" " " " " " " " ساحرة القطيع الفصل الرابع عشر
📁 آحدث المقالات

ساحرة القطيع الفصل الرابع عشر

 




"حيرة وقلق"


أغمضت عينيها بهدوء، بدأت في تمني أمنية في داخلها كما طلبت منها والدتها، ثم اقتربت من قالب الكعك، نفخت في الشمعة المشتعلة، والتي انطفأت على الفور، لتبدأ والدتها في الهتاف بسعادة بصوت عال وكذلك لوكاس يردد من خلفها اغنية عيد الميلاد. 


أما هي فكانت تدعو الإله أن يحقق أمنيتها، تمنت لو تنتهي تلك الحرب التي يقودها والدها ضدهم، أن تحصل والدتها على حياة سعيدة مع لوكاس الذي يحبها! أن تستطيع هي الحصول على علاقة طبيعية مع ماثيو الذي بدأ قلبها يشعر نحوه بمشاعر غريبة عنها.



وضعت روزي قطعة من الكعك في فم والدتها بعد أن قامت بتقطيعها، شجعتها والدتها أن تفعل المثل مع لوكاس الذي كان يقف بجوارهم، شعرت بخجل وتردد في بداية الأمر لكنها سرعان ما ذكرت نفسها أنها عليها التعود على وجوده في حياتهما هي ووالدتها، فعلت كما رغبت والدتها، لتنظر نحوها بعدها بعين الرضا.



دقات على باب المنزل جذب انتباه لوكاس الذي رفع حاجبه بتعجب وتسأل بصوت عال قائلا:


- ترى من القادم إلينا في ذلك الوقت؟!


نظرت إليه كلا من روزي وسافانا بتعجب أيضاً، تابعتاه بينما يسير نحو باب الغرفة المنزل كي يقوم بفتحه ومعرفة من القادم، وحينما فتح الباب فوجئت روزي بأن ذلك الشخص هو ثاندر، لذا هي توجهت نحوه بخطوات مسرعة، سألته بنبرة قلقة:


- ثاندر! ما الأمر؟! هل هناك شيء ما حدث أم ماذا؟! 


صدم ثاندر من ردة فعل روزي على رؤيته في منزلها، أبتسم لها بود ثم أخبرها بنبرة هادئة:


- اطمئني روزي، ليس هناك شيء كي تقلقي بشأنه!


تنفست روزي الصعداء حينما أخبرها ثاندر بذلك، هي ظنت أن هناك ربما هجوم جديد على القصر من قبل والدها، أو أن هانا حاولت الهرب بصحبته، لكن جواب ثاندر جاء مطمئناً، لذا هي ابتسمت له بدفء، أشارت إليه أن يستكمل خطواته نحو الداخل، ثم أخبرته: 


- حسنا لقد جئت في وقت مناسب إذا من أجل تناول قطعة من الكعك! 


نظر ثاندر نحوها بتسلية كبيرة ثم أخبرها: 


- هل هناك مناسبة خاصة تحتفلون بها الآن؟! 


ضحكت روزي بصوت عال، أخبرته بنبرة مرحة:


- أنها كعكعة عيد ميلاد متأخر! لقد فوجئت حين وصولي بأن مام أحضرتها من أجل الإحتفال بيوم مولدي لكن بشكل متأخر بعض الشيء! 


أبتسم لها ثاندر، أخبرها بنبرة مرحة: 


- أن يصل متأخرا خيرا من أن لا يصل مطلقا! 


تلك المقولة التي ذكرها ثاندر جعلها تضحك بصوت عال على طريقته المرحة في الحديث، هي هزت رأسها مؤيدة كلماته أيضا مع استمرار الضحك. 



كانت سافانا تتابع الحديث الدائر بين ثاندر وابنتها روزي بترقب شديد، هي كانت تعلم أن وراء تلك الزيارة المفاجأة من قبل ثاندر هناك أمر عاجل قد حدث، رغما عنها لم تستطع نفسها من سؤاله، رغم أنها قد تبدو وقحة بعض الشيء لكنها كانت مؤمنة أن ثاندر يقدر القلق الذي تعيش فيه، هي قالت بنبرة قلقة:


- لماذا جئت حقا ثاندر؟! أخبرني ما الذي حدث وجئت تخبرني به! هيا لا تدع القلق يتسرب إلي! 


لم يستطع ثاندر أن يرسم الابتسامة على وجهه مرة أخرى، ما يعجبه في سافانا أنها تستطيع قراءة وجوه الآخرين، لذا لابد أنها علمت أن وراء زيارته تلك أمر ما وعاجل كذلك، لذا هو زفر براحة ثم قال: 


- أنه سانتوس! لقد جاء لمقابلة هانا!! 


شهقة قوية خرجت من فم سافانا عقب سماعها لكلمات ثاندر، لقد عاد سانتوس لأخذ هانا منها مجددا وهي التي قد ظنت أنها تستطيع أن تبني علاقة جيدة معها، لكن ها وهو آت كي يهدم كل أحلام هي بنتها! كما تعود دائما أن يفعل! دمعات حزن بدأت تتجمع في عينيها الأمر الذي دفع ثاندر أن يستقيم واقفا، يشير إليها بيده طالبا منها أن تتوقف عن البكاء، هو قال: 



- انتظري سافي لا تبك أرجوك، هانا مازالت في القصر، هي لم ترحل مع سانتوس كما اعتقدتي! 


أخبرها ثاندر بذلك، هي قاطعته قائلة بنبرة مذعورة: 


- ولكن كيف! لماذا! ألم يأت كي يستعيدها مرة أخرى! 


أستمع ثاندر إلى تساؤلات سافي القلقة، أشار إليها أن تهدأ قليلا، هو أخبرها:


- لقد كان يراقب تحركاتها على ما يبدو! هو أنتظر رحيل جوزيف بعد إيصالها إلى القصر ثم استغفل وقوفها في خارج القصر وتحدث معها، على الأرجح هو لا يعلم أن هناك مراقبين لها في كل مكان كانوا يستطيعون التدخل في الأمر ومحاولة مواجهته! 


لكن كان لدي فضول في معرفة ما تفكر فيه الفتاة، لقد جعلتني أشعر بالذهول حقا حينما رفضت طلب سانتوس بأن تساعده في خيانتنا كي يستطيع هو التغلب علينا بتجسسها على تحركاتنا والخطط التي نضعها من أجل مواجهته! حتى أنها لم تخف من توعد أبيها بالعقاب الشديد لها لأنها رفضت تقديم المساعدة له في حربه ضدنا! أليس هذا أمر مذهلا حقا! أردت منك أن تعلمي ما يحدث لربما! 



لم تصدق سافانا ما استمعت له للتو من قبل ثاندر، أن ترفض هانا خيانتهم فهذا يعني أن لديها بعض المعايير الأخلاقية باقية في قلبها، تمتلك ضميرا حيا! فواحدة أخرى غيرها كانت سوف تستغل الفرصة لمساعدة أبيها الذي قام بتربيتها! على الرغم من أنه قد تركها وهرب لكنها لابد أنه تشعر نحوه بالولاء! لكن كلمات ثاندر تعني العكس! أن هناك جزءا من قلبها هي مازال حيا، هي ليست شريرة بطبيعتها لكن سانتوس هو من أنشأها على ذلك! 


شعرت بفرح وسعادة من كلمات ثاندر، حتى أنها أخذت تردد بغير تصديق قائلة: 


- غير معقول!! غير معقول!!


روزي هي الأخرى لم تستطع تصديق ما حدث، هذا يعني أن تلك الفتاة المفترض أن تكون شقيقتها لديها بعض الأخلاق في النهاية وليست فاسدة حتى النخاع مثل أبيها! لربما تحصل على فرصة للقاء معها، تبادل الحديث ربما مثل أي فتاتين! فمن الممكن أن يكون هناك تشابه بينهما! في النهاية أليستا هما الاثنتان توأما!


شعر لوكاس هو الآخر بالفرح من أجل سافانا التي كانت تضحك بصوت عال، شاعرة أنها قد ربحت الجائزة الكبرى في اليناصيب، أليست ابنتها أفضل من ذلك كله! 




انتهى الاجتماع بعد مناقشة بعض الاشياء الهامة، كان الجميع قد خرج من غرفة مكتب أبيه الخاصة لم يظل فيها سواه هو وشقيقه الأصغر ماثيو، والذي فوجئ به بنبرة هادئة قائلا: 


- هل تشك في احد ما لربما هو الخائن الذي تحدث عنه أبي في الاجتماع؟! 


هو كان يفكر في أمر آخر حينما فوجئ بسؤال ماثيو له، تطلع نحوه، فكر قليلا ثم قال: 


- لا، لا أشك بأي أحد من أفراد القطيع! فلما قد يفعل أحد ذلك؟!


هز ماثيو رأسه بقلة حيلة ثم قال هو الآخر:


- أنا أيضاً لا أستطيع أن أشك في أحد ما! يا صاح هذا يبدو شيئا فظيعا للغاية! ألا يدرك الخائن ما العقوبة التي تنتظره من القائد! يبدو أنه أحمق كي يفرط في حياته بكل تأكيد! 


أومأ جوزيف برأسه مؤيدا كلمات ماثيو بهدوء مما جعل ماثيو يرفع حاجبه بتعجب وتسأل: 


- ما بك أخي؟! هل هناك شيء يشغل تفكيرك؟! إنك تبدو شاردا بعض الشيء؟! ما الأمر؟! هل هو يتعلق بهانا أم ماذا؟!


لا يعلم جوزيف هل يخبر شقيقه بالقلق الذي يشعر به أم يخفي الأمر ويظهر لا مبالاته الشهيرة!! اختار قول الصراحة لعل القلق الذي يشعر به يقل بعض الشيء هو تنهد براحة ثم قال: 


- أجل، أنه يتعلق بهانا! في الحقيقة أخشى أن تعلم حقيقة كوني أنقل كل تحركاتها وما تفعله للآخرين مثل جاسوس وضيع! هي سوف تشعر بضيق شديد مني! لربما تشعر بكرهي! لقد تحطمت تقريبا بعض هروب أبيها وتركها خلفه! شعرت بالخذلان! والآن ها أنا ذا أفعل مثله، أخذلها! أفشي أسرارها! وهي التي بدأت،،،،


أخبر شقيقه بتلك الكلمات، هو شعر بالضيق حقا، هو لا يحب الخيانة، ويشعر أنه ربما يخونها بفعلته تلك! لكنه لايستطيع أن يخون القطيع، أبيه الذي وضع ثقته به، يعلم جيدا أنها بدأت تشعر نحوه بمشاعر حقيقة! هو أيضاً بدأ يفعل ذلك! لكن الواجب هو الواجب مهما كان شعور الشخص! 


أستمع ماثيو إلى كلمات شقيقه الحائرة، كان يعلم أن العلاقة بين أخيه وشقيقة روزي التوأم قد بدأت تأخذ منحنى آخر، كان متفاجئا من السرعة التي حدثت بها الأمر لكنه قد حدث! وعلى ما يبدو هناك صراع داخلي يشعر به ما بين مشاعره وبين واجبه! أراد أن يقدم له بعض المساعدة، تقديم النصيحة، هو قال: 


- انظر جوزيف! أنت محق في قلقك من ردة فعل هانا! لكن هلا نظرت للأمر من ناحية أخرى! إن كانت هانا مازالت تشعر بالولاء نحو أبيها وأن ما تفعله مجرد خدعة كبيرة، هل سوف تسامح نفسك حينها حينما تكون قد ضللت الفريق وساهمت في هزيمته؟! الجواب هو لا بكل تأكيد! أنا أعلمك جيدا أخي! أعلم كذلك أنك سوف تستطيع أن تقنعها بدافعك من وراء ذلك! أليس كذلك برو؟!


كلمات ماثيو جعلت عبء كبير يتراجع عن كاهله، هو بالتأكيد سوف يجد حلا ما لذلك الأمر، سوف يفعل بكل تأكيد! هز رأسه مؤيدا كلمات ماثيو راسما على وجهه ابتسامة دافئة. 



"منافس قوي"



"الخامسة"


"الرابعة"


كانتا تتسابقان سويا على من يحطم الأشجار قبل الآخر، كانت هانا تسبق روزي بواحدة والآن روزي تحاول أن تكون مساوية لها، هي خطت بسرعة كبيرة كي تحاول ذلك، استمعت بعدها إلى صوت هانا التي تشدقت بنبرة ساخرة: 


- لا تحاولي روزي حتى أنت لن تستطيعي التغلب علي! 


سخرية هانا تلك جعلت روزي تحاول أن تدفع قوتها أكثر، عادت تخطو من جديد بخطوات سريعة حتى استطاعت تحطيم شجرة أخرى عادلت بها هانا! التي كانت ترفع حاجبها بتسلية كبيرة، ترسم على وجهها ابتسامة ماكرة بينما تتابع روزي التي تحاول بجد! 


"أنها السابعة" 


لم تصدق هانا ذلك، روزي الآن تسبقها باثنتين مما جعلها تشعر بأن التحدي قد زاد إثارة، لذا هي فعلت مثل روزي، شحذت قواها أكثر وأكثر حتى استطاعت تحطيم ثلاث شجرات واحدة تلو الأخرى! 


روزي شاهدت هانا بينما تفعل ذلك، زمت شفتيها ببعض الضيق، رغم أنه تحدي من أجل المرح فقط لكنها لا تحب أن تكون مهزومة في شيء، ضيقت عينيها ثم انطلقت مثل عاصفة متخطية هانا التي كانت تنظر إليها بنظرات غير مصدقة ما يحدث أمامها الآن!


"و واحد، اثنان، ثلاث، اللعبة انتهت!"


ضحكات متسلية خرجت من فم روزي عقب هزيمتها لهانا التي وصلت إليها، تنظر نحوها بنظرات ساخرة، تخبرها بنبرة مرحة: 


- هذا ليس سيئاً حقا!! الآن علمت أن هناك من ينافس قواي! مما يجعلني أحاول أن أحصل على المزيد من التدريب!! 


بادلتها روزي الضحك، هي قالت: 


- حقيقي!! لقد كانت هناك فتاة تتشدق منذ قليل أنها لم تستطيع أن تهزم على الإطلاق!! هذا لا يهم! أنها مجرد كلمات فقط!! 


نظرت هانا نحوها بعدما أستمعت إلى كلماتها الساخرة تلك، لم تشعر بضيق منها، على العكس من ذلك هي شعرت أن روزي في طريقها للتطور، الحصول على الهوية الخاصة بها بعيدا عن أي أحدا آخر، لذا هي مدت يدها نحوها، تريد مصافحتها ومن ثم تهنئتها على الفوز في ذلك التحدي! هي قالت بنبرة مرحة: 


- تهاني روزي، لقد استطعت هزيمتي تلك المرة، لكني أعدك أنك لن تسطعين فعلها المرة القادمة، هذا وعد مني بذلك شقيقتي التوأم!! 


تهنئة هانا لها بتلك الطريقة الساخرة جعلتها تضحك بها بتسلية بينما تمد يدها تستقبل تلك التهنئة، رسمت على وجهها ابتسامة عريضة بينما تهز رأسها بقوة، تقول: 


- سوف نرى هانا! سوف نرى!! 


"يا فتيات، تعالين"


صوت هتاف سافانا وصل إلى مسامع ابنتيها اللتان نظرا إلى بعضهما البعض ثم انفجرتا في الضحك. 



"هيا روزي، علينا الرحيل الآن"


أخبرت سافانا ابنتها روزي بتلك الكلمات بعدما وصلتا إليها الفتاتان، ابتسمت بعدها نحو هانا، أخبرتها بنبرة دافئة وحنونة: 


- كم كنت أود لو تنتقلين للسكن معنا هانا! لكن وجودك في القصر أفضل لك، هنا توجد حماية مشددة، يتسطعيون القضاء على أي متطفل يحاول اختراق المكان! لذا سوف نتركك هنا حتى يحين الأمر ونستطيع القضاء على سانتوس وأعوانه.


كانت هانا متفهمة كلمات سافانا لها، لذا هي ابتسمت لها بود، هزت رأسها بتفهم، مدت يدها كي تقوم بمصافحة الوداع، لكنها فوجئت بسافانا تمد يديها نحوها كي تقوم بمعانقتها بقوة ودفء أيضاً.


مثلما فعلت سافانا فعلت روزي أيضاً، هي عانقت هانا بمحبة ودفء، ابتسمت لها مودعة إياها، لتقف بعدها هانا في داخل القصر تلوح لهما من بعيد بينما هما يركبان بصحبة لوكاس الذي لوح لها بمرح هو أيضاً. 



كانت في طريقها نحو غرفتها مرة أخرى لتفاجئ باتصال هاتفي قادم إليها، انعقدا حاجبيها بتفكير وهي تتسأل في نفسها من الذي يقوم بمهاتفتها الآن، لتفاجئ بينما هي تنظر نحو شاشة الهاتف بأن المتصل لم يكن سوى جوزيف! 


ابتسامة مشرقة ظهرت على وجهها بينما هي تقوم بفتح المكالمة كي تجيب عليه، قالت بنبرة هادئة: 


- هاي جوزيف!! 


لتنصت بعدها إلى سؤال جوزيف على الهاتف وهو يقول:


- هاي، كيف حالك الآن! هل نمت أم مازالت مستيقظة!:


ضحكت هانا بمرح ثم قالت: 


- لا، ليس بعد! لقد كنت احتفل بيوم مولد متأخر مع أسرتي! لقد جلبوا لي قالب كعك من أجل الإحتفال! في الحقيقة مازال هناك الكثير منه، هل تود مشاركته معي! 


فوجئ جوزيف باقتراح هانا ذاك، أخذ نفسا عميقا، فكر في أمر ذهابه إليه، هما سوف يكونان وحيدان في الغرفة خاصة أن ثاندر الآن في منزله بصحبة أبيه في اجتماع مغلق بعض الشيء، زفرة بقوة ثم قال: 


- عشرون دقيقة وسوف أكون عندك في القصر! 


ابتسمت هانا بسعادة بعد سماعها موافقة جوزيف على اقتراحها مشاركة قالب الكعك معها، ربما مشاركة بعض القبلات سويا لا يضر أيضا! فكرت في ذلك بتسلية، لقد كان جوزيف أكبر منها بخمس سنوات على الأقل، ربما أكثر خبرة منها كذلك، لكن ذلك لا يخيفها على الإطلاق! فهي تشعر بسعادة كبيرة حينما تكون معه! 


"علي تبديل ملابسي بملابس جميلة الآن" 


هتفت لنفسها بذلك، بينما تسير بخطوات سريعة ونحو الغرفة، تدلف إليها ثم تتجه نحو خزانة الملابس الصغيرة هناك، تقوم بفتحها، البحث في داخلها عن ملابس مناسبة من تلك التي قد اشتراها لها هو أيضاً.



"هل أنت واثق من ذلك ديفيد؟!"


كان هذا سؤال ثاندر لديفيد، يسأله عن ما قد أخبره إياه من وجود خائن في القطيع يمد سانتوس بالمعلومات عنهم، مما جعله يشعر بضيق شديد وغضب أيضاً، هو عاد يقول: 


- لقد. استطاع ذلك الشيطان اختراق صفوفك، لن أتعجب إن فعل معي مثلما فعل معك! 


أنصت ديفيد إلى حديث ثاندر الغاضب ذلك، هو زفر بضيق ثم قال: 


- لكن الأمر مختلف ثاندر، لقد أخبرتك عن أسباب ودوافع الخائن لفعل ذلك! هذا لا يعني أني اتعاطف معه! على العكس من ذلك تماما! هذا الخائن سوف يلاقي عقابا صارماً، هو على الأرجح سوف ينفى من البلدة! فقط سوف أنتظر بعض القوت واقدمه للمحاكمة أمام الجميع ثم يتم عليه الحكم بالنفي!! 


لم يعقب ثاندر على كلمات ديفيد تلك، فهو يعلم أن ديفيد غاضب وبشدة مما حدث في القطيع خاصته، أنها المرة الأولى التي يحصل معه هذا الأمر، لذا كان الأمر مفاجئ وبقوة! هو فقط هز رأسه متفهما ثم قال:


- نحن لا يجب علينا أن نظل في انتظار ذلك الشيطان كي يقوم بهجوم مفاجئ علينا، تلك المرة يجب أن يكون لنا سبق في المعركة.


نظر ديفيد بعدم فهم إلى ثاندر، هو ضيق عينيه بحذر، قال بنبرة حائرة: 


- ماذا تقصد ثاندر بتلك الكلمات؟! هل تعني أن علينا نحن أن نقوم بالهجوم على سانتوس تلك المرة؟ أم ماذا أنت تقصد يا ترى؟!


أبتسم ثاندر لديفيد الذي كان يتسأل أمامه بحيرة وتعجب، هو قال:


- لا، ليس تماماً، نحن فقط سوف نسرب إليه بعض الأخبار عن طريق الجاسوس خاصته كي تكون طعما مناسبا له! بتلك الطريقة هو سوف يأت إلينا ونحن مستعدون بكل قوانا من أجل المعركة! 


أبتسم ديفيد بتسلية عند سماعه لكلمات ثاندر تلك، هو قال بنبرة مرحة:


- أنت لست سهلا على الإطلاق ثاندر! عقلك هذا يجب أن يوزن بالذهب، داهية كبرى حقا! 


قهقهات عالية خرجت من فم ثاندر، هو أستمع لكلمات ديفيد تلك، هو يؤمن أن كل شخص يجب أن يعامل مثل طريقته الخاصة، وسانتوس يستحق كل طريقة خبيثة ممكنة كي يتم التخلص منه!



لم يستغرق الكثير من الوقت حتى وصل إليها، مجيئه المتكرر إلى المكان أعطى له حرية الدخول دون حاجة لتدخل من أحد، الحراس كانوا يعلمون هويته، هو نفس صفهم، لذا لا داعي للخوف منه، تلك كانت تعليمات ثاندر لحراسه.


بهدوء شديد هو وصل إلى غرفتها، طرق عدة طرقات، أتته الإجابة بعد ثوان قليلة، فتحت له هانا باب الغرفة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة.


تطلع جوزيف نحوها، تلك المرة لم تكن ترتدي بنطال وكنزة من فوقه، بل ثوب بلون سماوي داكن، يتناسب مع لون عينيها، ومع بشرتها الشاحبة أيضاً، كانت لأول مرة تضع بعض الزينة على وجهها مما جعلها في غاية الفتنة والجمال!


تطلع هو نحوها بتسلية ثم قال: 


- انظروا من لدينا هنا! أنها فتاة جميلة حقا! هل رأيتك قبل ذلك آنستي! 


كلمات جوزيف المتسلية والمازحة أثارت إعجابها، أشارت إليه أن يدافع إلى الغرفة وهو فعل.


نهاية الفصل.

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
تعليقات