"عودة الصداقة"
تطلع نحو ابنه الذي يسير راكضا أمامه بسرعة كبيرة وعلى وجهه ابتسامة مشرقة، لقد تمنى أن يحدث هذا منذ وقت طويل وها هو يتحقق الآن!
شعر فجأة بيد أحدهم تحط على كتفه، مما جعله يلتف بجسده نحو ذلك الجسد بسرعة فائقة ليفاجأ بمايكل يرسم على وجهه ابتسامة متسلية، بينما يخبره بنبرة مرحة قائلا له:
- ما الأمر ديفيد؟! مشاكل في العائلة أم ماذا؟!
زفر ديفيد بضيق من مفاجأة مايكل له، أنصت إلى سؤاله المتسلي بضجر، أخبره بعدها بنبرة هادئة قائلا:
- أنه لا شيء مايكل! فقط مناوشات بين الأولاد!
هز مايكل رأسه متفهما كلمات ديفيد التي صرح بها، أخبره بنبرة هادئة قائلا:
- أتفهم ذلك! لا تخلو العائلة من بعض المناوشات بين أفرادها، لذا هذا شيء طبيعي عليك تقبله!
أومأ ديفيد برأسه إلى مايكل، كجواب مؤيد لكلماته تلك، زفر بعدها بضيق ثم أخبره قائلا بنبرة متسألة:
- هل هناك أحداث ما قد جدت الآن؟!
تطلع مايكل نحو ديفيد بتعجب بينما يرفع حاجبه الأيمن، أخبره بنبرة متفاجئة قائلا:
- لا تخبرني أنك لم تشاهد العرض الذي حدث منذ دقائق؟!
ضيق ديفيد ما بين حاجبيه بتعجب بينما ينصت إلى كلمات مايكل الشبه ساخرة، هو سأل بنبرة حائرة قائلا:
- أي عرض مايكل؟! هيا أخبرني على الفور!!
ضحك مايكل بصوت عال متسليا بوجه ديفيد الحائر والقلق عقب استماعه لكلماته، هو أجابه بعدها قائلا بنبرة متسلية:
- حسنا لا داع للقلق ديفيد، سوف أخبرك بالأمر بينما نحن نسير سويا نحو الخارج مثل أصدقاء قدامى!
رغم ضيق ديفيد من تصرفات مايكل الصبيانية إلى حد ما إلا أنه لم يرفض دعوته للسير سويا نحو الخارج بينما هو يسرد عليه ما قد حدث منذ دقائق قليلة.
"حسنا في البداية لوكاس قام،،،"
تنهد براحة كبيرة حينما شاهدها تقف بمفردها، أقترب منها بخطوات متمهلة حتى وصل إليها، توقف أمامها وأصبح يواجه وقفتها، رسم على وجهه ابتسامة دافئة بينما يخبرها بنبرة مرحة قائلا:
- مرحبا، كيف أصبحت الآن!
فوجئت روزي بنظرات ماثيو إليها ثم سيره بعدها نحوها حتى وصل إليها، لتنصت بعدها إلى سؤاله ذاك، هي بادلته الابتسام ثم أخبرته بنبرة ودودة قائلة:
- مرحباً، لقد أصبحت بخير الآن، شكرا لك على السؤال!
أبتسم ماثيو مجددا بينما يستمع إلى كلمات روزي الشاكرة تلك، أخبرها بعدها قائلا بنبرة مرحة:
- ما رأيك في أن نتعارف جيدا تلك المرة؟!
رغم أن كلمات ماثيو وطلبه ذاك فاجأ روزي إلا أنها هزت رأسها موافقة بينما ترسم على وجهها ابتسامة مشرقة ودافئة، مدت يدها بعدها نحوه، بينما تقول بنبرة مرحة:
- مرحباً أنا أدعى روزي! ما أسمك أنت؟!
ضحكات متسلية خرجت من فمه بينما يستمع إلى تقديم روزي لنفسها له، هو مد يده نحوها يستقبل تحيتها تلك، هو أخبرها بنبرة متسلية قائلا:
- اسم جميل حقا، سعدت بالتعرف عليك روزي! أنا أدعى ماثيو بالمناسبة!
بادلته روزي تلك الضحكات المتسلية، ثم فجأة وجدت نفسها تقترب منه، تضع قبلة دافئة على وجنته اليمني ثم تبتعد عنه بنفس سرعة اقترابها.
ما فعلته روزي للتو جعله يشعر برعشة شديدة تجتاح جسده كله، تلك هي المرة الأولى التي تقبله فتاة حقا!! حتى لو كانت قبلة بريئة وناعمة مثل التي أعطتها له روزي الجميلة، هو نظر إليها بنظرات غير مصدقة فاغرا فاهه أمامها، مما جعلها تضحك بصوت عال على ردة فعله تلك ثم تبتعد عنه بخطوات سريعة بينما تلوح بيدها مودعة إياه.
ردة فعل أخيه على قبلة الفتاة روزي له كان مضحكا للغاية، حتى أنه اضطر إلى كتم صوت ضحكاته حتى لا يشعر أخيه بالحرج منه، متسألا في نفسه بسخرية وتهكم كعادته
"تلك هي ردة فعل ماثيو على قبلة بريئة على الوجه! فماذا سوف تكون هي ردة فعله على قبلة مثل التي قد تشاركتها للتو مع هانا! لابد أنه سوف يغمى عليه من التوتر والمفاجأة!!"
عاد جوزيف يضحك مجددا لكن تلك المرة لم يستطع أن يكبح جماح ضحكاته مما جعل صوتها يصل إلى حيث يقف ماثيو الذي ألتف بجسده إليه ثم رمقه بنظرات غاضبة وممتعضة.
رؤيته لوجه أخيه الذي تحولت ملامحه إلى الغضب جعله يتوقف عن الضحك ثم يضع يده على فمه كعلامة على الصمت، سار بعدها خطوات قليلة للإمام أوصلته إلى حيث يقف ماثيو الذي مازالت ملامحه توحي بالغضب، هو قال حينها بنبرة هادئة:
- أنا آسف يا صاح!
نظرات متعجبة رمق بها ماثيو أخيه جوزيف بينما يستمع إلى كلمات اعتذاره، هو قال بنبرة غير مصدقة:
- يا إلهي!! ماذا حدث في الحياة كي يأت جوزيف إلي من أجل أن يعتذر على سخريته مني؟! لابد أنني أحلم أو ما شابه!! أنه أمر،،،
بينما يردد ماثيو تلك الكلمات الساخرة والمتهكمة، قاطعه جوزيف قائلا بنبرة هادئة:
- ليس من أجل ذلك ماثيو، أنه من أجل ما قد حدث منذ ساعات!!
"أوه"
كانت تلك الكلمة التي خرجت من فم ماثيو تعقيبا على حديث أخيه له، لقد كان يظن أن اعتذاره كان لسخريته منه ثم فوجئ بأنه كان من أجل ما حدث أمام منزل روزي حيث تهكمه عليه أمام الآخرون من شباب القطيع! نظر نحوه بتفحص، رأى في عينيه بعض الصدق، أدرك حينها أن أخيه يقصد ذلك الاعتذار ولا يمزح معه، لذا هو قال بنبرة هادئة:
- أنه لا شيء يا صاح! لقد اعتدت على ذلك حقا!
ردة فعل ماثيو كانت غير متوقعة من قبل جوزيف، لقد ظن أنه ربما يغضب قليلاً! أن يرفض اعتذاره مثلا! لكنه فوجئ به يقبله بكل هدوء دون أن يبدي أي غضب أو استياء نحوه، مما جعل جوزيف يشعر ببعض الضيق من نفسه وما كان يفعله مع أخيه الصغير من حماقات!
هو أنب نفسه في داخله، ثم قال بنبرة متعجبة وحائرة:
- هكذا فقط! أنت تقبلت اعتذاري دون أن تغضب أو ترفضه! هذا غريب ماثيو لما تفعل ذلك!
تعجب ماثيو من سؤال أخيه له، هو قال بنبرة متعجبة:
- ولما لا أفعل ذلك جوزيف؟! أليس نحن شقيقان؟! تلك الأمور تحدث دائما في العائلة! أو لا تعلم؟! لقد نسيت الأمر تماماً! انت فقط من جئت تذكرني به الآن!!
شقيقه ماثيو يفاجئه على الدوام، لم يكن يظن أنه يشعر نحوه بكل تلك العاطفة ينسى أخطائه نحوه، شعر أنه كان أحمقا كبيراً، لذا دون أن يفكر هو أقترب من شقيقه، عانقه بقوة كبيرة بينما يقول بنبرة مختنقة من البكاء:
- أنا آسف حقا ماثيو! أتمنى أن لا تغضب مني مرة أخرى! أريد حقا أن نعود صدقين كما كنا في صغرنا، أمور القيادة و القطيع فرقت بيننا حقا واتلفت صداقتنا وأنا لم أعد أرغب فيها على الإطلاق! هلا فعلنا ذلك أخي الصغير؟!
فرحة ماثيو بقبلة روزي له لا تشبه مطلقا تلك الفرحة التي يشعر بها في قلبه بينما أخيه يعانقه بدفء، يطلب منه المسامحة، يخبره عن رغبته في عودة صداقتهما مجددا! كان ذلك كحلم له، والآن ها هو يتحقق أمامه!!
ما يراه الآن أمام عينيه لهو معجزة حقا، صغيريه يتعانقان سويا كما كانا يفعلان في صغرهما، هل دعواته هو وزوجته استجاب الإله لها أم ماذا!!
ربتة مايكل على ظهره بدفء، ابتسامة الدافئة له بينما ينظر إليهما هو الآخر، جعلته يتأكد أنه ليس حلما على الإطلاق بل هي حقيقة واقعة!
أبتعد عن أخيه بضع خطوات ناهيا عناقه له، تطلع نحوه بنظرات محبة، لقد تأثر بقوة من فعلة أخيه تلك حتى أن دمعات عينيه بدأت في التجمع داخل مقلتيه، هو قال بصوت مختنق من البكاء:
- بالطبع يا أحمق! ألا تعلم أني قد تمنيت ذلك كثيرا حتى أني دعوت الإله به كل يوم!
لم يتفاجأ جوزيف بدعابة أخيه الأخيرة تلك، حتى أنه شاركه الضحك على دعابته تلك، لتعلو بعدهما صوت ضحكاتهما في المكان غير مدركين لأعين محبة كانت تشاهد ما حدث بينهما بحب كبير.
"ها أنت ظهرت أخيرا ملكتي روزيتا"
فوجئت روزي بينما تسير لداخل القصر بتلك الكلمات لتلتف بجسدها بعدها تريد معرفة قائلها برغم أنها شكت أنه تعرف صاحب الصوت جيدا، وحينما واجهته علمت أن شكها صحيحاً، حينما وجدت ثاندر ينظر إليها بنظرات ودودة ودافئة، لتضحك هي بعدها بصوت عال بينما تخبره بنبرة مرحة:
- هيا، كف عن ذلك المزاح ثاندر، أنا لست متكبرة لتلك الدرجة لجعل الجميع ينادون علي بلقب ملكتي!! خاصة أنت عزيزي! أنه فقط روزيتا! أو روزي كما أفضل!
أبتسم ثاندر بمرح بينما ينصت لكلمات روزي ردا على مزاحه معها، هو توقع جوابها ذاك، لكنه رغب في المزاح معها ليس أكثر، هو تنهد بعدها براحة كبيرة ثم قال بنبرة هادئة:
- وماذا بعد روزي، ما الذي يجب علينا فعله لمواجهة الشيطان سانتوس؟! أنت تعلمين أن المهمة صعبة!! أليس كذلك روزي؟!
هزت روزي رأسها مؤيدة كلمات ثاندر تلك، هي قالت بنبرة مشتتة:
- لا أعلم ثاندر كيف سوف نواجه رجلا مثله كالجحيم!! تجميد الوقت لن يصلح دائما معه، علينا إيجاد حلا قاطع، كي نقضي عليها نهائيا ولا يستطيع العودة مجدداً!
أعجب ثاندر بكلمات روزي القوية تلك حتى أنه هز رأسه مؤيدا لها، هو جاء في عقله سؤالا حينها، أراد أن يسأله لها، حيث هو قال:
- أنت تعلمين أنه والدك روزي! ألا تشعرين نحوه بأي مشاعر على الإطلاق؟!
سؤال ثاندر ذاك لها جعلها تضحك بصوت عال وسخرية تامة، متسألة عن أي والد هو يتحدث حينما قالت:
- أي والد أنت تتحدث عنه ثاندر؟! الرجل الذي أراد قتلي والقضاء علي من أجل تنصيب ابنته الأخرى بدلا مني كملكة الساحرات يعتبر والدا؟! بالتأكيد الإجابة ستكون لا!! ألا يكفي أنه ترك مدللته الصغيرة خلفه وفر هاربا! أي رجلا جبان تتحدث عنه أنت!
أراد ثاندر مقاطعتها، هو قد علم الإجابة مسبقا لكنه أراد التأكد فقط، هو عاد ليسأل بنبرة مقصودة:
- ماذا عن شقيقتك هانا؟! هل تشعرين نحوها بالكره أيضاً! أم ماذا؟!
زفرت روزي بضيق بينما تنصت لسؤال ثاندر ذاك، هي أخبرته بنبرة مندفعة:
- أليست هي مثله أيضاً كانت تريد قتلي ثاندر؟! لوك أنا لا أعلم إن كنت اكرهها أم لا! لكني لن اخبرك قطعا إني أحبها أو حتى معجبة بها!
أجابها ثاندر مجيبا على كلماتها تلك قائلا:
- حسنا لا داع للتسرع صغيرتي، نحن سوف ننتظر ماذا سوف تظهر لنا الأيام من حيث شقيقتك تلك!
هزت روزي رأسها موافقة على اقتراح ثاندر ذاك، ليتنهد هو براحة بعدها مفكرا في نفسه ما الذي عليه فعله لحل تلك المعضلة الكبيرة.
"مستقبل وعر"
تنهد براحة مفكرا في نفسه أن على ذلك الحديث أن يتأجل الآن، فهناك حديث أهم منه بكثير، هو أخبرها بنبرة جادة، حاسمة لكل شيء
- تعلمين روزي أن بقوتك الحالية لن تسطعين هزيمة أقل رجل من رجال سانتوس! اللقب الذي أصبحت تملكينه لن يمنحك القوة دفعة واحدة، عليك أن تتدربي جيدا كي تستحقي قواك عزيزتي!
كلمات ثاندر الحازمة هي كانت تفكر فيها في داخل نفسها أيضاً، تعلم أنها لديها الكثير كي تتعلمه، لذلك هي هزت له رأسها بهدوء، مؤيدة كل الكلمات التي تفوه بها للتو، مما جعله هو الآخر يهز رأسه بتفهم، بدأت هي الحديث تلك المرة حينما قالت بنبرة مترددة قائلة:
- ماذا تقترح علي أن أفعل؟! كما تعلم أنا ليست لدي خبرة في كل تلك الأمور!
نبرة الحيرة والقلق في صوت روزي هو لاحظها، أراد أن يمنحها الطمأنينة والدعم، هو أخبرها قائلا بنبرة هادئة:
- لا تقلقي روزي أنا سوف أساعدك في ذلك الأمر! الجميع سوف يساعدك أيضاً.
ابتسامة مشرقة ظهرت على وجه روزي بعد سماعها لكلمات ثاندر، الذي أبتسم لها كذلك بينما يخبرها قائلا:
- سوف تخضعين لبرنامج مكثف من التدريبات، لا أعلم إن كانت سافي قد أخطأت في عدم تعليمك مهارات السحر لكن أظن ذلك كان من أجل أن لا تظهر قواك ويستطيع سانتوس الوصول إليك!
هزت روزي رأسها بتفهم، هي تعطي العذر لوالدتها من أجل إخفاء ذلك الأمر عنها فرجل بذلك الشر لا أحد يريد الاقتراب منه أو معرفته حتى، هي تطلعت نحو ثاندر الذي عاد يقول بنبرة جادة:
- سوف تأتين كل يوم إلى القصر بعد انتهاء يومك المدرسي، تقضين فترة الظهيرة في التدريب ثم تعودين إلى المنزل في المساء.
نظرت روزي إليه بعدم رضا، هي أبدت امتعاضها من تلك الفكرة، العودة للمدرسة مرة أخرى، على الرغم من تفوقها في الدراسة لكنها الآن تريد تجربة كل الاشياء التي قامت بتفويتها، لذا هي قالت بنبرة مغتاظة:
- لكنني لا أريد العودة إلى صفوف الدراسة الآن، ألا يمكن أن أحصل على إجازة لمدة أسبوعين من الزمن! لمدة أستطيع فيها اتقان شيئا ما!
لا يمكن ثاندر راضيا على اقتراح روزي ذاك، خاصة أنه لا يريد أن يدع بعض الشكوك تحوم حول روزي ومكانتها، كذلك لابد أن تحصل هي على تعليم مناسب وليس عليها أن تهمل دراستها، لذا هو أشار إليها أن تتوقف عن إمتعاضها ذاك، أخبرها بنبرة حازمة:
- عليك أن تحصلي على قدر كبير من التعلم صغيرتي، ثم أني لا أظن أن ساڤي سوف توافق على ذاك الأمر! كما أن هناك أمر ما لابد أنك قد نسيته روزي، وهو أن ماثيو سوف يكون بصحبتك هو سوف يأت معك إلى القصر كل مرة تأتين فيها إلى هنا!
لم تصدق روزي ما أخبرها به ثاندر للتو، هي فوجئت بتلك الخطة التي تم وضعها، تسألت في نفسها هل ماثيو سوف يقبل أن يأت معها كل يوم إلى القصر من أجل التدرب، إن فعل ذلك سوف يصبح أمرا رائعا، هو وهي يجتمعان سويا كل يوم، يتحدثان سويا! يسيران سويا،،،
رؤيته روزي وهي شردت في تفكيرها بعدما أخبرها بتلك الكلمات جعله يضحك بتسلية على حالتها تلك! هو علم جيدا أن هناك شرارة ما قد أشتعلت اليوم، تمنى أن يحدث الأمر حقا، روزي بتلك الطريقة سوف تكون بأمان بكل تأكيد حتى وقت القضاء على سانتوس!
أراد أن يخرجها من تفكيرها ذاك، هو مزح معها بكلمات مرحة قائلا لها!
- هيا روزي! بنسا من أجل أفكارك!!
مزاح ثاندر ذاك جعلها تشعر بخجل من شرودها أمامه بتلك الطريقة، هي نكست رأسها خجلا، أخبرته بنبرة متلعثمة قائلة:
- أنه،، أنها مام التي كنت أفكر بها وفي رأيها في ذلك الأمر! على أية حال أين هي الآن! لقد رأيتها آخر مرة بصحبة لوكاس! ألم يحن الوقت من أجل العودة إلى المنزل؟!
أبتسم ثاندر على ردة فعل روزي الخجلة تلك، لم يرد أن يزد جرعة الحرج أكثر لذا هو أخبرها بنبرة هادئة قائلا بينما يهز رأسه نافيا
- أنا أيضاً لا أعلم أين هي الآن! ربما مازالت مع لوكاس حتى الآن، ما رأيك أن تذهبي للبحث عنها ومن ثم اخبريها بالحديث الذي دار بيننا الآن صغيرتي.
ابتسمت روزي إليه بدفء بعدما أستمعت إلى كلماته، هي أجابت عليه قائلة بينما تومئ إليه برأسها موافقة:
- حسنا سوف أفعل ذلك، وحينما أجدها سوف أخبرها بكل تلك الأشياء التي قمنا بمناقشتها، وداعا ثاندر الآن.
أومأ ثاندر إلى روزي محييا إياها بينما هي تلوح له مبتعدة عنه، وتبدأ في البحث عن والدتها.
تطلع هو نحوها بنظرات جامدة، مستقبل روزي محفوف بالمخاطر، هناك عقبات كثيرة عليها أن تتخطاها، أشخاص سوف يضحون أعداء لها، هي ليست مستعدة لتلك الأشياء الآن، لكن عليها أن تفعل ذلك وإلا سوف تهزم من أول قتال بالتأكيد!!
هناك أشياء كثيرة لابد من مناقشتها في مستقبلهما القادم، هما ينويان الزواج الآن، ترتيبات لابد من عملها، حتى أنهما بداأ يناقشان في أي منزل سوف يعيشان سويا بعد زواجهما!!
بينما هما يجلسان في ركن ما في الحديقة الخلفية للقصر استمعا الاثنان إلى صوت خطوات قادمة نحوهما، ثم ظهر بعدها وجه روزي، مما جعلهما يتوقفان عن الحديث، تستقيم سافانا من جلستها، ترسم على وجهها ابتسامة ودودة ودافئة بينما تنتظر وصول روزي إلى حيث تقف هي، والتي سمعتها تقول بنبرة هادئة:
- هاي مام، لقد كنت أبحث عنك في الحديقة وها أنا قد وجدتك، هناك أمر خاص أود مناقشتك به!
ابتسمت سافانا إليها بينما تستمع إلى كلماتها، هي أشارت إليها أن تجلس بجوارها بينما تقول:
- حسنا صغيرتي، دعنا نجلس سويا الآن، ثم أخبريني ما تريدين روزي!
هزت روزي رأسها موافقة على كلمات والدتها، نفذت أمرها وجلست بجانبها في الناحية الأخرى بينما شعر لوكاس ببعض الحرج من وجوده في الوسط مما جعله يستقيم واقفا ثم يقول بنبرة هادئة:
- حسنا آنساتي، أرى أنه حان الوقت لأدع الفتيات يجرين حديثا خاصاً!!
لم يكد لوكاس ينهي حديثه حتى فوجئ بروزي تستقيم واقفة، بسرعة كبيرة، تمد يدها نحو ذراعه حتى أمسكت بها، أخبرته بنبرة ودودة ودافئة قائلة:
- لا، ليس عليك أن تفعل ذلك عمي لوكاس، أنت سوف تصبح فردا من عائلتنا عما قريب، ذلك يعني أنه لا يجب علينا أن نخفي أي شيء عن بعضنا البعض بعد ذلك! كما الأمر الذي أود مناقشته مع مام احتاج لرأيك فيه أيضاً! لذا من فضلك هلا جلست واستمعت لي!
لم تكن المفاجأة من نصيب لوكاس فقط بل من نصيب سافانا أيضا التي تملكتها الدهشة من فعلة ابنتها روزي وتقبلها أمر زواجها من لوكاس بتلك السهولة، هي ابتسمت إلى لوكاس، هزت رأسها إليه موافقة على وجوده في تلك الجلسة العائلية، ليبدأ هو في تنفيذ الأمر جالسا بهدوء بجوار سافانا و بداأ يستمعان إلى كلمات روزي بتركيز واهتمام كبير.
بعدما انتهت روزي من سرد كلماتها كان كل من لوكاس و سافانا ينظران لبعضهما البعض، بدأت سافانا في الحديث حيث قالت:
- ثاندر بالطبع محق صغيرتي، التعليم أمرا هام من اجلك، كما أنت تحبين الدراسة كثيرا لا تخبريني أنك قد سئمت منها الآن!
هزت روزي رأسها نافية كلمات والدتها ثم قالت:
- لا مام، الأمر ليس كذلك، هو فقط احتاج المزيد من التركيز من أجل التدريبات، ومن ثم سوف أعود إلى الدراسة بعدها كما أفعل دائما أنا أعدك بذلك مام! فقط أسبوعين من الوقت احتاج في البداية!
"أسبوع واحد أنا استطيع أن أمنحك روزي"
تطلعت كل من روزي و سافانا إلى لوكاس الذي كان قد ألقى كلماته للتو بدهشة شديدة، سافانا من بدأت الحديث حيث سألته بنبرة مستفهمة قائلة:
- أنت حقا تستطيع تدبر أمر أعطاءها أجازة لمدة أسبوع واحد لوكاس؟!
أبتسم لوكاس إليها ثم أومأ إليها موافقاً مما جعلها تنظر نحو ابنتها التي ابتسمت هي الأخرى، وجدتها تستقيم واقفا، تقترب من لوكاس، تعطيه عناقا خفيفا ثم تخبره بنبرة فرحة قائلة:
- حسنا شكرا لك لوكاس أنت أفضل مدير مدرسة في العالم كله!! أو زوج أم على الإطلاق!
قهقهات عالية خرجت من فم سافانا و لوكاس على مزاح روزي ذاك و تملقها للوكاس، هما نظرا إليها بينما تقول بعدها بنبرة مترددة:
"هل يستطيع ماثيو الحصول على أسبوع إجازة هو الآخر؟!"
تطلع لوكاس نحو روزي بتسلية، على سؤالها ذاك له، نظر بعدها نحو سافانا وجدها غير مرحبة للأمر، لكنه لم يستطع رفض طلب روزي ذاك لذا هو هز رأسه موافقا ثم أخبرها بنبرة مرحة قائلا:
- حسنا من أجل عزيزتي روزي هو يمكنه أن يفعل ذلك أيضاً!
ابتسمت له روزي بحب كبير، هي أومأت برأسها إليه ممتنة، لتقول بعدها بنبرة فرحة:
- شكرا لك كثيرا لوكاس، أنا سوف أذهب إلى ماثيو وأخبره بتلك الأخبار الجيدة، أنتما عودا إلى ما كنتما تفعلانه قبل أن آت، وداعا
هي ألقت تلك الكلمات ثم ركضت بسرعة كبيرة باحثة عن الذي تريد مشاركة تلك الأخبار معه!!
وجدته يقف بجوار أخيه الأكبر جوزيف، خففت من ركضها اقتربت منهما بخطوات متمهلة حتى وصلت إليهما، وبينما هي تفعل فوجئت بنظرات ماثيو المرحبة بها بينما جوزيف كانت نظراته كانت متسلية، هي ألقت التحية عليهما قائلة:
- مرحباً
ليجيب الاثنان تلك التحية عليهما، يبتعد بعدها جوزيف بعدما يخبرهما أن عليه فعل شيء ما الآن، تظل هي واقفة بصحبة ماثيو، الذي كان يبتسم لها، هو قال:
- مرحبا مجددا روزي، أرى أنك كنت تركضين منذ قليل! هل كنت تبحثين عن أحد ما؟!
ابتسمت له روزي، هي هزت رأسها موافقة ثم أخبرته بنبرة مرحة قائلة:
- الحقيقة أجل كنت أبحث عن أحدا ما! وهو أنت ماثيو!
فوجئ ماثيو من كلمات روزي المبهمة حيث هو كان جاهلا عن سبب بحثها عن وعن تلك النظرات المتسلية التي كانت تنظر بها نحوه، عاد ليقول بنبرة حذرة:
- عني أنا؟! لماذا؟! ولما تلك النظرات المتسلية روزي! هل هناك شيء ما روزي!
ضحكات عالية خرجت من فم روزي بينما تستمع إلى أسئلة ماثيو القلقة تلك وملامح وجهه التي أضحت عابثة فجأة، هي أشارت إليه بيدها بينما تخبره قائلة:
- حسنا، هل هدأت قليلا ماثيو! أنا فقط أريد أن أنقل إليك أخبار جيدة، هل أنصت إلي، نحن حصلنا على أسبوع إجازة من الدراسة ومن أعطانا تلك الإجازة هو المدير نفسه!!
نهاية الفصل
# الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكتروني
حمل الان / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
