بسم الله الرحمن الرحيم
# رواية حقِ مجهولِ
الفصل السابع
الراجل ده ماكنش لوحده لا كان معاه اتنين صحابه و هاجموا علي عبيد بعد ماضرب صاحبهم ، بس هو كان جدير بيهم و كالعاده متعود علي الحاجات دي و لا كأنها ملاكمه كان بيتدرب عليها من زمان لحد ما بقي متمكن فيها و قبل ما ابوه يموت كان بيتعلم رياضه كره القدم مع الملاكمه و عشان ما يمشيش قرر النادي يستغله كمدرب للفريق النسائي .
نرجع للعاركه الي كان فيها بونيه وقعت عبيد و قبل ما حد يجيله يهجم عليه تاني كان باقي شباب الفريق الي هما من الاداره مسكوه و حاول منهم يضرب ، قدروا بعد خمس دقايق بالظبط الامن يجوا و يخدوا التلات اصحاب مع بعض
عبيد كان بينزف من جمب بوقه بص علي سدره بغضب الي كانت منكمشه و خايفه جامد اتقدم منها و قبض علي ايديها بقوه و سحبها وراه وسط نظرات الجميع و خاصه نار هايدي .
&&&
الصدمه احتلتهم هما الاتنين و في الاخر معرفتش تعمل أيه غير انها تقفل الباب في وشه و في لحظه سندت ع الباب حاطه ايدها علي بوقها بتكتم شهقاتها عشان ما تعلاش و يسمعها ، سمعت صوت أخوها موجهه لزيد و ده خلاها بسرعه تدخل اوضتها و تقفل علي نفسها
- تعالي يا زيزو منور
- ده بنورك .. بص انا مش هطول عليك يعني عشان جاي تعبان و كده بس عبيد كان قافل فونه و كده .
- اه تقريبا الماتش انهارده اصبر بس و شويه كده و هيفتحوا ان شاء الله .
هز رأسه بنعم و كان ماشي عز وقفه :
انت كويس ؟
هز رأسه بنعم و ابتسم ابتسامه خفيفه ، طبطب علي كتفه بامتنان و بعدين مشي ، اما عز الدين فمكنش فاهمه .
&&&
- اسمع يا بدري أخر مره تعمل الحركه دي و تجيلي لحد شغلي المرادي عدتها المره الجايه والله ما باقيه ع حاجه و لا هيهمني .
كان هجوم الاء الي اول ماخلصت شغلها راحتله المكان الي بيقعد فيه دايما ، أما هو فلسه قاعد بصصلها بمتعه و ببرود رد :
حيييلك يا ابله مش كده ، خدي نفسك انتي كان يومك طويل بردك
- مالكش فيه و اخلص الحركه دي ماتتكررش و عايزه كلمه راجل دلوقتي .
- والله يا ابله ادفعي ماعتبش المطرح ده تاني مادفعتيش والله التصرف الجاي مش هيعجبك
ماتنكرش انها خافت خصوصا من نبرته في الكلمه الاخيره دي بس حاولت ماتبينش ده و كان من الافضل ليها انها تمشي من غير و لا كلمها بس عشان ماء الوجهه بصتله بقرف و بعدين مشيت
أما بقي هو فرفع حاجبه بإعجاب من شجاعتها .
&&&
اخيرا ساب ايدها و هو بيزقها بقوة خفيفه اودامه و بعيون بتطلع شرار اتكلم عبيد :
أي الهباب الي لبساه ده ؟
مسكت ايدها بتشوف العلامات الي عملها فيها من قوته احكامه عليها و في لحظه سؤاله كانت هترد بتلقائية بس قالت لا لازم تنتقم :
مالي يعني ما انا زي الفل اهوه انك مالك اصلا تحسبني ليه ؟
قرب منها بهجوم و بلهجة شرسه اتكلم :
مالي و مالي اوي كمان ، اقسم بالله يا سدره لو ماتعدلتي لاسفخك قلم يجيب اجلك
- ليه اصلا انت مين انت يا دوب المدرب بتاعي غير كده لا .
و كانت هتمشي بس هو بحركه تلقائيه مسك أيدها و لواها و شدها ، كانت ضهرها هو الي اودامه فقرب وشه جمب ودنها و همسلها بحده :
لا انا اكبر من كده بكتير و نهاية الكلام من هنا و رايح ماشوفكيش لابسه لبس ملفت كده تاني لاما و عهد الله تصرفي ما هيعجبك ماشي
- دي غيره بقي ؟
- أه غيره يلزم خدمه .... يلا علي اوضتك .
قالها بصراحه و من غير ما يحسبلها حساب و بعد ما قال الاخيره ساب أيدها و مشي ، ماشفش ابتسامتها الواسعه الي واصله لودانها فأخيرا علامه من علامات حبه بانت .
&&&
صباح يوم جديد بيبقي بالنسبه لناس هو عذاب جديد و لناس تانيه حياة جديدة
الاء بتدخل الشركة متعاهده مع نفسها انها ماتخطلتش بعز خالص عايزه تنهي المهازل الي بتحصل دي .
قعدت علي مكتبها وهنا لفتت انتباه حد كان للاسف اجازه بقاله فتره بس هو كل الي جذبه فيها انها اول مره يشوفها هنا
لكن افتكر أن صاحبه و زميلهم في الشركه حكاله أن في حد جديد جه في دورهم .
و هنا ردد لنفسه و قال :
ويقول حد جديد كده عادي مش يقول حد جميل مز لا جديد ... مصاحب لطخ .
&&&
أما عند عبيد
اتعمد مايحتكش بيها و هي في نفس الوقت اتعمدت ماتبصلوش أصلا ، وقف الاتوبيس لاقرب حته له ، و هي كانت هتموت و يقولها كلمه بس متصنعه الامبالاه
دخل شقته فتح النور لف البيت في رحلة بحث قصيرة علي أخوه بس مش لقيه
فتح باب الشقه عشان ينزل بس أتفاجا بسدرة اودامه
&&&
عند زيد
كان واقف مع نجلاء في اللوكيشن و من الظاهر كده انهم ماشيين مع بعض و مش واخدين بالهم من عيون بتراقبهم ، أو بالاصح بتكن الكره و الغل لنجلاء
كان باين عليها و علي عيونها بس رغم كده بتحاول ماتبينش ... و شوشت البنت الي جمبها الي هي مساعدتها الي اول ما تكلمت بصت عليهم و بعدين قامت تنفذ الي قالتلها عليه .
&&&
- انتي عايزه تفهميني انك دخلتي البيت كده اودام الحاره كلها و لا همك !!
كان سؤال عبيد الي هيتجنن منها فهي ازاي تيجي وراه للدرجادي مجنونه
دخلت البيت لما هو سألها السؤال و بعد تفكير في الي هي عملته ده ، ردت بكل بساطه و هي مش هاممها اي حاجه :
يولع اي حد طالما مابعملش حاجه غلط ، عبيد انا عايزه اجابه علي سؤالي دلوقتي و فورا
بصلها مترقب سؤالها الي خدت نفس عميق و قالت :
بتحبني و لا لا ؟ !
ما ردش مش عارف يرد يقول اي و لا اي و لا اي .
هو بيحبها و مش أي حب و من زمان كمان ، بس أزاي ... أكبر عقبه أودامه في البوح عن مشاعره هي المستوي المادي ، أه هي مش هاممها و رغم أنها جت لحد بيته و ماهتمتش و لا حتي بصت علي الشكل إلا إنها متمسكه به .
بس أهلها ، لا لا مستحيل هيفضل زي ما هو حافظ حبها في قلبه .
سألته مره تانيه و كررتها تالته و كانت الاخيره و بردو ما ردش
فكانت كلمتها قبل ما تمشي :
كانت اخر فرصه لينا وانت ما تكلمتش ... بس انت مش هتلاقيني تاني خلاص لان بابا قالي في الطريق علي عريس متقدملي و قولت لو انت رديت يبقي دي اشاره اني ارفض و اتمسك بيك و لو العكس هرمي قلبي و امشي بالي بابا يقولي عليه ... سلام
سابته و مشيت بسرعه و هو مش عارف لسانه عاجز عن الكلام
فكر لمده دقيقه و لقي نفسه بيجري وراها عشان يلحقها و هي ع مرمي بصره مكه وقفته :
مكه معلش ه ....
- اخوك علي علاقه بنجلاء القاضي .
حبت تقولها ع طول من غير مقدمات عشان لو اتأخرت في إنها تقوله مش هتقول اصلا .
جملتها كانت كفيله توقفه و تصم سمعه كمان ، اكيد بتهزر لسه هيسألها علاقه أزاي يعني ، جاله تليفون من رقم غريب رد بسرعه وكان صوت اخوه الي بيستغيث بيه :
الحقني يا عبيد انا في مديريه الامن .
و ده خلاه من غير ما يفكر يجري بسرعه يلحقه
أما مكه فمش فاهمه هاويه المتصل بس فرحت إنها كده بتنتقم منه .
&&&
الاء كانت قاعده بتشتغل و فجاه لقت واحد مجهول الهويه بالنسبه ليها بيقرب يقعد اودامها و ابتسامه سمجه اتكلم :
طبعا انتي ما تعرفنيش انا سامي زميلك هنا في المكتب .
بصتله و ماردتش عليه و هو كمل :
انتي اول يوم ليكي امبارح للاسف كنت اجازه و ده من سوء حظي
و في اخر كلامه ضحك ضحكه رخمه و هي ردت بنفس الضحكه و قالت :
ده الحمد لله
- احم ... طيب لو عوزتي حاجه انا موجود
اتكسف طبعا من ردها و استني بعد عرضه ده تقوله حاجه بس اتفاجأ بزعيق عز الي خلي الكل يقف حتي سامي لكن الاء كما هي
- الله ده احنا في كافيه بقي مش شغل .
محدش اتكلم و هو كمل زعيق :
اقدر اعرف الاستاذ سامي و الانسه الاء سيبين شغلهم و بيرغوا في اي ؟
الاء وقفت و بكل ثبات اتكلمت و عيونها مثبته بجمود علي عز :
والله انا قاعده في مكتبي لقيت الاستاذ الي جاي يتعرف الزعيق ده يبقي للي سايب مكتبه مش الي ملتزم مكانه .
عز الدين حس ان كلامها صح طبعا و سامي حاول يعمل حركه جدعنه او شو اودامها يمكن تحسن اسلوبها معاه و يعرف يتقرب منها :
انا السبب الانسه مالهاش اي علاقه الغلط غلطي وتقدر تجازيني لو حضرتك حابب .
كان لسه هيتكلم لقي مكالمه من عبيد ، قفل الصوت و كمل كلامه لسامي :
اخر مره تحصل وقت البيريك تعمل الي تحبه .
الفون رن تاني و عز قلق فرد علي طول و اول ما صوت عبيد الي بيقولوا يجيله عشان زيد خلاه يسبهم و يمشي بسرعه تحت انظار الجميع المتعجبين و خاصه الاء .
&&&
دخلت سدرة من باب الفيلا بتعب و هي مش بتفكر في حاجه الا في كلامها و في الشخص الي خذلها ، بس الي خلاها تفوق صوت ابوها الي نادلها عشان تيجي مكان ما هو قاعد :
ساسووو تعالي يا روحي
بالفعل جاتله و هي راسمه بسمه علي وشها لانه فعلا وحشها بس اتفجأت بحد قاعد معاه ، مالت عليه باسته تحت انظار الشاب ده الي اول ما شفها ابتسم بتلقائيه
- تعالي يا حبيبة بابا اعرفك وائل زهران شريكي ، بنتي سدره البطل الي كسب فريقه المباراه الي فاتت
قام و مد ايده و هو بيتكلم و يقول بمدح :
طبعا شوفت الماتش ... سدره النجار اكبر مهاجم في فريقها
مدت ايدها بتبادله السلام ببسمه مجامله و من بعدها بعدت ايديها و بعدين اتكلمت :
فرصه سعيده معلش مضطره اطلع لسه جايه من سفر و كده اسفه جدا ، عن اذنكم .
و بالفعل طلعت اما وائل فبص لفاروق النجار والد سدره و قاله :
ها اجيب والدتي و اجي بكره بليل ده مناسب لحضرتك ؟
- طبعا علي بركه الله .
&&&
اتقابل عبيد بعز و معاه محامي و اول ما دخلوا كان زيد قاعد اول ما لقي اخوه جري عليه و اتكلم :
عبيد انا معملتش حاجه غلط انا مش فاهم اي الي حصل
- واحده واحده فهم المحامي كل حاجه عشان يساعدك
المحامي اتكلم برسميه :
انا هدخل اشوف اي الدنيا .
عز و جه كلام لزيد :
زيد واحده واحده كده و قولي اي الي حصل ؟
بلع ريقه و بص لاخوه و بعدين اتكلم :
كنت كنت مع نجلاء مم في شقتها و فجاه لقيت البوليس مقتحم علينا الشقه
عبيد اتكلم بصدمه :
يعني انت متاخد د ...
- والله مراتي
عز ردد و هو مش مستوعب :
مراتك ازاي طب ما دتهومش القسيمه ليه .
-عرفي
و دي كانت الصدمه ليهم
الأخسم من العمل الغلط هو الجهر به ، و لو ماكنش غلط ما كنش خاف من أخوه ... ما كنش حس أنه غلط ، هو غلط و بيكابر
حب يوصل لحلم بطرق غير صحيحة و ده ليه أثار عميقة .
بدايه مرحله جديده صلاح للبعض و فساد لبعض تاني
الحب بيعلم التهور بس اكيد في صالح العاشقين
الكره مميت بيأذي صحابه حتي و كأنه قاصد يأذي نفسه مش الي اودامه
العين عاميه اوقات كتيره و رغم العلاج القريب ليه بس مش عارف يوصله
انتظروني في فصل جديد
#تيسير_محمد