" " " " " " " " ساحرة القطيع الفصل الخامس والعشرون
📁 آحدث المقالات

ساحرة القطيع الفصل الخامس والعشرون

 




خطأ كبير


ماثيو


لا أعلم ماذا حدث لأخي لكنه يبدو سعيدا هذه الليلة، وحينما قمت بسؤاله عن تلك الابتسامة المشرقة التي تعلو على وجهه، أخبرني أن هناك مفاجأة ولن يقولها إلا عند اجتماع جميع أفراد أسرتنا، وجدته يقوم فجأة بالهتاف بصوت عال، مناديا على الجميع حيث يقول:


"مام، داد من فضلكما تعاليا إلى هنا! هناك خبر هام أو اخباركم به!! هيا أسرعا بالمجيء حالا!"



ورغم تعجب الجميع من حالة جوزيف تلك، إلا أنهم أتوا على الفور، حتى شقيقتي الصغيرة جانا أتت هي الأخرى وتركت دراستها التي تهتم بها بقوة"


وقفنا جميعا ننتظر تصريح جوزيف لنا، وجدناه يقول بنبرة مرحة تملؤها السعادة قائلا:


"خمنوا ماذا؟! حفل زفافي أنا وهانا سوف يكون بعد أسبوع من الآن!! وخمنوا أيضاً أين سوف يقام الحفل!! أنه هنا! في حديقة منزلنا الخلفية!! أليس هذا رائعا حقا!!"


كانت ردة فعل والدتي على تصريح جوزيف هي الأقوى حقا، حينما صرخت بصوت عال، قفزت من مكانها نحوه بسرعة كبيرة، بدأت تعانقه بقوة، بينما تهتف بنبرة غير مصدقة قائلة:


"أنه أمر لا يصدق!! لا يصدق حقا! أنا سعيدة للغاية! سعيدة من أجلك جوزيف!! لا أصدق حقا!!"


بينما أنا ووالدي وقفنا متجمدين في المكان لا نصدق ما قاله جوزيف للتو! لقد حدد الرجل موعد زفافه والمكان الذي سوف يتم فيه، كما أن الموعد هو بعد أسبوع من الآن ليس أكثر من ذلك!! والدي هو من تحرك قبلي حيث اقترب من جوزيف، وضع يده على كتفه، بينما يخبره بنبرة فرحة وسعيدة قائلا:


"مبارك لك جوزيف! أنه لأمر رائع أن تحل تلك المشكلة حقا! ولكن هل أنت واثق من أن هانا سوف توافق على هذا الأمر؟! ألم تكن ترد أن يتم العرس في الكنيسة ثم في قاعة مجهزة ومزينة؟!"


ها هو صوت العقل قد أتى على لسان والدي، لقد كنت سوف أقوم بسؤال جوزيف ذاك السؤال كذلك، وهذا ما فعلته حينما قلت مؤيدا لكلمات أبي:


"مبارك أخي، ولكن أليس من المفترض أن تقوم بالتشاور مع هانا قبل أن تحدد ذلك الأمر؟! أم ماذا يا ترى؟! أنا أتفق مع أبي في هذا السؤال جوزيف!"


قلت لأخي تلك الكلمات ثم انتظرت جوابه أنا والجميع، فوجئت بعدها بردة فعل أخي، كان يضحك بصوت عال وبنبرة مرحة هو قال من وسط ضحكاته تلك:


"خمنوا ماذا؟! لقد كانت هانا من اقترحت علي هذا الاقتراح! في الحقيقة كانت روزي هي صاحبة تلك الفكرة الرائعة، لكم أود أن أقبل رأسها! هي فتاة ساحرة حقا!! والآن نحن سوف نبدأ بتجهيز المنزل منذ غداً!!"



استمعنا جميعا إلى كلمات جوزيف الفرحة تلك، لم أتعجب من كون روزي صاحبة تلك الفكرة، فهي دوما ما تفكر بأشياء لا يفكر فيها أحدا، تلك المرة اقتربت من أخي ثم عانقته بقوة بينما أنا اكرر تهنئتي له.


ها هو جوزيف يوشك على الزواج وقد أتم السابعة والعشرون من عمره، مما جعلني اتسأل هل سوف افعلها مثله حينما سوف أكون في مثل عمره! لقد اتتمت الثالثة والعشرين منذ سبعة أشهر وأنا في طريقي للرابعة والعشرين الآن! أتمنى أن أجد السعادة مثلما وجدها أخي جوزيف مع هانا تلك الفتاة اللطيفة! 


تلك الليلة، الجميع ناموا وعلى وجوههم السعادة، جوزيف على وشك الزواج، سوف يصبح له منزل خاص به، تلك الفيلا الصغيرة التي قاما بتأجيرها هو وهانا، انهيا فرشها وتعديلها على حسب ذوقهم، فبدت رائعة بحق، لقد رأيتها اليوم حينما مررت عليها، فهي ليست بعيدة عن منزلنا كثيرا.



روزي



لا أصدق أنه قد مر ستة أيام على مجئ إلى البلدة ثم بدئي في تزيين المنزل الخاص بعائلة جوزيف من أجل زفافه هو وهانا، لقد اعتدت الذهاب إلى هناك منذ العاشرة مساء، أعود بعد مغيب الشمس، أنها مكان رائع حقا، واسع أيضاً ويحتاج إلى مجهود، بعد الأشجار احتاجت إلى تقليم، العشب احتاج إلى الجز، لقد تواصلت مع شركة لتوريد أغراض الاعراس والمناسبات من مقاعد وطاولات، لكنني لم أسمح لأحد بالدخول إلى المنزل، فقد كنت أعلم جيدا أن عائلة ديفيد تحب الخصوصية و تقدرها مثل باقي عائلاتنا أيضاً.


المجهود كان شاق حقا، لكن كانت والدة جوزيف تساعدني من وقت لآخر، وكذلك شقيقته الصغرى لكن ليس على الدوام، الآن أقوم بنقل المقاعد إلى داخل المنزل والطاولات الصغيرة أيضا بعدما أفرغت شاحنة الشركة الشحنة ثم تركتها ورحلت.




ماثيو


خمس أيام مروا كالجحيم حقا! لقد كانت روزي تأت إلى منزلنا كل يوم منذ العاشرة صباحا حتى مغيب الشمس! الأمر كان صعبا للغاية، أن أقوم بتجاهلها بينما هي تحوم من حولي في المكان!! كيف لي أن لا أتأثر بوجودها من حولي! أنا لست سوى رجل! ولم أصنع من حجر! وهي رغم تعبها ذاك تبدو جميلة للغاية! أتساءل إن كانت تستعمل سحرها في عملها ذاك.


كل يوم أقف خلف نافذة غرفتي، أتطلع إليها دون أن تشعر هي، أراها تعمل بجهد في تجهيز المكان، لكن اليوم كان الجهد مضاعف عليها، أن تقوم بنقل تلك الطاولات إلى حيث الحديقة الخلفية لمنزلنا والمقاعد يبدو أمر متعب للغاية! لعنت بصوت عال بينما أستمع إلى لهاثها الذي وصل إلى أذني، فقد كانت لدي قوى سمع قوية للغاية، مما مكنني من سماعها. 


شهامتي لم تسمح لي بمزيد من الاختباء خلف نافذتي مرة أخرى، أسرعت في الخروج من الغرفة، نزلت إلى الطابق السفلي ركضا، سرت نحو الخارج حيث المقاعد والطاولات يقبعون، بدأت في حمل الكثير منهم بين يدي القويتين ثم سرت بهم نحو الداخل حيث الحديقة الخلفية لمنزلنا.


كانت ردة فعل روزي على رؤيتي وأنا أحمل تلك الأشياء بين يدي قوية للغاية! هي لم تكن تتوقع مني أن أقوم بذلك بكل تأكيد، فهي قد اعتادت على تجاهلي لها طوال الوقت، حتى أن التحية لم أكن القيها عليها، وقد فعلت هي المثل أيضاً! 


قمت بوضع الأشياء أرضا، هتفت بصوت عال مخبرا إياها:


"لا داعي للذهاب مرة أخرى للخارج، أنا سوف أقوم بجلب الباقي إلى هنا!"


قلت لها تلك الكلمات ثم ابتعدت عن الفور بينما أسير نحو الخارج مرة أخرى، لم أترك لها فرصة للرد، لكن هناك كلمة واحدة وصلتني منها، كانت:


"شكرا،،"


لكن بقية الجملة لم يصل لي لأنني كنت ابتعدت مسافة كبيرة عن محيط روزي كله! 



روزي



فوجئت بينما أنا أقوم بنقل المقاعد والطاولات الصغيرة إلى داخل المنزل في الحديقة الخلفية بظهور ماثيو المفاجئ لي وهو يحمل بين يديه عدة طاولات ومقاعد أيضاً بيدين صخمتين، شهقت بصوت عال من وقع المفاجأة، أردت أن اتحدث إليه لكنني فوجئت به وهو يخبرني بنبرة آمرة وبصوت عال قائلا:


"لا داع من الذهاب للخارج مرة أخرى أنا من سوف أجلب الاشياء إلى الداخل!!"


أنصت إلى كلماته تلك، فكرت في نفسي وأنا أتساءل لماذا هو يفعل ذلك معي الآن؟! ألم يكن يتجاهلني قبل ذلك! ماذا حدث اليوم ليكرر الظهور ويعرض علي قوة مهاراته، على أية حال أردت شكره على عرضه ذاك بينما أقول بنبرة هادئة ممتنة:


"شكرا لك ماثيو، أقدر لك ذلك حقا!"


لكن على ما يبدو أن كلماتي لم تصل إليه، فهو قد ركض تقريبا نحو الخارج! هذا تصرف غير لائق منه حقا! لقد كنت أحدثه! لقد كان أحمقا كبير حقا!


بعد عدة ثوان وجدته يجلب المزيد من الأشياء وحينما انتهت دقيقتين كان قد انتهى من نقل جميع الطاولات والمقاعد إلى الحديقة الخلفية، بدأت في هدوء شديد أرتب الطاولات ومن حولها المقاعد، هو بدأ في تقليدي في الأمر! لكنني لم أحبذ وجوده من حولي! فهو يجعلني أشعر بالتوتر حقا! لذا زفرت بصوت عال ثم وجهت إليه كلمات كانت:


"انظر ماثيو، اقدر مساعدتك حقا، لكن لا داعي لأن تساعدني في الأمر بعد الآن، أستطيع أن اتولى الأمر بمفردي منذ الآن! لذا إن أردت الرحيل والابتعاد لك ذلك!"


أخبرته بتلك الكلمات، كانت مبرر مني قدمته له كي يستغله ويرحل من المكان، لكن للمفاجاة هو ألتفت لي، أخذ ينظر إلي بنظرات غاضبة، ملامح وجهه تحولت إلى شيء آخر مخيف تماما، مما جعلني أتوقف عن ما أفعله ثم أتراجع عدة خطوات للخلف، محاولة الابتعاد عن مجاله الآن فهو على ما يبدو هناك نوبة غضب بدأت تتملكه!! 


لم أكد أبتعد عدة خطوات حتى فوجئت به وهو يركض نحوي بسرعة خارقة، يصل إلى حيث أقف، يمسك بي بقوة من أعلى ذراعي، يخبرني بنبرة غاضبة تشع كرها:


"ما الأمر روزي؟! بت لا تحبين تواجدي من حولك في المكان؟! مما يجعلني أتساءل هل هناك أحد آخر قد دخل إلى حياتك وأخذ مكاني؟! كما تعلمين من المفترض أن نكون حبيبين! أو ربما أكثر من ذلك!!"


هدر في وجهي بتلك الكلمات، صمت قليلا ثم همس في أذني بدت أجشة قائلا بهمس شديد جعل أطراف جسدي تذوب كلية:


"أو ربما عاشقين!!"


قال تلك الكلمات ثم غمز لي بعينه بوقاحة شديدة، الأمر الذي جعلني أحاول أن أبتعد عنها بخوف شديد!! 



ماثيو 


لا أصدق حقا وقاحة تلك الفتاة، لقد عرضت عليها المساعدة، لكنها بكل نكران للجميل و وقاحة أخبرتني أنها لم تعد مساعدة بعد الآن، فقد انتهيت من نقلي لجميع الطاولات والمقاعد ثم بعدها بدأت في تقليدها كما كانت هي تفعل، لقد كنت احاول تقديم المساعدة ليس أكثر لكنها رفضت مساعدتي تلك، حتى أنها زفرت بضيق في وجهي بينما هي تقول لي أنها لم ترد المساعدة بعد الآن!


غضب شديد تمكن مني نحوها، مما جعلني اتسأل لما هي قالت تلك الكلمات؟ هل هي أصبحت مع أحد آخر فلم تعد صحبتي مسلية بالنسبة لها، جحيم الغضب اشتعل في داخلي، مما جعلني اسير نحوها بسرعة خارقة، أمسك بها من أعلى ذراعيها ثم أهدر بها بصوت عال


"هل صحبتي أضحت غير مسلية روزي! ربما التقيت بأحد آخر غير، فمن المفترض أن نكون حبيبين كما تعلمين روزي!"


قلت تلك الكلمات لها، ثم همست بعدها في أذنها بكلمة وقحة حينما قلت:


"أو عشقين ربما!"


ثم غمزت لها بعيني بوقاحة شديدة مما جعل جسدها يرتعش بين يدي، ثم ظهرت علامات الخوف مني على وجهها أيضاً، الأمر الذي جعلني أشعر بتسلية كبيرة من الأمر ذاك، بدأت أقترب منها أكثر، وضعت شفتاي على شفتيها، أخذت اقبلها بقوة كبيرة على شفتيها، بينما هي تحاول مقاومتي لكنها لم تنجح في ذلك، هي استسلمت لي في النهاية.


لم استطع الاكتفاء من تلك القبلات، أردت المزيد من روزي تلك المرة، فكرة أنها ربما حصلت على حبيب غيري أو عشيق جعلت جسدي يشتعل من الغضب، شددت احكامي على جسدها، بدأت يداي تتمادي في لمساتي على جسدها، شعرت بها وهي تتجاوب معي، لكن حينما وصلت يدي إلى مقدمة قميصها وجدتها تحاول التراجع وعادت تقاوم من جديد!


تفاجئت من ردة فعلها فقد ظننت أنها موافقة على ما أفعله، لكنها بدأت تنتفض وتحاول الابتعاد، لكنني ارغمتها على البقاء حبيسة بين ذراعي، شعرت بسائل ما ينزل على شفتيها وقمت بتذوقه، لقد كانت دموع روزي! هي كانت تبكي! رفعت رأسي مبتعدا عنها، هدرت في وجهها بصوت عال بينما أقول:


"تبكين روزي! أنت لي ولن أسمح لأحد آخر غيري أن يأخذك! هل تفهمين ذلك؟!"


صرخت بها بتلك الكلمات، حاولت أن اقبلها بقوة مرة أخرى لكنها لفت وجهها للناحية الأخرى بينما تقول بنبرة يشوبها البكاء:


"لا تفعل ذلك ماثيو! أرجوك لا تفعل ذلك! لا تجعلني أكرهك! أرجوك لا تفعل هذا معي!"


تلك الكلمات الباكية التي نطقت بها روزي جعلتني أبتعد عنها حقا، لقد جعلتني أشعر بالخجل منها، لقد كدت حقا أن انتهك براءة روزي في نوبة غضب مني! شعرت بالاشمئزاز من نفسي حقا، تراجعت عنها، أخبرتها بنبرة معتذرة قائلا:


"أنا آسف روزي! لم أشأ أن تصل الأمور لتلك الدرجة! صدقيني لن أحاول أن أقترب منك مجددا!"


أخبرتها بتلك الكلمات ثم ابتعدت عنها راحلا على الفور وأنا أشعر بالعار والخزي من نفسي، واثقا من أن روزي قد كرهتني إلى الأبد .



لقاء هام


روزي


لم اصدق ما حدث للتو بيني وبين ماثيو، لقد بدأ الأمر بقبلة قاسية من قبل ماثيو لي، يحاول بها معاقبتي على شئ ما قد فعلته أو قلته!! لكن ماثيو في الأمر حقا، لقد حاولت مقاومته والابتعاد عنه، هو حاول لمسي لمسات غير بريئة وكأنني عاهرة ما! وددت لو استطيع صفعه على وجهه، لقد وصل به الأمر إلى أن يحاول أن يفتح مقدمة قميصي! ما به؟! هل جن مثلا! 


رغما عني تساقطت دموع عيني، وقد نجح ذلك في جعله يبتعد عني، لكنه أخذ يهدر في وجهي بأني له وليس ملك أحد آخر، ثم حاول أن يقبلني مرة أخرى لكنني وجهت رأسي للناحية الأخرى، أخبرته بعدها بنبرة بدت متوسلة 


"لا تفعل ذلك الأمر بي ماثيو أرجوك لا تفعل!"


على ما يبدو أن تلك الكلمات المتوسلة جعلته يتراجع مبتعدا عني بعدة خطوات ثم أخبرني بنبرة معتذرة أنه آسف على ما فعله لي للتو، حتى أنه تعهد أمامي أنه لن يحاول الاقتراب مني مرة أخرى ثم رحل مبتعدا عني بخطوات سريعة.


نظرت في آثره، لقد رحل بالفعل، بعدما جعلني أشعر بالخوف منه، لا أعلم متى تحول ماثيو إلى ذلك الشاب الناقم! هو لم يكن هكذا يوما! هل ابتعادي عنه كان السبب في كل ذلك؟! هل أنا من صنعت منه ذلك الوحش الذي كاد ينتهك حرمة جسدي للتو!


تلك التساؤلات دارت في عقلي، شعرت بألم شديد في قلبي، بدأت دموعي في الهطول، لم أرد أن أظل ثانية واحدة أخرى في ذلك المكان لذا أسرعت في الركض نحو الخارج بعدما جذبت حقيبة كتفي وهرولت نحو الخارج هربا من شبح ما.



ماثيو


بعدما ابتعدت عن روزي، توجهت نحو الدرج على الفور، صعدت إلى غرفتي ثم أغلقت الباب من خلفي بقوة! شعور كبير بالخزي من نفسي ومن تهوري، سرت نحو الفراش ثم ألقيت بجسدي عليه بقوة، أغمضت عيني وزفرت بقوة كبيرة، فوجئت بعدها برنين الهاتف المحمول خاصتي! تسألت من قد يكون المتصل!! 


نهضت على الفور من على الفراش، بدأت في البحث عن الهاتف، وجدته قابع على طاولة الزينة، حينما نظرت إلى شاشته فوجئت باسم ثاندر يعلو على الشاشة، قمت بفتح الاتصال على الفور وقلت:


"هاي ثاندر! ما الأمر؟!"


أجاب ثاندر على كلماتي تلك قائلا بنبرة هادئة:


"هاي ماثيو! انظر، لقد تواصلت مع جماعة مصاصي الدماء تلك، حددت معهم موعد للقاء معا! هم اختاروا أن سبب يكون اليوم في مكان محايد لكما!!"


أنصت إلى كلمات ثاندر، أخبرته بنبرة هادئة:


"حسنا! تلك أخبار جيدة ثاندر! إذا من سوف يذهب معي للقاء! وما المكان الذي سوف يكون فيه ذلك الموعد المرتقب؟!"


أخبرت ثاندر بذلك ثم انتظرت إجابته على سؤالي، هو قال بنبرة هادئة:


"حسنا بذلك الشأن لقد اختاروا مكانا خاص بنا نحن السحرة كجانب محايد بينكما! كما أنهم طلبوا حضور واحد منا من الزعماء، لذا فأنا أخبرتهم أن ملكة الساحرات خاصتنا سوف تحضر ذلك اللقاء، عليكما أن تقوما بتنسيق الأمر بينكما، أنا سوف أحضر قبل الموعد بكل تأكيد وانتظركما هناك في القصر القديم خاصتنا!"


أنصت إلى كلمات ثاندر بحذر شديد وحرص، لقد ذكر اسم روزي في الأمر، فهي ملكة الساحرات، وهذا يعني أننا سوف نضطر إلى رؤية بعضنا البعض مرة أخرى اليوم، أشك أن روزي سوف تقبل ذلك الأمر، ربما هي ترفض الحضور!!


لم أرد أن أظهر شيئا أمام ثاندر لذا أخبرته بنبرة هادئة قائلا: 


"حسنا، سوف أقوم بذلك بالطبع! متى موعد اللقاء ثاندر ؟!"


قمت بسؤال ثاندر عن الموعد فوجدته يقول بنبرة متحمسة:


"أنه في السابعة مساء، لكن عليك أن تكون جاهزا قبل ذلك بالتأكيد!" 


كنت أويد كلمات ثاندر تلك واوافق على اقتراحه ذاك لذا أخبرته قائلا:


"سوف أفعل ذلك بالطبع! هل أخبرت روزي عن الأمر؟! أم لم تخبرها عنه بعد؟!"


كان جواب ثاندر على سؤالي حول روزي هو:


"لا، لم أخبر روزي بذلك بعد! لكنني سوف أفعل بعدما انتهي من الحديث معك بكل تأكيد! والآن هيا سوف اغلق المكالمة كي اتصل بها، فكما تعلم النساء يحتجن لوقت طويل من أجل الاستعداد للخروج من المنزل!"


قال ثاندر تلك الكلمات ثم أخذ يضحك بصوت عال، كنت سوف أضحك أنا الآخر بصوت عال على تلك المزحة لكن مزاجي السئ لا يسمح لي بفعل ذلك، لذا أخبرت ثاندر بنبرة هادئة:


"أجل بالطبع أنت محق ثاندر، إلى اللقاء!"


أخبرته بتلك الكلمات ثم أغلقت المكالمة الهاتفية معه، تمنيت أن يلاحظ عدم مبادلتي المزاح معه!! 



روزي


استطعت أن أتمالك نفسي بينما أسير نحو منزلنا الخاص، وحينما وصلت إليه وجدت أن والدتي تجلس بصحبة هانا في غرفة المعيشة، على ما يبدو كانتا للتو قد عادتا للمنزل بعد يوم تسوق مزدحم! فهناك حقائب كثيرة من حولهما في المكان! نظرت لهما وحاولت وضع ابتسامة مزيفة على وجهي بينما أنا أسير نحوهما، ألقيت عليهما التحية أيضاً! 


"هاي، كيف حالكما اليوم؟! أرى الكثير من حقائب التسوق! أتمنى أن يكون لي نصيب منها!!"


أخبرتهما بتلك الكلمات المازحة، ثم استكملت طريقي إلى حيث الأريكة التي تجلسان عليها!!، أخذت أنظر إلى ذلك الثوب الذي كانت تحمله هانا في يدها، كان بلون فيروزي داكن، لديه لمعة خفيفة، طوله متوسط، قد يصل إلى فوق الركبة بقليل، مما يجعله مناسب لجميع المناسبات، الأمر الذي جعلني أعجب به للغاية وتمني أن امتلك واحدا مثله!! 


بينما أنظر إلى ذلك الثوب بإعجاب شديد، فوجئت بهانا تبتسم لي بوجه مشرق ثم تغمز بعينها اليمنى لمام، هي قالت بعدها بنبرة مرحة ومازحة:


"إن روزي ساحرة ماهرة قطعا مام؟! أليس كذلك؟!"


وجدت مام تبتسم هي أيضا ثم تضحك على مزاح هانا ذاك، هي نهضت من على الأريكة، مدت يدها لتتناول الثوب الذي بيد هانا، ثم اقتربت مني به، مدته لي ثم قالت بينما بنبرة حنونة ودافئة قائلة:


"إنه لك صغيرتي! ذلك الثوب هو من أجلك أنت وليس من أجل هانا!! والآن هيا أخبريني كيف وجدت ذوقي في اختيار أثواب السهرة روزي؟!"


لم أصدق ذلك حقا!! لقد كان هذا الثوب من أجلي أنا وليس من أجل هانا، وأنا التي تمنيت أن يكون لدي واحدا مثله، أمسكت الثوب بين يدي ثم وضعته على جسدي كي أراه مناسبا على جسدي! كانت والدتي وكذلك هانا تنظران لي بفرح كبير، اقتربت من أمي بينما أخبرها بنبرة فرحة:


"حقا هو من أجلي أنا! أنا سعيدة للغاية من أجل ذلك الأمر! لقد قمتا بتذكري حقا؟!"


قلت لهما ذلك بنبرة ممتنة ثم ملت على مام، وضعت قبلة دافئة على وجنتها بينما أقول لها:


"لقد أحببته للغاية! شكرا لك مام! أنا أقدر ذلك بشدة!"


أخبرت مام بتلك الكلمات ثم ابتسمت لها بحب كبير، ابتسمت هي الأخرى ثم قالت بنبرة حنونة ودافئة:


"لا داعي للشكر روزي، أنت صغيرتي الحبيبة وأنا أكون سعيدة للغاية حينما انتقي لك شئ قد تحبينه! والآن ما رأيك في تجربة الثوب الآن؟!"


أنصت إلى كلمات مام تلك بحب كبير، ابتسمت لها أيضاً، كدت أهز رأسي موافقة على اقتراحها ذاك عندما وصل إلي صوت رنين هاتفي المحمول! رفعت حاجبي الأيمن بتعجب وتساءلت من قد يكون المتصل، ممدت يدي بالثوب إلى مام، ثم بدأت في إخراج هاتفي المحمول من داخل حقيبة الكتف خاصتي!


حينما نظرت إلى شاشة الهاتف فوجئت باسم ثاندر يعلو شاشة الهاتف، فتحت المكالمة الهاتفية على الفور وانتظرت أن يتحدث، فوجدته يقول بنبرة هادئة:


"هاي روزي! لقد تحدد موعد ذلك الاجتماع مع قائدي مصاصي الدماء! وخمني ماذا؟! أنه اليوم، سوف يكون في القصر القديم الخاص بنا! والآن أنت تتسألين لما قد أخبرك بذلك كله! أليس هذا صحيحا؟!"


تعجبت حقا من كلمات ثاندر إلي، وتساءلت بالطبع لما هو يخبرني بذلك الآن، هل لأنني أنا ملكة الساحرات أم ماذا!! لكنني وجدته يخبرني بنبرة جادة تلك المرة قائلا:


"في الحقيقة روزي هم طلبوا حضور واحد من زعماء السحرة لذلك الاجتماع بالطبع لم يكن أحد مثالي لذلك سواك أنت! هم يريدون أن يكون احد ما محايدا منا نحن السحرة، كما تعلمين هناك عداء خفي بين المستذئبين وبين مصاصي الدماء، حتى لو كانت هناك معاهدة بينهما، مازال التوتر يسود تلك العلاقة!!"


كنت أكثر من متفهمة لكلمات ثاندر تلك، في الحقيقة أنا مؤيدة لذلك الاقتراح، وجود أحد من جانب فريق السحرة، لكن أن تكون أنا هو أمر بات صعبا بعض الشيء، بعد ما حدث بيننا أنا وماثيو منذ قليل، لكن من ناحية أخرى، لابد من قيامي بذلك لأني لدي دور كي أوديه، لقد حان الوقت لإظهار قوتي أمام الجميع! 


بنبرة هادئة أخبرت ثاندر:


"حسنا ثاندر! سوف أفعل ذلك، فقط أخبرني متى الموعد كي أستعد له!"


"أنه في السابعة مساء، سوف اسبقكما إلى هناك أنت وماثيو! استعدي جيدا روزي! أريدك أن تريهم من تكون ملكة الساحرات حقا، حتى ولو كانت فتاة طيبة ولطيفة مثلك لكن الجانب القوي لابد أن يظهر صغيرتي!!"


أيدت ثاندر في كلماته تلك، بينما أنصت إليه، أغلقت المكالمة بعدها معه، ثم نظرت إلى أمي التي أرادت معرفة سبب اتصال ثاندر بي الآن، بدأت أسرد لها كل ما حدث، تفهمت هي الأمر، لكن تبقى شئ لم أقوم بالتفكير فيه، أنا لم أكن أمتلك ثوبا يليق بمناسبة كتلك فمعظم ملابس كانت كاجوال، قلت بصوت عال أمام والدتي وهانا:


"لكنني لا امتلك ثوبا مناسبا لتلك المناسبة، ماذا أفعل؟!"


قلت ذلك بصوت يائس، فوجئت بتحديق والدتي بهانا ثم بي لتضحك بعدها بصوت عال ومن بعدها هانا شاركتها الضحك، رغم أني لم أفهم سبب ذلك الضحك وأخذت انظر إليهما بتعجب وحيرة.


بينما هما الاثنتان ظلتا تنظران نحوي بنظرات متسلية، هانا بدأت في السير في دائرة من حولي، بينما مام بدأت في الاقتراب مني ثم وضعت يدها على رأسي، أخذت تتفحص شعري بهدوء شديد وتركيز أيضاً، كان مربوطا في ربطة شعر مطاطية، هي قامت بنزعها، تحدثت بعدها إلى هانا ثم أخبرتها بنبرة بدت جدية:


"ما رأيك هانا؟! ما هي تصفيفة الشعر التي سوف تليق بروزي وبوجهها؟!


اقتربت هانا مني كي تتفحص شعري هي الآخرى، بعدما أستمعت إلى كلمات مام، بدأت في التفكير بتمعن، ثم ابتسمت لها بتسلية كبيرة بينما تقول لها 


"لقد علمت ما يجب فعله مع روزي!!"


الأمر الذي جعلني أشعر بالقلق والحيرة من كلمات هانا تلك! فأنا لم اصفف شعري كما تفعل الفتيات من قبل!! كما أنني لم أضع تلك المساحيق التي يضعونها على وجوههن، أخشى أن لا أكون جميلة في تلك الأشياء ويظهر بعدها كوني كارثة كبرى وذات مظهر بائس حقا!!


نهاية الفصل 


 الناشر / موقع حكايتنا للنشر الالكتروني

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
تعليقات