سمات الرواية الفنية (كيف تكتب رواية) (1)

الشخصيات

يلجأ الكاتب إلى رسم شخصيات لتجسد الأحداث في روايته، فيرسمها من الخارج، ويشرح عواطفها وأفكارها، كي يراها القارئ كما هي في خياله.

الشخصية في الرواية نوعان رئيسيان:

النوع الأول الشخصية الثابتة

وهي التي تظل ثابتة في مواقفها ومشاعرها من البداية للنهاية. مثل شخصية الشرير الذي لا تؤثر به أحداث الرواية فيظل على موقفه الشرير ولا يتغير.

النوع الثاني الشخصية النامية:

وهي التي تتغير مشاعرها ومواقفها متأثرة بالمواقف والتجارب التي تمر بها خلال أحداث الرواية.

مثال لشخصية روائية تركت أثرها في عقول القراء لعشرات السنين

شخصية سي السيد في ثلاثية نجيب محفوظ  (  بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)

وفي الأدب الفربي شخصية سانتا كلوز، من أشهر الشخصيات الأسطورية التي أصبحت جزءًا من ثقافة الشعوب.

***************

المكان والزمان

رغم أن المكان والزمان عنصران متلازمان لا يفترقان, فإن المكان ثابت على عكس الزمان المتحرك.

المكان هو مسرح الأحداث، أو الحيز الذي تتحرك فيه الشخصيات، فتنشأ علاقة متبادلة بين الشخصيات والمكان.

المكان

له دور مكمل لدور الزمان في تحديد دلالة الرواية، كما أن له أهمية كبرى في تنظيم الأحداث;.وهذا التلازم في العلاقة بين المكان والحدث هو الذي يعطي للرواية تماسكها وانسجامها، من ثم يصبح التنظيم الدرامي للحدث هو إحدى المهام الرئيسية للمكان.

****************

الزمان

الأحداث التي يسردها الكاتب تتحرك في زمن محدد يقاس بالساعات وبالأيام والشهور والسنين، يفترض أن أنْ يجري عرض الأحداث وفق تسلسلها الزمني المنطقي الطبيعي.

مما سبق نستخلص أنه لا يمكن تقبل فكرة فصل الزمان عن المكان

مثال :

روايات ترك المكان والزمان أثرًا على القارئ

روايات نجيب محفوظ التي ترسم وبوضوح الحارة المصرية في بدايات القرن الماضي، أماكن وزمان مختلف تمامًا عن الوقت المعاصر.

مثل رواية ..الحرافيش

ورواية الكاتب سعود السنعوسي ساق البامبو ، حيث ينتقل الكاتب بين الماضي والحاضر، وبين بلد البطل التي ولد بها والبلد التي يعيش فيها بتناغم مميز، يحلق بخيال القارئ، فيشعر بمتعة حقيقية في القراءة.

**************

الحبكة والذروة

الحبكة هي مصطلح أدبي يقصد به الأحداث المتتابعة والمتسلسلة، التي تتكون منها أحداث الرواية

وتعتمد الحبكة على مهارة الكاتب وخبرته في الكتابة

أما الذروة فهو يقصد بها ذروة الأحداث...حيث تعتبر الحبكة هي المسار العام للرواية، من البداية مرورًا إلى الذروة، ثم النهاية وتفكك العقدة.

ولها نوعان:

حبكة محكمة: هي مجموعة الأحداث المُترابطة والمتّجهة بانسجامٍ نحو الذّروة فالحل.

 حبكة مفكّكّة: هي مجموعة المواقف والأحداث والأشخاص الّتي لا يَربطها انسجامٌ أو تَوافقٌ سوى تَوافقٌ زَمنيٍّ ومكاني.

مثال:

الجريمة والعقاب للكاتب دستوفسكي، تتميز الرواية بحبكة محكمة جدا لدرجة أن القارئ سيدخل بخياله داخل سياقها وسيتخيل نفسه أحد الشخصيات فيها.
...........................

الفصول

الرواية قد تسرد على عشرات الصفحات وربمّا المئات، لزخم الأفكار والأحداث والشخصيات فيها، بالتالي يتم تقسيمها إلى فصول.

على عكس القصة التي تُسرد أحداثها في عدة صفحات وبالتالي فهي لا تنقسم إلى فصول كما هو الحال في الرواية.

كل الروايات الغربية والعربية ذات فصول متعددة

مثال:

روايات عربية حاصلة على جوائز

(الخائفون) للكاتبة ديمة ونوس

(الحالة الحرجة للمدعو ك) للكاتب عزيز محمد

****************

الخيال والأساليب واللغة

من أهم عوامل الجذب والتشويق لأي نص روائي هو خيال الكاتب الذي يتفرد به في نقل الأحداث، وصياغتها في حبكة روائية، وأسلوبه الذي يستخدمه في الكتابة، بالإضافة للغة التي  يختارها والتي يجب أن تتناسب طرديًا مع الموضوع، ومن الأفضل للمبتدئين في عالم الكتابة اختيار الفصحى ك لغة في أي نص روائي.

المبدع هو من يقدم كل ما هو جديد من فن أو فكر أو عمل، فيأتي إبداعه متقناً ومتميّزاً عن كلّ ما سواه. ولابدّ للمبدع أن يسكب كلّ حبّه في إبداعه، لا بل يضع فيه من ذاته بكل صدق أحاسيسه، لأن هذا ما سيصل للقاريء...

مثال:

90% من الروايات العالمية العربية مكتوبة بالفصحى

رواية البحث عن وليد مسعود\  لـ جبرا إبراهيم جبرا

رواية شرف \ لـ صنع الله ابراهيم