اجتماع سري وهام
روزي
بعدما عدت إلى الداخل وجدت ثاندر يجلس بصحبة مام وهانا في تلك الغرفة، حاولت أن أبدو طبيعية أمامهم، ابتسمت لهم بينما أجلس على مقعد الطاولة، فوجئت بثاندر وهو يرمقني بنظرات متسألة، لكنني لففت وجهي للناحية الأخرى، لا أريد أن يقرأني كصفحات كتاب، وحمد للإله هو تفهم ذلك، وجدته يثرثر قليلا مع والدتي بينما هانا قد خرجت من أجل أن تتابع رواد المتجر.
بعد مرور بعض الوقت
وجدت ثاندر ينهض من جلسته تلك، يخبرنا بنبرة هادئة قائلا:
"شكرا سافي على الكعك الرائع والقهوة أيضا! لكنني مضطر الآن للرحيل، هناك أمر ما أود مناقشته مع ديفيد وكذلك حكماء القطيع"
تفهمت والدتي ذلك الأمر وكذلك فعلت أنا، نهضنا بعدها أنا وهي كي نرافق ثاندر بينما يسير نحو الخارج، فوجئت بوالدتي تنظر نحوي، ثم قالت بنبرة هادئة:
"ما رأيك روزي أن تدعي ثاندر يوصلك إلى المنزل في طريقه! لقد جئت من سفر، لابد أنك تحتاجين إلى الراحة صغيرتي!!"
بدت تلك الفكرة التي اقترحتها والدتي رائعة حقا، لم أكن لأقوم برفضها، خاصة بعد ما حدث بيني وبين ماثيو! لذا قمت بهز رأسي موافقة على هذا الاقتراح، عدت مرة أخرى إلى الغرفة كي أقوم بجلب حقيبة السفر خاصتي، ثم عدت بعد عدة ثوان، ودعت والدتي ثم لحقت بثاندر إلى الخارج حيث السيارة هناك.
الرحلة إلى المنزل كانت هادئة، اوصلني ثاندر إلى أمام المنزل ثم رحل بعد أن ودعته، حملت حقيبتي من داخل السيارة ثم جررتها خلفي بينما أسير نحو المنزل، لحسن الحظ كان المفتاح الخاص به مازال معي احتفظ به داخل محفظة نقودي الجلدية، قمت بركن الحقيبة وبدأت في إخراج المحفظة من جيب بنطالي!
لا أعلم لما شعرت بينما أفعل ذلك بوجود أحد ما يقوم بمراقبتي، نظرت من حولي في المكان لكني لم ألمح أي أحد! لذا لم أهتم كثيرا للأمر، أخرجت المفتاح من المحفظة ثم بدأت في فتح باب المنزل.
شعور من السعادة تسرب إلى داخلي بينما أنا انظر إلى المنزل، لقد اشتقت حقا إليه، بهدوء شديد قمت بجر الحقيبة من خلفي بينما أنا أدلف إلى الداخل، تجولت بعيني في المكان، كل شيء مثلما قد تركته منذ خمس سنوات فقط بعض قطع الأثاث تغيرت من أجل الصغير بالطبع مام فعلت ذلك.
كنت أود لو أراه الآن، لكن لابد أنه في حضانة الأطفال، كذلك لوكاس يعمل في المدرسة الثانوية! ابتسامة عريضة ظهرت على وجهي حينما تذكرت المدرسة الثانوية، ذلك المكان الذي التقيت فيه بماثيو للمرة الأولى، أتذكر تلك الأوقات التي كنا نتشاحن فيها سويا!
تذكرت تلك المرة التي التي وجدته يعبث فيها في داخل خزانة المدرسة خاصتي، في ذالك الوقت كدت أجن حقا منه، هو كان يظن أنني ساحرة شريرة أو ما شابه!! كان أحمقا كبير! وعلى ما أظن هو مازال كذلك!!
نفضت تلك الذكريات عن مخيلتي، بدأت في السير نحو الدرج، بينما الحقيبة تجر من خلفي، وحينما وصلت إلى الغرفة الخاصة بي، دلفت إليها على الفور، كانت مثل ما هي أيضا، تغيرات قليلة حدثت بها، بسبب مكوث هانا بها في فترة غيابي عن المنزل! لحسن الحظ وجدت المكان نظيف ومرتب، كانت هانا مثلي تملك حس النظافة والترتيب أيضاً.
فكرت في دخول المرحاض وربما الحصول على حماما منعش، أريد أن أريح عضلات جسدي التي تيبست أثناء الجلوس في السيارة طوال تلك المدة، فعلت ذلك، سرت نحو الحمام، وبدأت في نزع ملابسي.
ماثيو
ما هذا الجحيم الذي اعيش فيه الآن؟! لما لا أستطيع نسيان تلك القبلة التي تشاركتها معها! نظراتها لي بعدما انتهيت من تقبيلها تكاد تكون متوسلة لكنني رفضت توسلها ذاك! أنا مازلت غاضب كالجحيم منها! ولن أقبل بأي مبرر قد يقال!
الآن أنتظر مع أبي في غرفة المكتب خاصته، رغم كوني قد أصبحت الألفا الجديد لكنني مازلت اتناقش مع والدي في كل شيء وفي كل قرار أقوم بأخذه من أجل أفراد القطيع! هو لديه من الحكمة ما يكفي للتعلم منها، أنا أعلم جيدا أنه سوف يخبرني أن أخذ قراري بنفسي حينما يشعر إني قد بلغت تلك الدرجة من الحكمة بكل تأكيد.
لقد قام أبي بالاتصال بالحكماء، هو طلب منهم الحضور إلى المنزل كي نناقش أمرا هاما، كما أخبرهم أن ثاندر يريد مقابلة الجميع اليوم، وكما هي عادة الحكماء هم يتواجدون عند الحاجة إليهم، يعطون نصيحتهم لنا.
لم يمر الكثير من الوقت حتى وجدنا ثاندر يحضر إلى المنزل، استقبلته والدتي بترحيب شديد ثم ارشدته إلى غرفة المكتب خاصة أبي، هو ألقى التحية على والدي وعلى وجهه ابتسامة دافئة، ليقوم والدي بالاقتراب منه ثم تعانقا مثل أصدقاء قدامى عاد والتقيا من جديد!
ابتسمت أنا على ذلك المشهد، من الرائع رؤية الجميع يجتمعون مجددا سويا، فبعد تلك المعركة التي خضناها أمام سانتوس وجيشه وهزيمته ثم قتله، وأنا أشعر أن الجميع قد أبتعد عن بعضهما البعض! أو ربما أنا بذلك لأنني كنت أفتقد وجود روزي في حياتي بقوة!
نظرات ثاندر كانت موجهة لي، لا أعلم لماذا! فوجئت بأبي يضحك هو أيضاً! لا أعلم لماذا ذلك! سألت نفسي في داخلي هل فوت أمر ما أم ماذا؟! فقد كنت مشغولنا بأفكاري الخاصة! فوجئت بثاندر يمزح مع أبي قائلا له بنبرة مرحة خاصة به:
"دعه ديفيد، لديه الحق في أن يصبح شارد الذهن اليوم، فقد عادت رفيقته من جديد بصحبتي اليوم!"
كان أبي متفاجئ من كلمات. ثاندر فأنا لم أخبره بعد بعودة روزي مرة أخرى إلى البلدة، كل ما أخبرته به أن ثاندر يريد الاجتماع به هو والحكماء!
شعرت بالخجل حقا من مزاح ثاندر ذاك مع أبي! مما جعلني أخبرهما بنبرة متلعثمة:
"سوف أذهب إلى المطبخ لأرى إن كانت والدتي قد حضرت القهوة أو لم تنتهي منها بعد!!"
أخبرتهما بذلك ثم سرت مبتعدا نحو الخارج بخطوات سريعة ولم أسمع سوى صوت ضحكاتهم في أثري!!
بعد عدة دقائق عدت بالقهوة إلى حيث أبي وثاندر يتناقشان، لقد بدأ الحكماء هم يتوافدون أيضاً، والدي فوجدته قام بمهاتفة أخي جوزيف كي يحضر ذلك الاجتماع أيضا، لقد كان الوقت منتصف الظهيرة وهناك استراحة غداء يستطيع أن يأت خلالها إلى هنا ثم يعود مرة أخرى!!
بعد مرور بعض الوقت كان الجميع قد حضر في الاجتماع، والدي تحدث إلى الجميع بعدما تأكد من حضورهم جميعا، مصرحا بنبرة جادة و حازمة:
"جميعا قد علمنا بتلك الشائعات عن المدعو خوليو والذي كان تابعا للشيطان سانتوس فيما مضى؟! والآن هو يريد الانتقام ممن هزموا سانتوس كما يدعي هو ذلك!! لكن بالطبع كلنا نعلم أن لديه أفكار أخرى داخل عقله يريد تحقيقها!!"
والدي قال تلك الكلمات بصوت عال، هو صمت قليلا ثم عاد يقول من جديد:
"الأهم من ذلك كله إن كنتم لا تعلمون، هناك احتمال كبير أن يضم خوليو بعض مصاصي الدماء في جيشه وهذا لا يعني سوى أن المعاهدة بيننا وبينهم قد اخترقت من قبلهم وبالتالي عودة الحرب من جديد معهم، وهذا شيء لم أكن أتمناه أن يحدث أبدا!، فنحن قد أقمنا السلام مع مصاصي الدماء منذ أكثر من عشر سنوات تمعنا فيه بالهدوء والراحة! لكن على ما يبدو تلك المرة لا وجود للهدوء أو السلام على الإطلاق!!"
كلمات أبي كانت حاسمة حقا، أوضحت للجميع حقيقة ما يحدث من حولهم، فلابد من المعرفة قبل التخطيط، كانت هناك افكار تدور في عقلي حول أمر تلك المعاهدة تلك، فأنا أعلم جيدا أن مصاصي الدماء لا يرغبون في كسر تلك المعاهدة! مما جعلني اتسأل لماذا هم يحاولون اختراقها وجعلها لاغية!!
كوني أصبحت الألفا هذا جعلني استطيع أن أقدم أفكاري أمام الجميع ثم تتم مناقشتها، يترك البت فيها من أجلي أنا في النهاية! لذا نهضت من على الأريكة، سرت حيث يقف أبي في منتصف الغرفة، تنحنحت بصوت عال ثم قلت:
"لقد عرض علينا القائد السابق السيد ديفيد الأمر برمته، هناك بعض الأفكار والتساؤلات بدأت تظهر في العقول، مثل هل يعلم قائدي مصاصي الدماء أن هناك أفراد من فريقهم سوف ينضمون إلى جيش خوليو أم هؤلاء ربما يكونوا أشخاص منشقون عن الفريق؟!"
بعدما ألقيت تلك التساؤلات على مسامع الجميع وجدتهم ينظرون لبعضهم البعض في حيرة، كان ثاندر من تجاوب مع حديثي حينما اقترب مني وقال بصوت عال:
"تساؤل جيد ألفا ماثيو! أنت أثبت انك تستحق لقبك ذاك بكل تأكيد! وبشأن ذلك التساؤل، هذا يدعنا أمام أمر واحد فقط نستطيع التأكد من خلاله وهو تحديد موعدا مع قائد مصاصي الدماء! من أجل أن نتناقش معهم في ذلك الأمر! فنحن لا نريد أن نخرق الهدنة عن طريق الوقوع في فخ التفكير الخاطئ! وتلك المهمة سوف تكون من مسؤوليتك ألفا ماثيو!!"
بهدوء وجدية استقبلت كلمات ثاندر تلك، نظرت نحو أبي فوجدته يهز رأسه بتأييد لكلمات ثاندر، بينما كانت نظرات أخي جوزيف قلقة بعض الشيء، مما جعلني أما من أقوم بمحاولة طمأنته فقمت بهز رأسي له كذلك، كعلامة تفهم واطمئنان.
بقى بعد ذلك أن يقوم ثاندر بالتواصل مع هؤلاء مصاصي الدماء ثم تدبير عقد لقاء سري وسريع بين الطرفين من أجل مناقشة أمر جيش خوليو والحرب التي على وشك الاندلاع.
اقتراح مفرح
ماثيو
الاجتماع امتد لبعض الوقت، تقرر فيه أنه سيتم التواصل مع قائدي مصاصي الدماء والاتفاق على موعد لمناقشة الأمر معهم، كذلك بدء أفراد القطيع التدريبات مرة أخرى في الغابة، مع استمرار جوزيف في تحضير للزفاف حتى إشعار آخر.
بعدما انتهى الإجتماع، رحل ثاندر وتوجه إلى منزل عائلة روزي، كنت أفكر في نفسي بينما أنا أشاهد الآخرين يرحلون من منزلنا، أن الحرب ربما سوف تعود مرة أخرى! هو يثق في قدراته وفي قدرات القطيع أيضاً! لكن ماذا عن فريق السحرة؟! هل قواهم مازالت متوجهة أم فقدت بريقها مع الاستعمال ومثال على ذلك هانا خطيبة أخي!.
عاد أبي مرة أخرى إلى داخل غرفة مكتبه، وجدته ينظر نحوي بنظرات متسألة، ثم قال بنبرة متسألة:
"ما الأمر ماثيو؟! هل هناك شيء خاطئ؟!"
هززت رأسي نافيا، ثم أخبرته بنبرة هادئة:
"ليس حقا! لكنني كنت أفكر في فريق السحرة و أتسال هل هم مازالوا أقوياء كما السابق؟! فكما لاحظت أن بعضهم لم يمارس السحر أو التدرب عليه منذ فترة طويلة!"
أخبرت أبي بمخاوفي تلك، وجدته يخبرني بنبرة جادة قائلا:
"لا داعي للقلق ماثيو، ثاندر يعلم كل شيء عن فريقه، لم يكن ليأت ويعقد هذا الاجتماع معنا إن لم يكن واثقا أن فريقه مستعد للمواجهة! ثم لالم تسمعه أنت بينما يقول أن هناك فرد من فريقه سوف تكتسح قواه قوى الجميع! إذا فلننتظر ونعلم ماذا سوف يحدث بعد ذلك.
أومأت برأسي لأبي كدليل على موافقته الرأي، أستئذنت بعدها بالرحيل، فلابد أن الفتية ينتظرون حضوري حتى أخبرهم بنتائج ذلك الاجتماع.
روزي
لقد عاد ثاندر إلى منزلنا بعدما أنهى اجتماعه مع والد ماثيو وحكماء القطيع، حينما استقبله الذي كان عاد من عمله، قدمنا له كوب من القهوة، والدتي اقترحت تحضير الطعام، ودعته أن يتناوله معا، وافق ثاندر على تناول الطعام معنا.
تناقش لوكاس مع ثاندر عن نتائج ذلك الاجتماع، أخبره عن فكرة ماثيو عن الالتقاء بزعيم مصاصي الدماء كي يتناقش معهم، اقترح أن يذهب أحد من فريق السحرة مع ماثيو في ذلك الاجتماع، وافقه ثاندر الأمر وجميعنا فعلنا ذلك أيضاً.
كنت أحمل مايكل الصغير بينما أنا اجلس على الأريكة أستمع إلى الحديث الدائر بين ثاندر ولوكاس، لقد أعجبتني حقا فكرة ماثيو، رغم أنه كائن متسرع على الدوام إلا تلك النقطة تحسب له حقا، لقد أعطى الصغير تذمرا مما يعني أنه قد يكون جائع، ابتسمت له بمرح ثم حملته وسرت به إلى المطبخ، حيث والدتي لابد أن تكون قد أعدت شيئا خصيصا له.
بعد مرور بعض الوقت
كنا قد انهيا تناول الطعام، مازال النقاش مستمرا كذلك، ساعدت والدتي في جلي الأطباق وتجفيفها، بينما هي صنعت القهوة للجميع، وبعد أن انتهى ثاندر من قهوته هو استئذن بالرحيل بعد أن ودع الجميع.
في المساء، حينما عادت هانا من العمل متعبة، عرضت عليها أن اسخن لها الطعام، هي شكرتني بود وحب، وأثناء ما كانت تتناول طعامها، لاحظت شرودها، ففكرت أن ربما ذلك بسبب قلقها حول تحضيرات العرس، أردت مزاحها حتى تخرج من تلك الأفكار الحزينة، قلت لها بنبرة مرحة:
"بنسا لأفكارك هانا!"
ابتسمت هانا لي على مزاحي ذاك معها، لكن ابتسامتها لم تدم كثيرا، سرعان ما عاد الحزن يسيطر على ملامح وجهها مرة أخرى، هي قالت بنبرة حزينة:
"لقد علمت عن اجتماع ثاندر وأفراد القطيع! جوزيف أخبرني عما حصل فيه! لقد كان من ضمن القرارات أن تستمر تحضيرات الزفاف خاصتنا! هذا ما يجعلني أتساءل هل هذا ضروري حقا؟! فأنا أفكر جديا في تأجيل الزفاف لبعض الوقت، ريثما ننتهي من تلك الكارثة التي حلت علينا! لكن جوزيف رفض عرضي ذاك وقال أنه لن يؤجل الأمر أكثر من ذلك حتى لو عنى أن نتزوج بدون حفل زفاف!!"
"مسكينة أنت هانا!"
هكذا أخبرت نفسي في داخلي، لم اشأ أن تسمع أن حالها يدعو للشفقة، هززت رأسي بتفهم ثم أخبرتها بنبرة هادئة قائلة:
"لما تريدين التأجيل هانا؟! جوزيف محقا في ذلك!! فلا أحد يعلم متى هذا الهجوم من قبل خوليو وجيشه"
أخبرت هانا بتلك الكلمات، صمت بعدها قليلا، فكرت في شئ ما ثم أخبرتها بنبرة متحمسة:
"ما رأيك أن اقترح عليكما شئ ما أنت وجوزيف بخصوص حفل الزفاف ذاك؟! أنا واثقة أن اقتراحي سوف يلاقي قبولا لديكما أنتما الاثنان!"
شعرت بهانا تتحمس أخيرا، ملامح وجهها اشرقت بعض الشيء، هي سألتني بنبرة متحمسة قائلة:
"حقا! هيا أخبريني إذا ما هو اقتراحك ذاك روزي؟!"
ابتسمت لها بحب ثم أخبرتها بنبرة فرحة:
"أنت تريدين حفل زفاف ضخم، وجوزيف يريد التعجل بإتمام الزفاف! ما رأيكما إذا أخترنا الحديقة الخلفية لمنزل عائلة جوزيف، أنه مكان أكثر من مثالي، نحن نستطيع تزيينه جيدا، كما أنها الجميع يستطيع حضوره دون قيد أو خوف! ولو حدث أمر ما نحن نستطيع الدفاع عن أنفسنا دون القلق من أن يرانا أحد من العامة! ما رأيك إذا بتلك الفكرة هانا!"
تابعت ردة فعل هانا بينما كانت تستمع إلى كلماتي تلك، كانت عيناها تلمعان من الدموع! لا أعلم إن كان فرحا أم حزنا، وبعد انتهائي انتظرت أن تقول شيئا ما، لكنني فوجئت بها وهي تقترب مني بشدة ثم تقوم بمعانقتي بقوة بينما تقول بنبرة ممتنة:
"لا أصدق هذا روزي! أنها فكرة رائعة حقا!! أنت أفضل شقيقة في العالم كله! شكرا لك روزي حبيبتي!!"
لقد شعرت بسعادة كبيرة حينما فعلت هانا ذلك، حينما عبرت عن فرحتها وسعادتها بالفكرة التي قد اقترحتها عليها، بعض من الدمعات تجمعن في زاوية عيني أنا الأخرى، هانا سوف تتزوج اخيرا دون قلق أو توتر!
تركتني هانا بعد ثوان قليلة، هرعت نحو هاتفها المحمول، بدأت في فتحه ثم نظرت نحوي وهي تقول بنبرة مرحة يملؤها الفرح:
"سوف أقوم بمهاتفة جوزيف وأخبره عن تلك الفكرة، أنا واثقة أنها سوف تعجبه حقا!!"
بعد عدة دقائق مرت كانت هانا قد أنهت اتصالها مع جوزيف، لقد أخبرته عن اقتراحي لهما، هو أيضاً كان سعيدا للغاية بذلك الاقتراح، تقريبا كاد أن يخرج من الهاتف ويشكرني بنفسه على ذلك، الأمر الذي جعلني أنا وهانا نضحك بقوة على ردة فعله تلك!
بعد ذلك اقترحت على هانا أن تأخذ راحة من المتجر على أن تبحث عن فتاة بديلة لها تعمل في المتجر ريثما هي تحضر لحفل زفافها وتقضي شهر عسلها أيضاً! وافقت هانا على اقتراحي ذاك لها، لقد أخبرتني أن جوزيف قد اقترح عليها هذا الأمر قبل ذلك أيضاً.
اتفقنا أن هانا سوف تخبر مام ولوكاس بالأمر في صباح الغد على الفطور، كما أننا عرضت عليها المساعدة في تزيين الحديقة الخاصة بعائلة جوزيف بينما هي تنتبه إلى شراء الفساتين والاكسسوارات الخاصة بالحفل! هي كانت أكثر من ممتنة لهذا العرض، تقريبا كادت هانا تبكي، ولكن من السعادة تلك المرة!
هي هتفت في وجهي بنبرة مرحة قائلة:
"ألم أقل لك يا ليتك معي الآن روزي! وها أنت قد جئت وبدأت في حل المشكلات واحدة تلو الأخرى وكأنك الساحرة الطيبة! لا أنت لست بأي ساحرة! أنت ملكة الساحرات روزي أنا لم أنس.ذلك حقا!!"
ضحكت بصوت عال على مزاح هانا ذاك وكذلك هي فعلت مثلي! لقد كانت تشعر بالقلق طوال الوقت من فكرة أن زفافها قد يتأجل أو أن يحدث ما هو أسوء من ذلك! أن يلغى تماما! لكن الآن ها هي تكاد تطير فرحا من اقتراب موعد زواجها.
بقى شئ واحد فقط لم أفكر فيه أثناء محاولة إيجاد حلا لمشكلة هانا شقيقتي! وهو ماثيو! تسألت في داخلي، كيف سوف أذهب إلى منزل عائلته كل يوم وانا أعلم جيدا أنه هناك! أنا لا أريد مواجهته الآن خاصة بعد تلك القبلة التي تشاركناها سويا، ثم انتهى الأمر بألم كبير بعد توسلي له!
لكنني عدت وأخبرت نفسي أن الوجود بصحبة ماثيو وتحمله لا يساوي شيئا أمام سعادة هانا وفرحتها، لذا قررت أن أرغم نفسي على تقبل ذلك الأمر، حتى إن حاول هو التشاجر معي فأنا لن أعطيه فرصة لذلك حقا، بل سوف أبتعد عن طريقه وأي مكان هو يتواجد فيه كذلك سوف أرحل مبتعدة عنه على الفور.
قررت ذلك، ابتسمت لهانا التي كانت تنظر لي بنظرات فرحة، بينما هي تسحب الغطاء على جسدها وتستعد للنوم في الفراش الآخر الذي أمام يقبع أمام فراشي مباشرة، تنهدت براحة بينما أخبر نفسي بنبرة متعبة:
"هانت روزي، فقط اسبوع من الزمن وسوف ينتهي كل شيء، هانا سوف تحصل على سعادتها وذلك هو ما يهم"
نهاية الفصل.
