مفاجأة
ماثيو
استيقظت مبكرا اليوم، لقد جاء الاصدقاء إلى منزلنا من أجل أن نخطط لقضاء اليوم سويا كما الأيام الخوالي، لقد حصلت على حماما منعش في البداية ثم بعدها ارتديت ملابسي، كانت عبارة عن بنطال من الجينز الضيق وتشيرت ضيق قليلا أيضا أبرز عضلات صدري ومعدتي المسطحة!!
حينما تطلعت إلى انعكاس صورتي في المرآة كان مظهري أكثر من رائع! لا عجب من أن الفتيات يتهاتفن علي!! ضحكت على مزاحي ذاك بصوت عال، بدأت بعدها في تصفيف شعري جيدا، ثم قررت الهبوط إلى أسفل حيث الجميع ينتظرني وذلك بعدما تأكدت من كون حافظة نقودي وهاتفي المحمول في حوذتي!
حينما هبطت للطابق الأسفل وجدت عائلتي يتناولون الفطور، نادت والدتي علي أن أقترب وأتناول فطوري معهم، لكنني هززت رأسي بنفي ثم تطلعت نحو نوح والأصدقاء و أخبرتهم أن علينا الانطلاق الآن، في البداية هم تذمروا لأن والدتي كانت دعتهم لتناول الطعام مع العائلة لكن حينما أخبرتهم أني سوف أقوم بدعوتهم للفطور في مكان رائع هم نهضوا على الفور ثم لحقوا بي وانا أسير نحو الخارج بعدما ألقيت تحية وداع على عائلتي جميعا.
وصلنا إلى الخارج، حيث ترك الجميع دراجتهم النارية مصطفة في باحة المنزل الأمامية، اقتربت من الدراجة كي ابدأ في ركوبها لكنني فوجئت بنوح وهو يخبرني بنبرة مرحة قائلا:
"تبدو رائعا اليوم أيها الألفا!! ما رأيك أن ألتقط لك صورة رائعة لهذا اليوم الجميل!!"
هو قال ذلك ثم غمز لي بتسلية، ابتسمت له ثم ضحكت بصوت عال وكذلك فعل باقي الأصدقاء، في الحقيقة لم أرى ضير في هذا الأمر، لنرى كم معجبة جديدة سوف تظهر في العليقات، لذا أخرجت له هاتفي المحمول من جيب بنطالي ثم قدمته له، تناوله هو من يدي، طلب مني أن اضبط جلستي على الدراجة ففعلت ذلك، نظرت في اتجاه كاميرا الهاتف المحمول، ليبدأ نوح بعدها في إلتقاط صورة جيدة لي.
الصورة كانت أكثر من رائعة، لقد وضعها على صفحة التواصل الاجتماعي خاصتي على الفور، كتب من أسفل الصورة "عودة الألفا الرائع" قمت بنشرها على الموقع وانتظرنا التعليقات عليها، قررنا بعدها أن ننطلق إلى حيث المكان الذي دعوت الأصدقاء إليه والذي لم يكن سوى متجر سافي وهانا!!
حينما وصلنا إلى المتجر كل واحدا منا بدأ في النزول من على دراجته ثم صفها جيدا أمام المتجر، لنسير بعدها بخطوات سريعة نحو داخل المتجر، كانت ابتسامة سافي لي أكثر من رائعة، ابتسمت لها أنا أيضا بينما نسير نحوها، قام الاصدقاء بإلقاء التحية عليها وعلى هانا التي كانت تبتسم لي كذلك، سافي قالت لنا بنبرة مرحة:
"مرحبا بكم يا شباب، هل جئتما إلى متجري من أجل تناول طعامي الرائع أليس كذلك؟!"
هي قالت تلك الكلمات بمزاح مما جعلنا نضحك على مزاحها ذاك، قمت أنا بالرد عليها حينما قلت بنبرة مرحة:
"في الحقيقة سافي أنا من جئت بهم إلى هنا! لقد دعوتهم للفطور في متجرك وتناول الفطائر الشهية خاصة فطيرة التوت ذات المذاق الرائع والتي كانت قد أعدتها هانا أمس!!"
"أوه فطيرة التوت خاصة هانا إذا!! وأنا التي أخبرت نفسي أنك تحب طعامي وجئت من أجله!!"
كان تلك كلمات سافي ردا على حديثي المازح معها، رغم نبرتها المرحة تلك لكنني شعرت أنها ربما شعرت بالضيق بعض الشيء، لم اشأ رؤيتها حزينة، لذا اقتربت منها، أخبرتها بنبرة مرحة:
"لا تشعري بالضيق سافي! أنت تبقين الأولى في كل شيء!! لقد أتقنت هانا صنع فطيرة واحدة بينما أنت تتقنين صنع كل الوصفات الرائعة! إنها فقط زوجة أخي المستقبلية و أردت مجاملتها ليس أكثر من ذلك!!"
"تريد مجاملتي إذا!! يا لك من رجل متملق ماثيو!!"
"يا إلهي!! ما بالكن أيتها النسوة!! لقد حاولت مجاملتكما ليس أكثر!! وأنتما فعلتا ذلك بي؟! أنتما حقا صعبا المراس وأنا لا أستطيع مجابهتكما!!"
ضحكات عالية علت في المكان، لقد ضحك الجميع على وضعي المربك ذاك! من قال أنه يستطيع إرضاء المرأة لهو كاذب كبير!! لا رجل يستطيع فعل ذلك حقا!! قمت بالضحك معهم أنا أيضاً.
بعد أن انتهى المزاح والضحك، اختار الأصدقاء طاولة في زاوية المتجر وجلسوا عليها، ثم انتظرنا أن تأتي الطلبات التي قمنا بطلبها من هانا.
بعد مرور بعض الوقت
لقد كنا نثرثر جميعاً حول تلك الصورة التي التقطها لي نوح وقمنا بنشرها على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، التعليقات جاءت رائعة حقا، العديد من الفتيات كن يعلقن بحماس على الصورة، بعضهن مدحني بشدة، في الحقيقة كن يمدحن جسدي الرائع أكثر!! الأصدقاء بدأوا يسخرون حقا من تلك التعليقات و يتهكمون حول مديح الفتيات لجسدي الرشيق!!
تفاجئت بعدها بوجود بعد الزحام حول منصة تقديم الطعام حيث تقف سافي وهانا اللتان كانتا تقفان أمام أحد ما، ذلك الشخص لم يكن سوى روزي!!
مفاجأة كبيرة تعرضت لها حينما رأيتها تقف هناك، تعانق أمها سافي بقوة، تمازحها لبضع ثوان ثم تقوم بعدها بمعانقة هانا والمزاح معها أيضاً! نظرت إليها بنظرات غاضبة بعض الشيء، لكنني فوجئت بها تنظر نحوي بنظرات تبدو مشتاقة لكن ذلك يبدو خيال من قبلي أنا فقط!! ظللت انظر إليها بتلك النظرات فوجدتها تبعد نظراتها عني للناحية الأخرى ثم تعود إلى التحدث مع سافي وهانا، ليسرن بعدها نحو غرفة جانبية في المتجر.
بعد رحيل روزي والبقية إلى تلك الغرفة، فوجئت بثاندر يقترب منا بخطوات متمهلة نحونا، على وجهه ابتسامة دافئة، ابتسمت له أيضا وكذلك فعل البقية مثلي، دعوته كي يجلس معنا على الطاولة، ثم جاء إليه كوب من القهوة قيل أن سافي أوصت له به.
بدأ ثاندر في الحديث عن الأيام الماضية وما حدث فيها، الفتية بدأوا يتسألون عن تلك الشائعات التي تتناقلها الألسن حول ذلك المدعو خوليو! حاول ثاندر أن يخفض صوته بينما هو يتحدث إلينا، لم يكن يريد أن يسمعه أحد من البشر العاديين بكل تأكيد.
"الحقيقة يا شباب أن تلك الشائعات هي صحيحة مع الأسف! أخشى أننا سوف نخوض حربا جديدا! علينا أن نستعد لها! لقد جئت مع روزي كي أناقش الأمر مع ديفيد ومعك أنت أيضا ماثيو! هناك بعض الأشياء لابد أن نقوم بمناقشتها، بعض الخطط ربما يجب أن توضع!"
تلك كانت كلمات ثاندر لنا، بينما ينظر لنا بنظرات جادة و حازمة! أنا كنت أعلم جيدا أن تلك الشائعات حقيقة، لقد أخبرني جوزيف ذلك ليلة أمس بعدما عدت إلى البلدة، لكني لم أشأ أن أخبر الفتية، ليس بعد أن أكون واثقا من الأمر و ها هو ثاندر يصرح بالأمر على مسمع الجميع، يعلنها صريحة أن لابد من المواجهة!!
وجدت الجميع ينظر نحوي بقلق، لقد كنت الألفا الجديد لهم، لابد أنهم ينتظرون تعقيب مني على تلك الأخبار، أغمضت عيني بتفهم لنا، ثم قلت بنبرة هادئة:
"لا تقلق ثاندر، نحن قادرون على المواجهة بكل تأكيد، حتى لو عنى الأمر مقاتلة مصاصي الدماء!! رغم أن هناك معاهدة بيننا وبينهم لكن يبدو أنهم قد يخترقون تلك المعاهدة عند إنضمامهم إلى خوليو وجيشه!! نحن بالطبع علينا إجراء بعض التدريبات المكثفة! لكن ليس عليك أن تقلق من جهتنا نحن المستذئبين! عليك أن تقلق بشأن السحرة وتوحيد جبهتم أيضاً"
انهيت كلماتي تلك لثاندر، وجدته يهز رأسه بتفهم، على وجهه تعبير جاد وحازم، أخبرني بنبرة هادئة:
"يسعدني كون فريق المستذئبين خاصتك لديهم استعداد لأي شيء متوقع! كما أنك ليس عليك أن تقلق بشأن جانب السحرة، أنا واثق أن الجميع يعلم بشأن تلك الشائعات ويحاول أن يشحذ قواه من أجل المواجهة الكبرى، كما أنه أصبح لدينا سلاح فعال للغاية! شخص مدرب على أعلى مستوى، لديها مهارة كبرى، تلك المواجهة سوف تظهر قواه للجميع بكل تأكيد"
أومأت برأسي بتفهم مرة أخرى إلى ثاندر، فعل الجميع مثلي، لقد علمت أنه كان يتكلم عن روزي بكل تأكيد، ورغم ضيقي منها إلا أني أعلم أنها تستحق ذلك الثناء بكل تأكيد!!
الجميع بعدها بدأ يثرثر حول رؤيته لتلك الشائعات، فقط أنا من كنت أشعر بالضيق وودت لو ارحل من المتجر، كدت أن أفعل ذلك حقا، حينما فوجئت بها وهي تسير بخطوات سريعة نحو الخارج، تحمل في يدها الهاتف المحمول الخاص بها، لابد أنها تلقت مكالمة ولم تستطع سماعها في الداخل بسبب الإشارة السيئة في داخل تلك الغرفة.
لقاء مشتعل
ماثيو
وجدت نفسي انهض بسرعة كبيرة من على الطاولة حتى أن الجميع بدأ ينظر لي بتعجب وحيرة، نوح تطوع بسؤالي قائلا:
"ما الأمر ماثيو؟! هل هناك شيء ما خاطئ قد حدث؟!"
لكنني كنت مشغول البال بها هي، روزي، لذا لم اجب على سؤال نوح ذاك، بل تركته حائرا وسرت بخطوات سريعة نحو الخارج، حيث هي تتواجد بكل تأكيد.
حينما وصلت إلى حيث كانت تقف هي، أردت سماع المحادثة التي تقوم بها مع الطرف الآخر، لقد خمنت في نفسي أنها ربما قد حصلت على حبيب آخر غيري هناك، وها هو يتصل بها كي يطمئن على وصولها!!
تلك الأفكار قادتني إلى الغضب منها بشدة، كيف لها أن تنسى ما بيننا وتتخذ حييبا آخر؟! وأنا الأبله الذي مازلت أعيش على ذكرياتنا سويا بينما كنا حبيبين!!
أجل هي كانت خمس سنوات طوال! لكن من كان السبب في ذلك البعد!! هي من كانت السبب في ذلك بكل تأكيد!! أنا لم أسع إليه يوما، بل على العكس من ذلك!!
تمنيت لو استطيع ان أمسك بها بين يدي، ثم أهزها بقوة كبيرة، أخبرها لما قد فعلت ذلك!! لكنني لم افعل ذلك، بل أخذت أنصت إلى حديثها، لقد كانت تتحدث مع صوفي على الهاتف وليس صديق ما لعين! الأمر جعلني أشعر بالراحة بعض الشيء حقا!!
انتظرت حتى تنهي تلك المكالمة تلك، استدارت على عقبيها و واجهتني، رأيت على وجهها ملامح الصدمة، ثم تحولت إلى شيء آخر تماما! لم أتمالك نفسي حينها، وجدت نفسي أخبرها بنبرة ساخرة ومتهكمة قائلا:
"أنظروا من عاد إلينا أخيرا!! ترى هل قمت بحجز موعد عودتك أم ليس بعد؟!"
انهيت كلماتي تلك الساخرة، فوجئت بملامح وجهها تتحول من الراحة إلى العبوس والضيق، هي لم تجب على كلماتي تلك مما جعلني أشعر بمزيد من الغضب منها، عدت لاقول لها بنفس تلك النبرة الساخرة:
"ما بك روزي لم تجيبي على سؤالي لك؟! هل اكلت القطة لسانك أم ماذا يا ترى؟!"
الآن ملامح وجهها تحولت إلى الغضب الشديد، عينيها قد اتسعتا، ظهر فيهما بعض من الشرر، شفتيها قد زما بقوة! لا أعلم لما شعرت بالتسلية عند رؤيتها في تلك الحال!! فوجئت بها وهي تخبرني بنبرة موبخة وغاضبة:
"ما الأمر معك ماثيو؟! لماذا تخبرني بتلك الكلمات التافهة! هل تريد التشاجر معي!! اللعنة عليك ماثيو!"
سماعها وهي تتسأل بتلك الطريقة الغاضبة جعلني أشعر بمزيد من الغضب مثلها، ماذا كانت تنتظر مني تلك الفتاة أن أفعله!! هل كانت تنتظر مني أن أذهب إليها ثم افتح ذراعي لها وأقوم بمعانقتها بقوة كبيرة ثم اقبلها بشدة؟!
"هل افعلها إذا؟! أجعل تينك العينين الغاضبتين ترق وتلين!! تلك الشفتين تهمس مرددة اسمي أنا فقط! ليس بغضب كما فعلت الآن ولكن بشوق كبير!!"
أخبرت نفسي بذلك، ثم للغرابة وجدتني أفعلها، أقترب منها بسرعة كبيرة فاجأتها، أمسكت بها من أعلى ذراعيها! هززتها بقوة كبيرة بينما أهدر بها:
"بل اللعنة عليك أنت وألف لعنة روزي! على ما فعلتيه بي! على تلك المعاناة التي عانيتها في بعدك ذاك! أنت فتاة سيئة للغاية روزي! تدعين البراءة لكن من داخلك أنت مجرد فتاة سيئة حقا!!"
هدرت في وجهها بتلك الكلمات الغاضبة، ثم وجدتني أميل عليها برأسي، وحينما أصبحت على بعد سنتيمترات من وجهها، حدقت في داخل عينيها، وجدتها تتحول حقا ويظهر بهما تعبير آخر، تعبير قلق ربما! أكملت ما نويت فعله، هبط بشفتاي على شفتيها، أخذتهما بقوة، بدأت اقبلها بعمق، كنت أريدها أن تخنع لي حقا! تكف عن تلك الزمجرة أو تحاول الابتعاد عني!!
روزي
يا إلهي، ما الذي يحدث الآن، لقد شعرت بأحد ما يقف من خلفي بينما أنا أتلقى مكالمة صوفي، انهيت المكالمة ثم التفيت بجسدي للناحية الأخرى، فوجئت بآخر شخص أتوقع أن آراه الآن! لم يكن الشخص ذاك الذي يقف خلفي سوى ماثيو!
نظرت إليه بنظرات قلقة، فوجئت به وهو يخبرني بنبرة ساخرة ومتهكمة قائلا
" انظروا من قد عاد إلينا أخيرا! ترى هل قمت بحجز موعد عودتك أم ليس بعد روزي؟!"
لقد كان يسخر مني حقا، أعلم أنه غاضب بشدة مني، لكنني لم يكن لدي مزاج للشجار الآن، ورغم شوقي الشديد له، ورغبتي في التواجد معه إلا أني لا أريد مواجهته الآن! لأنني أعلم أنه يريد أن يفرغ غضبه مني في وجهي! أردت الابتعاد، لم اجب على كلماته تلك الساخرة، بل نظرت إلى أسفل عند حذائي محاولة أن اتماسك، لكنني فوجئت به وهو يخبرني بنبرة ساخرة ومتهكمة مرة أخرى:
"ما بك روزي لما لم تجيبي على سؤالي ذاك، هل أكلت القطة لسانك أم ماذا يا ترى؟!"
لكن تلك المرة لم استطع السيطرة على غضبي بعدما سخر مني بتلك الطريقة!! لذا بغضب شديد هدرت في وجهه قائلة:
"ما الأمر معك ماثيو؟! لما تتحدث معي بتلك الطريقة؟! هل تريد التشاجر معي إذا؟!"
فوجئت به بعدما ألقيت تلك الكلمات في وجهه وهو يقترب مني، يمسك بي بين يديه بقوة، يميل برأسه نحوي، ثم يلتقم شفتاي بشفتيه بطريقة غاضبة ومتملكة! يحاول إثبات قدرته علي! ترددت في البداية لكنني سمحت لنفسي بأن استمتع بتلك القبلة التي كنت اشتاق إليها كثيرا حقا! جعلته يعتقد أنه المسيطر.
القبلة لم أعلم كم استمرت بيننا، لكنني علمت أني كنت أشعر بشوق كبير نحو ماثيو، لقد شعرت فقط إني على قيد الحياة الآن، عندما عدت مرة أخرى إلى ماثيو!!
نظرت إليه بنظرات مترددة بعدما رفع رأسها مبتعدا عني، لم أكن أعلم كيف أقوم بمواجهته بعد استسلامي ذاك له، فقط همست له بنبرة خافتة بنبرة مرددة اسمه:
"ماثيو! أوه ماثيو!!"
لكني وجدته يبتعد عني فجأة ثم يقول بنبرة زاعقة هادرا في وجهي:
"لا، لا روزي! هذا لن ينفع أبدا؟!"
هدر في وجهي بتلك الكلمات ثم أبتعد عني سريعا، راحلا مرة أخرى نحو داخل المتجر، بينما كنت ارمقه أنا بنظرات مخزية! لقد استسلمت وها هي النتيجة لذلك!
حاولت بعد رحيل ماثيو أن أحاول أن اتماسك قليلا! لم أرد أن تراني والدتي وكذلك هانا في تلك الحال! رغما عني تجمعت الدموع في عيني! مسحتها بظهر يدي، كتمت تأوه متألم كاد يخرج من فمي! أغمضت عيني بقوة بعدها، صممت في داخلي على الصمود ومقاومة تلك الحال من الضعف! وحينما شعرت أنني أصبحت قادرة على مواجهة الجميع، عدت إلى الداخل بخطوات سريعة، حيث لابد أن هانا ووالدتي تنتظراني.
ماثيو
بعدما انتهيت من القبلة مع روزي، شعرت بنفسي وقد خف غضبي منها قليلا، لكنني لم أرد أن يحدث ذلك، لم أكن أرد أن يخف غضبي منها ويتلاشى بالتدريج! هي حتى لم تعتذر مني بعد! أنا لست ضعيف لتلك الدرجة!
حينما همست روزي لي، مرددة اسمي بصوت خافت، لا أعلم لما شعرت بقلبي يتخبط حينها، لذا أبعدتها عني بقوة، هدرت في وجهها زاعقا، بينما أقول:
"لا، لا روزي، ذلك لا ينفع أبدا!"
ثم رحلت بعدها مبتعدة عنها بخطوات سريعة نحو داخل المتجر، حيث الاصدقاء في انتظاري هناك!!
حينما دلفت إلى الداخل، توجهت نحو الطاولة خاصتنا، وجدت الآخرين مازالوا يتناقشون سويا، فوجئت بثاندر يوجه نظراته نحوي وكأنه كان يعلم بما كنت أقوم به في الخارج!! ذلك جعلني أشعر بالقلق حقا! لم أشأ أن يشهد أحد على حالة الضعف التي قد ألمت بي!!
لكنه ابعد نظراته عني ثم وجهها نحو أحد الفتية، مجيبا على سؤال قد سأله له، لم أرد أن أظل أكثر من هذا في المكان خاصة وأنا أعلم أنها في نفس ذات المكان، لذا وجهت حديثي نحو ثاندر وقلت له:
"لقد قلت سابقا أنك تريد الاجتماع بأبي ثاندر؟! هل تنوي الذهاب الآن أو سوف تجلس هنا المزيد من الوقت؟!"
بعدما أجاب ثاندر على سؤال أحد الفتية انتبه إلى سؤالي أنا له، هو فكر قليلا ثم قال بنبرة هادئة:
"سوف ألقي التحية على الفتيات بالداخل ثم أقوم باللحاق بك! على ما يبدو أنت تريد الرحيل الآن! أليس كذلك ماثيو!"
أنصت إلى سؤال ثاندر ذاك، قمت بهز رأسي موافقا على سؤاله، فأنا أردت الرحيل الآن حقا، كما أن ثاندر لديه سيارة يقودها يستطيع الذهاب بها إلى منزل عائلتي، وجدته يبتسم لي ثم يقول بنبرة هادئة:
"إذا ارحل أنت وأنا سوف أراك بعد ساعة من الآن"
أومأت برأسي إليه بتفهم ثم وجهت حديثي بعدها للفتية، أخبرتهم بنبرة مرحة قائلا:
"هيا يا شباب! أم تريدون أن تقضوا بقية اليوم في المتجر؟! أعلم أنه يقدم طعاما شهي! لكن ليس لدرجة أن نجلس فيه لأربع ساعات متواصلة!!"
الجميع ضحك على مزاحي ذاك معهم ثم بدأوا يتحركون من على مقاعدهم، هم نهضوا على اقدامهم، تناولوا حاجايتهم من على الطاولة، لأسير أنا بخطوات سريعة نحو الخارج وهم يسيرون من خلفي!
نهاية الفصل.
