" " " " " " " " ساحرة القطيع الفصل السادس والعشرون
📁 آحدث المقالات

ساحرة القطيع الفصل السادس والعشرون

 



خطة البداية 


روزي


لم أصدق ما أراه الآن أمام عيناي في المرآة، لقد تغير مظهري تماما بعدما ارتديت ذلك الثوب الفيروزي اللامع الجديد، كما أن تصفيفة الشعر الفرنسية التي قامت بها مام في شعري كانت رائعة للغاية، هي أعطت لي مزيدا من السنوات على عمري فجعلتني أبدو في عمر أكبر قليلا، مساحيق التجميل التي وضعتها هانا على وجهي أكملت من تمام مظهري، هي كانت متناسقة مع ملامح وجهي لذا لم أبدو مبتذلة، فقط كنت أبدو جميلة للغاية.


"أوه،، هذه لا تبدو أنا! ولكن الأمر مثيرا حقا!!"


كانت تلك هي كلماتي بينما أنظر إلى المرآة، والدتي وقفت بجواري وكذلك فعلت هانا، كانتا تتطلعان أيضاً على مظهري بإعجاب شديد، قمت بشكرهما على دعمهما لي وعلى ذلك المظهر الجميل الذي أبدو فيه الآن بمساعدتهما لي! ابتسمت لهما في المرآة بينما أهمس لهما بنبرة خافتة:


"شكرا لكما"


ابتسمتا لي هما الاثنتان أيضاً، لأقوم بعدها بإخبارهما بنبرة مرحة ممازحة إياهما:


"كم أود أن أظل هنا كي أقوم بشكركما كما ينبغي لكن مع الأسف الساعة أصبحت السادسة، وإن ظللت أثرثر فلن أذهب في الموعد في وقت مضبوط، لذا سوف أذهب الآن وأتمنى أن يكون ثاندر قد جاء كي يقلني معه إلى ذلك القصر القديم"


قلت أنا ذلك بينما ارسم على وجهي ابتسامة ودودة ومرحة، بدأت في السير نحو الخارج، حاولت التأقلم حقا مع الحذاء ذو الكعب العالي الخاص بهانا وقد اعرتني إياه! فأنا لم أرتدي الكعب بكثرة، فقط حذاء منخض للغاية، رياضي على الأرجح.


مام وهانا نزلتا معي إلى الطابق السفلي، بحثت بعيناي عن لوكاس، لم يكن في المنزل، لربما هو في مكان ما في الخارج، لم أكد اتحدث بكلمة واحدة حتى فوجئنا جميعا برنين جرس باب المنزل، نظرنا إلى بعضنا بحيرة، هانا تطوعت بالذهاب لفتح الباب، وحينما هي فعلت كانت المفاجأة الكبرى من نصيبي أنا! فلم يكن ذلك الشخص الذي يرن جرس باب المنزل سوى ماثيو! 



لم أصدق أنه قد جاء إلى منزلنا حقا، وعلى ما يبدو هو جاء من أجلي، فقد تذكرت كلمات ثاندر حينما أخبرني في وقت سابق أنني سوف أذهب بصحبة ماثيو إلى القصر القديم، وها هو جاء كي يقلني معه! كان يبدو وسيما للغاية في بذلته الرسمية تلك، بدأ فيها شخص جاد، واثق من نفسه وحازم أيضاً، تمنيت أن أذهب إليه، أعدل له ربطة العنق تلك قليلا ثم أدع قبلة دافئة على وجنته! لكنني لن أفعل ذلك بكل تأكيد!


فأنا مازلت غاضبة منه وبقوة كبيرة أيضا!! فلولا أن ذهابي هو أمر ضروري لم أكن أذهب على الإطلاق، استمعت إليه بينما هو يلقي التحية على الجميع وهو يقول بنبرة هادئة:


"مساء الخير، سافي، هانا، وروزي!! في الحقيقة لقد كي اصطحبك معي إلى ذلك اللقاء! لابد أن ثاندر قد أخبرك عنه في وقت سابق من الآن؟!"


أنصت إلى كلمات ماثيو، قمت بهز رأسي موافقة على سؤاله ذاك، أخبرته بنبرة جادة وباردة بعض الشيء:


"أجل هو قد أخبرني والآن أنا جاهزة للرحيل، هلا فعلنا ذلك الآن! فلا نريد أن نتأخر على موعدنا مع الآخرين!"


"بالطبع نحن لا نريد ذلك آنسة روزي!"


ذلك كان جواب ماثيو الذي يبدو ساخرا بعض الشيء على حديثي له، تقبلت الأمر بهدوء ثم ودعت مام وهانا وكذلك فعل هو، لأسير بعدها نحو الخارج وهو من خلفي! 



ماثيو


لم أعلم كيف اتصرف في ذلك الأمر حقا، لقد طلب مني أن أقوم باصطحاب روزي معي إلى القصر القديم! هو بالطبع لا يعلم شيئا عن خلافنا معا! لا أحد يعلم عنه في الحقيقة، في النهاية حزمت أمري في النهاية! قمت بالحصول على حماما منعش ثم ارتديت البذلة الرسمية ذات اللون الكحلي الداكن التي كانت لي، حاولت أن أقوم بضبط رابطة العنق جيدا أمام المرآة، هي أخذت مني الكثير من الوقت لكنها ضبطت في النهاية، لأقوم بعدها بتصفيف شعري جيدا.


بعد التأكد من تمام مظهري نزلت للطابق السفلي، تناولت مفتاح السيارة الالكتروني الخاص بجوزيف أخي، فهو قد تركه لي حينما أخبرته أنني أريد استعارتها منه من أجل ذلك اللقاء! انطلقت بعدها نحو الخارج، ركبت في داخل السيارة في مقعد السائق ثم سرت بها فورا.


حينما وصلت إلى منزل عائلة روزي، ترددت في الضغط على جرس باب المنزل، لكنني زفرت بصوت عال، أغمضت عيني بقوة، لم أرد أن يؤثر ما حدث بيننا في وقت سابق على ذلك الأمر، ضغطت على زر باب المنزل وانتظرت الإجابة بعدها.


كانت هانا هي من فتحت لي باب المنزل، لكن عيناي لم ترى سواها هي، روزي! كانت رائعة بحق في ذلك الثوب الفيروزي اللامع الذي يلائم عينيها الزرقاوين! بدت أكثر من رائعة! وددت لو سرت إليها، اخذتها بين ذراعي، قبلتها بنعومة ودفء! لكنها ظلت مجرد أمنية فقط! 


قمت بإلقاء التحية على الجميع، حتى لا يلاحظ أحد الارتباك الذي حدث لي، نظرت إليها مجددا، كانت تنظر لي بنظرات بدت عاشقة، لكنها سرعان ما استبدلتها بنظرات باردة، حتى حينما تحدثت خرجت منها الكلمات جامدة وباردة أيضاً!  


استمعت إلى حديثها بأنها مستعدة للرحيل ولا تريد أن تتأخر عن الموعد، أخبرتها أنني أؤيدها في الأمر، ثم انطلقنا بعدها نحو الخارج حيث سيارة جوزيف قمت بركنها في الباحة الأمامية للمنزل! 


انطلقت بالسيارة بعدما جلست في مقعد السائق بينما جلست روزي في المقعد المجاور لي، لم يكن لدى أي منا أي كلمات قد تقال، لذا الرحلة إلى القصر القديم كانت صامتة للغاية، وحينما وصلنا للمكان، هي نزلت على الفور، لم تنتظر أن أهبط أنا وافتح الباب لها.


حاولت أن اتقبل كل ما تفعل روزي اليوم، فأنا استحق منها كل شيء، التجاهل، الغضب، الازدراء أيضاً، بهدوء شديد هي سارت نحو مدخل القصر، كنت خلفها، القصر كان مضاء من الداخل والخارج، هناك بعض الحرص الذين تعرفوا علينا، كاميرات مخفية أيضاً في المكان استطعت أن ألمحها!! 


حينما دخلنا إلى داخل القصر، كان يبدو وكأنه قد تم الاعتناء به وتنظيمه جيدا، سرنا سويا حيث غرفة الاجتماعات، كان عليها حراس من الخارج أيضا، أحدهم تابع لثاندر، تعرف علينا وسمح لنا بالدخول، بينما الآخرين بدوا غريبين حقا، ربما هم مصاصي دماء!! 



دلفنا إلى داخل غرفة الاجتماعات، وجدنا ثاندر يجلس هناك على المائدة الضخمة التي تشغل حيز كبير من الغرفة، بمقاعدها الستة وثلاثين، على سطحها كانت تنتشر زجاجات مياه، زهور في أواني الزهور أيضاً.


سرنا نحن الطاولة بهدوء شديد، ألقينا التحية على جميع الجالسين، اتخذنا مقاعدنا أنا وروزي بجوار بعضنا البعض، وللمفاجأة الكبرى كان لوكاس هناك أيضا يحتل جانب من الطاولة مع بعض من زملائه في فريق صيادي السحرة، يبدو أنهم قد دعوا للاجتماع أيضا.


كانت ردة فعل روزي للعجب هادئة، ربما هي كانت تعلم عن وجود لوكاس في ذلك الاجتماع هو الآخر مع فريقه

بدأ ثاندر في تعريف الجميع بصوت عال، هو هتف باسم زعماء مصاصي الدماء بينما يقول:


"لقد اجتمعنا اليوم جميعا من أجل مناقشة أمر الجيش الذي يقوم بتجهيزه خوليو، المساعد السابق للشيطان سانتوس والذي قضي عليه في الحرب الأخيرة، لذا أرى قبل بدء هذا الاجتماع بأن أقوم بتعريف جميع الحضور لبعضهم البعض، في البداية سوف أقوم بتعريف زعماء مصاصي الدماء، أقدم لكما جميعاً، السيد كلاوس، السيد دايمون، والسيد ستيفان"


قمت أنا بهز رأسي كتحية لهم، وفعل الجميع مثلي أيضا، بعدها قلت بصوت عال 


"تشرفت بمعرفتكم سيد كلاوس، دايمون وأيضا بالتأكيد تشرفت بمعرفتك سيد ستيفان" 


ابتسم لي الجميع على تلك التحية من قبلي!! 


 ليبدأ ثاندر بعدها في تعريفنا نحن أنا وروزي، هو قال بصوت عال:


"سادتي أود أن أقدم لكما أيضا، السيد ماثيو الألفا الجديد لقطيع المستذئبين خلفا لوالده السيد ديفيد المعروف للجميع للطبع، وهذه هي الآنسة روزاليتا ابنة السيد سانتوس والسيدة سافانا، والتي تكون ملكة الساحرات في الوقت الراهن، وقد سعدت جدا بتتويجها في وقت سابق!!"


الآخرين فعلوا كما فعلنا نحن، هم هزوا رأسهم بتحية، ثم قال الرجل الذي يدعى كلاوس بصوت هادئ


"تشرفت بمعرفتكما، ماثيو، والآنسة روزاليتا بالتأكيد!"


بينما الرجل الذي يدعى دايمون قال بنبرة بدت متسلية بعض الشيء


"تشرفت بمعرفتك آنسة روزي، لقد سمعت عنك كثيرا حقا، لكن ما سمعت لا يمثل شيئا مما أراه أمام عيني الآن!! أنت حقا فتاة ساحرة روزي، لقب يليق بصاحبته بكل تأكيد!!"


كلمات ذلك الرجل المتبجحة، جعلت غضبي يشتعل حقا، وددت لو انهض بسرعة كبيرة ثم أذهب لذلك المتفكه، الكمه في فكه حتى يعلم كيف يقوم بمغازلة روزي أمامي بتلك الطريقة! لكن ما منعني من ذلك هو نظرات ثاندر المحذرة لي كذلك لوكاس أشار لي أن أهدى ولا أحاول افتعال شجار الآن! كما أن الرجل الذي يبدو مهذبا بينهم لكزه بقوة كبيرة في معدته مما جعله يصدر صوت تأوه متألم، بينما الرجل الآخر كلاوس هدر فيه بصوت عال قائلا:


"دايمون!! توقف عن ذلك العبث! لدينا شيء هام لابد من مناقشته، من فضلك سيد ثاندر أكمل تعريفك للجميع حتى يتسنى لنا جميعا بدء هذا الإجتماع!!"


كلمات ذلك الرجل أعجبتني، حاولت أن أهدئ من غضبي، فلا المكان ولا الوقت يسمحان بذلك، أخرجت زفرة ضيق من فمي، عدت أستمع إلى كلمات ثاندر التي كان يعرف فيها لوكاس وباقي الفريق خاصته، الجميع هز رأسه بتحية تقدير لهما، ليبدأ بعدها ثاندر ذاك الاجتماع.


قاد ثاندر الاجتماع ببراعة، عرض على الجميع الموقف الذي سوف تتم مواجهته إذا حدث وقام المدعو خوليو بالهجوم على فريق السحرة والمستذئبين بجيشه المزعوم ذاك، وحينما جاء ذكر انضمام بعض من مصاصي الدماء إلى ذلك الفريق، كان رد المدعو كلاوس هو أن قال بنبرة هادئة: 


"في الحقيقة هناك بعض الأمور التي لابد أن توضح قبل الخوض في تفاصيل ذلك الاجتماع، إن هؤلاء مصاصي الدماء الذين انضموا لجيش المدعو خوليو هم ليسوا سوى منشقين عن فريق مصاصي الدماء


 فنحن كما تعلمون، قمنا بتوقيع معاهدة سلام بيننا وبين فريق المستذئبين بقيادة السيد ديفيد، والدك يا ماثيو! لذا تقنيا نحن لم نحن تلك المعاهدة! فهؤلاء المنشقين لم يعودوا من فريقنا، هم في الأصل ليسوا مصاصي دماء أصليين!


بل هم في الواقع نوع هجين من مصاصي الدماء وبين كائن آخر من الصيادين! كانت بيننا مشاكل منذ سنوات طويلة، حتى جاء قائدهم في النهاية وأعلن تمرده على فريقنا مما جعلنا نطردهم من دائرة الحماية خاصتنا، وها هم ينضمون إلى جيش خوليو في الوقت الحالي"



الجميع أنصت بجدية وتركيز لكلمات المدعو كارلوس، لقد شرح حقيقة ما حدث بين فريق مصاصي الدماء وبين هؤلاء المنشقين، إذا بتلك الطريقة فإن فريق مصاصي الدماء لم يخلف المعاهدة بيننا بل على العكس من ذلك تماما، هم مازالوا متمسكين بها، وحضورهم اليوم في ذلك الاجتماع هو دليل على ذلك! 



ثاندر من بدأ الحديث على تلك الكلمات التي قيلت للتو، هو قال بنبرة هادئة:


"في الواقع إن هذا الأمر هو أكثر من رائع! فهذا يعني أننا جميعا على هذه الطاولة لدينا نفس الهدف! القضاء على جيش خوليو و هزيمته! أليس كذلك سادتي!!"



الجميع كان مؤيدا لكلمات ثاندر تلك، هو قال بعدها بنبرة هادئة:


"الجميع موافق على الأمر إذا! من كانت لديه اقتراحات حول مواجهة ذلك الجيش فليقل لنا، ومن يمتلك بعض المعلومات عن أعضاء هذا الجيش فليقل ذلك أيضا! كل كلمة سوف تقال سوف تفيد بكل تأكيد!"


بدأنا ننظر إلى بعضنا البعض، الجميع كان يفكر في كلمات ثاندر تلك، البداية جاءت من جانب فريق مصاصي الدماء حيث بدأ المدعو كلاوس في سرد بعض النقاط والمعلومات حول هؤلاء المنشقين عن جماعة مصاصي الدماء، نظرت إلى روزي بينما نستمع إلى ذلك الرجل، وجدتها تنظر إليه وتستمع بتركيز، كنت واثقا أنها ربما تخطط لشئ ما في عقلها، فهي قادرة على وضع أفضل الخطط حقا! 


وهذا ما حدث، فحينما انتهى المدعو كلاوس من حديثه تدخلت روزي في الحوار حيث قالت بنبرة جادة و حازمة كذلك: 


"معذرة أيها السادة، ولكن أنا لدي خطة ما أود لو أطلعكم جميعا عليها! هل عرضتها عليكم الآن ايها السادة؟!"


أنصت إلى كلمات روزي تلك بفخر، هي بدت واثقة من نفسها، تتحدث بهدوء، تبدو واعية لكل كلمة تقال، تطوع ثاندر بالحديث معقبا على سؤالي روزي ذاك، هو قال بنبرة هادئة:


"بالطبع نود الاستماع إلى فكرتك آنسة روزاليتا"


هو قال تلك الكلمات ثم بدأ الجميع يؤيده في الحديث بهمهمة منخفضة من أفواههم، فبدأت هي في شرح فكرتها أمام الجميع! 



روزي


لقد كانت الرحلة إلى القصر القديم هادئة للغاية، وحينما وصلنا إليه كانت الحراسة في كل مكان، بعضهما تعرف علينا وسمح لنا بالدخول إلى القصر، والبعض الآخر يبدو أنه خاص بفريق مصاصي الدماء!


حينما دخلنا إلى الغرفة المخصصة للاجتماعات كان الجميع على ما يبدو حاضرنا قبلنا، والمفاجأة الكبرى التي تلقيتها أنا هو وجود لوكاس مع بعض من أفراد جماعته في المكان؛ لربما ثاندر من دعاه لذاك الاجتماع.


بدأ ثاندر الاجتماع بتعريف بعضنا للآخر، بالطبع أنا كنت أعلم لوكاس وجماعته فقد رأيتهم سابقا، حاربنا بجوار بعضنا البعض في الحرب ضد سانتوس، وعلى ما يبدو سوف نفعل ذلك مرة أخرى قريبا!


ثاندر عرفنا بصوت عال على فريق مصاصي الدماء، كان أحدهم يبدو وقورا يدعى كلاوس، وآخر بدأ عابث يدعي دايمون! والاخر بدى هادئا يدعى ستيفان، قمنا بهز رأسنا كتحية تقدير لهم جميعا، ليقوم بعدها ثاندر بتعريفي أنا وماثيو لهم، وكما توقعت، قام ذلك الرجل العابث الذي يدعى دايمون بإلقاء مجاملة مغالي فيها حولي أنا، تحدث فيها عن جمالي الساحر الذي يليق بلقبي كوني ساحرة! 


في ذلك الوقت شعرت بماثيو بجواري وهو يكاد يشتعل من العضب، لقد شعرت بالخوف من أن يتهور وينهض ثم يلكم ذلك الرجل العابث بقوة، لكن حمد للإله أن نظرات ثاندر ولوكاس جعلته يتمالك قليلا، كما أن باقي فريق مصاصي الدماء لم يعجبا بتصرف ذلك المدعو دايمون! هم أعطوه ملاحظة قوية، حتى أن أحدهم لكزه بقوة في معدته، كان ذلك الرجل الهادئ من فعل ذلك معه.


ثاندر تدارك الأمر قبل أن يقع، هو بدأ في الحديث حول ضرورة هذا الاجتماع وأنه لابد أن تكون لدينا نفس الأفكار حول هذا الاجتماع، المدعو كلاوس بدأ في شرح أن مصاصي الدماء الذين انضموا لجيش خوليو كانوا منشقين عنهم، مما جعل الإتفاق بين فريقي مصاصي الدماء والمستذئبين مازال قائما.


ثاندر عرض علينا أن نقول المعلومات التي نعرفها عن أعضاء جيش خوليو، وهل نعرف منهم أحد! كما أنه أراد منا أن ندلي ببعض الأفكار والمقترحات حول كيفية مواجهة ذلك الجيش، كانت لدي فكرة حقا عن الأمر لذا بهدوء شديد وثقة أيضا أخبرت الجميع أننا امتلك فكرة ما وأريد أن أقوم بعرضها عليهم! 


ثاندر طلب مني أن أفعل ذلك وكذلك الجميع من بعده، لأقوم بعدها بالبدء في قول فكرتي تلك على مسمع جميع الحضور، بينما أقول بنبرة هادئة:


"في الواقع بعضكم يعلم عن أمر زواج شقيقتي التوأم هانا، من شقيق السيد ماثيو جوزيف، والذي هو سوف يكون بعد يومين من الآن! في اعتقادي أن خوليو وجيشه سوف يحاولون استغلال تلك المناسبة بحجة أننا سوف نكون مشغولون في أمر ذلك الزفاف! كلا الفريقين السحرة والمستذئبين كذلك!! هم سوف يستغلون ذلك وسوف يحاولون الهجوم علينا أثناء مراسم الزواج ذاك! لذا نحن سوف نكون أذكى منهم جميعا، سوف نضع خطة مشتركة فيما بيننا، كل فريق منا سوف يكون له دور محدد!! 


نحن جميعا سوف يكون لدينا خطة مشتركة، كل واحد له دور محدد، لا نواجه ذلك الجيش كل فريق بمفرده، لا ذلك لن ينفع، لأنهم ببساطة يضم جيشهم من جميع الأجناس والفرق، لذا إذا أردنا أن نقسم أنفسنا إلى مجموعات، كل مجموعة يجب أن تضم جزء من كل فريق، ذلك سوف يكون أفضل لنا بكل تأكيد في المواجهة مع ذلك الجيش"



سردت تلك الكلمات على مسامع الجميع من حولي، فوجئت بنظراتهم المركزة علي بينما أقول أنا تلك الكلمات، نظرت بطرف عيني نحو ماثيو، وجدته يحدق بي بنظرات معجبة، وكأنه يروق له ما أقوله، لقد منحني بعض الثقة من فعلته تلك، كذلك لوكاس كان يدعمني بنظرات المقدرة لي، ثاندر كان يستمع لي بتفهم وتركيز، كذلك فعل فريق مصاصي الدماء، وحينما انتهيت كانت ردة فعل ثاندر هي الأسرع، حيث فوجئت به وهو يصفق بي بكلتا يديه، وعلى وجهه تعبير موقر، فخور بي بما قد قدمته وقلته، فعل الجميع مثله أيضاً، الأمر الذي جعلني أشعر بثقة كبيرة حقا!! 


على ما يبدو أن أفكاري تلك قد نالت إعجاب جميع الحضور وتقديرهم، هم بدأوا يتناقشون في أمر تلك الخطة، ثاندر اقترح أن نقوم بعمل اجتماع آخر، لكن على نطاق أوسع من ذلك، فإن كان كل فريق سوف يقسم على عدة مجموعات إذا لابد من الاستعداد بعمل تدريبات مكثفة لكل مجموعة سويا، وهذا يجب أن يتم من الغد! لابد من حشد جميع الفرق، لأن إذا أراد الجميع الفوز في تلك الحرب والقضاء على ذلك الجيش عليه أن يتدرب بشدة وبقوة.


الاجتماع انتهى على توصيات ثاندر بالاجتماع غدا، على فريق مصاصي الدماء استدعاء أعضاء الفريق المميزين، كذلك فريق المستذئبين، السحرة، والصيادين كذلك.






ماثيو


لقد تم ما قرر في الاجتماع أمس، كل فريق أحضر أفراده المميزين، اجتمعنا جميعا من أجل التنسيق فيما بيننا، كذلك من أجل وضع خطط المواجهة، القصر القديم، باحته الخلفية كانت المثال الأفضل للإجتماع لذا نحن فعلنا ذلك، قام ثاندر بإدارته، كل فريق كانت لديه دور محدد خاص به.


تم وضع الخطة، وزعت أفراد كل فريق على مجموعات، كل مجموعة سوف تجري تدريب مشترك فيما بينهم، تشكل المجموعة نفسها على هيئة صفوف دفاعية، المستذئبين منهم يكونوا في الخطوط الأمامية نظرا لقوتهم الجسدية، مصاصي الدماء في الصفوف التي تليهم وعلى الأطراف أيضاً، نظرا لسرعتهم الفائقة ورشاقة حركتهم! بينما السحرة كانوا في الصفوف الاخيرة، فهم يحتاجون إلى التركيز والحماية أثناء عملهم، كما أنهم لديهم القدرة على العمل عن بعد فلا يحتاجون للبقاء في الصفوف الأولى.



توليت قيادة إحدى المجموعات، جوزيف فعل أيضاً، رغم أن جميعا طلبنا منه أن يضع تركيزه على زفافه لكنه أبى إلا أن ينضم إلينا في التدريبات! المدعو كلاوس تولى مجموعة، و دايمون العابث تولى واحدا أيضاً، والرجل الذي لديه بعض من التعقل والهدوء تولى مجموعة ثالثة! روزي كانت لديها مجموعة تقودها كذلك، لوكاس فعل مثلنا، لذا كانت الفرق قد قسمت إلى عشر مجموعات، كل مجموعة تضم عشرون فردا، ولكل مجموعة أيضاً مكان معين تتركز فيه، وزع ذلك على أساس معرفة قوى أعضاء كل مجموعة من المجموعات.



على خارطة قد رسم عليها منزلنا، تفاصيل الأماكن به، بدأ ثاندر في شرح طريقة التمركز، والكيفية كذلك، ولحسن الحظ كان هناك عضو في فريق السحرة خاصتنا لديه خاصية الاختفاء بجسده عن الرؤية، كانت تلك ضربة موفقة لصالحنا بكل تأكيد، حيث يستطيع هو أن يكون في مركز استطلاع دون أن يلاحظه أحدا من جيش خوليو.


في نهاية ذلك اليوم، تم انتهاء التدريبات، الجميع قد عرف الخطة التي سوف تسير عليها المواجهة، اقترح ثاندر على فريق مصاصي الدماء أن يستخدموا القصر كسكن لهم اليوم، فلا داعي للرحيل والعودة مرة أخرى غدا، حيث سوف تكون المواجهة! هم وافقوا على ذلك.


أردت بعد انتهاء ذلك اليوم الشاق جعل جوزيف يحصل على بعض المرح، خاصة أن يوم زفافه غدا، ومن المفترض أن يحصل اليوم على حفل توديع العزوبية! لذا استغللت الأمر وجودنا وسط تلك المجموعة الكبيرة من الرجال، اقترحت عليهم أن نقوم بتلك الحفلة من أجل جوزيف، الجميع وافق على فكرتي تلك، وحينما جاء المساء بدأنا في الاحتفال، لكن بدون نقطة كحول واحدة في الحفل، اكتفينا فقط بالعصائر فنحن لا نريد أن نبدو سكارى يوم غد بكل تأكيد! 


الجميع قضى وقت رائع حقا، لقد كان يوم الرجال! الفتيان بدأوا في إطلاق النكات، بعض ألعاب الورق، مراهنات خفيفة، الأمر كان يمر بسلام، تعامل الجميع كأنهم أصدقاء قدامى حقا!! في نهاية اليوم كان جوزيف أكثر من سعيد لقضاء تلك الليلة، آخر ليلة كعازب كما يقولون وسط ذلك المرح والتسلية! هانا اتصلت به مرتان أثناء الحفل، عرفت ذلك لأنه كان يترك جانبا ويذهب إلى مكان بعيد عن الضوضاء كي يجيب عليها، مع ابتسامة مشرقة على وجهه في كل مرة هو يفعل ذلك. 


حينما عدنا أنا وهو إلى المنزل، الجميع كانوا نيام، أبي، أمي، شقيقتي الصغيرة، صعدنا إلى غرفنا، غرقنا في النوم على الفور بمجرد أن دلف كل واحدا منا إلى غرفته ومنها إلى حيث الفراش الخاص به كذلك.



روزي


حينما وزعت الفرق على هيئة مجموعات، كان لي قيادة مجموعة من تلك المجموعات، بدأت اتعرف على أفرادها جميعا، ثم بدأنا التدريب بعدها على الفور، كل واحدا منهم كان يمتلك مهارة رائعة حقا، الأمر الذي اعجبني كثيرا وجعلني أثق أننا الأقوى من خوليو وجيشه وسوف نقوم بهزيمته بكل تأكيد. 


التدريبات استمرت طوال اليوم، الجميع أستمع إلى الخطة التي وضعها ثاندر من أجل المواجهة، وفي نهاية اليوم، اقترح ماثيو على الرجال القيام بعمل حفلة وداع العزوبية من أجل جوزيف حيث زفافه هو وهانا غدا، مستغل فرصة وجود عدد كبير من الشباب في القصر الذي سمح لهم ثاندر باستخدامه اليوم، كل ذلك جعلني أفكر أنه لماذا لا نقوم بعمل حفلة مشابهة من أجل هانا شقيقتي أيضاً.


وهذا ما حدث بالفعل، فحينما عدت إلى المنزل اقترحت على الفتيات القيام بذلك الحفل من أجل هانا، الفتيات كن سعيدات بذلك الاقتراح، مام، هانا، صوفي التي عادت إلى البلدة، حتى شقيقة جوزيف دعوتها للحضور كذلك.


الحفل كان أكثر من رائعة، ومع مفاجأة صوفي للجميع بخبر أنها حامل كانت السعادة مضاعفة في العائلة! الفتيات أخذن يثرثن طوال الوقت، الفرحة لم تفارق وجه هانا، لاحظت أنها كانت تتصل بجوزيف من وقت لآخر، ربما من أجل أن تطمئن عليه! أو ربما من أجل شئ آخر! مثل تتبعه مثلا، ولكن كيف سوف يلهو جوزيف حقا في حفل ملئ بالفتيان فقط ولا توجد فيه فتاة واحدة، هي تغار بقوة عليه حقا.


اليوم انتهى في النهاية بسلام، خلدنا إلى النوم حينما أصبحت الساعة الثانية عشر ليلا، فلم ترد واحدة منا أن تبدو مثل الباندا يوم غدا، في حفل الزفاف.





في اليوم التالي


لا أصدق أن اليوم الكبير خاصة هانا قد جاء حقا، استيقظنا جميعا في وقت مبكر اليوم، لكن تركنا هانا تتمع بمزيد من ساعات النوم، أنا ووالدتي قمنا بتحضير الفطور للجميع وبعد أن تناولا الفطور نظفنا كل شيء.


جهزنا حقائب ملابسنا، أدوات الزينة والأهم من ذلك هو ثوب العروس، كان مازال في غلاف الحماية خاصته، قررنا في حوالي العاشرة صباحا أن نقوم بإيقاظ هانا من النوم، هي بدأت في تجهيز نفسها بأخذ حمام منعش، تناولت الفطور، بعد ذلك قررنا الرحيل من المنزل إلى حيث منزل عائلة جوزيف حيث يقام حفل الزفاف هناك.


قام لوكاس بنقلنا إلى منزل عائلة جوزيف، استقبلنا الجميع بالترحاب والقبلات، هم أرشدونا بعدها إلى الغرفة التي خصصت لتجهيز العروس والتي كانت غرفة الصغيرة جانا!! ظلت أمي بصحبة هانا لكنني نزلت إلى أسفل حيث الحديقة الخلفية للمنزل، أردت الاطمئنان على باقي التجهيزات، كما أنه هناك بعض لمبات الإضاءة الصغيرة لابد أن تعلق حول الأشجار والحوائط، لذا حاولت أن اسرع في تنفيذ مهمتي.



لم أكن أتوقع أن أجد أحد ما في الحديقة اليوم، لكن للمفأجاة وجدت ماثيو هو والأصدقاء هناك، نوح، كارلوس والآخرين، يقومون بتجهيز بقية الطاولات والمقاعد التي تركتها في الأمس بعد ما حدث بيننا أنا وماثيو، حتى أني وجدتهم يضعون المفارش الصغيرة وأواني الزهور الصناعية الصغيرة على الطاولات.


نظرت إليهم بإمتنان كبير على مساعدتهم لي، بينما أسير نحوهم، فوجئت بنوح يضرب ماثيو برفق على كتفه لربما من أجل جذب انتباه ماثيو إلى وجودي في المكان لأنه حينما هو فعل ذلك وجدته يلتف بجسده نحوي ثم ينظر إلي بنظرات قلقة! 



على ما يبدو أنه قلق من مواجهتي، لكنني لم أعر له اهتماما، فمازالت غاضبة منه، لذا ألقيت التحية على الجميع بينما أخبرهم بنبرة مرحة:


"هاي يا شباب! أرى أنكم تحسنون عملا الآن! أنتم تستحقون الثناء حقا! هل أعد أحد لكم القهوة اللذيذة أم ليس بعد؟!"


أجاب الشباب التحية علي، تطوع نوح بالإجابة على سؤالي ذاك حينما قال بنبرة مرحة:


"لقد حاول ماثيو صنع القهوة لنا، لكنها كان مذاقها سئ فلم يتذوقها أحد!!"


رغما عني ضحكت بصوت عال على كلمات نوح، فأنا أعلم جيدا طعم تلك القهوة التي بعدها ماثيو، هي سيئة بالفعل، لذا عرضت عليهم بنبرة مرحة: 


"ما رأيكم إذا في قهوة ذات وجه كريمي رائع مع فطيرة ذات مذاق مذهل! هل ستقولون أجل للعرض!!"



صيحات عالية ارتفعت في المكان من حولي، الشباب جميعا رددوا كلمة أجل مما جعلني أضحك بصوت عال على ردة فعلهم تلك، أخبرتهم من وسط ضحكاتي قائلة بنبرة مرحة:


"إذا سوف تحصلون عليها، وفي أثناء انتظار وصولها سوف نقوم بمحاولة إنهاء تجهيز المكان!"


اتفق الجميع معي على ذلك الاقتراح، وأنا قمت بتنفيذ دوري من الاتفاق، حيث قمت بالاتصال بالمتجر خاصة العائلة، طلبت منهم تجهيز عشر فطائر، وخمسة عشر كوب من القهوة، فالفتيات في الأعلى يريدنا الحصول على تلك القهوة أيضاً! 


بدأت في العمل بعدها مثل الجميع، توليت أمر تلك اللمبات التي تتجمع في حبال طويلة! اليوم كنت متعبة حقا، فأخبرت نفسي أنه لا ضرر من استخدام سحري في إنهاء الأمر، بهدوء شديد، بدأت في همس تعويذة السيطرة على تلك الحبال الصغيرة، بدأت اتحكم بها بصوتي ويدي، هي كانت تتبع أوامري وتعلق نفسها بنفسها على الأشجار والأماكن العالية في الحديقة.


شهقة عالية وصلت إلى سمعي، وحينما التتفت بجسدي لمصدر الصوت فوجئت بنوح يقف من خلفي وعلى ما يبدو هو كان يشاهد ما كنت أقوم به للتو ونال إعجابه فهو قال بنبرة مرحة:


"واو روزي! يبدو أنك أصبحت بارعة حقا! لقد صرت تتحكمين في الأشياء بمجرد أن تهمسين لها!! إن ذلك رائع للغاية روزي!!"


شعرت بالخجل من مديح نوح ذلك لي، ابتسمت له بخجل شديد بينما أومأ برأسي موافقة على حديثه ذاك، وجدته بعدها يخبرني بنبرة مرحة قائلا:


"لقد جاءت الطلبية روزي، عليك أن تأت لاستلامها قبل أن يقضي عليها الغيلان هناك!!"


قال تلك الكلمات ثم أخذ يضحك بصوت عال، قمت بالضحك بصوت عال مثله أيضاً على تلك المزحة، هزيت رأسي موافقة ثم سرت معه بخطوات سريعة حيث يقف الجميع هناك.


حينما وصلنا إلى حيث يوجد الجميع، وجدت بالفعل أن الجميع يحاول أن يحصل على حصته، لكن ماثيو يقوم بمنعهم، ضحكنا أنا ونوح بصوت عال مرة أخرى، اقتربت من ماثيو وبدأت التقط منه كوب قهوة و شطيرة ثم أقوم بمناولتها لأحد الشباب، حتى انتهيت منهم جميعا، تركت حصة ماثيو له، بينما أخذت الاكواب خاصة الفتيات وصعدت بها نحو الأعلى.



حمد لله، لقد انتهت هانا من الاستعداد، كانت في غاية الجمال و العذوبة، في ثوبها الأبيض اللامع، والطرحة الخاصة به، الزينة على وجهها بسيطة للغاية وغير متكلفة، فكانت النتيجة أكثر من رائعة، أنا أيضا ارتديت ثوبا بلون بنفسجي داكن، كانت والدتي قد اشترته لي أيضا مع أشياء هانا، وضعت لي بعض الزينة الخفيفة، فكنت جميلة أيضاً .


العروس هبطت إلى أسفل، تضع ذراعها في ذراع لوكاس حيث هو من الذي سيقوم بتوصيلها إلى جوزيف، كانت أعين الجميع تدمع من رؤية ذلك المشهد الرائع، سارا بعدها نحو الحديقة الخلفية حيث ينتظر القس من أجل إجراء مراسم الزواج.


تم تسليم العروس إلى العريس بنجاح كبير على صوت موسيقى رائعة، تحمل في يدها باقة ورود العروس، وحينما استلمها جوزيف كانت عينيه تلمع من الفرحة! السعادة ظهرت على ملامحه وعلى حركات جسده! 



المراسم تمت على أجمل ما يكون، العروسان رددا خلف الكاهن عهود الزواج، تعهدا لبعضهما البعض على الحب والبقاء في السراء والضراء، الصحة والمرض! تأثرت بذلك المشهد حقا، تمنيت لهما السعادة الأبدية، وحينما انتهت المراسم، وعلا صوت الكاهن بأن العريس عليه تقبيل العروس، فعل جوزيف ذاك، قبلته كانت قصيرة للغاية ربما هو خجل من كل ذلك الحشد من حولهما! 

صوت تصفيق الجميع علا في المكان من بعدها، الجميع كان سعيدا برؤيتهما سويا، بينما هما يسيرا نحو مكان حفل الاستقبال، يتلقون التهاني من المدعوين. 



الوقت مضى بسلاسة كبيرة، حتى فوجئنا بوجود حركة غريبة من حولنا، وكما توقعت تماما، الرجل المتخفي جاء ليخبرنا عن وجود حركة لأشخاص غريبين يحومون حول المكان، هو استطاع رؤيتهم، سماع همساتهم لبعضهم البعض، ثاندر تولى على الفور المسؤولية، كل واحد من قواد المجموعة تواصل مع أعضاء مجموعته بضرورة التجمع على الفور!


والدتي، صوفي توليا أمر إرشاد النساء إلى المكان الذي قمنا بتجهيزه من أجل الاختباء، فلم انسى بالطبع تجهيز القبو من أجل ذلك الأمر، في غضون وقت قصير كان جميع النساء، الاطفال، كبار السن في أمان في داخل قبو المنزل، بسرعة كبيرة استطعت استبدال ملابس لملابس مريحة تسمح لي بالحركة والركض أيضاً، لاحظت أن الفتيان فعلوا ذلك، رأيت لوكاس قد استبدل بذلته التوكسيدو السوداء بملابس رياضية مريحة، يحمل على ظهره القوس والأسهم خاصته وكذلك باقي رفقاءه يفعلون.


بينما المستذئبون ففضلوا أن يرتدوا فانلة خفيفة وبنطال رياضي قصير لسهولة الحركة والتمزق عند التحول لحالة المستذئب، لكنني فوجئت بمصاصي الدماء ظلوا على حالهم في ملابسهم الرسمية، لربما هم يستطيعون التحرك بها بشكل طبيعي، فكرت في ذلك! 



بدأت كل مجموعة تأخذ موقعها في الساحة الخلفية للمنزل، الرجل المتخفي كان يتولى أمر نقل المعلومات عن المهاجمين إلينا، لم نشأ أن نغلق الموسيقى التي كانت تدار في العرس، لأن أمر مثل ذلك سوف يلفت انتباه العدو بكل تأكيد! 


أشرت أنا إلى المجموعة التي كنت أقودها، طلبت منهم أن يتبعوا أوامري جميعها، لن يتحرك أحد من موقعه أو يبادر بأي حركة سوى بعد أن يأخذ أمره مني! لأن ببساطة شديدة أي تعجل أو تسرع سوف يفقدنا عنصر المفاجأة، فخوليو وأتباعه يتوهمون بكل تأكيد أننا مازلنا منشغلين في العرس.


انتظرنا الهجوم من قبل جيش خوليو، لم يمر وقت طويل حتى فوجئنا بكائنات شديدة السرعة تحاول تخطي صفوفنا الأمامية، لقد كانت كائنات ذات شكل بشع ومخيف حقا! لابد أنها تلك الكائنات الهجينة التي تحدث عنها كلاوس فيما سبق! لكن قوة المستذئبين و أجسادهم الضخمة منحتهم الأفضلية، كما أن عنصر المفاجأة كان في صالحنا نحن، فهم لم يكونوا يتوقعوا أننا ننتظرهم في الداخل!


صوت عواء المستذئبين بدأ يعلو في المكان، لقد كنت أشاهد حرفيا أشلاء تلك الكائنات البشعة وهي تتمزق بقوة، حتى أن صوت تمزقها ساد المكان لعدة دقائق مما عنى أن النتيجة كانت في صالح فريقنا نحن بكل تأكيد مما جعلنا نشعر بثقة كبيرة في القدرة على هزيمة جيش خوليو في وقت قصير جدا، لكننا فوجئنا بعدها بنيران وشرارات تنطلق من حولنا في المكان مع بعض الدخان الكثيف، وكأنه فقرة تعاد مرة أخرى من الحرب السابقة حيث سانتوس يقود اتباعه ويأمرهم بفعل تلك العاصفة من الدخان الكثيف و النيران.


نهاية الفصل.

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
تعليقات