"لقد حان وقت السحر"
الوقت الذي كانوا يقضونه سويا كان أكثر من رائع حقا، لقد شكلوا هم الأربعة فريقان، أخذ يلعبا سويا، في عدة ألعاب مسلية، كان جوزيف قد اقترح أن يقوما بمسابقة ما بينهما، هو وهانا فريق، ماثيو وروزي فريق آخر، النتيجة كانت متعادلة طوال الوقت، لكن جوزيف وهانا استطاعا أن يفوزان في نهاية اليوم.
مما جعلهما يشعران بسعادة كبيرة، هانا وضعت قبلة على شفتي جوزيف عقب فوزهما مما جعل ماثيو يهتف في وجههما بكلمات متسلية مرحة حين قال:
- لقد كشفت أمركما حقا! أنتما حبيبان!! لا أصدق تلك المفاجأة حقا!
كانت روزي من أوقفته عن التمادي في تلك الطريقة المازحة، هي همست له في أذنه بصوت خافت:
- كف عن مزاحك ذاك ماثيو! هل تحب أن يضعنا الاثنان في نفس موقفهما، أتريد جوزيف أن يسخر منا بتلك الطريقة ها؟!
كلمات روزي الموبخة تلك جعلت ماثيو يكف عن مزاحه وسخريته، لتبتسم روزي له بتسلية كبيرة.
أما عن هانا فهي شعرت ببعض الخجل من كلمات ماثيو المازحة، مما جعلها تبتعد قليلا عن مكان وقوفهم سويا، لاحظ جوزيف ذلك، ذهب من خلفها، وصل إليها، مال على أذنها برأسه ثم همس لها:
- هل أنت خجلة حقا من تعليق ماثيو على تلك القبلة الرائعة! لم أكن أعلم أنك تحمرين خجلا بتلك الطريقة السريعة حقا!
ابتسمت هانا له ثم هزت رأسها موافقة على تصريحه ذاك، هي قالت بنبرة خافتة:
- أنا لست معتادة حقا على التصريح بمشاعري على ملئ من الناس، لا أعلم ماذا حدث لي وجعلني أفعل ذلك!!
تفهم جوزيف كلمات هانا تلك، هو علم كم كانت الطريقة التي نشأت عليها هانا ضيقة للغاية، صارمة أيضاً، هو أبتسم لها بدفء، أقترب منها ثم أخذنها في عناق دافئ.
بعد عدة دقائق، عاد جوزيف وهانا إلى حيث ينتظرانهما ماثيو وروزي، هما كانا يقفان أمام الدراجة النارية خاصة ماثيو من أجل أن يستعدون للرحيل، أبتسم لهما جوزيف بدفء ثم أومأ برأسه، ليبدأ الجميع في استقلال الدراجات النارية، في سرعة كبيرة هما انطلقا.
أوصل جوزيف هانا إلى القصر، أنتظر أمامه حتى يتأكد من دخولها هي إليه في أمان، لوح لها بكفه مودعا ثم رحل على الفور.
بينما عاد ماثيو بروزي إلى المنزل، كانت يشعران بسعادة كبيرة، حتى أنهما لم يكونا يريدان الافتراق، لكن مكالمة هامة وصلت إلى ماثيو عقب إنزاله لروزي أمام منزلها من والده يخبره فيها بضرورة الحضور الآن، فقد طلب منه أن يهاتف جوزيف أيضاً ثم يأت سويا إلى حيث الغابة التي يتدرب فيها الفريق على الدوام.
في الغابة
السرعة التي وصل بها كل من ماثيو وجوزيف كانت كبيرة إلى حد مفاجئ لأبيهما، فهما قد شعر من وجود بوجود شئ هام للغاية جعله يطلب منهما الحضور على الفور، وها هما يسيران نحوه بعدما صفا الدراجتان النارية بعيداً.
كان جوزيف هو من بدأ الحديث حيث سأل أبيه بنبرة قلقة قائلا:
- ما الأمر داد؟! هل هناك أمر طارئ جعلك تطالب بحضورنا في وقت سريع!
رسم ديفيد على وجهه تعبير جاد بينما يخبر ابنه بنبرة هادئة قائلا:
- أجل جوزيف، هناك أخبار قد وصلت إلينا بأن سانتوس على وشك شن هجوم علينا مرة أخرى ربما الليلة وربما غدا، لا أعلم الموعد على وجه الدقة! لكن المهم أنه سوف يفعل ذلك!
"وكيف علمت بذلك أبي؟!"
كان هذا سؤال ماثيو لأبيه، نظر إليه وانتظر إجابته، لكن الجواب جاء من شخص آخر حينما سمع:
"لا ضيق الأفق ماثيو! مثلما زرع سانتوس جاسوسنا في فريقنا استطعنا نحن أن نفعل ذلك مثله!! أليست تلك هي الحرب، كل شيء فيها مباح!! المهم من هذا هو الغاية التي نحن نريدها، وهي هزيمة سانتوس والتخلص منه نهائيا تلك المرة!"
نظر ماثيو وكذلك جوزيف إلى حيث الرجل الذي كان ينطق بتلك الكلمات، والذي لم يكن سوى ثاندر الذي كان يبتسم لهما بتسلية، ماثيو اقنتع بكلمات ثاندر تلك، هو هز رأسه بتفهم ثم قال بنبرة هادئة:
- والآن ما الذي يجب علينا أن نفعله؟!
أنصت ثاندر لكلمات ماثيو المتسألة تلك، هو أخذ يهز رأسه في وضع تفكير ثم قال بنبرة هادئة:
- لقد أبلغت الجميع بذلك، عائلة جورج سوف تأت إلى البلدة، هم في طريقهم إلى هنا الآن! كذلك لوكاس يعلم، وسوف يخبر سافانا بذلك ويأت بها و بالفتاتان أيضاً، هناك المزيد من السحرة سوف يأتون تباعا، سوف نقوم بوضع خطة محكمة، كل فريق سوف يوضح دوره في المعركة، كل واحدا منا لديه موهبة معينة سوف تحدد له الطريقة والوقت الذي يستطيع أن يفعلها فيه.
أنصت جميع من حول ثاندر إلى كلماته، لابد من تجميع وشحذ القوى الآن! إن كان سانتوس يريد شن هجوماً عليهم فهو سوف يجد فريق قوي ومتعاون يتصدى له، لن يدع أي شيء للصدفة كما حدث في المرة السابقة.
سار ديفيد وابنيه من خلف ثاندر الذي دخل إلى خيمة واسعة تم صنعها في وسط تلك الغابة الواسعة.
الأخبار وصلت الجميع، الذين بدأوا يصلون تباعا إلى تلك الغابة التي تبدو مهجورة بالنسبة لبعض الناس لكن البعض الآخر يعلم جيداً أنها هي معسكر كبير ومكان لاكتساب القوة.
وصلت سافانا بصحبة ابنتيها وكذلك لوكاس الذي قادهم إلى حيث يتواجد ثاندر، الجميع ألقى التحية ثم بدأوا في الاصطفاف من حوله، لقد كان يتولى هو توزيع المهام التي تخص الجميع، لكنه فضل ترك الطريقة التي يفضلها ديفيد في قيادة القطيع خاصته.
تلى ذلك وصول جورج وعائلته، رحب الجميع ببعضهما البعض، تعانق الأشقاء سويا، دخلت كل من سافانا وصوفيا في حوار جانبي مع بعضهما البعض عقب وصولها، بينما كانت صوفي توجه نظرات خاصة إلى أحدهم الذي كانت اشتاقت له بطريقة خاصة دون غيره من الاخرين.
"روزي، هانا، اقتربا الآن"
ذلك كان هتاف ثاندر، يطلب من هانا وروزي الاقتراب منه، حيث هو يقف أمام خريطة للمكان الذي يحتمل أن يشن سانتوس عليه الهجوم، والذي لم يكن سوى القصر الذي يحوي بداخله ذلك الكنز الثمين الذي يريد سانتوس الحصول عليه بأي ثمن!
سارت كل من روزي و هانا نحو ثاندر، تجيبان على هتافه، هما قالتا في صوت واحد
"آتية ثاندر"
قالتا بينما تتجهان نحوه، تقفان أمامه في هدوء وطاعة، ثم انتظرتا أوامره.
"لقد وصلت معلومات إلى سانتوس أنكما قد قمتا بالاتحاد سويا من أجل صنع تحالف لهزم قواه هو! والآن أريد أن يتم هذا الاتحاد بالفعل! لكن السؤال هنا سوف يكون هل تستطيعان فعل ذلك حقا؟!
نظرت كلا من هانا وروزي إلى إحدهما الأخرى، بينما تستمعان إلى كلمات ثاندر لهما، على وجهمما ظهر تعبير حذر وقلق أيضاً، فكل منهما لديها نوع من الاستقلالية مما جعلهما تتسالأن في داخلهما هل سوف تستطيعان ذلك حقا!!
صوت ثاندر أنهى ذلك الجدل الذي يجول في عقل كل واحدة منهما، هو قال بنبرة هادئة:
- لما لا تحاولان فعل ذلك الآن، أعلم أن الوقت مبكرا على الشئ لكن هناك ضرورة تجعلنا نعجل القيام بذلك الأمر، هيا أذهبا سويا نحو الخارج، جربا ذلك ثم نرى بعدها كيف ستكون هي نتيجة تلك التجربة!
أومأت هانا إلى ثاندر بعدما أستمعت إلى كلماته تلك وفعلت روزي المثل، بدأاتا في التحرك نحو خارج تلك الخيمة إلى بقعة بعيدة بعض الشيء عن الأخرين.
نظرت سافانا في أعقاب ابنتيها حيث ذهبتا إلى الخارج، هي أرادت أن تتبعهما إلى الخارج، لكنها فضلت أن تظل بداخل الخيمة بصحبة الجميع، هي تريد أن تستمع إلى خطة ثاندر حول المواجهة الكبرى!
"صوفيا، ساڤي!"
"أجل"
كما فعلتا كلا من روزي و هانا فعلت سافانا وكذلك صوفيا حيث أقتربتا من ثاندر و أخذتا تنصتان إليه بينما يملي على كل واحدة منهما الدور المطلوب منها في تلك الخطة.
انتهي ثاندر من أخبار كل واحدا بدوره، مايكل، جورج، العديد من السحرة الآخرون، لوكاس أيضاً كان له دورا هاما في المواجهة كما أنه قد وعد بجلب بعض الأصدقاء الذين لا يجدون مانع من مساعدتهم في هزيمة سانتوس والتخلص منه.
بعد انتهاء سانتوس من توزيع الأدوار كان حان دور ديفيد أن يفعل مع فريقه، لذا أبتعد هو ومن يتبعه للخلف تاركين الساحة لديفيد، ماثيو، جوزيف وبقية أفراد القطيع.
تمكنت سافانا من اللحاق بابنتيها نحو الخارج، حيث وصلت إلى تلك البقعة التي تقومان فيها بالتدريب على توحيد ضربتهما وجعلها ضربة واحدة مركزة، تابعت بعينيها ما يحدث، روزي وهانا تحاولان بقوة، لكن الأمر يفشل، فرق التوقيت هو السبب، إحداهما تكون متقدمة في الضربة، بينما الأخرى تتأخر لعدة ثوان مما جعلهما لا تتقناها سويا!
هكذا لاحظت هي، اقتربت منهما حتى لاحظتا وجودها، كف عن المحاولة لبعد الوقت بينما ينظران نحوهما بقلة حيلة مما جعل سافانا تبتسم لهما بحب، ثم تشير لهما أن تأتيا إليها، هي أخذتهما في عناق دافئ، تحاول فيه بث الطمأنينة في قلبيهما.
ربما بعض العناق والحب يمنح الفتاتان الهدوء والثقة، هذا ما ظنته سافانا، لتجمع ابنتيها في حضنها، وحينما هي انتهت من ذلك العناق، أخذت تخبرهما بنبرة هادئة:
- لقد شاهدت الآن كيف كنتما تتدربان وتقومان بالأمر! في الحقيقة لدي تعقيب صغير ربما يصلح في حل تلك المشكلة!
أنصتت كلا من روزي و هانا لكلمات والدتهما بهدوء وترقب، هما كانتا تريدان معرفة سبب الخطأ الذي كان يحدث معهما، لذا حينما هي قالت ذلك انتظرتا منهما أن تقول الحل، حيث هي قالت بنبرة هادئة:
- إحداكما تسبق الأخرى في بدء الضربة، الحل أن تتفقا على إشارة معينة تبدأ فيه الضربة في وقت واحد، إذا اتفقتما على تلك الإشارة سوف تنجحان في توجيه ضربة واحدة قوية مثلما يفعل شخص واحد.
نظرت روزي لهانا بتصميم، هما علمتا الحل وسوف تفعلانه، روزي قالت بنبرة جادة:
لنجعلها كلمة إذا، حينما تقال نبدأ في توجيه الضربة.
هزت هانا رأسها موافقة على اقتراح روزي ذاك، هي قالت بنبرة هادئة:
- ما رأيك في كلمة الساحرات؟!
هزت روزي رأسها غير موافقة تلك الكلمة، فكرت قليلا، ثم قالت بنبرة متسلية:
- ما رأيك في "لقد حان وقت السحر"
"أنها كلمة رائعة حقا!"
تلك كانت كلمات سافانا التي استمعت لحوار ابنتيها، ابتسمت لهما بدفء ثم عادت لتقول:
- ها قد اتفقتما على الكلمة السحرية، سوف اترككما الآن وانضم للجميع، ظلا تحاولا النجاح في الأمر وسوف تفعلان بكل تأكيد! أنا أثق فيكما بقوة يا فتيات!
ابتسمت روزي بمحبة ودفء لوالدتها وكذلك فعلت هانا، هما شاهدها بينما هي تسير مبتعدة عنهما بخطوات سريعة، أخذتا بعدها تنظران لبعضهما البعض بنظرات متسلية، ابتعدتا قليلا عن بعضهما البعض، ثم بصوت عال أخذنا ترددان سويا في صوت واحد
"لقد حان وقت السحر"
وللمفاجأة قد نجح معهما تلك المرة، لتقفز كلا الفتاتان فرحا مما حدث، نصيحة والدتهما أتت ثمارها، وها هما نجحا في تلك الضربة، عانقتا بعضهما بقوة، ثم ابتعدتا مجددا وبدأتا في تنفيذها مرة أخرى وعلى وجه كل منهما ابتسامة مشرقة.
نهاية الفصل .
