الفصل السادس من رواية عملالي روشِة
بقلمى ساره مجدى
بقلمى ساره مجدى
توجهت رجاء الى غرفه ابنتها و هى تشعر بالخوف على ابنتها من ذلك المجنون
لتجدها واقفه امام المرآه تنظر الى وجهها يمينا و يسارا و هى تتحدث الى نفسها
- معقول انا جميله ... شاف فيا ايه و انا بالمنظر ده
كانت رجاء تنظر اليها بزهول و صدمه انها لا تصدق ان ذلك المجنون و من اول مره استطاع ان يجعل ابنتها تغادر السرير و تتحدث حتى لو مع نفسها
غادرت الغرفه و هى تفكر جديا فى ان تنتظر على ذلك الطبيب المجنون و ترى ماذا سيفعل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت سياده تنظر الى نفسها فى المرآه و على وجهها ابتسامه ثم توجهت الى السرير من جديد و كأنها منومه و وضعت راسها على وسادتها و غرقت فى نوم عميق
و فى اعماق ذلك النوم كان حلمها الجديد
(( كانت تقود (( تروسكل )) و بيدها مفتاح انابيب تضرب به على جانب احدى الانابيب و هاى تنادى بصوت عالى
- انااااااابييييييب .... اناااااابيب
و تضرب من جديد فوق الانبوبه حين خرج من احدى النوافذ شاب وسيم و هو يقول
- يا بتاعه الانابيب عايز واحده
- من عنيا يا هندسه
و ترجلت من فوق (( التروسكل )) و حملت الانبوبه فوق كتفها و صعدت اليه
كان يقف عند الباب و هى تصعد اليه و هى تضرب على الانوبه من وقت لاخر .... كان ينظر اليها بابتسامه واسعه و عيون خجله لتغمز له لينظر ارضا اشار الى المطبخ لتتوجه هى مباشره الى المطبخ بعد غمزه اخرى و داعبت خصره بيديها بتلك الحركه الشهيره (( اركب الهوا ))
لتتورد وجنتيه بخجل و قفز فى الهواء و هو يضحك ثم وضع يديه فوق فمه بخجل البكر فى خضرها
حين انتهت هى من تركيب الانبوبه و قفت امامه و فوق كتفها الانبوب الفارغ و هى تقول
- ركبت الانبوبه يا عسل ... و الحساب خمسين ولامواخذه
- ثوانى
و دلف الى الداخل و احضر المال و عاد ليعطيه لها لتقول و هو ترفع حاجبيها بتتابع
- الحلو عايش لوحده و لا ايه
ليقول بخجل
- لا ماما نايمه جوه تعبانه
- و الحلو اسمه ايه
- مالك
قالها مالك بخجل لتقول من جديد
- و الحلو مرتبط
ليخفى وجهه بكفيه بخجل و هز راسه بلا لتقول هى بابتسامه واسعه
- اللهم صل على النبى ... قول للست الوالده انى هاجى النهارده بعد العشاء اشرب معاها الشاى
لتغادر و اغلق هو الباب و بدء فى القفز فى الهواء بسعاده ثم دلف الى غرفه والدته و اخبرها لتشعر بالسعاده و كادت ان تزغرد لكنه طلب منها الانتظار حتى تحضر فى المساء و يتم الامر فالرجل ماذا يكون سوا سمعه و اذا علمت الناس ان هناك فتاه تقدمت لخطبته و عادت فى كلامها سيظنوا به الظنون
و فى المساء ارتدى اجمل ملابسه و اعاد ترتيب البيت و قام بتحضير بعض الفواكهه و العصير و بعد اذان العشاء بنصف ساعه سمعت طرقات على الباب لتنظر والدته اليه و اشارت له ان يدلف الى غرفته و فتحت هى الباب لتدلف سياده و هى ترتدى بنطال اسود و قميص ابيض و بيدها علبه كبيره و قالت
- مساء الورد يا ست ام مالك
رحبت بها و جلسا الاثنان و بدأو فى الاتفاق على كل شىء و خرج مالك بعد ان نادته والدته ينظر ارضا لتقول سياده بفخر
- مش عايزاكى تقلقى خالص انا عندى شقه و مفروشه من كله انا بس عايزاه بشنطه هدومه و كمان انا كسيبه عندى مستودعين انابيب و هعيشه عيشه مرتاحه و مش هخليه ناقصه اى حاجه
لتبتسم الام بسعاده و هى تقول
- يبقا نقرا الفاتحه و الفرح الخميس الجاى
و رفعت يدها على فمها واطلقت الزغاريد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
- ازيكم ... انتو بتبصوا فين ارفعوا راسكوا لفوق ... فوق كمان ايوه هنا مكانى المفضل فوق سطوح مبنى المستشفى انتوا نسيتوا و لا ايه
اخذت نفس عميق بملل
- طبعا هتقولوا انت ايه اللى جابك هنا دلوقتى و مروحتش البيت ليه الحقيقه يا جماعه انا فرحان عايز اضحك ... مهموم عايز ابكى ... الله يرحمك يا حليم و لما ببقا فى الحاله دى بكون محتاج اقعد على السطوح
اخذت نفس عميق بملل اكبر
- سامعك ياللى بتقولى ما تقعد على سطوح عمارتك للاسف البواب على طول قافل السطوح و لما طلبت منه المفتاح رفض و كأنه صاحب العماره فمعنديش غير سطوح المستشفى
- عارفين انا بحب الهدوء و الصمت ده ... يمكن لانى عايش فيه طول عمرى مش بسمع فى البيت غير نونوه سيده و هنا محدش بيتكلم معايا غير طبعا دكتور عبد العظيم و انتوا شوفتوا بيتكلم معايا ازاى
اخذت نفس عميق و عدت الى الصمت من جديد و سرحت بخيالى قليلا و انا افكر فيها و فى ذلك اليوم الذى سيجمعنا سويا بيت واحد و سيكون قريبا جدا و انا موقن من هذا
قررت العوده الى البيت فانا بحاجه الى الراحه و ايضا التفكير بعمق فى خطه التعامل معها
و لكن عبد الجبار اعترض طريقه و انا على وشك نزول السلم و نظره عينيه تحمل الكثير من الشر و اسنانه تصدر صوت مزعج ذكرنى بذلك الصوت الذى صدر من قبل ان يلتهم فخذ فتحى و ذلك وحده كافى ان يجعلنى اشعر بالخوف لكن انا دكتور مالك لا اخاف ابدا
(( هو بيعمل كده ليه ... بييصلى كده ليه ... هو بيقرب منى كده ))
و بدا فى الركض خلفى و انا اركض امامه و انا اصرخ عل احد ينقذنى منه فانا لا اريد الاستغناء عن فخذى فانا بحاجه اليه فى زواجى من سياده و بعد اكثر من خمس و عشرون لفه بطول سطوح مبنى المستشفى الكبير صعد عوض و محمدين و امسكا به و اعطوه حقنه منومه ليسقط ارضاً لاركض انا هاربا و انا ادعوا الله انه قد انقذ فخدى من اسنان ذلك الوحش البشرى
~~~~~~~~~~~~~~~~
حين استيقظت سياده من نومها كانت تشعر بالسعاده رغم حيرتها
فهى سعيده لانها و لاول مره ترى وجهه بطل احلامها و الحيره ان ذلك البطل هو مالك
و هذا جعلها تغادر سريرها سريعا و وقفت امام المرآه تزيد من (( نكش )) شعرها و ايضا اعادت رسم وجهها بالالوان و كانها بهذا تريد ان تكون فى عينيه جميله و ان ترى تلك النظره فى عينيه من جديد ناسيه انه لن يحضر اليوم