نظرت إليه، ضحكات خجلة صدرت منها، ابتعدت عنه بضعة خطوات للوراء، تلك القبلة بينهما كانت أول قبلة تحصل عليها في حياتها، تشعر بارتباك شديد، كانت تتردد في قول بعض الكلمات، لكنها فوجئت به يضع أصبعه على فمها، يمنعها من الحديث، يخبرها بنبرة دافئة وحنونة قائلا:
- أعلم روزي، أعلم لكن ليس علينا إفساد تلك اللحظة الجميلة بالكلمات!
أنصتت إلى كلماته، تفهمتها، أيدته أيضاً، هزت رأسها إليه وعلى وجهها ابتسامة مشرقة، ليمد هو يده نحوها يعيدها إلى حضنه، ألقت رأسها على صدره، تلتمس الدفء والراحة، ليظل الاثنان يتعانقان لدقائق لم يعلما كم كان عددها!
بعد عدة دقائق، عادت تبتعد عنه من جديد، ابتسمت له بود بينما تخبره قائلة:
- ماثيو، علي العودة إلى المنزل الآن! لابد أن والدتي تنتظرني كي تعرف آخر الأخبار!
بادلها ماثيو الابتسامة أيضاً، هز رأسه متفهما ما أخبرته به، تحدث إليها بعدها قائلا بنبرة هادئة:
- حسنا روزي، هل سوف تسمحين لي بإيصالك إلى المنزل ؟!
رسمت على وجهها ابتسامة ودودة بينما تهز رأسها موافقة على اقتراحه ذاك، ليمد هو يده نحوها، يحتضن يدها داخل يده، يشير إليها بالسير بينما هو يفعل ذلك.
القبلة قد انتهت، بعدما منحتها دفعة من الراحة والأمان، أن تشعر أن هناك أحدا معها، أنها ليست وحيدة كما ظنت! هناك من يهتم بها! يخاف على جرح مشاعرها! كلمات الشكر لم تكن كافية لجوزيف من أجل قبلته تلك! كما أنها تشك أنه يحتاج منها إلى كلمة شكر أو ما شابه فتلك القبلة بعيدا جدا عن كونها موقف إنساني داعم، بل أنها تشك أنها تتحول إلى أمر آخر!!
كانت تثرثر مع نفسها بتلك الكلمات، بينما تنظر إليه بنظرات محبة، أبتسم هو أيضاً لها، وضع يده على وجنتها، أخبرها بنبرة حنونة:
- هل انتظرت هنا لثوان قليلة؟! سوف أعود إلى المقهى من أجل شئ ما؟!
ابتسمت له، أومأت إليه بتفهم، شيعته بعينيها بينما يسلك الطريق نحو داخل المقهى الذي خرجا منه منذ عدة دقائق.
فوجئت هانا بما يحمله جوزيف بين يديه بينما هو يتقدم نحوها بخطوات سريعة، يرسم على وجهه ابتسامة مشرقة، بادلته هي الابتسامة أيضاً، لقد كان يفكر بها حقا، استمعت إليه بينما يخبرها بنبرة دافئة:
- لم أكن لادعك ترحلين دون تذوق تلك القهوة الساحرة.
أخبرها بتلك الكلمات ثم ضحك بصوت عال، مد يده نحوها بكوب القهوة، أحتفظ لنفسه بواحد أيضاً، مدت هي يدها تلتقط الكوب منه، تبادله الضحك بتسلية كبيرة، تخبره بنبرة ممتنة قائلة:
- شكرا لك جوزيف! أنت افضل شاب على الإطلاق!
هي أخبرته بكلمات المدح تلك، لم يكن جوابه عليها سوى:
"أنا أعلم ذلك جيداً!"
تعالت أصوات ضحكات الاثنان على تلك المزحة، شرعا في تناول القهوة خاصتمها قبل أن تبرد.
بعد وصلا الاثنان إلى الدراجة النارية الخاصة بماثيو التي يضعها كلما يأت إلى المكان في الباحة الأمامية للقصر، ساعد ماثيو روزي كي تصعد على الدراجة، ثم تسلقها هو بعد ذلك، انطلق بها على الفور حيث منزلها لروزي.
مرت بضع دقائق عليهما حتى استطاعا الوصول إلى منزل عائلة روزي، توقف ماثيو بدراجته أمام المنزل، هبطت روزي من عليها، وكذلك فعل ماثيو من بعدها، خلع خوذته، أبتسم لها ثم قال:
- حسنا روزي، سوف أرحل الآن، هل تريدين أي شيء آخر مني؟!
ابتسمت روزي له بينما تنصت لحديثه ذاك، هي أخبرته بنبرة هادئة قائلة:
- ألن تدلف معي إلى الداخل من أجل إلقاء التحية على والدتي، تناول كوب قهوة أيضاً.
هز ماثيو رأسه نافيا، أخبرها بنبرة هادئة قائلا:
- لا، لن أفعل، هناك بعض الأمور التي يجب علي فعلها، كما أنه لابد من وجود حديث هام تودين إجراءه مع والدتك! أليس كذلك روزي!
ابتسمت له على تفهمه ذاك، هزت رأسها مؤيدة كلماته تلك، ليميل هو عليها، يضع قبلة دافئة على وجنتها، بينما يخبرها قائلا:
- وداعا روزي!
عاد ليضع خوذته على رأسه مجدداً، يستقل دراجته النارية، يبدأ في تشغيلها، يلتفت نحوها، يلوح بيده لها مودعا إياها، بينما هي تتابعه بثغر فاغر، تضع يدها وجنتها، ببلاهة تامة، وكأنها لم تتلق منه قبلة ناعمة منذ وقت ليس بطويل!
أنهيا القهوة خاصتهما، أبتسم جوزيف لها بينما يخبرها قائلا بنبرة هادئة:
- هلا نذهب الآن إلى المنزل؟!
ابتسمت له، هزت رأسها موافقة، ليمد يده لها يلتقط الكوب الفارغ من يدها، يسير بضعة خطوات نحو حاوية قمامة، يضع الكوبان الفارغان بداخلها، يعود من جديد حيث تقف هانا، يساعدها في تسلق الدراجة خاصته، يفعل هو مثلها ثم ينطلقا إلى القصر، حيث هو أصبح المنزل الخاص بها.
استطاع جوزيف الوصول سريعًا إلى القصر، ساعد هانا على الهبوط، أراد أن يفعل المثل، لكن رنين الهاتف الخاص به جعله يجعد ما بين حاجبيه، ينظر نحوها بقلق بينما يمد يده كي يلتقط الهاتف من داخل جيب سترته، وحينما نظر إلى شاشة الهاتف فوجئ باسم والده ينير شاشة الهاتف.
قام بفتح المكالمة ثم هتف قائلا بنبرة هادئة؛
- مرحبا أبي! هل هناك أمر ما؟!
سأل والده ذلك بقلك، ليخبره بعدها والده طالبا منه العودة إلى المنزل من أجل شئ ما:
- أجل جوزيف، هناك اجتماع مصغر بيننا عليك أن تحضره أنت وأخيك ماثيو أيضاً!
تفهم جوزيف طلب أبيه ذاك، هو أخبره بنبرة هادئة:
- حسنا أبي سوف أعود الآن على الفور.
هو أخبر والده ذلك، ليغلق بعدها المكالمة معه، نظر نحو هانا بنظرات معتذرة، أخبرها قائلا:
- كنت أود أن أجلس معك بعض الوقت، لكن أبي يحتاج إلى عودتي إلى المنزل، سوف اودعك الآن!
ابتسمت إليه هانا بدفء، هزت رأسها بتفهم، لوحت إليه بيدها بينما هو ينطلق بدراجته مبتعدا عنها.
"مرحباا هانا! كيف حالك عزيزتي"
كانت توشك على الدخول إلى داخل القصر حينما وصل إليها صوت أحدا ما، أنصتت إلى ذلك الصوت، إلى تلك النبرة، لتخبر نفسها بخوف وقلق
"لا، ليس هو! ذلك الصوت وتلك النبرة لا تخص سوى شخصا واحدا!! أبي"
وصل بخطوات متمهلة إلى حيث تقف هي، تطلع إلى وجهها حيث ملامحه تحولت إلى الخوف والذعر، ليشعر هو بتسلية كبيرة، يعود ليخبرها بنبرة كفحيح أفعى قائلا:
- ما بك هانا تشعرين بالخوف لتلك الدرجة؟! ألن ترحبي بوالدك جيدا عزيزتي!
ألقى تلك الكلمات في وجهها بينما يرسم على وجهه ابتسامة مقيتة، حاولت هي أن تأخذ أنفاسها التي كانت قد حبستها بعدما أستمعت إلى صوته، رأته يقترب منها، يضع يده على وجنتها، يخبرها بنبرة قاتمة بينما يضيق عينيه، مثل عيني صقر جارح:
- ما بك؟! هل نسيت والدك هانا، تلك السنوات التي قضاها في تربيتك بعدما هربت والدتك وتركتك من خلفها وحيدة مثل قمامة لا تحتاج إليها؟!
"ها هو يعود إلى تلك النغمة من جديد! يلعب على وتر شعوري بالامتنان نحوه، حيث والدتي تركتني هاربة! لكن ما لا يعلمه هو أن تعاملي مع والدتي أثبت لي أن هناك سر كبير خلف هروبها ذاك منه! كما أنك لست أفضل منها على الإطلاق! هي على الأقل كانت قد تركتني بين يدي والدي! لكنك أنت تركتني بين يدي أعدائي؟!"
أخبرت نفسها بتلك الكلمات بينما ترمقه بنظرات غاضبة، أخرجت ما في داخلها من غضب شديد هي قالت بنبرة غضب مشتعلة:
- ليس لك الحق ابدا في لوم والدتي أبي وقد فعلت انت الأسوء منها! ألم تتركني أسيرة في يد الأعداء وهربت مع رجالك أيها العظيم سانتوس!
علم جيدا أن هانا شعرت بالغضب منه على تركها بتلك الطريقة خلفه، لكنه كان يعلم جيداً أن والدتها لن تسمح لأحد أن يؤذيها، لذا هو لم يتركها للأعداء كما تقول هي، شعر بالضيق منها بسبب تلك اللهجة التي تحدثه بها، ضيق عينيه، ضغط على وجتتها بيده بينما يخبرها بنبرة حازمة ومتوعدة:
- حذار هانا! أنت الآن غاضبة ولا تدركين مع من تتحدثين أو بأي نبرة أنت تفعلين ذلك! تلك المرة سوف اسامحك عزيزتي! لكن لو حدث الأمر مرة أخرى سوف تعلمين جيدا كيف يكون عقاب الشيطان سانتوس!!
كلمات والدها، نبرته المخيفة المتوعدة، جعلتها ترجتف في داخلها من الخوف، هو محق، هي لم تجرب عقاب سانتوس قبل ذلك ولا تود أن تفعل ذلك على الإطلاق، بنبرة بدت حزينة وغير واثقة هي سألته قائلة:
- هل جئت كي تأخذني من هنا؟!
ضحكة متسلية خرجت من فم سانتوس بعدما أستمع إلى سؤال ابنته الساذج ذاك، هو أجاب على سؤالها قائلا لها بنبرة ساخرة:
- ليس الآن صغيرتي! ليس الآن!
أنصتت إلى كلماته الساخرة، هزت رأسها بعدم فهم، عادت تسأله من جديد قائلة:
- أنا لا أفهم ما الذي تعنيه بذلك! إن لم تكن قد جئت من أجل أن تعيدني إليك مرة أخرى! لماذا قد جئت إذا؟
نظر إلى ابنته بتركيز شديد، أخبرها بنبرة خافتة مثل افعى سامة توشك على بخ سمها:
- سوف أخبرك صغيرتي لما قد جئت ،،،،
"قالب كعك"
"عليك مساعدة أبيك صغيرتي، احتاج لمساعدتك للتغلب على أعدائي، لقد شاهدت كيف جعلت ذلك الشاب الاهوج إلى خاتم في إصبعك الصغير! هل فعلت ذلك أيضا مع سافانا، وتلك الحمقاء روزي! أعلم أنك تستطيعين تطويع كل شيء بيديك، ألم أكن أنا معلمك طوال تلك السنوات الماضية؟!"
كلمات أبيها وصلت إلى سمعها، جعلتها تتراجع للوراء مبتعدة عنه، هذا الرجل لم يأت لأخذها من هنا! بل جاء طالبا مساعدتها! أن تصبح خائنة لهؤلاء الذين قدموا لها المساعدة حينما كانت في أمس الحاجة إليها! يطالبها برد معروفه حول تربيتها!!
"يا لي من حمقاء كبيرة"
سخرت من نفسها بتلك الكلمات بينما تتطلع نحوه بنظرات محتقرة، هذا الرجل يثبت لها كل مرة يتفوه بها بالحديث أنها لم تكن سوى مغيبة عديمة العقل كما كان يطلق عليها دوما!!
كيف لها أن تظن يوما أنه قد أحبها أو شعر نحوها بشئ حتى! هذا الرجل ليس لديه قلب من الأساس!!
نظرات ابنته المزدرءة له جعلته يشعر بضيق شديد، فتلك النظرات لا تعني سوى شئ واحد، وهو أنها أصبحت تكرهه و تحتقره أيضاً!
"يالها من فتاة ناكرة للجميل!! ها هي تتحول لنسخة أخرى فاسدة مثل أمها سافي الخائنة التي تركته وهربت تاركة إياه للسخرية ومرارة الخيانة"
ردد كلماته بينه وبين نفسه بينما يبادل هانا النظرات، كل واحدا منهما يشعر أن الآخر قد خانه، أن كل تلك الأيام والسنوات الماضية كانت مجرد كذبات بائسة!
رغما عنها بدأت دمعاتها في الهبوط من عينيها، كانت تنتظر منه إعتذارا صغيرا حتى! لكنه يبدو أنه لا مبالي لها على الإطلاق، أعطته ظهرها، حاولت مسح دموعها بظهر يدها، أخبرته بنبرة محتقرة:
- ارحل أبي، ارحل قبل أن اهتف الآن بصوت عال طلبا للمساعدة من هؤلاء الذين تريد مني أن أقوم بخيانتهم!! ارحل أيها الشيطان سانتوس!!
بصقت تلك الكلمات في وجهه، بدأت في السير نحو داخل القصر، تاركة إياه يشعر بغضب شديد، يتوعد لها بصوت عال:
"أيتها الفتاة الوقحة الحمقاء، لقد أنفقت سنوات عمري الأخيرة في تربيتك وتدريبك والآن هكذا تريدين رد الجميل! يا لك من فاسدة!! مثل أمك تماما! سوف انتقم منك هانا، مثلما سوف أفعل معهم! هؤلاء الذين تحتمتين بهم الآن سوف أقضي عليهم بأيدي وأصبح أنا الحاكم على كل شيء! هل سمعت يا حمقاء!!
بنبرات متوعدة، كلمات سامة، أخذ يصرخ بها، مما جعله تابعه يأت إليه بسرعة كبيرة يخبره بنبرة متوسلة:
- أرجوك سيدي! علينا الرحيل الآن حتى لا يرانا أحد! تلك سوف تكون مواجهة نحن لم نجهز لها! هل رحلنا الآن سيدي وتركنا كل هذا لفيما بعد!
رغم ضيقه، غضبه الشديد، إلا أن كلمات التابع كانت محقة، لذا هو ألتف بجسده مبتعدا عن مدخل القصر بخطوات سريعة متوجها نحو سيارته، دلف إليها، أغلق الباب خاصتها بعنف شديد، أخذ يردد بصوت خافت متوعدا إياها:
- فيما بعد هانا، فيما بعد!!
لينطلق التابع بالسيارة بعدها بسرعة كبيرة مبتعدا عن المكان أجمع.
تطلع إليها بينما هي تذهب إلى الرواق المؤدي إلى غرفتها، لقد كان مشاهدا على ما قد حدث للتو في الخارج بينها وبين أبيها سانتوس، لم يشأ التدخل في الأمر، أنتظر سماع المحادثة بينهما، وللحقيقة ردة فعل هانا قد أذهلته!!
لقد ظن لبعض الوقت أنها سوف ترحب بطلب أبيها منها بخيانتهم ومساعدته في هزمهم!! لكنها رفضت ذلك بشدة! معرضة نفسها لغضب سانتوس ووعيده بالانتقام منها أيضاً!!
زفرة راحة خرجت من فمه، بينما يفكر أن كل تلك الأخبار يجب أن تصل إلى سافي وكذلك الجميع الآخرون حتى ديفيد وقطيعيه أيضاً! فعلى يبدو أن سانتوس يحاول لم جيشه من جديد لخوض معركة كبرى تلك المرة!
أخبر نفسه بذلك ثم تحرك نحو الخارج حيث سيارة خاصة به تصف في باحة القصر الامامية، هو استقلها، قام بتشغيلها، ثم انطلق بها بسرعة كبيرة نحو وجهته.
حينما وصل ماثيو إلى حيث منزل عائلته، فوجئ بوجود جمع من حكماء القطيع، أبيه حينما رآه أشار إليه أن يتخذ مقعدا مثل الجميع ثم ينتظر وصول أخيه جوزيف الذي هو على وشك الوصول، وهو فعل ذلك.
بعد عدة دقائق كان جوزيف يدلف من الخارج إلى داخل غرفة المكتب الخاصة بوالده، والتي طالما اعتاد على إجراء اجتماعاته بها، هو ألقى التحية على الجميع، ثم نظر إلى أبيه وجده يشير له بغلق الباب من خلفه ثم الجلوس بجوار أخيه كي يبدأ الاجتماع.
"سانتوس يحاول تجنيد أحد أبناء القطيع كي يتعرف على الطريقة التي يستطيع هزيمتنا بها"
تلك كانت كلمات ألقاها ديفيد على مسامع جميع من حوله ثم انتظر ردة فعل كل واحدا منهما.
شهقات عالية وأصوات استهجان تصاعدت حدتها في المكان! لقد كان لتلك الكلمات وقع شديد على جميع الحضور كان ماثيو هو من بدأ في الحديث حيث قال:
- ولكن أبي كيف علمت أنت بذلك؟! هل تلك هي أخبار مؤكدة أم مجرد توقعات وتخمينات؟!
زفرة ضيق خرجت من فم ديفيد، بينما يستمع إلى كلمات ماثيو المستفهمة تلك! هو توقع ذلك! محاولة اختراق صفوف القطيع خاصته أمر غير مقبول، الخيانة أمر فظيع للغاية! ثمنها والعقاب عليها يصل لحد الموت!
هو أجاب على تسأل ابنه قائلا:
- لا ماثيو، أنها ليست مجرد توقعات أو تخمينات! أنها حقيقة واقعة! لقد تم اكتشاف العنصر الخائن في القطيع!!
"من الخائن أبي؟! هل لنا أن نعرف هويته؟! وهل هو في وسط اجتماعنا الآن؟!"
كان ذلك تسأل جوزيف لأبيه حول هوية الخائن، نظر أبيه إليه ثم قال بنبرة هادئة:
- الجميع سوف يعرف هوية الخائن لكن ليس اليوم! والإجابة على السؤال الثاني جوزيف هو لا! هو ليس موجودا في وسط اجتماعنا هذا!
أجاب ديفيد على تساؤلات ابنه جوزيف بتلك الكلمات، هو تنهد بضيق ثم عاد يوجه حديثه إليه قائلا:
- ما هي أخبار الفتاة هانا؟! هل هي حاولت التواصل مع أبيها سانتوس أم ليس بعد؟!
زفر جوزيف بضيق، هو لا يحب أن يكون جاسوسا على تحركات هانا، لكنه اضطر لفعل ذلك من أجل مصلحة القطيع، كما أن أبيه قد طلب منه ذلك وهو لم يستطع أن يرفض الأمر! لذلك هو حاول أن يكون محاصرا لها في كل أوقاتها حتى لا تتاح لها فرصة لفعل ذلك!
بنبرة هادئة هو قال:
- لا أبي، هي لم تتواصل مع سانتوس، أو تحاول فعل ذلك، لقد كنت مراقباً لها كل تلك الفترة الماضية! هي تتصرف بطريقة صحيحة تلك المرة.
هز ديفيد رأسه بتفهم، ثم عاد ليقول مرة أخرى:
- حسنا جوزيف ذلك جيد حتى الآن لكن ينبغي أن تظل على مراقبتك لها، نحن لا نعلم ما الذي تفكر فيه تلك الفتاة، كما حاول ألا تلاحظ أنها مراقبة وإلا أنها سوف تحاول الفرار بعيداً!
"أنا أحاول فعل ذلك أبي، اتصرف معها بطريقة عادية للغاية، اطمئن هي لا تشك في على الإطلاق"
أخبر جوزيف أبيه بتلك الكلمات، يحاول أن يجعله يشعر بالاطمئنان نحو هانا كما يشعر هو أيضاً.
"مرحبا مام، لقد عدت إلى المنزل"
بصوت عال ومرح هتفت روزي بتلك الكلمات عقب دخولها إلى منزلها، لتفاجئ بعدها بصوت لوكاس وهو يقول بنبرة مرحة:
"مرحبا بعودتك أيتها الملكة"
فوجئت روزي بوجود لوكاس في منزل عائلتها، كما أنه يرحب بعودتها أيضاً بمرح كبير، مما جعلها تشعر ببعض الخجل منه، هي ابتسمت له بود بينما تنظر إليه، تخبره بنبرة هادئة:
- مرحبا عمي لوكاس، كيف هو حالك؟!
أجاب لوكاس على كلمات روزي الخجلة تلك قائلا بمرح:
- أنا بخير روزي، وكذلك سافي! هي كانت تنتظرك وتشتاق لعودتك كثيرا يا صغيرة!
ابتسمت روزي بمحبة ودفء له بينما تستمع لكلمات لوكاس تلك، هي سألته بعدها بنبرة مرحة:
- حقا! إذا لما هي ليست في استقبالي الآن! هل هي مشغولة في أمر ما الآن؟!
ضحك لوكاس بصوت بعدما أستمع إلى كلمات روزي المرحة تلك، هو تطلع نحوها بنظرات متسلية بينما يخبرها قائلا:
- في الحقيقة هي مشغولة حقا! ولكن ما الذي يشغلها هو أمر سوف يدهشك بقول تأكيد!
حاجب أيمن أرتفع في وجه روزي التي فوجئت بكلمات لوكاس المتسلية تلك، هي سألته بنبرة حائرة قائلة:
- حقا! ما الذي يشغلها الآن!!
لم تكد روزي تكمل كلماتها حتى فوجئت بوالدتها تأت نحوها بخطوات سريعة تحمل في يدها كعكعة شوكولاتة صغيرة عليها شمعة واحدة مشتعلة، تهتف بصوت عال قائلة:
"مفاجأة، عيد مولد سعيد"
لم تصدق روزي ما يحدث أمامها الآن، والدتها تحمل قالب كعك من أجلها هي! هل هي تحتفل حقا بيوم مولدها! وضعت يدها على وجهها بينما تقول:
- هذا أمر غير مصدق!! أنا لا أستطيع التصديق!!
ضحكات فرحة وسعيدة صدحت في الغرفة، حيث روزي ووالدتها يضحكان، تهبط دموع الفرح من أعين كل منهما، فتلك السعادة التي يشعران بها يفوق الوصف!
اقتربت سافانا من ابنتها وهي تحمل قالب الكعكة في يدها، أخبرتها بنبرة مرحة:
"هيا تمني أمنية روزي"
نهاية الفصل .
