست دى عايزة عريس، مش عارف ليها ولا لواحدة فى بناتها بس ده اللى انا حاسيته:
- عليكم السلام ورحمة الله، بيصلي الجمعة فى المسجد، دلوقتي ييجين اتفضلي.
دخلت برغم اني كنت بعزم عليها بالكد بلاني هتحرج اقعد معاها، قفلت الباب وراها وانا واقف متنح مش عارف هي دخلت ليه برغم انها كان ممكن تطلع وتنزل لما ابويا يرجع، بس هي قعدت على كنبة الانترية وضهرها ليا وانا لسه على الباب ولقيتها بتقولي:
- ايات اللى محتاجة راجل ياقابيل مش سهر، ايات هي اللى عايزة اللى يسندها مش سهر، ايات هي اللى خايفة عليها ومحتاجة حد يساعدني فى الشيلة التقيلة دي...سهر مش هي اللى تناسبك صدقني، انا ام الاتنين وعارفة بقولك ايه برغم ان صعب عليا اقول كده...
كلامها لجم لساني وحركني ناحيتها علشان اقعد قصادها واكتفي بأني ابص لها بس، علشان تكمل وهي بتقول:
- هقولك حاجة يابني، انا عارفة مينفعش انا اللى اقولها، بس انا ملاحظة اعجابك بسهر بنتي، وملاحظة كمان اعجاب ايات بيك...لكن لأن سهر بنتي عارفة انا قد ايه خايفة على اختها وبتمنى اجوزها دلوقتي قبل كمان شوية بتسد الباب قصاد اي حد يتعامل معاها لحد ما نطمن على اختها، علشان تبقى دايما اي مقارنة واي فرصة اختيار اللى تفوز فيها ايات مش هي، انا بخطب لبنتي يا قابيل يابني، بعد ما ابوك اتكلم معايا مش بدلل بيها يعني...لكن علشان عارفة ان اللى فى بالك سهر كان لازم اقولك اني مستحيل اوافق الا لو كانت العروسة ايات...
كلامها صادم بالنسبالي:
- حضرتك بصراحة فاجئتيني بالكلام ده، بس ممكن اعرف على اي اساس حضرتك شايفة ان سهر مش هي اللى تنفعني؟ على اي اساس بتفرضي ان ايات تكون هي صاحبة الاختيار وصاحبة الفرصة الاكبر فى انها توقع العريس وتبقى سهر فى الاخر؟
والدة ايات:
- يابني انا بتمنى افرح بألاتنين، لكن ايات لها ظروف خاصة من بعد موت ابوها، صدمة موته كانت صعبة عليها اوي، هي اللى قضيت معاه ليلة موته لحد ما وصلناه لقبره، كانت دايما مقتنعة انه مماتش وانه عايش وبيتكلم معاها وبيحكيلها اللى بيحصل معاه وبتحكيله وبترد عليه لدرجة اننا فكرنا انها اتجننت، ولما اختها هاجمتها فى يوم بسبب الحال اللى وصلتله وانها بتدمر نفسها، شوفنا ايات تانية خالص غير اللى نعرفها، كانت زى المجانين، من انفعالها و عصبيتها وتأكيدها لينا على انها بتتكلم مع ابوها وانها مش مجنونة حسينا انها ممكن تقتل حد فينا، مش بقولك بنتي مجنونة...لكن بنتي مصدومة بسبب قرب ابوها ليها وقوة علاقتهم ببعض، كان صاحبها وابوها واخوها وامها كمان، كان هو اللى بيسمع منها وبينصحها وهو اللى بتحكيله الشاردة والواردة مش معنى كده اني كنت غبية معاها، لكن هدوئها وضعف شخصيتها كان بيخليها تصعب على ابوها ويحس انها ممكن تتكسر من اي موقف بسهولة، فكان دايما بيحب يحسسها انها اهم حاجة بالنسباله علشان يقويها، مكانش يعرف ان اللى عمله معاها كان سبب فى ضعفها اكتر...صدقني يابني ايات هي اللى هتناسبك، وهي اللى هتتجوز الاول حتى لو مش انت العريس...لو هقعد الاتنين جنبي العمر كله مش هرتاح غير لما انا وسهر نطمن ان مسؤلية ايات راحت لحد تاني يساعدنا فيها...ايات مش هتتحمل تحس ان سهر مرغوبة اكتر منها ده هيتعبها اكتر لأنها عارفة ان اختها من صغرهم مميزة عنها بحضورها وشخصيتها وقبولها برغم انهم نسخة فى الشكل.....
رابط ثابت
https://www.7kayatuna.com/2023/04/blog-post_25.html