"وقت من المرح"
"سيدي، لقد أجريت اتصال هاتفي بتلك الفتاة كما أمرتني، هي أخبرتني ببعض المفاجأت حقا"
ألقى خوليو بتلك الكلمات على مسامع سيده، بعدما سمح له بالدخول مرة أخرى إلى صومعته، كان خوليو متلهفا لإخبار سيده بما علمه من تلك الفتاة التي قد تم تجنيدها كي تكون جاسوس لهم داخل فريق ديفيد، تنقل لهم تحركات الفريق وآخر أخباره.
كانت ردة فعل سانتوس على تلك الكلمات التي أستمع لها للتو هو أن أخبره قائلا:
"هات ما عندك خوليو! ما هي تلك المفاجآت التي قد أخبرتك عنها تلك الفتاة الحمقاء؟! أخبرني ودعنا نستمتع بتلك اللعبة!"
رسم خوليو على وجهه تعبير حذر، فتلك الأخبار لن تكون جيدة على الإطلاق بالنسبة لسيده، لذا هو قال:
- أنها بخصوص ابنتيك سيدي، هانا وروزي! تلك الفتاة تقول أنهما قد اتحدتا سويا مشكلتان فريقا واحد من أجل أن تقومان بهزيمتك سيدي كما تزعمان!
"تبا لذلك! اللعنة عليك هانا اللعنة!! الآن تتآمرين علي و تريدين هزيمتي!! سوف أريك إذا كيف تفعلين ذلك!! يبدو إني لم أحسن تربيتك!! لكني سوف أقوم بتصحيح ذلك الخطأ بكل تأكيد!!
بصوت عال ونبرة متوعدة، صدح صوت سانتوس في المكان! ابنته هانا أصبحت في خانة الأعداء هو لا يرحمها حينما تقع بين يديه مرة أخرى، لقد خانت ثقته بها، وهو لا يحب الخائنين ولا يرحمهم على الإطلاق.
أثر خوليو الابتعاد عن سيده في تلك اللحظة، فهو يبدو غاضبا بشدة بعد تلك الأخبار التي أستمع إليها، ألتف هو بجسده سار بخطوات بطيئة نحو باب الغرفة، مد يده كي يفتح الغرفة من أجل خروجه لكنه فوجئ بصوت سيده وهو يهتف بنبرة غاضبة قائلا:
- خوليو، أخبر الجميع أن يستعدوا، غدا سوف ننطلق من أجل المواجهة! لا أريد تقصيرا تلك المرة خوليو! أنت سوف تكون المسؤول أمامي إن حدث شيء خاطئ! هل سمعت ما قلته!!
ألتف خوليو بجسده مرة أخرى كي يواجه سيده، هو أستمع إلى كلماته بحذر، أومأ إليه بتفهم، ثم عاد كي يرحل من جديد، بينما سانتوس كان ينفخ دخانا من أذنيه من شدة الغضب، فالجحيم قد أشتعل ولن يستطيع أي شيء أن يخمده مرة أخرى!!
في القصر
"هل أنت قادم الآن لتأخذني كما وعدتني جوزيف"
فوجئ جوزيف بكلمات هانا تلك على الهاتف، تذكر أنه قد تركها صباحا، لقد ناما سويا على فراش واحد في أحضان بعضهما البعض لكن في وضع برئ تماما، رغم أن رغبته بها كانت عالية، لكنه كان يقدر هانا بشدة، احترمها ووضع حدود قاسية على نفسه من أجلها ثم ألتزم بها بقوة.
"جوزيف، أين ذهبت؟! أنا أسألك هل سوف تأت أم أنك قد بدلت رأيك؟"
عاد صوت هانا يتسأل مرة أخرى، هو كان وضعها حينما كان يودعها صباحا واضعا قبلة ناعمة على وجنتها، أخبرها حينها بنبرة متسلية:
"ما رأيك أن اصطحبك معي إلى مكان أنا أحبه للغاية"
حينها ظهر على وجه هانا تعبير فرح وسعيد، كانت فرحة بما طلبه منها، حينها هي هزت رأسها بقوة توافق على طلبه ذاك، ليودعها بعدها بينما يلوح لها بيده، مخبرا إياها أنه سوف ينتظر منها مهاتفة حينما تكون مستعدة للذهاب معه!
والآن ها هي تخبره بذلك وتتسأل بنبرة قلقة هل هو سوف يفي بوعده أم ماذا! نظر هو نحو أخيه الغاضب، ثم فكر قليلاً، زفر بضيق ثم قال:
- بالطبع سوف أفعل هانا، أنا لن أخلف بوعد قد قطعته لك مطلقا! الأمر فقط هو أن هناك شيء ما قد حدث جعل أخي ماثيو يشعر بضيق شديد!
تنهيدة حزينة خرجت من فم هانا حينما أستمعت إلى كلمات جوزيف تلك، هي قالت:
- إذا هل سوف تؤجل الموعد؟!
قالت ذلك بينما تعض على شفتيها السفلى بقوة تنتظر أن يجيب جوزيف على سؤالها، وهنا جوزيف كان يشعر بحيرة شديدة، فهو لا يريد ترك أخيه وهو يتملكه الغضب بتلك الطريقة كما أنه لا يريد أن يخلف وعده مع هانا، فكرة شيقة جاءت إلى عقله، مما جعلت تعبير متسلي يظهر على وجهه ثم قال لها:
- أتعلمين هانا، لقد حدث تغيير في الخطة، ما رأيك بدلا من نكون وحيدين هناك أن نصطحب معا شقيقتك روزي وأنا اصطحب أخي ماثيو وبذلك نستطيع نحن الأربعة قضاء وقتا مرحا!!
تلك الفكرة التي أخبرها بها جوزيف جعلته تضحك بصوت خافت، شعرت ببعض المرح أيضا، هي كانت تريد قضاء بعض الوقت مع جوزيف وحيدين! لكن تلك الفكرة هي جيدة للغاية، سوف تحصل على فرصة أخرى لقضاء الوقت مع شقيقتها وتحظى بالمرح معها أيضاً! أجابت على تساؤل جوزيف ذاك قائلة:
- أنها لفكرة رائعة جوزيف! إذا أنا سوف أنهي استعدادي الآن وانتظركم من أجل أن تقلني إلى ذلك المكان الذي أخبرتني عنه!
"حسنا سوف أفعل ذلك، وداعا الآن"
"وداعاً جوزيف"
أغلق الهاتف، أخذ ينظر نحو أخيه الذي تمكن الغضب منه بقوة، سار نحوه ثم جلس بجواره على الأريكة، هو قال بنبرة هادئة:
- أو لا تعلم أخي، رغم أن تلك الفتاة حمقاء لكنها كانت تحبك بقوة! الجميع كان يعلم ذلك! ما عاداك أنت على ما يبدو! أنها عادة لديك أن تتجاهل ما تريد تجاهله!
نظر ماثيو بضيق نحو أخيه الذي جلس بجواره وأخذ يتشدق أمامه بتلك الكلمات الساخرة مما جعله يزفر بصوت عال ثم يخبره بنبرة حادة:
- لا شأن لك في الأمر جوزيف! أنت أيضاً تخبرني بتلك الكلمات؟! لا أصدق هذا! تلك الفتاة تحملني سبب ما حدث لها! تقول إني السبب وراء خيانتها للفريق!
أبتسم جوزيف لأخيه بتسلية كبيرة ثم أخبره بنبرة ساخرة ومتهكمة قائلا:
- ألم أخبرك أنها فتاة حمقاء حقا!! أنت لا عليك أن تشعر بالغضب من أجلها! هي لا تستحق ذلك! ليس معنى أن المرء قد صدم في حبه أن يصبح خائنا! انظر إلى هانا بعدما علمت حقيقة أبيها رفضت أن تساعده وتخون والدتها وشقيقتها كذلك! ليس كل البشر واحد أخي! لذا دع الأمر وألق بهذا الغضب بعيدا عن عقلك، وهيا بنا الآن، أنا أدعوك أنت وحبيبتك إلى نزهة مرحة وممتعة!
أنصت ماثيو إلى كلمات أخيه الناصحة له تلك، أيده في تفكيره ذاك، لكنه فوجئ بما أخبره في كلماته الأخيرة حول دعوته هو وحبيبته والتي لابد أنه يعني بها روزي، لكن ما تلك النزهة التي يريد منا الذهاب فيها!! هو تسأل في نفسه ثم قال:
- عن أي نزهة تتحدث أنت؟! ثم ألم ترى أن الوقت ليس مناسبا لذلك أخي؟!
أبتسم له جوزيف بتسلية كبيرة ثم قال:
- كف عن الحديث وقف كي نذهب الآن، لقد أخبرت هانا أن تستعد وهي الآن تنتظرني بكل تأكيد، أذهب أنت لجلب روزي ثم مر على القصر من أجل أن نذهب سويا إلى هناك.
"ولكن إلى أين؟!"
"سوف أخبرك ،،،"
تسأل ماثيو عن الوجهة وجوزيف تشدق بتسلية أنه سوف يخبره بذلك.
"إلى أين نحن ذاهبين ماثيو! ألم يكف أنك لم تدعني أن أستعد جيدا! والآن لا تريد أن تخبرني عن الوجهة؟"
هكذا أخبرت روزي ماثيو بينما ينطلقا سويا نحو القصر مستقلين الدراجة النارية خاصة ماثيو، تطلع نحوها ماثيو بنظرات متسلية ثم أخبرها قائلا:
- لا تقلقي روزي تلك الكنزة وهذا البنطال أكثر من مناسبين لذلك المكان الذي نحن على وشك الذهاب إليه! و صدقيني روزي سوف يكون الأمر ممتع للغاية بالنسبة لك!
كانت روزي قد فوجئت بزيارة ماثيو لها ثم طلبه منها أن يخرجا على الفور، هي قد طلبت منها أن تقوم بتبديل تلك الملابس التي كانت ترتديها في المنزل لكنه كان قد رفض بشدة، أمسك بيدها ثم سار بها نحو الخارج بخطوات سريعة جعلته تشعر بدهشة شديدة حتى أنها طلبت من والدتها سافانا التدخل في الأمر فما كان من سافانا أن ترفع كتفيها ثم تخفضهما دليل على قلة الحيلة ثم تضحك بصوت عال بينما يجرها ماثيو جرا نحو دراجته النارية في خارج منزلها، وها هي الآن تجلس ورائه، تضع يديها حول خصره وتشعر بغضب شديد منه على الغموض الذي يمرره لها الآن.
لم يمض الكثير من الوقت حتى كان ماثيو وروزي قد وصلا إلى القصر، حيث فوجئت روزي بوجود هانا بصحبة جوزيف تفعل مثلما تفعل هي تماما، تستقل الدراجة النارية خلف جوزيف!
"لقد وصلتما أخيرا، هيا بنا إذا كي ننطلق إلى وجهتنا!"
كانت تلك كلمات جوزيف الذي ألقاها على مسامع أخيه وروزي التي كانت ترسم على وجهها تعبير متفاجئ، ليهز ماثيو رأسه موافقا ثم يبدأ في تشغيل الدراجة النارية مرة أخرى، ينطلق من خلف جوزيف الذي كان سبقه ببعض الأمتار القليلة، يفكر في نفسه أن الأمر سوف يكون مسليا للغاية! هما الأربعة في مكان واحد يتبادلون المرح والتسلية بعيدا عن كل تلك التعقيدات حول المواجهة والتدريبات القاسية.
حتى لو كان ذلك الأمر سوف يكون لمدة ساعات قليلة فقط! تلك كانت فكرة مغرية دفعته ينفذ أمر أخيه له دون المزيد من الأسئلة.
نهاية الفصل.
