" " " " " " " " ساحرة القطيع الفصل الثاني عشر
📁 آحدث المقالات

ساحرة القطيع الفصل الثاني عشر

 "الفوز بقبلة"


أخبرته بنبرة مرحة


- نحن نستطيع في هذا الأسبوع التدرب معا! التسابق سويا هذا بالطبع إن كنت تريد ذلك؟! 


"تلك الفتاة الساذجة! وهل سوف يرفض مثل ذلك العرض، التواجد بصحبتها كل تلك المدة!! سوف يكون أحمقا كبيرا إن فعل هو ذلك!!"


هكذا أخبر ماثيو هامسا لنفسه بتلك الكلمات حينما أستمع إلى عرض روزي ذاك، هو أبتسم لها، هز رأسه موافقا بينما يخبرها بنبرة مرحة ممازحا إياها:


- أيتها الفتاة الساحرة! كيف لي أن أرفض مثل ذلك عرض! بالطبع سوف أفعل! لكن تأكدي أنني سوف أهزمك حتما في كل شيء!! 


فوجئت روزي بمزاح ماثيو معها بمثل الطريقة المرحة، ضيقت عينيها قليلاً، زمت شفتيها بغضب زائف، أخبرته بنبرة جادة قائلة:


- هكذا إذا ماثيو! أنت تتحداني إذا! سوف أدعك تفعل ذلك ولكن علي أن أحذرك أنك تتحدي ساحرة وليست أي ساحرة!! أنها الملكة يا مستذئب! 


أبتسم ماثيو ثم ضحك بصوت عال على مزاح روزي معه، هو رد على مزاحها بمثله حينما أخبرها قائلا: 


- أوه تلك الفتاة الهادئة الساذجة رحلت إذا وحضرت مكانها فتاة ساحرة شريرة!! لكن خمني ماذا!! أنا لن أخاف أبدا منك يا فتاة لأنني أيضا لست مستذئب عادي ولكني أنا أنا الألفا القادم!! لذا من يجب عليه أن يخاف وبقوة هو أنت ولست أنا هلا فهمت ذلك!! 


أنهى ماثيو كلماته بينما ينظر إلى روزي بنظرات متسلية، أقترب منها بقوة حتى وقف أمامها مباشرة لا يفصل بينهما سوى بضع إنشات صغيرة، عاد ليقول بعدها بنبرة زيف ساخرة: 


- هل سوف تقبلين التحدي أم سوف تتراجعين يا ملكة؟!


رغم أن قرب ماثيو منها بتلك الطريقة جعلها ترتعش من الداخل، لكنها ادعت الثبات، أظهرت أنها لا تخاف من قربه ذاك، مدت يدها إليه في وضع المصافحة بينما تخبره بنبرة جادة و حازمة: 


- حسنا، أنا أقبل ذاك التحدي! و هذه يدي دعنا نتصافح على ذلك الأمر! 


أستمع هو إلى كلماتها الجادة تلك، مد يده ليمسك بيدها ويصافحها، هزها بقوة بينما يقول:


- إذا سوف نفعل ذلك!! 



وبينما يفعلان ذلك، رغما عنهما، هناك ابتسامة مرحة رسمت على وجوه كلا منهما، أعقبها ضحكات عالية الصوت ملأت المكان من حولهما. 



بعد مرور أسبوع من الزمن



"سيدي، لقد تواصلنا مع جاسوسنا هناك! هو قد أخبرنا أن تدريبات روزي مازالت مستمرة، بصحبة ذلك المستذئب الشاب ماثيو" 


وصلت كلمات تابعه إلى سمعه، الأخبار التي ينقلها إليه كل يوم كما هي، ابنته الحمقاء تستمر في التدريب، تظن بذلك أنها سوف تصبح أقوى في خلال تلك الفترة القصيرة، بصحبة ذلك الفتى الأحمق ماثيو ابنه لديفيد الفخور جدا بنفسه! 


ألتف بجسده نحو تابعه، نظر إليه نظرات متفحصة، سأله بنبرة حازمة وجادة قائلا له: 


- هذه هي فقط الأخبار التي وصلت إليك؟! أليس هناك أخبار جديدة على سبيل التغيير مثلاً؟! 


التابع شعر ببعض الخوف، هو أمام الرجل الذي لقب بالشيطان نفسه! الذي لم يتوانى عن التضحية بابنته ومحاولة القضاء على الأخرى!! أي أحد في مكانه سوف مثله إن كان يقف أمامه مثلما يفعل هو! 


حبات من العرق تجمعن في خلف رأس التابع، بينما يقول بنبرة متلعثمة: 


- الحقيقة سيدي، هناك أخبار أخرى، ولكن عن ابنتك الأخرى هانا!! 


رغما عنه دقة خائنة أصدرها قلبه العاصي حينما أستمع إلى اسم صغيرته هانا، لقد رباها على يده، دربها لعدة سنوات طويلة، كانت تناديه بأبي على الدوام، حتى أنه يقسم أنه شعر نحوها يوما بشعور الأبوة! لكن تلك كانت مجرد لحظات، لم يعلم أحدا عنها شيئا وهو سوف يحرص على أن لا يفعل أحد ذلك! 


بصوت بارد كالصقيع، هو سأل التابع رغم جحيم القلق الذي يشعر به في الداخل: 


- ما بها هانا؟! هيا تكلم! 


وعلى الفور أدلى التابع بكل الكلمات التي وصلت إليه، هو أخبره بنبرة مترددة:


- لقد شاهدها الجاسوس خاصتنا بصحبة ذلك الشاب الذي يدعي جوزيف والذي هو الأخ الأكبر لماثيو، حيث تمت مشاهدتهما يسيران في شوارع البلدة، كذلك في أحد المقاهي يجلسان سويا لتناول الطعام. 


تقطيبة متعجبة ظهرت ما بين حاجبي سانتوس، هل ذلك الرجل يمزح معهم، ابنته هانا بصحبة شاب وتتجول معه في الطرقات ثم تتناول مع الطعام!! أليس من المفترض أن تكون أسيرة لديهم؟! ينتقمون مثلا!! لكن ما يحدث هو أمر غريب!! 


ثم ما الأمر مع أبناء ديفيد ذاك مع كلا ابنتي الحمقتان! لما يحومان حولهما بتلك الطريقة الغريبة؟! وكأن كل واحدة منهما حصلت على حارس شخصي خاص بها! 


"أليس هذا الأمر مضحك للغاية"


ردد سانتوس تلك الكلمات بصوت عال قليلاً مما جعل تابعه يشعر بالحيرة، يتسأل بنبرة قلقة:


- عفوا سيدي!! لم أفهم ما الذي تقصده بذلك السؤال؟! 


وكأن سانتوس قد تذكر أن هناك أحد آخر معه في الغرفة، هو نظر إلى تابعه شذرا، أشار إليه برأسه بينما يخبره بنبرة جامدة:


- لا شيء، أذهب الآن، احرص على الأتيان بآخر الأخبار لدي من وقت لآخر! هل فهمت؟!


التابع أومأ برأسه موافقا لسيده، مطيعا أمره، ينكس رأسه في ضعف بينما يسير للخلف بضع خطوات تاركا الغرفة بعدها بهدوء كما آتى منذ قليل، أما عن الملقب بالجحيم فبدأ يفكر في تلك الأنباء وكيف سوف يستطيع الاستفادة منها! 




تصنع بكلتا يداها دائرة صغيرة، تغمض عينيها بهدوء، تحاول التركيز، الاندماج كليا فيما تفعل، زفرة خرجت من فمها، تحاول التحلي بالصبر، بينما الدائرة تكبر رويدا رويدا، تحاول السيطرة عليها بينما هي تتوسع، الدائرة تضخمت وأصبحت على امتداد كبير أمامها، بضع طلاسم حفظتهم عن ظهر قلب بدأت في ترديدهم بهدوء وثبات!


زوجان من الأعين ينظران نحوها بينما هي تفعل ذلك، أحدهما يتمتم في داخله بنبرة هامسة:


"هيا، هيا أنت تستطيعين فعلها!"


بينما الآخر، يقف مركزا فيما هي تفعل، يدقق في وقفتها القلقة، كلماتها المترددة، يتمنى أن تنجح تلك المرة في فعلها، لقد كانت تلميذة جيدة طيلة الأيام الماضية والآن يجب عليها أن تفعل ما تعلمته، بداية الطريق الطويل يبدأ بخطوة وهي قد خطت عدة خطوات عليه، عليها فقط أن تستمر!! 


بنبرة خافتة، همست لنفسها، تحثها على الصمود، التركيز، عدم التسرع، أنها تستطيع أن تفعل، تثق بنفسها فقط، وكل شيء سوف ينجح:


"هيا روزي، أنت سوف تفعليها، فقط نفسا عميقا ثم حركي يداك بهدوء" 


وفعلت ما همست لنفسها به، الدائرة وصلت لأقصى اتساع لها، بهدوء شديد هي حركت يداها لأعلى ثم مرة واحدة هي قذفت بها في اتجاه الشجرة المواجهة لها، وللمرة الأولى هي فعلتها! نجحت في تحطيم الجزء الأعلى من الشجرة بالكامل، من ضربة واحدة فقط هي فعلت!!!


" برافو روزي، لقد نجحت! لقد استطعت تحطيم الشجرة حقا!"


تلك كانت كلمات ماثيو الذي شعر بفرح كبير من أجل روزي، التي نجحت أخيرا في مهمتها التي كانت تتدرب عليها لمدة أيام طويلة!!


" صنع دائرة خاصة الدرجة النهائية، التحكم بها الدرجة النهائية، جعلها تصل لأقصى اتساعها الدرجة النهائية، ثم في النهاية تحطيم الأشياء بواسطتها الدرجة النهائية أيضاً!! تهاني روزي لقد أجتزت أول اختبار لك" 


كلمات ثاندر التي هتف بها للتو جعلها تشعر بفخر شديد وسعادة أيضا! لقد حققت أعلى الدرجات في ذلك الاختبار، والآن هو يخبرها بذلك ويقدم لها تهنئته، بحب كبير هي اقتربت منه، أومأت إليه في إمتنان كبير، أخبرته بنبرة ممتنة قائلة:


- والفضل يرجع إلى أفضل أستاذ على الإطلاق! إليك ثاندر بالطبع! 

.أخبرته بتلك الكلمات الدافئة لتميل عليه بعدها، تضع على وجنته قبلة ممتنة، راسمة على وجهها ابتسامة ودودة ودافئة كذلك.


ليبتسم إليها هو أيضاً، يخبرها بنبرة هادئة قائلا: 


- حسنا روزي، أنت أيضاً كنت تلميذة مجتهدة، ومن أجل نجاحك اليوم سوف أعطيك لنهايته إجازة لك، على أن تعودي غدا من أجل الحصول على التدريب الجديد، وداعا الآن إذا! 


ضحكة عالية صدرت من روزي، كانت فرحة بتلك الكلمات المادحة بالطبع، لكنها كانت أكثر فرحا وسعادة بأنها سوف تستطيع الحصول على إجازة لبقية اليوم! 

أنها لم تكن تحصل سوى على ساعات قليلة من الراحة في الأيام الماضية، كانت تقضيها في النوم بعد ساعات طويلة من التدريب.


لا تنكر أن ثاندر حاول تدريبها جيدا لكن ماثيو هو الذي يستحق الثناء فعلا، هو كان معها خطوة بخطوة في تلك المهمة الصعبة والآن هو ينظر إليها بنظرات فرحة على نجاحها ذاك، هي ابتسمت إلى ثاندر مودعة إياه ثم عادت تنظر إلى ماثيو مجدداً، والذي كان يخبرها بنبرة متسلية قائلا: 


- حسنا مبارك لك روزي! والآن هلا نفذت وعدك الذي قد وعدتني إياه؟ أم أنك سوف تخلفينه عزيزتي! 


تقطيبة حائرة ومتعجبة ظهرت ما بين حاجبي روزي، بينما هي تنصت لكلمات ماثيو الساخرة تلك، فكرت فيما ما يعنيه من ذلك، حتى أتت لها ذكرى ذلك اليوم الذي عقدا هما الاثنان تحديا فيه، والآن على ما يبدو هو يذكرها به! 


ابتسامة مشاغبة ظهرت على ملامح وجهها بينما هي تخبره بنبرة مرحة:


- بالطبع لن أفعل ذلك! هل تحسبني جبانة مثلاً! ألم تر بعينيك مدى القوة التي أصبحت عليها الآن! 


أخبرته بتلك الكلمات، غمزت له بعينيها بمزاح، مما جعله يعقد حاجبيه بتعجب، يخبرها بنبرة زيف جادة قائلا:


- بالطبع رأيت كل شيء، لذا ليس هناك وقت أفضل من الآن نستطيع فعل ذلك! ما رأيك إذا نفعلها؟!


ابتسمت له بمرح ثم أخبرته بنبرة واثقة:


- نفعلها إذا الآن، لكن التحدي على ماذا سوف يكون! 


فكر ماثيو لعدة ثوان في سؤال روزي له، هو أخبرها بعدها بنبرة هادئة قائلا:


- أنه أمر بسيط، سوف اركض أنا بسرعة كبيرة وإن أنت استطعت اللحاق بي وإصابتي سوف تكونين الفائز! أما إذا لم تستطيعي ذلك وامسكت بك أنا سوف أكون أنا الفائز ما رأيك في هذا؟!


هزت روزي رأسها موافقة على كلماته، أخبرته بعدها بنبرة متسلية قائلة: 


- جيد جدا، لكن على ماذا سوف يحصل الفائز؟!


بدون أن تدرك ما يحدث من حولها فوجئت بإقتراب ماثيو بسرعة كبيرة منها، مال عليها، همس في أذنها بنبرة خافتة:


- الفائز سوف يحصل على قبلة،،


نهاية الفصل.


الفصل التاسع عشر 


"ابنة أبيك"


وكما أقترب منها بسرعة كبيرة أبتعد عنها كذلك، لتظل هي واقفة في مكانها تفكر قليلا في كلماته، لتشعر بعدها بخجل شديد، فهي في كلا الحالتين سوف تتلقى قبلة منه وذلك جعلها تشعر برعشة شديدة تجتاح جسدها في تلك اللحظة.



"هيا يا كسولة، سوف أسبقك هكذا بكل تأكيد!"


كلمات ماثيو الصائحة وصلت إلى سمعها مما جعلها تخرج من شرودها، تنظر إليه بينما يرمي بالقميص الخاص به أرضا بينما مازال يرتدي سرواله الرياضي القصير، يسرع مبتعدا عنها، ملوحا لها وعلى وجهه ابتسامة عريضة. 


رؤيته لروزي تقف مثل البلهاء جعله يضحك في داخله عليها بقوة، لقد شعرت بالقلق حقا والخوف أيضاً مما أخبرها به، هما سوف يتشاركا قبلة اليوم، ذلك أمر مؤكد! أي كان الفائز منهما! لقد تأخرت تلك القبلة كثيرا حقا، لكم تاق لفعلها طيلة الأيام الماضية لكنه لم يستطع الانفراد بروزي مطلقا، والآن قد أتت له الفرصة وهو لن يدعها تفلت من يده بكل تأكيد!! 



"اللعنة عليك ماثيو"


هتفت به بتلك الكلمات بينما تراه يبتعد عنها كثيرا، لم تكن قد استعدت بعد، بينما هو أقترب من الاختفاء من مجال نظرها، سرعتها لن تضاهي سرعته، فهو مستذئب، بل ألفا إن صح التعبير، هي عليها فقط أن تجعله في مجال رؤيتها ثم سوف تستطيع إصابته ومن بعدها تستطيع الامساك به.



حاولت اللحاق به بكل قوتها، سرعت من ركضها، كان يحاول الركض بين مجموعة من الأشجار حتى يخفي جسده عن مجال رؤيتها لروزي، بينما هي كانت تتلفت يمنة ويسرة، تبحث عينها بعينين ثاقبتين، تصنع بيدها دوائر صغيرة، تطلقها في جميع الاتجاهات، لعلها بتلك الطريقة تستطيع إصابته!


لمحته يسير بجانب إحدى الشجيرات، أسرعت بقوة نحوه، أطلقت ٱحدى الدوائر عليه، اقتربت الدائرة من جسد ماثيو، لكنها أخطاته في آخر لحظة!! أو ربما لم تفعل حيث رأت عن بعد إصابة الدائرة لكتف ماثيو في جزء صغير جدا!! 


سرعته التي تحرك بها حتى أصبح خلفها، جعلتها تشعر بالخوف والربكة أيضاً!! لقد شعرت بأنفاسه خلفها، ومن بعدها شعرت به يطوق خصرها بكلتا يديه، يقربها منه بقوة، ظهرها يلتصق بصدره هو، حتى استمعت إلى صوت دقات قلبه التي كانت مثل الطبول! 


فوجئت به يهمس في أذنها بصوت ناعم و خافت قائلا:


- لقد كدت أن تفعليها حقا روزي وتصيبينني! لكن انظري من في النهاية الذي نجح في الإمساك بالآخر؟! 


مفاجئته لها جعلتها تتجمد لبضع ثوان لكنها سرعان ما حركت جسدها كي تواجهه، مالت عليه قليلا، همست له في أذنه بصوت أجش خافت:


- حقا ماثيو، ولكني أرى إني إستطعت جرح أعلى كتفك بجرح صغير، أليس كذلك ألفا المتفاخر!


أخبرته بتلك الكلمات بينما تسير بأصابع يدها على ذلك الجرح الذي أصبح واضحا لها حينما أقترب منها وواجهته، هو أبتسم لها على سخريتها تلك منها، عاد ليهمس لها من جديد بينما يقول: 


- لا يهم عزيزتي من استطاع هزيمة الآخر أولا! لكن ما يهم الآن هو أننا سوف نتشارك تلك القبلة في النهاية! 


همسه لها بتلك الطريقة جعلها تشعر برجفة تجري في خلايا جسدها، حاولت الابتعاد عنه لكنه سبقها واحكم الإغلاق على جسدها بين يديه، أخبرها بنبرة خافتة:


- لا تخبريني أنك خائفة من تلك القبلة الملكة روزي!! 


أرادت أن تتحداه! أن تخبره أنها ليست خائفة من تلك القبلة كما يسخر هو منها، لكنها لم تستطع، لأنها حينما قامت بتحريك شفتيها اغتنم هو تلك الفرصة وبدأ في تنفيذ خطته! أخذ شفتيها في قبلة ناعمة ودافئة تستحقها هي و يستحقها هو أيضاً!! 



"أرى أن الطعام قد نال اعجابك هنا! أليس كذلك؟!"


أخبرها جوزيف بتلك الكلمات بينما ينظر إليها نظرات متسلية، ابتسمت هي إليه ثم أخبرته بنبرة مازحة 


- أو ربما هناك شيء آخر قد أعجبني حقا! 


جفل جوزيف من تعليق هانا ذاك، أم يكن يتوقع أن تصرح له بمثل ذلك المزاح، لكنه تدارك نفسه بسرعة كبيرة، غمز لها بوقاحة ثم أخبرها: 


- أرى أنه قد أعجبك حقا وتودين فعله مجددا أليس كذلك هانا؟! 


ضحكات متسلية خرجت من فم هانا بينما تستمع إلى كلمات جوزيف الوقحة تلك، هي هزت رأسها مؤيدة إياه، اقتربت منه، همست في أذنه:


- أعجبتني كثيرا جدا، هل فعلناها الأيام! 


رغما عنه قربها الشديد منه بتلك الدرجة جعله يشعر ببعض التوتر، يزدرد ريقه بقوة، ينظر من حوله في المكان، ثم يعود وينظر نحوها هي بنظرات قلقة، تسأل بعدها قائلا بنبرة متعجبة: 


- نفعلها الآن؟! في ذلك المكان؟! أليس هذا يبدو وقحا قليلا هانا وربما جامحا أيضاً! 


الضحكات المتسلية عادت تخرج منها من جديد، بينما ترمقه بنظرات وقحة، عادت لتهمس له مجددا بينما تقول بنبرة خافتة: 


- أوه جوزيف ولما لا؟! أليس هنا تصنع أفضل قهوة على الإطلاق؟! أليس هذا ما أخبرتني به بينما نحن ندخل إليه منذ قليل؟! أنا أريد تجربة تلك القهوة؟!؛



"أيتها الفتاة الوقحة الحمقاء!! تتلاعبين بي أليس كذلك؟! تظنين ذلك مسليا؟! حسنا سوف اجعلك تحصلين على دفعة كبيرة من التسلية إذا"


ألقى جوزيف تلك الكلمات الغاضبة في وجهها، نهض من على كرسيه بسرعة كبيرة، هو رمى بضعة نقود على الطاولة ثم تركها وذهب بخطوات سريعة نحو الخارج!


فوجئت هانا بردة فعل جوزيف الغاضبة على كلماتها المتسلية في داخل المقهى، هي لم تقصد أن تسيئ إليه حقا! لكنه قد أخذ الأمر كأنها حاولت أن تتلاعب به أو تهينه مثلا! 


 وهذا ما لم يحدث على الإطلاق كانت تريده، هي حاولت المزاح فقط ليس أكثر لكن على ما يبدو أنه لم يفهم أنه مجرد مزاح، وها هو تركها غاضبا ورحل من المقهى بينما هي لململت أشياؤها بسرعة كبيرة ثم حاولت اللحاق به.


ركضت خلفه بخطوات سريعة حتى وصلت إلى حيث يصف دراجته النارية، اقتربت منه، تطلعت نحوه بأعين قلقة، وضعت يدها على كتفها، أخبرته بنبرة آسفة قائلة:


- أنا آسفة! حقا جوزيف أنا لم اقصد أن اتلاعب بك أو أي من تلك الأشياء! أنا أردت المزاح معك فقط! لكن على ما يبدو قد أفسدت الأمر كعادتي!! أنا آسفة!! 


ألقت تلك الكلمات على سمعه، انزلت يدها من على كتفه، أخذت تنظر إلى أسفل حيث قدميها، دمعات حزن بدأت تتجمع داخل عينيها، لقد شعرت مجددا أن لا تصلح لشئ، هي لا تستطيع أن تفعل شيئا صحيحاً، هكذا كان يوبخها والدها، وعلى ما يبدو أنه كان محقا في رأيه ذاك عنها!! 



صوت بكاء خافت وصل إلى سمعه بينما هو يحاول ارتداء الخوذة الخاصة بدراجته النارية، ألتف بجسده نحوها، رمقها بنظرات قلقة، فوجئ بها تنكس رأسها وتبكي بصوت خافت، لعن هو بصوت عال


"تبا لذلك" 


أقترب منها، وضع كلتا يداه على كتفيها، أخبرها بنبرة هادئة قائلا: 


- ماذا تفعلين هانا؟! هل تبكين حقا؟!


سألها بنبرة قلقة، لم يجد منها جوابا على سؤاله، زاد قلقه عليها مع سماعه لمزيد من صوت البكاء، نزع يده من فوق كتفها، وضعه أسفل ذقنها كي يستطيع رفع رأسها نحوه، تطلع نحوها بضيق، لقد كانت تبكي حقا، وذلك لا يعجبه، وقاحة لسانها قد ضايقه حقا، لكن بكاؤها الآن في تلك اللحظة جعله على وشك أن ينفجر! 


بدون أن ينتظر ثانية أخرى، طريقة واحدة جاءت في عقله يستطيع بها جعلها تتوقف عن البكاء، مال برأسه نحوها، التقط شفتيها بشفتيه، أخذ يقبلها بنعومة ودفء، ساحبا إياها من دوامة الحزن تلك، إلى جنة المشاعر بينهما، حتى أنه شعر بها تبادله القبلة، تقترب بجسدها منه حتى التصقت بها، مدت يدها نحوه، أمسكت بجسده، مخافة أن يبتعد عنها.


بينما هما غافلان في تلك القبلة المشتعلة لم يلاحظا تلك النظرات التي يتلصص بها أحدهما عليه، يتابع ما يحدث بينهما بتسلية كبيرة، يرفع الهاتف المحمول الخاص به على أذنه بعدما طلب رقما هو يحفظه جيدا، أنتظر بعدها الإجابة على مكالمته تلك.



"سيدي، هناك أخبار مهمة قد وصلتني للتو!! لقد أن أخبرك بها كما أمرتني أن أفعل"


لم يصدق سانتوس تلك السرعة التي عاد بها تابعه إليه، لقد مرت ساعة فقط على حديثهما الأخير، مما جعله يتسأل عن السبب في تلك الزيارة السريعة! هو سأل بنبرة جادة و حازمة قائلا: 


- ما الأمر خوليو! أهناك أمر جديد قد جد بتلك السرعة؟


خوليو هز رأسه لسيده مواقفا، أخبره بنبرة متحمسة قائلا له:


- أجل سيدي، أنه بخصوص هانا، لقد شوهدت وهي تتبادل القبل مع ذلك الفتى جوزيف في خارج المقهى!!  


لم يكن هذا مزاحا، ما أخبره به خوليو للتو، أن ابنته تتبادل القبل مع شاب غريب أمام المقهى، كان لابد أن يشعر بالضيق لكن على العكس تماماً من ذلك هو أخذ يضحك بصوت عال بينما يردد:


"برافو هانا، لقد أثبت حقا أنك ابنة أبيك! لقد استطعت حقا جعل الفتى خاتم في إصبعك الصغير!! تهاني عزيزتي هانا! لابد أن أهنئك على هذا بنفسي!! أليس كذلك خوليو؟!


في أحيان كثيرة يصبح خوليو رجلا عديم الفهم، أبلها لا يفقه شيئا، ذلك ما عرفه سانتوس واعتاد عليه، حتى أنه في تلك اللحظة لم يشعر بالضيق منه، بل إنه ظل يضحك بصوت عال ثم يقول:


- هذا يعني خوليو أن


هناك رحلة قصيرة علينا أن نقوم بها الآن، هيا استعد واذهب لتجهيز السيارة! 


"أمرك سيدي" 


تلك هي الكلمات التي استطاع خوليو تدبر قولها لسيده، بينما يومئ إليه بتحية وتقدير ثم يرحل بعدها بخطوات سريعة من أجل أن يبدأ في تنفيذ أوامر سيده تلك.



نهاية الفصل 

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
تعليقات