" " " " " " " " ساحرة القطيع الفصل الخامس عشر
📁 آحدث المقالات

ساحرة القطيع الفصل الخامس عشر

 

"بداية النهاية"


يطرق باب سيده، يريد الدخول إليه بصحبة الضيف المميز، ليس فقط مميز أنه خارج عن كل المألوف لديه، 


"ادخل خوليو"


وصله أمر سيده بالدخول إلى صومعته الخاصة، المكان الذي يمارس فيه طقوس التفكير، وضع الخطط، رسم على وجهه ابتسامة زائفة بينما يشير إلى ذلك الرجل الخارق ويخبره:


"تفضل بالدخول معي إلى الداخل"


أبتسم الرجل إليه بخبث، ثم هز رأسه موافقا وتبعه إلى الداخل، وهنا كانت ابتسامة الشر مشرقة، لقد وجد أخيرا البطاقة الرابحة التي سوف يفوز بها في معركته ضد هؤلاء الحمقى! سوف يحقق حلمه ويصبح هو الملك المتوج! وهؤلاء الذين تجروأ يوما على تحديه، سوف يلقون أقصى عقاب بكل تأكيد! 


نظر إلى ذلك الرجل الذي قد دعاه للدخول، وجه بائس بلون يشبه أوراق شجر الخريف، ليس طويلا لكنه مقبول، يرسم على وجهه ابتسامة خبيثة راقت له، هو تحدث إليه قائلا بنبرة متسلية: 


- مرحبا بك في فريقنا جون، لقد سمعت الكثير عن مهاراتك، أرغب حقا في رؤية شئ منها، ربما لاحقا، ما رأيك بهذا! 


بابتسامة كريهة على وجهه، نظرات متسلية من سماعه لأمر يروق له هو قال: 


- ولما التأخير أيها العظيم سانتوس؟! أستطيع الآن أن أجعلك ترى شيئا ممتع للغاية! هذا إن كنت لا تمانع! 


حاجبي سانتوس ارتفعا في تعجب، سرعان ما اخفضهما بينما ينظر إلى ذلك المتبجح أمامه، هو قال: 


- شيء مشوق ربما!! هيا دعنا نرى ما لديك جون! لا تدعني اعقيك عن الأمر! 


أنصت جون لكلمات العظيم سانتوس، أبتسم ملئ شدقيه، ليحول نظراته بعدها نحو خوليو، يضيق عينيه بقوة، يهمس بصوت خافت، ليفاجأ سانتوس بتابعه المخلص خوليو بسير بخطوات هادئة نحو طاولة صغيرة في منتصف الغرفة، بها بعض الأسلحة الخفيفة، مد خوليو يده نحو خنجر لامع، التقطه بيده، بدأ في فتحه من معقله، رفع يده عاليا ثم هم في طعن جسده به بقوة، صوت جون صدح عاليا بينما يقول: 


- توقف الآن! 


لتتوقف يد خوليو عن الحركة وتصبح عالقة بالخنجر في الهواء، ينظر جون نحو سانتوس، يخبره بنبرة متشدقة قائلا:


- ما رأيك بهذا العرض سيدي؟! هل تريد مني جعله يكمل ما بدائه! أم اجعله يكتف بذلك القدر؟! 


ذلك العرض قد نال إعجابه حقا!! ذلك الرجل سوف يفيده كثيرا في معركته، أشار إليه أن يكتف بذلك، مما جعله يهمس بصوت خافت، لتصدح بعدها صوت صرخات خوليو الذي فوجئ بنفسه وهو على وشك أن يطعن نفسه بخنجر ما! ألقى الخنجر بعيدا وبدأ في استعادة أنفاسه التي كان وشك فقدانها من الرعب.


نظر إليه سانتوس بتسلية كبيرة، فوجئ بعدها بصوت جون وهو يقول بنبرة ساخرة:


- ألن تدعوني إلى مشروب ما أيها العظيم سانتوس؟! 


ضحك سانتوس بصوت عال على تهكم ضيفه ذاك، هو أجاب على سخريته تلك قائلا: 


- إن كنت تأمل في تناول مشروب ما دعني لا اعقيك، لكني لا أحبذ تناول الكحول في أوقات العمل! فهي عائق غير مهم، تذهب العقل الذي جميعا نحتاج إليه كي نخطط لفوزنا!


أنصت جون لجواب سانتوس ذاك بلا مبالاة، هو لم يكن يرد أي مشروب، هو فقط يريد تجربة مهارته أمام أعين سانتوس، لذا هو قال: 


- إن القهوة لن تكون شيئا سيئا! وبما أني أرى ماكينة صنع القهوة في الجوار، أرجو ألا تمانع في أن أقوم بصنع كوبان من القهوة لا! 


أبتسم سانتوس بتسلية حينما أستمع إلى كلمات جون، أشار إليه بيده بينما يقول: 


- أفعل ما تريد، دعني لا أعيق طريقك جون!! 


قال سانتوس تلك الكلمات بنبرة ساخرة، فهو علم من طريقة جون المتشدقة تلك أنه ينوي على فعل شيء ما، صرح له أن يفعل ما يشاء وهو سوف يشاهد ما يحدث بتسلية كبيرة!! 


سار جون نحو الطاولة التي تحمل فوقها آلة صنع القهوة الجاهزة، التي تقبع في زاوية الغرفة، نظر بعدها إلى سانتوس، سأله بنبرة هادئة:


- كيف تحب قهوتك سيد سانتوس؟!


أجابه سانتوس بنبرة متسلية على سؤاله ذاك، أبتسم له جون في مرح، أغمض عينيه بقوة وفي أقل من خمس ثوان، كان جون يقف أمام سانتوس حاملا كوبان من القهوة يتصاعد منهما البخار، واحد يقدمه نحو سانتوس والآخر يحتاج إليه بنفسه، ليصدح صوت خوليو الذي شعر بتعجب شديد وتسأل: 


- ولكن كيف حدث ذلك؟! لقد أنهى سيدي للتو كلمته حول نوع القهوة التي يفضلها وأنت في ثوان قليلة قمت بصنع القهوة وتقديمها له! أنه شئ يثير الرعب حقا! أنا أشعر بالخوف منك من الآن!! 


ابتسامة متشدقة ظهرت على ثغر جون بعدما أستمع إلى كلمات خوليو المتعجبة، عاد ينظر نحو سانتوس بعدها، وجده يقول بصوت هادئ:


- أنه أمر مثير حقا!! جون لقد أصبحت من الآن في فريق العظيم سانتوس، استعد من الآن لخوض المعركة.


أنهى سانتوس كلماته، نظر نحو خوليو، عاد يحدثه من جديد، سأله بصوت هادئ: 


- ألا توجد هناك أخبار عن جاسوسنا هناك في البلدة خوليو؟! نحتاج لسماع آخر أخبار قطيع ديفيد؟! 


فهم خوليو ما يقصده سيده من كلماته تلك حول قطيع المستذئبين الذي يقوده القائد ديفيد مع ابنيه، هو هز رأسه نافيا مما جعل سانتوس يقول بلهجة آمرة:


- لما لا تجري اتصال إذا به، اعرف منه آخر الأخبار! عليك أن تعده بمزيد من المكافآت من أجل تعاونه معنا.


أستمع خوليو لأوامر سيده، هز رأسه موافقا ثم قال: 


- أمرك سيدي! سوف أفعل ذلك! استئذنك في الذهاب لتنفيذ أوامرك! 


قال خوليو تلك الكلمات لسيده بطاعة تامة، أومأ برأسه محييا إياه، بينما هو يشير جون كي يتبعه في سيره نحو الخارج ليقوم جون بتحية سانتوس بإماءة خفيفة من رأسه ثم يسير نحو خوليو نحو الخارج.


نظر سانتوس في أعقاب جون الذي رحل منذ ثوان مع خوليو، ذلك الشاب الخارق سوف يكون له دور كبير في المعركة بكل تأكيد! أنه يملك قوة مناهضة لقوة سافانا، فهي تستطيع تجميد الوقت، أما هو فيستطيع أن يجعله مثل قطار جامح!! 


ضحكات متسلية خرجت من فمه بينما هو يدور تلك الأفكار في رأسه، لقد اقتربت المواجهة الحقيقة، وتلك المرة هو يخطط لكل شيء ولن يدع شيء من أجل الصدفة! سوف يكون الفائز بكل تأكيد!! 



"هل أنت متأكدة جينا؟! حسنا سوف أخبر سيدي سانتوس بتلك الأخبار على الفور! أجل هو يوجه لك تحياته ويعدك بمزيد من المكافآت على حسن تعاونك معا!! لا تقلقي سوف يصبح لك بكل تأكيد!! حسنا إلى اللقاء جينيا، دواعا"


"لا أصدق ما يحدث الآن؟! أنت من جميع الآخرين تفعلين ذلك جينا!! أنت كنت أكثر واحدة منا للانضمام للفريق والعمل من أجله!! لما إذا قمت بخيانتنا؟! لما فعلت ذلك جينا؟! ذلك أمر لا يغتفر حقا!!"


صدمة كبيرة تلقاها ماثيو بينما ينصت لمحادثة صديقته جينا وزميلته في القطيع، هو لم يكن يتخيل أن تكون هي ذلك الخائن الذي تحدث عنه والده قبل ذلك، لكن السؤال الأهم هنا لما هي قد فعلت ذلك الأمر حقا! ذلك ما يجعله يكاد يجن!!


نظر ديفيد نحو ابنه الذي كان في موقف لا يحسد عليه، فصديقة طفولته وزميلته في القطيع هي التي كانت تخونهم، حينما اكتشف ديفيد ذاك الأمر هو لم يصدقه على الإطلاق، فما بال ماثيو الذي يشعر الآن بمرارة الخيانة والغدر! 


كان دور جينا أن تتحدث في تلك اللحظة، تجيب على كلمات ماثيو المتهمة تلك، هي قالت بنبرة يشوبها البكاء:


- أنه من أجلك أنت ماثيو! أنا فعلت ذلك من أجلك أنت فقط وليس أحد آخر!


صعق ماثيو من جواب جينا ذاك! هو انتفض في مكانه من الغضب، بينما يقول بصوت غاضب بشدة:


- كيف تجرؤين على قول هذا جينا؟! هل دفعتك أنا لخيانة الفريق؟! اللعنة عليك كيف تقولين عني ذلك؟! 


"بلى، أنت من دفعتني لفعل ذلك بتجاهلك لي! وركضك مثل الأحمق خلف تلك الساحرة البلهاء! أنا صديقة طفولتك والمراهقة أيضاً! كنا سويا على الدوام نتدرب في الفريق! لقد أحببتك منذ كنت طفلة ماثيو، لكني لم أجد منك ردة فعل! وحينما قررت أن أصرح لك بالأمر وجدتك تتعلق بتلك الفتاة وتتبعها في كل مكان! اللعنة عليك ماثيو لقد كنت تقبلها أمام منزلها! لقد رأيتك تفعل معها هذا! وأنا شعرت أني أموت من الداخل!!"


لم يصدق ماثيو ما تتفوه به صديقته الآن، لقد أخبرته أنها كانت مغرمة به من الصغر، لكنه لم يكن يشعر نحوها سوى بالصداقة فقط! لما كانت تتطالبه بشئ لم يكن يملكه على الإطلاق! هو صرخ في وجهها بقوة ثم قال لها بنبرة محتقرة: 


"اللعنة عليك جينا، ليس معنى أنني لم أبادلك ذاك الحب إني أكرهك أو ما شابه! هذا ليس مبررا للخيانة على الإطلاق"


"تبا لك ماثيو! أنت لا تعلم شيئا عن وجع القلب والشعور بمرارة الخيانة في قلبك، أنه شعور قد يدفعك لقتل نفسك وليس للخيانة فقط! أتمنى أن تذوق ذلك الشعور يوما ويتحطم قلبك مثلما تحطم قلبي تماماً" 



صرخت في وجهه بتلك الكلمات تحاول أن تجعله يفهم ما تشعر به الآن في داخل قلبها.


كلمات جينا صدمته، جعلته لا يعرف كيف يرد عليها، هو لم يجرب ما مرت به حقا، لكن من وجهة نظره كيف لشئ مثل الحب يجعل المرء خائنا، يخلف وعده وقسمه، ذلك الذي يستسلم لرغبات قلبه هو شخص ضعيف ولا يستحق التواجد بينهم. 



"هذا يكفي جينا، لقد استحقققت عقاب قاسي على خيانتك تلك، لكن ما سوف يخفف عنك هو شعورك بالندم ومجيئك إلي ثم اعترافك بما فعلته! سوف يكون عقابك النفي من البلدة لمدة عام! هذا من أجل عائلتك بالطبع! أنها لها مكانة كبيرة في الفريق، اخويك لا يستحقون أن تشوه سمعتهما، لذا لا أحد سوف يعلم عن الأمر سوانا نحن ووالديك فقط! هل فهمت الأمر؟!"


إماءة موافقة قامت بها جينا أعلمت بها ديفيد أنها تفهمت أوامره، شعورها بالذنب جعلها تتقبل ذلك العقاب برضا تام، وجدته يخبرها بنبرة هادئة قائلا:


- والآن سوف تعودين للمنزل، توضبين أمتعتك، ثم تعودين إلى هنا، هناك احد ما سوف يقوم بإيصالك إلى تلك المدرسة الداخلية التي قمت بتسجيلك فيها أنا ووالدك، لقد وجدنا أنها تلك أفضل طريقة للعقاب من أجلك، البعد عن اصدقائك وكل من تحبين سوف يكون أمرا قاسيا بكل تأكيد وهو المطلوب الآن.



أخبرها ديفيد بذلك ثم أشار إليها بالرحيل لتفعل هي ذلك وسط نظرات ماثيو الناقمة لها.


نهاية الفصل.

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
تعليقات