" " " " " " " " رواية ساحرة القطيع الفصل الخامس
📁 آحدث المقالات

رواية ساحرة القطيع الفصل الخامس


 

"الذئب"

تناولت طعامها ثم اتجهت إلى غرفتها الخاصة، قامت روزي بتبديل ملابسها، هي صففت شعرها عند طاولة الزينة خاصتها، ثم اتجهت نحو الفراش


روزي تمتلك حاسب آلي محمول كانت والدتها اشترته لها في العام الدراسي الماضي كي يساعدها في مذاكرة دروسها جيداً، لكن روزي الآن لم تكن تتجه نحو الحاسب الآلي من أجل تذاكر، لكن على العكس من ذلك تماما، هي تري الحصول على بعض الاجابات فما حدث معها صعب التصديق كثيرا. 


فتحت روزي الحاسب المحمول، ثم وضعت عنوان البحث في جوجل عن السحر والسحرة أيضاً، لتنتظر عدة ثوان حتى تظهر النتائج لها كاملة.



ساعة من الوقت استغرقتها روزي وهي تبحث في أمور السحر تلك، هي لم تكن تعلم شيئا عن الأمر سوى ما تشاهده في الأفلام السينمائية وفي المسلسلات التي تعرض على شاشة التلفزيون، غير ذلك هي جاهلة بكل شيء عن هذا الأمر. 


بعد انتهت من القراءة والبحث، شعرت بالحيرة والتيه فكل ما قرأته هو أمور يصعب على تصديقها أي إنسان، هي تشعر أن هذا أمر خيالي للغاية ولا يمكن حدوثه في العالم الحقيقي الواقعي! 


 فكرت في كلمات والدتها وعن عائلتها من السحرة، وأنها تحمل لقب ساحرة،و أنها سوف تتوج كملكة جديدة في مملكة السحرة المزعومة تلك! 


تلك الزهرة التي تتشكل على جسد روزي جعلتها تشك أن ما أخبرتها به والدتها وما يحدث لها هو جائز! حيث كيف لفتاة طبيعية أن يظهر لها ذلك الشكل على جسدها؟! هذا أمر خيالي وغريب على أية حال أيضاً!! 


أغلقت روزي الحاسب الآلي وأعادته مكانه، أتعبها التفكير، أرادت أن تحصل هواء نقي، لعله يهدئ من أفكار عقلها التي تشغلها الآن!! 


وقفتها تلك أمام النافذة جعلتها تتذكر ليلة أمس، حينما نظرت من النافذة ووجدت الشاب الذي يدعى ماثيو، والذي رأته يفتش في خزانة كتبها الخاصة في المدرسة قبل موعد الحصة الدراسية.


 ورغم كون الأمر خاطئ هو لم يعتذر منها على فعلته تلك، بل أخذ يحدق بها بنظرات مخيفة، وكأنه يحمل شئ ضدها، مع أنها لم تقابله قبل ذلك في أي مكان!


"أنا أعلم سرك!!" 


تذكرت روزي تلك الكلمات التي همس بها ماثيو بها في أذنها في المدرسة، لا تعلم هي لما هو فعل ذلك أو قال لها تلك الكلمات خاصة! هل هو يعلم شيئا عن كونها ساحرة كما تقول والدتها؟! 


بعد كل ذلك التفكير الذي أتعبها، روزي قررت غلق النافذة خاصة غرفتها، ثم عادت للسير نحو الفراش الخاص بها، تشعر أن جسدها هو الآخر متعب وليس قلبها فقط، كان النوم هو أفضل شيء تفعله الآن.


لم تكد روزي تنام حتى وصل إلى سمعها صوت دقات على باب الغرفة الخاصة بها، هي اعتدلت لتجلس على الفراش ثم قالت بصوت عال: 


- تفضلي بالدخول ماما. 


روزي علمت أن والدتها هي التي قامت بطرق باب غرفتها لذا هي صرحت لها بالدخول إلى الداخل


سافانا دلفت إلى الغرفة وشاهدت روزي ترقد على الفراش الأمر الذي جعلها تقلق عليها وتسألها


-هل هناك شيء خاطئ روزي؟! أراك تتجهين إلى النوم في هذا الوقت المبكر جدا من اليوم؟! 


ابتسمت روزي إلى والدتها حالما لاحظت التألق الذي هي عليه، هي قالت بنبرة هادئة 


- لا يوجد شئ خاطئ معي مام! لذا لا تقلقي أبدا! أنا فقط لدي رغبة في النوم الآن!! فقط سوف أنام ساعة ثم أصحو كي أستذكر بعضا من دروسي المدرسية! 


أخبرت روزي والدتها تلك الكلمات ثم صمتت قليلا لتعود بعدها وتسألها بنبرة مرحة ممازحة إياها قائلة: 


- ألن تخبريني أين سوف تذهب السيدة الفاتنة اليوم؟! مام أنت متأنقة للغاية! هل لديك موعد أو ما شابه؟! 


بادلت سافانا ابنتها الابتسام، ثم أقتربت منها بخطوات متمهلة وهي تخبرها بنبرة هادئة قائلة لها: 


- بلى روزي، أنه في الواقع! هل تتذكرين طلب السيد لوكاس مدير المدرسة خاصتك، حينما طلب مني أن نخرج سويا لتناول وجبة العشاء، حسنا ها أنا ذاهبة معه الآن إلى أحد مطاعم البلدة. 


ضحكت روزي بخفوت على ارتباك والدتها في الحديث وتلعثمها بينما تخبرها أنها سوف تذهب لتناول العشاء في الخارج بصحبة أستاذ لوكاس . 


روزي أخبرت والدتها بصوت هادئ ودافئ قائلة لها: 


- حسنا مام، تمتعي بعشاء لذيذ مع أستاذ لوكاس، أتمنى أن تقضي وقتا ممتعا بصحبته.


ابتسمت سافانا لروزي ابنتها وشعرت بالفرح لأنه لم تشعر بالضيق من ذهابها إلى الخارج لتناول العشاء، هي اقتربت من روزي أكثر، وضعت على رأسها قبلة دافئة على رأسها ثم رحلت إلى الخارج. 


اليوم التالي

في المدرسة الثانوية


ألتقي ماثيو بأصدقائه كارلوس ونوا في المدرسة، هم كانوا يتبادلون الحديث بعد انتهاء الحصص الدراسية

ماثيو قال لأصدقائه بنبرة متحمسة


- ما رأيكم يا شباب في أن نقوم بعمل سباق في الغابة اليوم، سوف يكون أمر ممتع للغاية إن فعلن ذلك حقا! 


تلك الحماسة التي كانت يتحدث بها ماثيو جعلت أصدقائه يصابوا بالحماسة هم مثله أيضاً! نوا قال بصوت متحمس للغاية


- نعم يا رجل سوف يكون أمر رائع، أنا سوف أهزمكم جميعا في ذلك السباق بالتأكيد! 


أستمع كل من ماثيو وكارلوس إلى حديث نوا المتحمس ذاك، كارلوس نظر إلى نوا بنظرات ساخرة ثم أخبره قائلا بتهكم وسخرية


- يجب عليك أن تتحدث بتواضع أكثر من ذلك، لأنك لن تستطيع هزيمتي بكل تأكيد! إذا أردت التحدي أنا سوف أسحقك بقوة يا صاح! 


كارلوس أخبر نوا بتلك الكلمات الساخرة والمتحدية أيضاً الأمر الذي جعل ماثيو يضحك بصوت عال على تحديهم ذاك بينما هو في الداخل هو يشعر بالفخر من أصدقائه والحماس الذي يتحدثون به.


نظر نوا إلى كارلوس بنظرات بها بعض الضيق ثم أخبره بنبرة عاتبة قائلا له


- ما الأمر معك يا صاح؟! كنت أود أن نحصل على بعض المرح ليس أكثر من ذلك! 


ضحك ماثيو ثانية ومعه كارلوس أيضاً على كلمات نوا المتضايقة تلك، ماثيو تقدم من نوا ثم لكزه في كتفه برفق وهو يخبره بنبرة مازحة 


- لا تغضب نوا، أنت تعلم كارلوس جيداً، هو يحب المزاح معك كثيرا، هذا ما يفعله الأصدقاء! أليس كذلك؟


هز نوا رأسه موافقا على كلمات ماثيو ثم أبتسم له، ليمد كارلوس يده إلى نوا ويضربا يديهما سويا في مصافحة محببة. 





ضحك ماثيو مرة أخرى ، جنبًا إلى جنب مع كارلوس أيضًا على كلمات نوا المزعجة ، جاء ماثيو إلى نوح ثم لكمه بلطف في كتفه بينما أخبره بنبرة مزاح.


 - لا تغضب من نوا ، أنت تعرف كارلوس جيدًا ، إنه يحب المزاح معك كثيرًا ، هذا ما يفعله الأصدقاء! أليس كذلك؟


  هز نوا رأسه بالاتفاق مع كلمات ماثيو ثم ابتسم له ، مد كارلوس يده إلى نوح وشبَّك يديه معًا في مصافحة محبة.


 أثناء المحادثة التي دارت بين ماثيو وأصدقائه ، كانت روزي على وشك ترك المدرسة ، نظر إليها ماثيو ، ثم وجه عينيه إلى أصدقائه حتى يتمكنوا من ملاحظتها ، وعندما فعلوا ذلك ، فوجئوا ، لذلك لدرجة أن نوح صاح بصوت متفاجئ قائلاً:


 -  يا رجل!! إنها فتاة جميلة جدا! إنها ساحرة حقًا!


 


 - اهدأ يا صاح ، إنها مجرد ساحرة ، احترس من جمالها الذي يسحرك ، لم يمسني على الإطلاق !!


  قال ماثيو هذه الكلمات بفخر شديد ، على الرغم من أنه شعر بالارتباك لبعض الوقت عندما يراها حزينة.


  وافق كارلوس ماثيو على رأيه في روزي ، فأومأ برأسه لدعم ماثيو كما قال بنبرة حماسية:


  -نعم يا صاح ، ماثيو على حق ، لا تدع تلك الساحرة الشريرة تؤثر عليك بسحرها ، إنهم مخادعون ، يا صاح!


  فوجئ نوح بما قاله له ماثيو وكارلوس عندما تحدث عن تلك الفتاة الفاتنة ، لم يعد يمزح أكثر وطبعا لن يتركها تؤثر عليه ، هؤلاء السحرة لا يرحمون أحدا من شرهم وحقدهم. قال بنبرة متضايقة: 


 - اهدأ يا صاح ، أنا فقط أمزح! أنت تعلم أنني أكره هؤلاء السحرة ، أنا فقط أحب قتلهم. !!


  هتف كل من ماثيو وكارلوس بصوت عالٍ لدعم كلمات نوح ، ثم أخبر ماثيو صديقيه:


  لنذهب لمشاهدتها معا الآن ماذا تقولين ؟!


  اقترح ماثيو ذلك على كارلوس ونوح ، اللذين نظر كل منهما إلى الآخر وهز رأسيهما.


  قال نوح بصوت حزين قليلاً:


  آسف يا صاح ، لدي واجب منزلي وأريد أن أفعل ذلك الآن ، يمكنك أنت وكارلوس القيام بذلك!


  استمع ماثيو وكارلوس إلى كلمات نوح الاعتذارية ، ثم تحدث كارلوس قائلاً:


  أنا أيضًا لا أستطيع الذهاب ، لدي أشياء أفعلها الآن قبل أن أذهب إلى الغابة لأتسابق معك ، آسف ماثيو ، لا يمكنني الذهاب معك أيضًا.


  تفاجأ ماثيو برفض صديقيه الذهاب معه لمشاهدة الفتاة ، لكن هذا لم يقلل من حماسه ، فأومأ إليهما بفهم ثم أدار جسده بعيدًا عنهما بعد أن لوح لهما وداعًا ، فهو يريد اللحاق بها، فقد كانت روزي توشك أن تبتعد عن أنظاره. 


روزي كانت تشعر بالضيق والملل، والدتها لم تأت اليوم ايضا لاصطحابها من المدرسة لذا هي عليها العودة سيرا على الأقدام إلى المنزل، لكنها لم ترد العودة إلى المنزل الآن.

 لقد سمعت من الطلاب في الفصل عن غابة بعيدة قليلا عن البلدة، يقولون انها غابة ملعونة تعيش بها أشباح الساحرات اللاتي تم قتلهن قديما.


هي لديها حب استطلاع، تريد معرفة هل ما يقوله الطلاب صحيحاً أم هي مجرد ساحرات، هي لم تكن تشعر بالخوف حقا، فهي تراها فقط مجرد تخيلات


 كما أن والدتها أخبرتها أنها ساحرة، فلابد أنها تمتلك بعض القدرات إن لزم الأمر، هي قررت الذهاب في تلك المغامرة التي ستكون شيقة بالتأكيد


فوجئ ماثيو بينما هو يسير خلف روزي أنها تتخذ الطريق المؤدي إلى الغابة، مما جعله يشعر بالقلق، هو سأل نفسه، "هل هي تخطط لأمر ما الآن؟!" قال ذلك لنفسه ثم سار خلفها بحذر حتى لا تلاحظ مراقبته لها.



بعد وقت طويل وصلت روزي إلى حدود الغابة، تطلعت حولها في المكان حيث الأشجار العالية جدا، والأرض ذات العشب القصير أسفل قدميها، بهدوء شديد هي سارت نحو داخل الغابة، تنظر في جهة بها تتفحصها، قالت بعدها بصوت عال تحدث نفسها


- أين تلك الأشباح التي يتحدث عنها الجميع! الغابة فارغة لا أحد فيها! كما أنها ليست مخيفة كما يقولون!! 


قالت روزي تلك الكلمات بنبرة ساخرة من الأحاديث الكاذبة التي قيلت عن الغابة وجعلت الجميع يخاف منها ولا يرغب في الذهاب إليها. 


بينما هناك في الخلف يقف ماثيو محدقا في روزي بنظرات حذرة، لقد أستمع إلى كلماتها على أن الغابة ليست مخيفة بل هي عادية، هو فكر في نفسه


"لم لا أمنحها بعض التسلية التي تريدها تلك الساحرة" 


قال ماثيو ذلك ثم ألقى بحقيبة المدرسة خاصته أرضا ليبدأ بعدها في التحول إلى شكله الحقيقي، شكل المستذئب! يريد بعض من المرح هو الآخر!


كانت روزي تتجول في المكان حينما وصل إلى سمعها صوت يشبه عواء الذئب الخافت، الصوت ظل لثوان ثم أختفى، لتظن روزي أنها تتخيل الأمر، وحين ألتفت بجسدها تنوي الخروج من تلك الغابة والعودة إلى المنزل هي استمعت إلى ذلك العواء مجددا لتشعر بالخوف رغما عنها، وتحاول السير بسرعة كبيرة.


فجأة أمام أنظار روزي المرتعبة ظهر ذئب ذو جسد ضخم أمامها، مما جعلها تتراجع إلى الوراء، تحاول أن تبتعد عنه، لكنها وجدت ذلك الذئب يتبعها ويحاول الوصول إليها، هي صرخت برعب شديد بينما تقول: 


- ابتعد عني رجاءا، ابتعد عني!! 


قالت تلك الكلمات ثم حاولت الركض نحو خارج الغابة لكن قبل أن تصل إليها وبسرعة كبيرة وجدت الذئب يقف أمامها مباشرة، هي شعرت بالخوف والذعر الشديد، قالت له برجاء وتوسل، مع دموع بدأت في النزول من عينيها على وجنتيها


- أرجوك لا تؤذيني، أنا لم أفعل شئ خطأ لك! 


قالت روزي تلك الكلمات ثم عادت للخلف بظهرها بخطوات قليلة لتذل قدميها وتقع أرضا على ظهرها، وهي تشعر بألم كبير في رأسها وجسدها كله، لكن كان خوفها من ذلك الذئب كبيرا أيضاً، هي أخذت تدعو وتتوسل في سرها أن يتركها ذلك الذئب وشأنها 


لكن الذئب لم يفعل ذلك بل على العكس هو أقترب منها للغاية، وقف بجوار رأسها وبدأ يتشمم رائحتها! 


كانت رائحة الخوف التي تخرج من جسد روزي تعجبه للغاية، لكن دموعها البريئة تلك جعلته يتردد قليلا في دفعها لمزيدا من الخوف، هو كف عن تشمم رائحتها تلك ثم أبتعد عنها بخطوات، ليخبرها بعدها بنبرة زاعقة قائلا:


- اذهبي روزي، اذهبي من هنا على الفور! 


رغم أن كلمات الذئب جعلتها تشعر برعب شديد فهي لأول مرة تسمع ذئب يتحدث بل ويعرف اسمها أيضاً

لكنها نهضت من على الأرض بقوة كبيرة ثم أخذت تركض بقدميها نحو الخارج، هي توقفت لثوان تنظر فيهم نحو ذلك الذئب الضخم ثم عادت للركض مجددا وتلك المرة نحو المنزل حيث والدتها هناك. 




حينما وصلت روزي إلى المنزل أخذت تبحث عن والدتها، كانت عينيها مليئة بالدموع التي جعلتها لا ترى أمامها، هي صاحت بخوف تنادي على والدتها قائلة: 


- مام، أين أنت؟! هناك شيء مرعب حدث لي الآن!! 


كانت روزي تقول تلك الكلمات إلى والدتها بينما تسير نحو داخل المنزل، لكن حينما وصلت إلى غرفة المعيشة لم تجد والدتها فقط في انتظارها


 بل مجموعة من الرجال والنساء أيضاً يرتدون ملابس سوداء كأنهم في حداد، لتشعر روزي بذعر شديد وتحاول الهروب من المكان، لكن حينما لفت جسدها للرحيل فوجئت بأحد ما خلفها يمسك بها من خصرها ويمنعها من الرحيل.



بعد رؤيته لروزي تركض برعب شديد مبتعدة عنه وعن الغابة كلها هو عاد لشكله البشري ثم بدأ يضحك بصوت عال على ردة فعلها من رؤيته بهيئة المستذئب! 


هو خطى نحو المكان الذي ألقى فيه حقيبة المدرسة خاصته ثم حملها على كتفه بعد أن التقطها بيده، سار عائدا نحو المنزل، يريد أن يحصل على حماما منعشا قبل العودة إلى الغابة مرة أخرى لإجراء السباق الذي اتفق عليه مع الشباب



وصل ماثيو إلى المنزل، هو أبتسم لوالدته التي كانت تجلس في غرفة المعيشة مع أخيه الأكبر جوزيف، لكنه فوجئ أنها لا ترد الابتسامة له، بل هناك على وجهها قناع من البرود والتجمد مما جعله يشعر بقلق شديد من ذلك الأمر.


 سألها عن مكان تواجد والده فأشارت نحو غرفة المكتب وأخبرته أنه ينتظره هناك في الداخل، أسرع ماثيو بخطواته نحو غرفة المكتب تلك، مد يده لفتح الباب لكن وجده مفتوحا قليلا


 دلف إلى الداخل على الفور، نظر نحو أبيه وجده يتحدث على الهاتف بصوت عال وغاضب، يدور حول نفسه في المكان، أشار إليه أن يقترب منه، ثم وجده يغلق الهاتف في وجه محدثه بعد أن أخبره عن وجوده هو هنا بصحبته


رفع ماثيو حاجبه بتعجب وتسأل في نفسه مرددا 

"اللعنة ماذا يحدث بحق الله؟! لم الجميع غاضب ومتجهم بتلك الطريقة؟!" ماثيو لم يكد ينهي كلماته لنفسه حتى فوجئ بوالده يخبره بنبرة جادة 


- ماثيو، هناك أمر ما قد حدث اليوم عليك معرفته! يبدو أن الأمر أقترب للغاية بني! 


فوجئ ماثيو بكلمات والده له، هو تسأل في نفسه هل والده يعلم بما حدث في الغابة بينه وبين روزي أم ما الذي يجعله غاضبا هكذا!! وما الذي اقترب للغاية؟! 


هو كان يحادث نفسه حينما وجد والده يقترب منه ثم يضع يده على كتفه قائلا بنبرة جادة


- هناك رجال ببذل سوداء شوهدوا وهم يدلفون إلى المنزل الخاص بوالدة روزي! لقد قمت بتعيين أحد أفراد القطيع لمراقبة المنزل على الدوام، وهو قد أخبرني بذلك! 


كلمات والده جعلته يشعر بالحيرة والمفاجأة أيضاً فهو لا يعلم ماذا يعني وجود رجال بتلك الهيئة بمنزل روزي إلا إذا كان!! 


"يا إلهي! أنه موعد التنصيب أليس كذلك؟! 


هز ديفيد رأسه مؤكدا شكوك ابنه ماثيو مما جعل ماثيو يهتف قائلا بصوت عال


- ما الذي علينا فعله الآن أيها القائد؟! 


نظر ديفيد إلى ماثيو ثم أخبره بنبرة جامدة: 


- لقد أمرت بجمع الرجال جمعيا، علينا الاحتشاد بالقرب من المنزل في حالة ما أرادوا هؤلاء السحرة فعل شئ ما في البلدة، أنت عليك محادثة جميع شباب القطيع وجلبهم إلى هنا الآن! علينا وضع خطة جيدة، العشوائية في هذا الأمر لن تفيد على الإطلاق! 


أنصت ماثيو إلى كلمات والده ثم هز رأسه موافقا بينما يقول بنبرة عالية 


- حاضر أيها القائد. 


ماثيو هتف بذلك ثم ألتف بجسده راحلا من غرفة المكتب تلك، يريد أن يسرع في تنفيذ أوامر والده القائد له ولجميع أفراد القطيع.



"أميرة أبيها"


ضحكات عالية خرجت من فمه، بينما يتلقى اتصال هاتفي من أحد تابعيه، يخبره أن اليوم المحتوم قد جاء، عليهم الإسراع في الانطلاق نحو البلدة. 


ضحكاته وصلت إلى تلك التي تعبث بهاتفها، سارت بخطوات متمهلة نحوه، وصلت إلى حيث يقف، انتظرته حتى ينهي مكالمته، سألته بنبرة مرحة، قائلة: 


- ما الأمر داد، هل هناك شيء مفرح من أجل تلك الضحكات العالية؟! 


نظر نحو ابنته الجميلة، تشبه زهرة يانعة حقا، كأمها ولكن زهرة رواها هو بماء مسموم، تغذت عليه، حتى أضحت زهرة زنبق سامة لمن أراد قطفها أو حتى لمسها، أجاب عليها بنبرة مرحة مثل خاصتها: 


- لقد حان الوقت هانا، علينا أن ننطلق سريعا من هنا! هذا إن كنت تريدين أن تصبحي الملكة حبيبة قلبي! 


كانت تعلم أنه هذا هو اليوم الموعد، فاليوم بعد الثانية عشر سوف تكمل عامها الثامن عشر، كما سوف روزي، شقيقتها التوأم البلهاء، هي لم تلتقي بها يوما، لكن والدها أخبرها فيما مضى أنهما نسخة متطابقة من حيث الشكل. 


لكن التفكير حتما مختلف، هي سوف تحصل على ذلك العرش، لن تدع فتاة غبية مثل شقيقتها تحصل على عرش الساحرات، هي تدربت منذ صغرها، شذبت قواها، من أجل ذلك اليوم! بينما الأخرى، كانت ترحل من بلدة لأخرى كل فترة مع والدتهما، خوفا من إيجاد أبيها لهما. 


خرجت من أفكارها على صوت والدها، يسألها بنبرة متسلية، رافعا حاجبه الأيمن كعلامة تعجب، قائلا: 


- ما الأمر هانا، هل كنت تحلمين بعرش الساحرات ذاك؟! لا تقلقي هانا سوف يكون لك بكل تأكيد أنا سوف أعمل على هذا الليلة، لذا لا داعي لتبديد المزيد الوقت، هيا اعدي نفسك للرحيل الآن. 


نظرت نحو والدها بإمتنان على وعده لها بتحقيق حلمها، هزت رأسها موافقة، تخطته لتسير بعدها بخطوات سريعة نحو الخارج تريد ترتيب نفسها للرحيل، لكنها عادت لتلتف بجسدها نحوه، تسأله بنبرة متشككة قائلة: 


- داد، أريد أن أسألك سؤالا جعلني حائرة للغاية! 


نظر نحوها ببعض القلق بينما يستمع إلى كلماتها تلك، تسأل بنبرة حائرة:


- ماذا هانا؟! ما ذاك السؤال الذي تحتارين بشأنه؟! 


أجابت على سؤاله، مخبرة إياه عن حيرتها، حينما صرحت بكلمات متعجبة قائلة: 


- كيف علمت مكان مام و روزي، هل عينت تحري خاص حتى يصل إلى مكانهما ثم أخبرك به؟! 


ضحكات عالية ساخرة عادت للظهور مرة أخرى، كان مصدرها ذلك الراجل المتفاخر بقواه أمام ابنته التي ظلت تنظر إليه بدهشة من فعلته، سمعته يقول بنبرة ساخرة ومتهكمة بعض الشيء: 


- هذا السؤال عيبا في حقي هانا!! هل تظنين حقا أني لم أكن أعلم مكانهما منذ زمن طويل! أنا فقط كنت أتركهما لكي يحسبا أنهما حرتان، لكن بالتأكيد كانتا تحت أنظاري طوال تلك السنوات، حتى اليوم الذي عادتا فيه إلى بلدة والدتك القديمة والتي سوف يتم فيها تنصيب ملكة الساحرات. 


كم هي غبية حقا! هذا ما أخبرت به لنفسها بينما تستمع إلى كلمات والدها الساخرة، كيف لها أن لا تفكر بذلك!! هل هناك رجلا مثل أبيها بكل قواه وقدرته سوف يترك الأمر للصدفة!! عادت تنظر نحوه من جديد، تستمع إليه بينما يقول بنبرة هاذئة: 


- لقد خيبت ظني بك هانا! لم أكن أتوقع أن استمع إلى ذاك السؤال منك! كيف تكونين بتلك السذاجة! انتبهي إلى نفسك هانا، لا تسقطي في فخ البلاهة و الغباء مثل هاتين الغبيتان!! 


شعرت بضيق في نفسها، أخبرته بنبرة متضايقة، تنفي الأمر على الفور، قائلة: 


- لا، لا أريد أن أكون مثلهما بالتأكيد، أنا فقط،، ربما أنا تعبة بعد الشئ أبي! تعلم أن كل التدريبات على استعمال القوى والتحكم بها يكون مرهقاً!! أو لا تعلم سوف أستغل أمر السفر هذا من أجل الحصول على بعض الراحة! لأني سوف أحتاج إلى كل قواي اليوم أليس كذلك دادي؟! 


نظر نحوه ابنته بفخر شديد، هكذا تكون ابنته حقا، ذكية وتفكيرها يسبق كل شيء، هز رأسه موافقا على اقتراحها ذاك، نظر نحوها بينما تسير بخطوات سريعة نحو الخارج، أما هو فتطلع نحو هاتفه ينوي إجراء مكالمة جديدة.





"استخدمي قواك صوفيا، اجعلي الفتاة تعود تستفيق"


أمرها والدها بتلك الكلمات، نظرت نحوه بقلق، هزت رأسها موافقة، والدها محق، عليها أن تستعمل قواها على روزي كي تجعلها تعود لوعيها مرة أخرى! الوقت يمر، وضياع المزيد منه سوف يضعهم في مأزق.


بدأت تمرر كلتا يداها فوق رأس روزي، تردد بصوت خافت تعويذة بها، لم تمر ثوان حتى كانت روزي تستعيد وعيها مرة أخرى، تسعل بصوت عال، تفتح عينيها ببطء شديد، يتملك الذعر منها، تحاول أن تستقيم واقفة بخوف كبير!! 


صوت متوسل كان مصدره والدتها، تخبرها بنبرة حنونة ودافئة، ترجوها قائلة: 


- أرجوك روزي، لا تفعلي ذلك مرة أخرى، لا تصابي بالذعر حبيبتي، نحن جميعاً نحتاج إليك الآن!! من أجلي أنا لا تفعلي ذلك و تهربي بوعيك مرة أخرى!  


رغما عنها تأثرت بكلمات والدتها، حاولت أن تتماسك، والدتها تخبرها أنها بحاجتها، عليها أن ترد لها ولو جزء بسيط مما فعلته من أجلها. 


جلست بشكل معتدل على الأريكة، لتفعل سافانا مثلها، وضعت يدها حول خصرها، تحاول أن تدعمها ولو قليلاً، بينما يبدأ والدها في سرد ما سوف يحدث اليوم. 


في نهاية حديث جدها لوالدتها، عقل روزي كان متخم بالحقائق التي كانت غائبة عنها، هناك عالم موازي آخر غير الذي تعيش فيه الآن!!


 كل تلك الأمور التي تحدث حولها الآن فوق طاقتها حقا! تشعر أنها على وشك الانهيار مرة أخرى! لكن نظرات والدتها المتوسلة لها تمنعها من ذلك! ولولا ذاك لكانت جنت حتماً!! 



صوت ضجيج عال آت من الخارج وصل إلى أسماعهم

جعلهم يهرعوا نحو الخارج، حتى فوجئوا بأمر فاق توقعاتهم وآثار في نفوسهم الذعر. 



قبل بعض الوقت


وصل إلى مكتبه والده، دلف على الفور، دون أن يطرق الباب حتى، نظر نحوه والده بتوجس، وحينما رأى على وجهه علامات قد اتفق معه عليها، نهض على الفور من على كرسيه، بينما يخبر جميع من حوله، بنبرة جامدة، حازمة و متحدية قائلا: 


- لقد حان الوقت، هيا بنا.


تلك كلماته لمن في الداخل من الحكماء، بينما في الخارج، أمام الجمع من شباب القطيع، حينما وصل إليهم هو صاح فقط بنبرة حماسية قائلا: 


- لقد بدأ وقت المعركة!! 


هتف الجميع صائحين بصوت عال خلف قائدهم المجيد، تحركوا بعدها سريعا من خلفه، الكل إلى حيث المركبة التي سوف يستقلها، الكبار كانت لهما السيارات، بينما الشباب اليافع من القطيع كانت هناك الدرجات النارية بكل تأكيد. 


تقدم ماثيو الجميع مستقلا دراجته النارية الخاصة به، تبعه بقية الفريق، هو يعلم الطريق إلى منزل تلك الساحرة و سوف يقودهم إليه، الليلة هي ليلة حسم تلك الشكوك التي حامت من حولها. 



مع طلب بضبط النفس، عدم لفت انتباه البشر العاديين من سكان البلدة، وصل الجميع إلى حيث منزل الساحرة موضع الصراع، ألتفت السيارات حول المنزل، بينما اقتربت الدراجات النارية أكثر من الباحة الأمامية له.


كان ماثيو أول من هبط من على دراجته، تركها، أشار للبقية أن يقوموا بحركة نفير، صدحت بعض الأصوات عالية، لتجذب سكان ذاك المنزل، وجعلتهم يهرعون إلى الخارج، ينظرون بنظرات قلقة وغير مصدقة لما يحدث أمام أعينهم في تلك اللحظة. 


نظرات روزي كانت أكثر من هلعة، خاصة حينما شاهدت زميلها فى المدرسة ذلك الشاب الذي يدعى ماثيو، هي خمنت في ما سبق أنه قد يكون فردا في عصابة ما! لكن أن تكون تلك حقيقة واقعة وها هو قد آتى اليوم مع باقي أفراد العصابة من أجل أن يهددها هي وعائلتها وربما يقومون بسرقتهم أيضاً. 


شعور من النفور والكره تحرك في داخلها نحوه، أرادت أن تعطيه لطمة على وجهه من أجل فعلته تلك، فوجئت بطاقة من الغضب تندفع داخل أوردتها جعلتها تسير بسرعة كبيرة نحوه، ترفع يدها عاليا، تهبط في ثانية واحدة على الصفحة القاسية لوجه ذلك الأبله المتغطرس الذي يقف أمامها كالغازي المنتصر وسط قوات جيشه المحتل. 


شهقات عالية صدحت في المكان، كان مصدرها العديد من الأفواه التي تابعت الموقف الذي حدث للتو، أما عنه هو، من تلقى تلك اللطمة على جانب وجهه الأيمن، بركان من الغضب أصبح يغلي بداخله، وجد نفسه بدون تحكم أو سيطرة على ذلك الغضب، تحول في ثوان لحقيقته الأصلية، ذئب ضخم الحجم، هائج و غاضب يود الفتك بمن حوله الآن. 


رغم تلك القوة التي اندفعت في داخلها فجأة إلا أن رؤية ذلك الشاب يتحول أمامها إلى ذئب ضخم الحجم جعلها تصرخ من الفزع، تهرع نحو الخلف بحركات خرقاء، كادت تقع أكثر من مرة، ليندفع شقيق والدتها و يسندها إلى جسده، يمنحها الحماية. 


صوت عال و هادر كان مصدره والده هو الذي جعله يتوقف عن ما ينوي فعله، هو كان سوف يقتلها حقا، لولا صياح والده فيه بنبرة حادة و زاعقة حينما قال: 


- ماثيو، توقف مكانك على الفور! عد إلى حالتك البشرية فورا، اوقف ذلك الغضب اللعين الذي تملك منك ماثيو!! 


لم يكن هو من يرفض اتباع أوامر قائد القطيع، حتى لو كان ذلك القائد هو والده، تماسك مرغما نفسه على العودة مرة أخرى إلى حالته البشرية بينما ماذا ينظر نحوها بنظرات لو كانت تقتل لكانت هي ميتة منذ زمن طويل بكل تأكيد. 


أما هي فلم تكن قادرة على التفوه سوى بكلمة واحدة: 


- أنه هو!! أنه هو!! 


آثار ذلك تعجب شقيق والدتها الذي أنصت إلى همسها الخافت ذاك ليسألها بنبرة متعجبة و قلقة قائلا: 


- ما الذي تقصدينه روزي بتلك الكلمات؟! 


أخذت تشير إليه بيدها بينما تعود للهمس مجددا، حينما أخبرته بنبرة يشوبها الذعر قائلة: 


- أنه هو ذلك الذئب الذي حاول مهاجمتي في الغابة، ماثيو هو ذلك الذئب!! 


لم يصدق ما يسمعه من روزي، لقد وصلت قمة الوضاعة بذلك الفتى الأحمق المتهور أن يحاول مهاجمة روزي ابنة شقيقته سافانا، لولا أن الأمر حساس ولا يتحمل المزيد من المشاحنات لكان أوسع ذلك الشاب ضربا على تخويفه لتلك الفتاة البريئة روزي! 



هناك شيء غامض بدأ يتضح إليه، هناك في المواجهة، حيث ذلك المنزل، بضعة أشخاص، كانوا أصدقاء له ولعائلته فيما مضى، لكنهم قد رحلوا منذ زمن طويل، والآن على ما يبدو عادوا مرة أخرى للبلدة لكن لم يقفون هناك بصحبة الساحرة ووالدتها؟! إلا إذا؟! 


الأمر ضربه في مقتل، لقد كانت تلك عائلة الساحرة وعلى ما يبدو هم سحرة أيضاً! لم يصدق ديفيد الأمر الذي توصل إليه للتو، "هل تم خداعه أو ماذا؟!" 

سأل نفسه بذلك بينما يرمق جميع من حوله بعدم تصديق. 


رؤيته لصديق قديم، رغم أنه أصغر منه بسنوات، لكنه كان معتادا على مشاركته اللعب في صغره، كانا يعدا أفضل أصدقاء رغم فرق السن الواضح بينهما، لكن حينما آن أوان الرحيل عن البلدة لم يستطع هو أن يبرر سبب رحيله ذاك.


وها هو يرى و جهه الحائر مرة أخرى، أراد أن يذهب إليه، يلقي التحية ربما، ثم يسأله ما الذي دفعه يأت لمهاجمة شقيقته سافانا وابنتها بتلك الطريقة وسط مجموعة من أتباعه. 


تقدم بخطوات سريعة رغما عنه، تلك كانت قوته، سرعة فائقة مع قوى سحرية بها، وصل إلى حيث يقف، وصل إلى سمعه صوت زمجرة عالية، كان مصدرها ذلك الشاب المتهور كما لقبه في مخيلته مرة أخرى. 


أستمع بعدها إلى طلب أبيه، بينما يأمره أن يعود أدراجه مرة أخرى، فهو خير قادر على تولي الأمر بنفسه، مما جعله يتراجع إلى مكانه مرة أخرى، وسط نظرات قلق و حيرة من الجميع من حولهم. 



حينما وصل ماثيو إلى جوار جميع أقرانه كان حان الوقت لغضب جوزيف أن يتحرر من معقله، لقد كتم غيظه وغضبه من أخيه لمدة طويلة، و ها هو على وشك الانفجار في وجهه حينما قال بنبرة ساخرة ومتهكمة: 


- محب للتباهي حقا!! ألم تستمع للقائد أكثر من مرة بينما يخبرك أن تكف عن أفعالك الحمقاء تلك و تهورك الذي ليس هناك من داع له، خاصة في ظل المشكلة التي نحن فيها يا أخي الصغير؟! 


فوجئ ماثيو بكلمات أخيه جوزيف الموبخة له أمام الجميع، هو يعلم أن أخيه يكن له بعض من الغيرة! لكن ليس هكذا أمام الجميع يبرزها في وجهه كخنجر مسموم ثم يطعنه به في قلبه!! هو لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة ليرد عليه كلماته تلك، الصدمة ألجمته، جل ما استطاع سماعه هو أصوات هامسة بالمواسة و المحبين له من أقرانه. 



بدأ حديثه بالترحيب، مثل أصدقاء قدامى تم جمع شملهم مرة أخرى، حينما هتف بصوت عال قائلا: 


- مرحباً ديڤيد، كيف هي أحوالك؟! أرى أنك لم تتغير كثيرا عن ما مضى، وكأن تلك السنوات التي مرت لم تترك أثرها عليك! 


كلماته جعلت ديفيد يضحك بصوت بينما يستمع إلى تملقه ذاك، هو يعلمه جيدا، لطالما اعتاد على فعل ذلك حينما يكون بحاجة لخدمة ما منه، حينها يكون أكثر من سعيدا لفعل الخدمة له، لكنه الآن يتسأل في نفسه ما هي الخدمة التي يحتاجها تلك المرة!! 


أنهى تلك الضحكات، أخبره بنبرة تحمل آثارها بينما يقول بنبرة ساخرة ومتهكمة:


- حقا يا رجل!! هل مازالت تتملق الأشخاص كما كنت تفعل فيما مضى؟! أم أنك اعتدت على فعل ذلك معي أنا فقط؟! هي أخبرني!! 


ضحكات ديفيد العالية جعلته يجفل قليلا، لكنه سرعان ما شاركه تلك الضحكات، هو يعلم ديفيد جيدا، ألم يكونا أصدقاء في الماضي، قبل فراقهم المحتوم، لكم يشتاق إلى تلك الأيام الخوالي التي كانا يتسكعان في شوارع البلدة يستقلان دراجتهما، يتسابقان، يمرحان معا في سعادة! 


لكن مع الأسف تلك الأيام قد ولت، كل واحدا منهم قد شب وله مهمة محددة في الحياة، والخوف من تع"أميرة أبيها"


ضحكات عالية خرجت من فمه، بينما يتلقى اتصال هاتفي من أحد تابعيه، يخبره أن اليوم المحتوم قد جاء، عليهم الإسراع في الانطلاق نحو البلدة. 


ضحكاته وصلت إلى تلك التي تعبث بهاتفها، سارت بخطوات متمهلة نحوه، وصلت إلى حيث يقف، انتظرته حتى ينهي مكالمته، سألته بنبرة مرحة، قائلة: 


- ما الأمر داد، هل هناك شيء مفرح من أجل تلك الضحكات العالية؟! 


نظر نحو ابنته الجميلة، تشبه زهرة يانعة حقا، كأمها ولكن زهرة رواها هو بماء مسموم، تغذت عليه، حتى أضحت زهرة زنبق سامة لمن أراد قطفها أو حتى لمسها، أجاب عليها بنبرة مرحة مثل خاصتها: 


- لقد حان الوقت هانا، علينا أن ننطلق سريعا من هنا! هذا إن كنت تريدين أن تصبحي الملكة حبيبة قلبي! 


كانت تعلم أنه هذا هو اليوم الموعد، فاليوم بعد الثانية عشر سوف تكمل عامها الثامن عشر، كما سوف روزي، شقيقتها التوأم البلهاء، هي لم تلتقي بها يوما، لكن والدها أخبرها فيما مضى أنهما نسخة متطابقة من حيث الشكل. 


لكن التفكير حتما مختلف، هي سوف تحصل على ذلك العرش، لن تدع فتاة غبية مثل شقيقتها تحصل على عرش الساحرات، هي تدربت منذ صغرها، شذبت قواها، من أجل ذلك اليوم! بينما الأخرى، كانت ترحل من بلدة لأخرى كل فترة مع والدتهما، خوفا من إيجاد أبيها لهما. 


خرجت من أفكارها على صوت والدها، يسألها بنبرة متسلية، رافعا حاجبه الأيمن كعلامة تعجب، قائلا: 


- ما الأمر هانا، هل كنت تحلمين بعرش الساحرات ذاك؟! لا تقلقي هانا سوف يكون لك بكل تأكيد أنا سوف أعمل على هذا الليلة، لذا لا داعي لتبديد المزيد الوقت، هيا اعدي نفسك للرحيل الآن. 


نظرت نحو والدها بإمتنان على وعده لها بتحقيق حلمها، هزت رأسها موافقة، تخطته لتسير بعدها بخطوات سريعة نحو الخارج تريد ترتيب نفسها للرحيل، لكنها عادت لتلتف بجسدها نحوه، تسأله بنبرة متشككة قائلة: 


- داد، أريد أن أسألك سؤالا جعلني حائرة للغاية! 


نظر نحوها ببعض القلق بينما يستمع إلى كلماتها تلك، تسأل بنبرة حائرة:


- ماذا هانا؟! ما ذاك السؤال الذي تحتارين بشأنه؟! 


أجابت على سؤاله، مخبرة إياه عن حيرتها، حينما صرحت بكلمات متعجبة قائلة: 


- كيف علمت مكان مام و روزي، هل عينت تحري خاص حتى يصل إلى مكانهما ثم أخبرك به؟! 


ضحكات عالية ساخرة عادت للظهور مرة أخرى، كان مصدرها ذلك الراجل المتفاخر بقواه أمام ابنته التي ظلت تنظر إليه بدهشة من فعلته، سمعته يقول بنبرة ساخرة ومتهكمة بعض الشيء: 


- هذا السؤال عيبا في حقي هانا!! هل تظنين حقا أني لم أكن أعلم مكانهما منذ زمن طويل! أنا فقط كنت أتركهما لكي يحسبا أنهما حرتان، لكن بالتأكيد كانتا تحت أنظاري طوال تلك السنوات، حتى اليوم الذي عادتا فيه إلى بلدة والدتك القديمة والتي سوف يتم فيها تنصيب ملكة الساحرات. 


كم هي غبية حقا! هذا ما أخبرت به لنفسها بينما تستمع إلى كلمات والدها الساخرة، كيف لها أن لا تفكر بذلك!! هل هناك رجلا مثل أبيها بكل قواه وقدرته سوف يترك الأمر للصدفة!! عادت تنظر نحوه من جديد، تستمع إليه بينما يقول بنبرة هاذئة: 


- لقد خيبت ظني بك هانا! لم أكن أتوقع أن استمع إلى ذاك السؤال منك! كيف تكونين بتلك السذاجة! انتبهي إلى نفسك هانا، لا تسقطي في فخ البلاهة و الغباء مثل هاتين الغبيتان!! 


شعرت بضيق في نفسها، أخبرته بنبرة متضايقة، تنفي الأمر على الفور، قائلة: 


- لا، لا أريد أن أكون مثلهما بالتأكيد، أنا فقط،، ربما أنا تعبة بعد الشئ أبي! تعلم أن كل التدريبات على استعمال القوى والتحكم بها يكون مرهقاً!! أو لا تعلم سوف أستغل أمر السفر هذا من أجل الحصول على بعض الراحة! لأني سوف أحتاج إلى كل قواي اليوم أليس كذلك دادي؟! 


نظر نحوه ابنته بفخر شديد، هكذا تكون ابنته حقا، ذكية وتفكيرها يسبق كل شيء، هز رأسه موافقا على اقتراحها ذاك، نظر نحوها بينما تسير بخطوات سريعة نحو الخارج، أما هو فتطلع نحو هاتفه ينوي إجراء مكالمة جديدة.





"استخدمي قواك صوفيا، اجعلي الفتاة تعود تستفيق"


أمرها والدها بتلك الكلمات، نظرت نحوه بقلق، هزت رأسها موافقة، والدها محق، عليها أن تستعمل قواها على روزي كي تجعلها تعود لوعيها مرة أخرى! الوقت يمر، وضياع المزيد منه سوف يضعهم في مأزق.


بدأت تمرر كلتا يداها فوق رأس روزي، تردد بصوت خافت تعويذة بها، لم تمر ثوان حتى كانت روزي تستعيد وعيها مرة أخرى، تسعل بصوت عال، تفتح عينيها ببطء شديد، يتملك الذعر منها، تحاول أن تستقيم واقفة بخوف كبير!! 


صوت متوسل كان مصدره والدتها، تخبرها بنبرة حنونة ودافئة، ترجوها قائلة: 


- أرجوك روزي، لا تفعلي ذلك مرة أخرى، لا تصابي بالذعر حبيبتي، نحن جميعاً نحتاج إليك الآن!! من أجلي أنا لا تفعلي ذلك و تهربي بوعيك مرة أخرى!  


رغما عنها تأثرت بكلمات والدتها، حاولت أن تتماسك، والدتها تخبرها أنها بحاجتها، عليها أن ترد لها ولو جزء بسيط مما فعلته من أجلها. 


جلست بشكل معتدل على الأريكة، لتفعل سافانا مثلها، وضعت يدها حول خصرها، تحاول أن تدعمها ولو قليلاً، بينما يبدأ والدها في سرد ما سوف يحدث اليوم. 


في نهاية حديث جدها لوالدتها، عقل روزي كان متخم بالحقائق التي كانت غائبة عنها، هناك عالم موازي آخر غير الذي تعيش فيه الآن!!


 كل تلك الأمور التي تحدث حولها الآن فوق طاقتها حقا! تشعر أنها على وشك الانهيار مرة أخرى! لكن نظرات والدتها المتوسلة لها تمنعها من ذلك! ولولا ذاك لكانت جنت حتماً!! 



صوت ضجيج عال آت من الخارج وصل إلى أسماعهم

جعلهم يهرعوا نحو الخارج، حتى فوجئوا بأمر فاق توقعاتهم وآثار في نفوسهم الذعر. 



قبل بعض الوقت


وصل إلى مكتبه والده، دلف على الفور، دون أن يطرق الباب حتى، نظر نحوه والده بتوجس، وحينما رأى على وجهه علامات قد اتفق معه عليها، نهض على الفور من على كرسيه، بينما يخبر جميع من حوله، بنبرة جامدة، حازمة و متحدية قائلا: 


- لقد حان الوقت، هيا بنا.


تلك كلماته لمن في الداخل من الحكماء، بينما في الخارج، أمام الجمع من شباب القطيع، حينما وصل إليهم هو صاح فقط بنبرة حماسية قائلا: 


- لقد بدأ وقت المعركة!! 


هتف الجميع صائحين بصوت عال خلف قائدهم المجيد، تحركوا بعدها سريعا من خلفه، الكل إلى حيث المركبة التي سوف يستقلها، الكبار كانت لهما السيارات، بينما الشباب اليافع من القطيع كانت هناك الدرجات النارية بكل تأكيد. 


تقدم ماثيو الجميع مستقلا دراجته النارية الخاصة به، تبعه بقية الفريق، هو يعلم الطريق إلى منزل تلك الساحرة و سوف يقودهم إليه، الليلة هي ليلة حسم تلك الشكوك التي حامت من حولها. 



مع طلب بضبط النفس، عدم لفت انتباه البشر العاديين من سكان البلدة، وصل الجميع إلى حيث منزل الساحرة موضع الصراع، ألتفت السيارات حول المنزل، بينما اقتربت الدراجات النارية أكثر من الباحة الأمامية له.


كان ماثيو أول من هبط من على دراجته، تركها، أشار للبقية أن يقوموا بحركة نفير، صدحت بعض الأصوات عالية، لتجذب سكان ذاك المنزل، وجعلتهم يهرعون إلى الخارج، ينظرون بنظرات قلقة وغير مصدقة لما يحدث أمام أعينهم في تلك اللحظة. 


نظرات روزي كانت أكثر من هلعة، خاصة حينما شاهدت زميلها فى المدرسة ذلك الشاب الذي يدعى ماثيو، هي خمنت في ما سبق أنه قد يكون فردا في عصابة ما! لكن أن تكون تلك حقيقة واقعة وها هو قد آتى اليوم مع باقي أفراد العصابة من أجل أن يهددها هي وعائلتها وربما يقومون بسرقتهم أيضاً. 


شعور من النفور والكره تحرك في داخلها نحوه، أرادت أن تعطيه لطمة على وجهه من أجل فعلته تلك، فوجئت بطاقة من الغضب تندفع داخل أوردتها جعلتها تسير بسرعة كبيرة نحوه، ترفع يدها عاليا، تهبط في ثانية واحدة على الصفحة القاسية لوجه ذلك الأبله المتغطرس الذي يقف أمامها كالغازي المنتصر وسط قوات جيشه المحتل. 


شهقات عالية صدحت في المكان، كان مصدرها العديد من الأفواه التي تابعت الموقف الذي حدث للتو، أما عنه هو، من تلقى تلك اللطمة على جانب وجهه الأيمن، بركان من الغضب أصبح يغلي بداخله، وجد نفسه بدون تحكم أو سيطرة على ذلك الغضب، تحول في ثوان لحقيقته الأصلية، ذئب ضخم الحجم، هائج و غاضب يود الفتك بمن حوله الآن. 


رغم تلك القوة التي اندفعت في داخلها فجأة إلا أن رؤية ذلك الشاب يتحول أمامها إلى ذئب ضخم الحجم جعلها تصرخ من الفزع، تهرع نحو الخلف بحركات خرقاء، كادت تقع أكثر من مرة، ليندفع شقيق والدتها و يسندها إلى جسده، يمنحها الحماية. 


صوت عال و هادر كان مصدره والده هو الذي جعله يتوقف عن ما ينوي فعله، هو كان سوف يقتلها حقا، لولا صياح والده فيه بنبرة حادة و زاعقة حينما قال: 


- ماثيو، توقف مكانك على الفور! عد إلى حالتك البشرية فورا، اوقف ذلك الغضب اللعين الذي تملك منك ماثيو!! 


لم يكن هو من يرفض اتباع أوامر قائد القطيع، حتى لو كان ذلك القائد هو والده، تماسك مرغما نفسه على العودة مرة أخرى إلى حالته البشرية بينما ماذا ينظر نحوها بنظرات لو كانت تقتل لكانت هي ميتة منذ زمن طويل بكل تأكيد. 


أما هي فلم تكن قادرة على التفوه سوى بكلمة واحدة: 


- أنه هو!! أنه هو!! 


آثار ذلك تعجب شقيق والدتها الذي أنصت إلى همسها الخافت ذاك ليسألها بنبرة متعجبة و قلقة قائلا: 


- ما الذي تقصدينه روزي بتلك الكلمات؟! 


أخذت تشير إليه بيدها بينما تعود للهمس مجددا، حينما أخبرته بنبرة يشوبها الذعر قائلة: 


- أنه هو ذلك الذئب الذي حاول مهاجمتي في الغابة، ماثيو هو ذلك الذئب!! 


لم يصدق ما يسمعه من روزي، لقد وصلت قمة الوضاعة بذلك الفتى الأحمق المتهور أن يحاول مهاجمة روزي ابنة شقيقته سافانا، لولا أن الأمر حساس ولا يتحمل المزيد من المشاحنات لكان أوسع ذلك الشاب ضربا على تخويفه لتلك الفتاة البريئة روزي! 



هناك شيء غامض بدأ يتضح إليه، هناك في المواجهة، حيث ذلك المنزل، بضعة أشخاص، كانوا أصدقاء له ولعائلته فيما مضى، لكنهم قد رحلوا منذ زمن طويل، والآن على ما يبدو عادوا مرة أخرى للبلدة لكن لم يقفون هناك بصحبة الساحرة ووالدتها؟! إلا إذا؟! 


الأمر ضربه في مقتل، لقد كانت تلك عائلة الساحرة وعلى ما يبدو هم سحرة أيضاً! لم يصدق ديفيد الأمر الذي توصل إليه للتو، "هل تم خداعه أو ماذا؟!" 

سأل نفسه بذلك بينما يرمق جميع من حوله بعدم تصديق. 


رؤيته لصديق قديم، رغم أنه أصغر منه بسنوات، لكنه كان معتادا على مشاركته اللعب في صغره، كانا يعدا أفضل أصدقاء رغم فرق السن الواضح بينهما، لكن حينما آن أوان الرحيل عن البلدة لم يستطع هو أن يبرر سبب رحيله ذاك.


وها هو يرى و جهه الحائر مرة أخرى، أراد أن يذهب إليه، يلقي التحية ربما، ثم يسأله ما الذي دفعه يأت لمهاجمة شقيقته سافانا وابنتها بتلك الطريقة وسط مجموعة من أتباعه. 


تقدم بخطوات سريعة رغما عنه، تلك كانت قوته، سرعة فائقة مع قوى سحرية بها، وصل إلى حيث يقف، وصل إلى سمعه صوت زمجرة عالية، كان مصدرها ذلك الشاب المتهور كما لقبه في مخيلته مرة أخرى. 


أستمع بعدها إلى طلب أبيه، بينما يأمره أن يعود أدراجه مرة أخرى، فهو خير قادر على تولي الأمر بنفسه، مما جعله يتراجع إلى مكانه مرة أخرى، وسط نظرات قلق و حيرة من الجميع من حولهم. 



حينما وصل ماثيو إلى جوار جميع أقرانه كان حان الوقت لغضب جوزيف أن يتحرر من معقله، لقد كتم غيظه وغضبه من أخيه لمدة طويلة، و ها هو على وشك الانفجار في وجهه حينما قال بنبرة ساخرة ومتهكمة: 


- محب للتباهي حقا!! ألم تستمع للقائد أكثر من مرة بينما يخبرك أن تكف عن أفعالك الحمقاء تلك و تهورك الذي ليس هناك من داع له، خاصة في ظل المشكلة التي نحن فيها يا أخي الصغير؟! 


فوجئ ماثيو بكلمات أخيه جوزيف الموبخة له أمام الجميع، هو يعلم أن أخيه يكن له بعض من الغيرة! لكن ليس هكذا أمام الجميع يبرزها في وجهه كخنجر مسموم ثم يطعنه به في قلبه!! هو لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة ليرد عليه كلماته تلك، الصدمة ألجمته، جل ما استطاع سماعه هو أصوات هامسة بالمواسة و المحبين له من أقرانه. 



بدأ حديثه بالترحيب، مثل أصدقاء قدامى تم جمع شملهم مرة أخرى، حينما هتف بصوت عال قائلا: 


- مرحباً ديڤيد، كيف هي أحوالك؟! أرى أنك لم تتغير كثيرا عن ما مضى، وكأن تلك السنوات التي مرت لم تترك أثرها عليك! 


كلماته جعلت ديفيد يضحك بصوت بينما يستمع إلى تملقه ذاك، هو يعلمه جيدا، لطالما اعتاد على فعل ذلك حينما يكون بحاجة لخدمة ما منه، حينها يكون أكثر من سعيدا لفعل الخدمة له، لكنه الآن يتسأل في نفسه ما هي الخدمة التي يحتاجها تلك المرة!! 


أنهى تلك الضحكات، أخبره بنبرة تحمل آثارها بينما يقول بنبرة ساخرة ومتهكمة:


- حقا يا رجل!! هل مازالت تتملق الأشخاص كما كنت تفعل فيما مضى؟! أم أنك اعتدت على فعل ذلك معي أنا فقط؟! هي أخبرني!! 


ضحكات ديفيد العالية جعلته يجفل قليلا، لكنه سرعان ما شاركه تلك الضحكات، هو يعلم ديفيد جيدا، ألم يكونا أصدقاء في الماضي، قبل فراقهم المحتوم، لكم يشتاق إلى تلك الأيام الخوالي التي كانا يتسكعان في شوارع البلدة يستقلان دراجتهما، يتسابقان، يمرحان معا في سعادة! 


لكن مع الأسف تلك الأيام قد ولت، كل واحدا منهم قد شب وله مهمة محددة في الحياة، والخوف من تعارض طرقهم هو دفع العائلة كلها للرحيل، لأنهم كانوا يعلمون جيدا أن عائلة الذئاب لن تتفق أبدا مع عائلة السحرة حتى لو كانوا غير مؤذيين بالمرة. 



ارض طرقهم هو دفع العائلة كلها للرحيل، لأنهم كانوا يعلمون جيدا أن عائلة الذئاب لن تتفق أبدا مع عائلة السحرة حتى لو كانوا غير مؤذيين بالمرة. 

حمل الان  / تطبيق حكايتنا للنشر الالكتروني واستمتع بقراءة جميع الروايات الجديده والحصريه
تعليقات